السيطرة العثمانية
على بلاد الشام ، ان المماليك كانوا يحكمون
الجزء الغربي من المشرق العربي ويضم الشام
ومصر والحجاز واليمن وذلك منذ ان انتزع المماليك السلطة من الأيوبيين في القرن الثالث
عشر وبعد تغير طريق التجارة واكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وتحول تجارة اوربا من الشرق
الى هذا الطريق الجديد بدلاً من مرورها بمصر عانت الدولة المملوكية تدهوراً في اوضاعها
الاقتصادي والسياسية والاجتماعية لذلك فقد المماليك مورداً مالياً كبيراً يحصلون عليه
من الضرائب المفروضة على البضائع التي كانت تنقلها القوافل عبر اراضيهم وقد وقع عبء
هذا التدهور الاقتصادي على عائق الطبقات الشعبية الكادحة من اصحاب حرف ومزارعين اذ
فرضت السلطة المملوكية الضرائب الفادحة التي كانت موضع استياء الشعب انذاك.
هذا في الوقت الذي
اصبحت فيه النظم المملوكية في الادارة والجيش متخلفه عما كانت على النظم المملوكية
اذ كانوا يعتمدون نضام الفرسان، أما العثمانيون فقد طوروا نظامهم العسكري فصار مؤلفاً
من المشاة والمدفعية وهذا لنا سبب فشل المماليك في مواجهة الخطر البرتغالي خاصة اذا
ما عملنا ان البرتغاليين امتلكوا اساطيل كبيرة لم يكن للمماليك قبل بها، وهكذا قامت
الحرب بين الدولتين وجرت معركتها الحاسمة على ارض سوريا في سهل مرج دابق في 24 آب سنة
1516 م بالقرب من مدينة حلب وكان السلطان سليم الاول يقود الجيش العثماني اما الجيش
المملوكي فكان بقيادة السلطان قانصوه الغوري ( 1500- 1517) ووضع منذ اللحظة الاولى
للمعركة انه ليس ثمة تكافؤ بين الطرفين وخاصة في مجال التنظيم وادارة الحرب ونوعية
الاسلحة المعتمدة فالجيش المملوكي المرتكز على نظام الفروسية لم يستطيع وادارة الحرب
ونوعية الاسلحة المعتمدة فالجيش المملوكي المرتكز على نظام الفروسية لم يستطيع مقاومة
العثمانية بتنظيمها المتقن واستعمالها المدفعية واساليب القتال الحديثة كما كان لخيانة
قائدين للسلطان الغوري وهم خاير بيك نائب حلب وجان بردي الغزالي نائب دمشق وتبادلهما
الرسائل سراً مع السلطان سليم اثر كبير في هزيمة المماليك ومقتل السلطان الغوري وانسحاب
بقية القوات المملوكية المنهزمة الى مصر . دخل السلطان مدينة حلب في 28 آب 1516 وقد
قرأت الخطبة في مسجد الظاهر وصفه الخطب بانه (( ملك الحرمين الشريفين)).
فنهض من مكانه وقال
بل انا خادم الحرمين وقد بقي في حلب قرابة ثمانية عشر يوماً نظم فيها امور المدينة
وما حولها ثم توجه دمشق فوصلها في 27 ايلول وظل فيها ما يقارب شهور.
وقد ابقى السلطان
سليم النظام الاداري في الشام على ما كان عليه ايام المماليك اذا وجد بلاد الشام مقسمة
الى ست مقطعات تعرف كل واحة بأسم (نيابه)
وهي كما عين جان بردي الغزالي والياً على
دمشق ومد نفوذه على القسم الجنوبي من سوريا وحتى العريش وكأنه قسم بلاد الشام الى قطاعين
كبيرين احدهما شمالي دمشق ويشرف عليه حاكم حلب وثانيهما جنوبها ويشرف عليه دمشق.
لكنه لم يحاول ادخال
نمط التنظيم الاداري العثماني بكل تفاصيله في منطقتين جبليتين من مناطق بلاد الشام
احدهما المنطقة الجبلية وتظم سلاطيه وبهنسي وغيتاب وقعلة الروم وتسكنها قبائل تركية
وتركمانية لها عاداتها الخاصة وتنظيمها العشائري الذي ينسجم مع طبيعةة المنطقة الجبلية
وثانيهما منطقة جبل لبنان التي كان لها كذلك امراؤها الاقطاعيون من الماروبنين والدزوز
وكانوا يعيشون ايام الحكم المملوكي متنافسين متناحرين ويتمتعون باوضاع شبه استقلالية
ساعدتهم على دعمها مناطقهم الجبلية الوعرة لذلك رأى السلطان سليم ضرورة ابقاء المنطقتين
العثماني بروابط التبعيه.
Post a Comment