يمكننا تحديد عاملين أساسين في بروز ازمة المثقف و انتشارها و هما :
العوامل الداخلية:
1- تضيق
الحريات العامة (حرية التعبير ، حرية البحث العلمي ، حرية التنقل ، حرية الإعلام و
الاتصال..) في البلدان العربية
.
2- انعدام
الطبيعة الديمقراطية في المجتمعات العربية سواء تلك المتعلقة بالحاكم و المحكوم أو
تلك المتعلقة بالمعاملات اليومية بين الأبناء و الأولياء
3-شعور أغلبية المثقفين بالإحباط و بالعزلة نتيجة التهميش المقصود
من طرف السلطة الحاكمة.
4-الرغبة لدى بعض المثقفين في الحصول على مراتب في السلطة أو
الاقتراب من مواقعها أدى إلى عدم الالتزام و الوفاء العلمي و الفكري لدى بعض
المثقفين.
5-تعفن المناخ السياسي و
سيادة الفوضى الثقافية .
6-التباين في المستويات
المعيشية بين المجتمعات العربية أدى إلى عدم
توازن الطبقة الثقافية ففي الوقت الذي
يعاني بعض المثقفين من الحرمان و العجز على تلبية حاجاتهم الاجتماعية ، البعض منهم
في بلدان أخرى يعيش في رفاهية مترفة أدت إلى سيادة السلوك الاستهلاكي مقابل ركود
فكري و ثقافي .
7-هجرة المثقفين من كتاب و فنانين و جامعين إلى الدول الغربية
لتحقيق طموحاتهم الفكرية و العلمية
و تحسين واقعهم المعيشي.
8- انتشار الأمية و غياب الوعي لدى فئات كبيرة من المجتمع العربي
صعب في دور المثقف و عقد مهامه .
9- سيادة
الأفكار و القيم التقليدية بين أوساط الفئات الشعبية جعل صنف المثقفين بالخبرة هم
السواد في المجتمع
10 - عدم الالتزام و الولاء للثقافة المحلية لدى بعض المثقفين ولد
أزمة أخلاقية بينهم و بين المجتمع الذي ينتمون إليه مقابل
التمسك بالقيم و الأفكار الغربية و اتهام
الأفكار و القيم الموروثة بأنها سبب تخلف هذه المجتمعات.
العوامل الخارجية:
1- الضغوطات
الخارجية الممارسة من طرف الدول الغربية و المؤسسات المالية و السياسية و الثقافية
الدولية بمحاولة فرض القيم و النماذج الغربية على هذه الدول مما يؤدي إلى استصغار
الأفكار و الأبحاث المحلية .
2- الغزو
الثقافي في إطار العولمة عن طريق فتح المدارس الأجنبية و تدعيمها مقابل اتهام
المدارس الوطنية بالتخلف و الفشل في مسايرة التغييرات العالمية.
3- الإغراءات
التي تقدمها المؤسسات الأجنبية للطبقة المثقفة المحلية من باحثين و جامعيين من اجل
الاستفادة من خدماتهم و تحسين صورتها لدى هذه الشعوب.
4- الاهتمام
الأجنبي بكتابات و أبحاث المفكرين العرب و تقديم تسهيلات مالية للنشر و الترجمة و
حوافز تشجيعية مقابل تدعيم نموذجها الاستغلالي .
و كخلاصة لذلك فإنه من
خلال ما سبق من أراء المفكرين و الكتاب حول أسباب تدهور دور المثقف العربي نعتقد
أن أهم هذه الأسباب تتباين بتباين شخصيات المثقفين أنفسهم ، منهم من تعود أسبابه
إلى عوامل ذاتية تتعلق بالمثقف ذاته منها اهتمامه بالناحية الفردية و الذاتية و
إهماله للجماعة و العامة و انغماسه فيها ، و منهم من ربط علاقته بالسلطة بالتداعي
أمامها و مدحه لها قصد الحصول على امتيازات خاصة ، ومنهم من ترجع أسبابه إلى حالة
التغريب التي ينتهجها و التي أصبحت ملازمة له دوما في كتاباته و أفكاره وسلوكاته .
إلى جانب
بعض الأسباب التي توصف بأنها بيئية مثل انعدام الحرية الفكرية ، و الديمقراطية و
حق الكتابة و الكلام.
إرسال تعليق