نفي الوسطاء بين
العبد وربه في الاسلام
ومن خصائص العبادة
في الإسلام ألا واسطة بين العبد وربه عند تأديتها، فلا حاجة إلى توسيط رهبان ولا دجالين
ولا شفعاء، كما هو حادث في عبادات الأديان الأخرى والفرق المنحرفة التي تتـخذ وسطاء
بينها وبين الله تعالى، فالمسلم يتوجه مباشرة بصلاته ودعائه وسائر عباداته إلى الله
جل وعلا، القريب من عبده إذا دعاه،
وفي الحديث عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله ^ يوماً فقال: «يا غلام ألا أعلمك كلمات:
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله...»([254]).
وقد ورد في السنة
ما يدل على استجابة الله تعالى لدعاء وعبادة عبده إذا سأله دون وسيط، قال ^: «إذا مضى
شطر الليل أو ثلثاه يتنزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يعطى؟
هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح»([255]).
ولقد ضل الذين اتـخذوا
من المعبودات ما تقربهم إلى الله سواء كانت أصناماً أو ما يسمون بالأولياء والأئمة
يجعلونهم واسطة بينهم وبين الله تعالى،
فالعبادة في الإسلام
صلة مباشرة بين العبد وربه، فليس فيها وساطة مخلوق مهما كانت منزلته عند ربه، ولو كان
من أنبياء الله تعالى، فعجباً لمن اتـخذوا الزنادقة والعرافين والكهان والمجاذيب وأصحاب
القبور من الصالحين والمنحرفين وسطاء بينهم وبين الله تعالى.
والعبادة في الإسلام
لا يشترط فيها ما ابتدعه اليهود والنصارى من توسيط الهيكل وتقريب الكهانة، وتقديم إتاوات،
وهذا لا نجده في الإسلام؛ فالإسلام لا يعترف بطبقة كهنوتية تحتكر لنفسها تعليم الدين
وإقامة شعائره من دون الناس ولا بطبقة أو أفراد يكونون وسطاء بين العبد وخالقه، وما
ورد عن بعض الفرق والطوائف اتـخاذ وسطاء وشفعاء بينهم وبين الله، فإنما هو مما تأثروا
به من الديانات الوثنية واليهودية والنصرانية المحرفة وليست أفعالهم من الإسلام في
شيء.
إرسال تعليق