اسباب ضعف الدولة العثمانية
أصيبت الدولة العثمانية
بعدة عوامل ضعف أثرت على مسيرتها وتقدمها. وعلى الرغم من وجود عوامل خارجية ساهمت في
ضعف الدولة حتى في عهد القوة والتوسع، إلاّ أنها لم تكن مؤثرة في الدولة بقدر المؤثرات
الداخلية. يمكن إيجاز تلك العوامل الداخلية على النحو الآتي:
أ. البعد عن منهج
الإسلام الأصيل وجوهر الإيمان. الذي كان يميز الدولة العثمانية منذ قيامه، عندما كانت
العاطفة الإسلامية جياشة وقوية. فلما تبعتها التربية الإسلامية، والتدريب السليم للنظام
العسكري الجديد، كانت القوة وكان الفتح وكان التوسع. فلما ضعفت التربية الإسلامية زادت
أعمال السلب، والنهب، والفسق، والفجور. واستمر الانحراف، وظهرت حركات العصيان والتمرد،
وفقدت الدولة هيبتها
.
وقد تمثل ذلك في:
(1) الإهمال في العدالة والضبط وحسن السياسة، وسببه عدم تفويض إسناد الأمور
إلى أهلها الأكفاء.
(2) المسامحة في المشاورة والرأي والتدبير، وسببه العجب والكِبر في أهل الحكم،
واستنكافهم عن مصاحبة العلماء والحكماء.
(3) التساهل في التدريب، والضبط والربط، وسوء استعمال آلات الحرب عند محاربة
الأعداء، وسببه عدم خوف العسكر من الأمراء
(4) ثم رأس جميع الأسباب، وغاية ما في الباب، وهو طمع الارتشاء ورغبة النساء
.
ب. الترف الذي أدى
إلى الانغماس في حياة الفسق، بحيث أصبح السلاطين يقضون أوقاتهم في الملذات بين الحريم.
وانعكس ذلك على ضعف السلاطين وعدم قدرتهم على تسيير أمور الدولة وقيادة الجيش، مما
أثر بدوره على أوضاع الدولة.
ج. سيطرة العقلية
العسكرية، التي أدت إلى انتزاع الأمور بالسيف بدلاً من الدراسة، والتخطيط، والمناقشة.
د. فساد الإدارة:
حيث ترك السلاطين أمور الدولة لكبار موظفيهم، الذين انغمسوا في الفساد، فانتشرت الرشوة،
والمحسوبية، والاختلاس، وبيع الوظائف، وقام الولاة في الولايات بحركات انفصالية عن
كيان الدولة العثمانية.
هـ. الفساد، الذي
استشرى في صفوف الإنكشارية، التي كانت العمود الفقري للدولة في عهد القوة والتوسع.
و. الامتيازات الأجنبية:
التي مُنحت للأجانب في زمن قوة الدولة وازدهارها، ثم أصبحت حجر عثرة أمام الدولة العثمانية
في التقدم والارتقاء، وأصبح الأجانب، بتلك الامتيازات، يتدخلون في شؤون الدولة الداخلية،
ونجم عن ذلك خروج الرعايا عن أوامر الدولة. إضافة إلى ذلك، هناك الأسباب الخارجية،
التي تمثلت في تكالب الدول الصليبية على الدولة العثمانية وتوحدها، في كثير من الأحيان،
للقضاء عليها.
ز. تأخر الدولة عن
ركب الحضارة، بسبب عدم تمسكها بأسباب القوة، والتي تمثلت في تخلف أجهزتها العلمية والعسكرية
على وجه الخصوص. في الوقت، الذي كانت فيه الدول الغربية تكتشف كل يوم جديداً في حقول
المعرفة، والتي عرفت بالثورة الصناعية.
إرسال تعليق