تأسيس ألحكومات والأسر
ألمحلية في الدول العربية
علي بيك ألكبير في
مصر
لقد عمل على بك الكبير
على تأسيس دولة قوية مزدهرة وتنفيذ فكرة احياء الطريق التقليدي بين الشرق الاقصى وأوربا
عبر مصر وعى لفتح طريق البحر الاحمر حتى السويس امام السفن الاوربية وقد اتخذ لتنفيذ
هذه الفكرة بعض الخطوات كان منها تقوية الجيش المصري وتجهيزه بالمدفعية للحيلولة دون
أي تدخل عثماني في شؤون كما توسع في جهات البحر الاحمر واتصل بشريف مكة وتحالف معه
واسرع في عقد معاهدة تجارية مع بريطانيا سنة 1771م وبموجب هذه المعاهدة اصبح الطريق
عبر البحر الاحمر ومصر الى اوربا مفتوحاً امام سفنهم.
اسرعت الدولة العثمانية
لتضع حداً لمطامع حاكم مصر الواضحة فسلطت عليه مملوكه المقرب وقائد جيوشه محمد بك ابو
الذهب فانتصر عليه وسرعان مانشب الصراع بين المماليك انفسهم على السلطة حيث اصبحت هناك
قوتان متنافستان منهم الاولى بزعامة ابراهيم بك والثانية بزعامة مراد بيك وقد استمر
هذا الصراع حتى حدوث الغزو الفرنسي لمصر عام 1798م.
آل ظاهر العمر في
فلسطين
في فلسطين ظهرت العديد
من القوى المحلية ، وكان من أبرز هذه القوى الشيخ ظاهر العمر في فلسطين وكان يعمل حاكماً
على صفد ووسع ممتلكاته سنة 1737 م بضم طبرية ونابلس ويافا والناصرة كما استولى على
عكا سنة 1750م وجعلها عاصة له واحتل مرفأ صيد سنة 1770م بعد ان تحالف مع حاكم جبل عام.
وقد صرف النظر عن
مدينة بيروت لان اميرها منصور الشهابي استرضاه بالمال. ومما ساعد ظاهر العمر على تحقيق
طموحه في الاستقلال عن الدولة العثمانية تحالفه مع علي بك الكبير حاكم مصر المملوكي
الذي لم يتواني بعد احتلاله الشام عن تقديم المساعدات العسكرية لظاهر العمر نال مساعدة
الاسطول الروسي الذي وصلت بعض قطعاته سواحل الشام عام 1773م.
استعانت الحكومة
العثمانية للقضاء على ظاهر العمر، بيوسف الشهابي حاكم جبل لبنان للوقوف ضد ظاهر العمر
ومحاولاته التوسعية على حساب السلطة العثمانية في الشام كما أوعزت للقائد العسكري احمد
باشا الجزار الالباني بالقضاء على حكم ظاهر العمر وتحركت من استانبول في الفترة ذاتها
نجدة بحرية ومحاصرة عكا وخلال
الحصار قتل ظاهر العمر وبذلك عادت السيطرة العثمانية
المباشرة على فلسطين وعين العثمانيون احمد باشا الجزار والياً على المنطقة الممتدة
من صيدا الى عكا، وقد عمد الى بناء اسطول بحري وجيش من المشأة كما اصدر قراره باحتكار
بعض المرافق التجارية لتغطية نفقات ولايته الضرورية وظل يحكم المنطقة قرابة ثلاثين
عاماً وبلغ اوج شهرته سنة 1799 حين نجح في انفاذ عكا من حصار الفرنسيين لها وايقاف
زحف نابليون بونابرت.
الجليليون في الموصل
استطاعت أسرة آل
عبد الجيل المعروفة بالنفوذ والثراء الواسع السيطرة على مقدرات مدينة الموصل بعد ان
قدمت للعثمانين خدمات كبيرة اثناء حروبهم مع الفرس. وتميزت مدينة الموصل خلال فترة
حكم الجليلين ( 1726 – 1834) بشخصية واضحة المعالم ثقافية واجتماعياً واقتصادياً. وبرز
من حكامها ولاة عديدون من ابرزهم الحاج حسين باشا الجليلي ( 1730- 1757) الذي قاد المقاومة
عندما تعرضت الموصل لحصار نادر شاه ( 1736- 1747) لها سنة 1743. وكان لذلك الموقف الاثر
الكبير في تقوية مركز الاسرة الجليلية لدى الباب العالي من جهة والتفاف الموصليين حولها
من جهة اخرى.
واجهت الاسرة الجليلية
ظروف الانقسام والتنافس بين افرادها بعد وفاة الحاج حسين باشا الجليلي ، ومع ذلك حافظت
الاسرة على سمعتها ومكانتها في استنابول نتيجة لاستمرارها في الوفاء بالتزاماتها المالية
للباب العالي من جهة، واستعدادها للمساهمة في الحملات العثمانية المواجهة لاخماد انتفاضات
العشائر العربية والكردية من جهة اخرى.
واخذت نهاية حكم
الجليليين تقترب بعد الثورة التي قامت ضدهم في مدينة الموصل وقادها العمريون نتيجة
احتكار الوالي يحيى باشا الجليل للحنطة وخزنها وبيعها باسعار باهضة ، وغير ان الجليليون
نجحوا بالقضاء على الثورة بمساعدة والي بغداد المملوكي داود باشا ( 1816 – 1813 م)
ولكن الموصليون ثاروا مرة ثانية وكتب الثوار الى الباب العالي يلتمسون توليه قاسم العمري
، وصدر الفرمان السلطان محمود الثاني للقضا على الاسر الحاكمة والعمل على تطبيق النظام
المركزي المباشر.
حاول يحيى باشا الجلل
العودة الى حكم الموصل بالتحالف مع صفوك شيخ عشائر شمر الجربا بعد ان سمع بمقتل الوالي
قاسم العمري – واحتل الموصل عام 1832 : الا ان على رضا باشا ( حكم بغداد ) تحرك سريعاً
وكلف القائد العثماني محمد اينجة بيرقدار بمهمة اعادة السيطرة العثمانية المباشرة على
الموصل والقضاء نهائياً على الحكم الجليلي
Post a Comment