أسرة آل العظم في
بلاد الشام
يأتي على راس الأسر
الحاكمة في بلاد الشام التي تعاظم نفوذها (( آل العظم)) وهي اسرة محلية اشتهرت في منطقة
معرة النعمان ، وقد توصلت الى حكم هذه المنطقة في الربع الاول من القرن الثامن عشر
وكان اسماعيل باشا العظم اول ولاة آل العظم في بلاد الشام وبوصوله الى حكم الشام عام
1725 يبدأ حكم آل العظم البلاد الشام، واستطاعوا بما توفر لهم من ثراء مادي شراء الدعم
لهم في استانبول التي اصبح الهم فيها وكيل يرعى مصالحهم ، واعتمد اسماعيل باشا على
قواته من المغاربة في تدعيم سلطته وأرض الرأي العام في أول ولايته بحمايتهم، وكما أرض
الرأي العام الديني ببنائه مدرسة وحماماً في سوق الخياطين ، وأمن سلامة الحج من البدو
، واتبع سياسة التوازن بين القوى في الولاية لتوطيد والأمن والاستقرار.
كما أنه وازن قبائل
البدو بعضها مع بعض، فأعترف بسلطة الشيخ راشد النعيم في منطقة صفد، وسلطة الشيخ جبر
في حوران ، وحين ازداد نفوذ الشيخ جبر طرده اسماعيل باشا الى منطقة الخليل، وأقام مكانه
الشيخ طاهر بن كليب، واستفاد اسماعيل باشا من هذا التوازن في تثبيت سيطرته على بلاد
الشام.
بلغ آل العظم درجة
كبيرة من القوة في المدة 1725 – 1730 ، إذ اصبح حكام ولايات الشام ، وطرابلس ، وحيداً
من ابناء هذه الاسرة ، وأمتد حكم آل العظم على المنطقة الممتدة بين حلب والعريش، وفي
عام 1730 ثار الانكشارية في استانبول احتجاجاً على هزيمة الجيش العثماني أمام القوات
الفارسية، وكان نتيجة هذه الثورة قتل الصدر الأعظم ونائبه والقبطان باشا ، فقد وكيل
آل العظم في استانبول الذي كان يعتمد على نائب الصدر الاعظم ، فضلاً عن ان الأدارة
في استانبول استاءت في اسماعيل باشا بسبب هجوم بدو الحجاز على قافلة الحج التي كان
اسماعيل العظم أميرها ، كما ان الدولة ترغ
في مصادرة اموال
آل العظم الكثير بسبب حاجتها التحويل حربها مع بلاد فارس.
لذلك عزلت الولاة
من آل العظم وصادرت أموالهم ، ولكن وفي العام التالي 1731 استطاع آل العظم استرداد
نفوذهم بسبب القضاء على زعماء الثورة واستعادة وكيلهم لبعض نفوذه ، وعودته مرة ثانية
لحماية مصالحهم.
وفي 1734 نجح سليمان
باشا العظم في الحصول على ولاية الشام (دمشق) التي استمر والياً عليها الى حين عزله
سنة 1738م.
بلغت سلطة آل العظم
وسطوتهم الذروة في بلاد الشام من حيث النفوذ والقوة في الفترة 1741 – 1757م خلال فترة
ولاية سليمان باشا العظم الثانية ( 1741- 1743 م) وولاية ابن أخيه أسعد باشا العظم
( 1743 – 1757م) وبدأ حكم الولاية وراثياً في هذه الاسررة.
إزدهرت الحالة الاقتصادية
في عهد آل العظم رغم معاناة السكان من استغلال، ويرجع سبب إزدهار الحالة الاقتصادية
الى ازدياد النشاط الاقتصادي بين التجار الفرنسيين المتمركزين على سواحل بلاد الشام
وتجار بلاد الشام وازدياد الطلب على المنسوجات الشامية، الى جانب تأمين قافلة الحج
في عهده شجع التجار على مرافقة قافلة الحج، فاستفادت بذلك دمشق من ازدياد النشاط التجاري.
إشتهر في ولاة آل
العظم في فترة ولايته، إخوته الذين تولوا الحكم في صيدا، وطرابلس ، ابراهيم باشا ،
وسعد الدين باشا ، ومصطفى باشا ، ولكن الأمور لم تدم لأل العظم ، فقد تغير الوضع في
استانبول، فقد توفي السلطات محمود الاول 1754م، واعتلى العرش السلطان عثمان الثالث،
فسعى اعداد اسعد باشا في استانبول على المكيدة له، حتى عزل في كانون الثاني 1757م،
كما استغلوا تعرض قافلة الحج في نفس العام 1757م الى هجوم البدو من بني صخر وشجعوا
السلطان على استغلال هذه الحادثة ، واتهام اسعد باشا ، ومصادرة ثروته الكبيرة التي
كانت الدولة بحاجة ماسة لها، ففعل السلطان ماشجع عليه، فكان القضاء على اسعد باشا ضربه
كبيرة لنفوذ آل العظم ، لم يستطع احد من هذه الاسرة أن يعود بها الى الدرجة التي وصلت
اليها في عهد اسعد باشا ، بسبب ضعف الاسرة من ناحية وانهيار سلطة ولاة الشام عامة،
وازدياد قوة ظاهر العمر وعلي بك المملوكي ، ثم احمد باشا الجزار من ناحية اخرى.
Post a Comment