وصـــــايا وقواعـــد أخلاقية
وإليك أيها الحبيب بعض الوصايا والقواعد الأخلاقية والمختصرة من كتاب الأخلاق الفاضلة
1-      عامل الناس بمثل مَا تحب أن يعاملوك به، كما في الحديث الصحيح: «وليأت إلى الناس الذي يحبّ أن يُؤتى إليه»([394]).
2-      أحبّ للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تَكْرهُ لها، وقد قال ^: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»([395]).
3-      إذا أردت تهذيب نفسك فيمكنك مخالطة الناس: فما كرهت منهم من أخلاق فابتعد عنه؛ فإنهم يكرهون منك ما تكره منهم.
4-      لا تكتف بنقد أخلاق الآخرين وتنس نفسك، بل اشتغل بنقد نفسك أولاً، لأنك مكلف بها أولاً، ثم اشتغل في إصلاح الآخرين، وقد حذر الله تعالى من ذلك الخلق، قال تعالى: ? ?  ?  ?  ں     ں  ?  ?  ?  ?   ?    ?  ہ  ہ  ہ  ہ  ھ  ھ  ھ? [الصف: 2 - 3].
5-      تذكر أن عليك واجبات، كما أن لك حقوقاً، وليكن همك البحث عما عليك من واجبات وأدائها، فذلك شرط لتحصيل حقوقك.
6-      إذا أردت الاجتهاد في تحصيل الأخلاق الحميدة، فعليك أن تعلم فضلها وفوائدها في الدنيا والآخرة، لتعرف أي شيء تطلب.
7-      بإمكانك التعرف على حقيقة أخلاقك بالنظر إليها في الحالات الآتية: - إذا خلوتَ. – إذا غضبتَ. – إذا احتجتَ. – وإذا استغنيتَ. – وإذا قدرتَ.
8-              اعلم أن عليك أخلاقاً ينبغي أن تلتزم بها مع أعدائك، كما أن عليك أخلاقاً تلزمها تجاه أصدقائك.
9-      إذا ساءك تصرف أخيك تجاهك، فلا تسلم لما يهجم على قلبك مباشرة من تـخطئته ونقده والغضب منه، بل اتهم نفسك أولاً، وحاكمها، فلعلك المخطئ فإن لم يظهر لك خطؤك، فالتمس لأخيك عذراً لعل له عذراً وأنت تلوم.
10-         لا تلتمس لنفسك الأعذار في الأخطاء الصغيرة، فإنها طريق لما هو أكبر منها.
11-    لا يغررك حسنُ أخلاقك في الرخاء، حتى تُربِّ نفسك في أوقات الشدة والغضب وسائر الحالات التي تشتد فيها الحاجة إلى الأخلاق الفاضلة، فإن لم يطرد حسن أخلاقك في تلك الأحوال فاعلم أنه ليس لك كبير فضل في وقت الرخاء.
12-    لا تتـخذ لك أخاً بشرط أن لا يخطئ، وإذا أخطأ أخوك مرة، فأنهيت ما بينك وبينه، فكأن شرطك في أخوته أن لا يخطئ، فلن تجد لك أخاً إذن، وأنت أيضاً لا تصلح للأخوة بهذا الشرط، لأنك لست معصوماً، كما أن غيرك ليس بمعصوم.
13-    من الاستعداد لما يُنتظر أو يتوقع في الغيب، بعد التوكل على الله، وأخذ الأسباب المشروعة، توطين النفس على أسوأ الاحتمالات فإن ذلك مفيد جداً، لما فيه من التمهيد لقبول النفس لأقدار الله تعالى المؤلمة وتحملها.
14-    ينبغي أن تتعلم الأخلاق الفاضلة وذلك بدراستها نظرياً من مصدرها الصحيح، والتعود عليها عملياً بتطبيقها ومحاسبة النفس عليها دائماً، ومصاحبة أهلها.
15-    ولتعلم أن الدراسة لها نظرياً وحدها لا تكفي، والتطبيق لها مرة واحدة أو مرتين أو وقتاً قصيراً في حياتك، لا يكفي أيضاً، بل لابد من التطبيق المستمر والملازمة لها دائماً لتكون حقيقاً بوصفك بالأخلاق الفاضلة.
16-    الكرم والصبر والحلم والرحمة، ونحوها من الأخلاق، لا تأتي دفعة واحدة، كما أنها لا تدرك بسهولة، ولا تدرك في وقت قصير، بل تحتاج إلى وقت طويل، وإلى تدرج، ومران وصبر وتضحية، ولكنها أخلاق ضرورية نفسية، فتستحق أن يبذل فيها الثمن، والله المستعان.
17-    كن مع الناس كالنحل، الذي يقع على أحسن الزهور وأطهر الزروع، فيجتني منها ما يفيده، وما يخدم به الناس، ودع مساوءهم وأخطاءهم، ولا تكن كالذباب، الذي لا يقع إلا على أقذر الأشياء وينشرها في الناس ويؤذي بها الأحياء.
18-    يظن الحسود والنمام والمغتاب والفاحش البذيء، يظن هؤلاء جميعاً أنهم ينتقمون من الآخرين وينسون أنهم إنما يُلحقون الضرر بأنفسهم في الدنيا قبل الآخرة وفي العاجل قبل الآجل، إذ يعود عليهم ذلك الصنيع بأمراض النفس والبدن، وعذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
19-         أنت أعرف بنفسك، فلا تغتر بمدح الناس إذا مدحوك.
20-         أقصرُ الطرق لقضاء الحاجات، التوجه إلى الله تعالى.
وخلاصة الأمر إذا أردت اكتساب الأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الأخلاق السيئة فعليك باستعراض ما في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فما وجدت فيها من أوامر وتوجيهات إلهية فخذ به، وما وجدت فيها من نواهٍ فابتعد عنه.

Post a Comment

Previous Post Next Post