هناط  أزمة حقيقية متعددة الأبعاد يعيشها المثقف العربي حالت دون تمكنه من فرض وجوده و نشر أفكاره و قد حددها د.زكي نجيب محمود في ثلاثة أبعاد :
1- محاولة المثقف في الجمع بين طرفين متضادين ثقافة موروثة، وثقافة غربية معاصرة اكتسابها و ونشأ بين أحضانها تجعله بعيد عن المبادرات الإبداعية.. .
2- أزمة أخلاقية و سلوكية نتيجة التناقض بين المبادئ التي يعلنها، و السلوك المتبع و الذي يطلق عليه بالنفاق القبيح...
3- أزمة تتعلق بمجال العلوم و مناهجها ، بين الأخذ بالعلم عمليا دون دراية و الشك فيه نظريا تحت دعوى التراث.
هذه الوضعية دفعت العديد من المفكرين و الكتاب و الباحثين إلى الاهتمام بهذا الموضوع للبحث في أسباب هذه الأزمة فقد برزت العديد الأسباب منهم من يردها إلى انعدام مناخ حر للكتابة و التعبير ، ومنها ماهو متعلق بالمستوى التعليمي للمجتمع في حد ذاته إلى جانب بعض العوائق الاقتصادية و المادية التي تعوق المثقفين على نشر أفكارهم و تحصيل أفكار جديدة بسبب عدم توفر إمكانيات النشر و الترجمة .
و قد كانت لمساهمة المفكرين في هذا الجانب دور في تحدي أسباب هذه الأزمة فقد أرجعها المفكر حامد ربيع إلى هروب المثقفين من وظيفتهم الحقيقية في التقييم و النقد و الرفض ....... و النقل الأجوف عن الفكر الغربي دون فهم حقيقي لهذا الفكر ، إلى جانب ذلك تبعية المثقف للسلطة ... أما عالم اجتماع اللبناني سمير خلف فقد حددها في :
1- انعدام الحوار الحقيقي و غياب تقاليد راسخة للاجتماع في حلقات ثقافية منظمة نتج عنه تفتت و تفرق طبقة المثقفين
2- ارتباط المثقف العربي بتفكير الأجداد و المراكز التقليدية لأنها تجعل لهم قيمة اجتماعية و تشعرهم بالأمن و الطمأنينة اكبر من أي منظمة أخرى.
3- انعدام حرية التفكير في المجتمعات العربية.
4 - زحف جماعات التكنوقراطين على مواقع السلطة في المجتمع مما أدى إلى ضعف تأثير فئة المثقفين في المجتمع .
أما د. علي الدين هلال: فيرجعها إلى مشكلة انقسام الجماعات الثقافية إلى جماعتين جماعة ذات تعليم ديني و جماعة ذات تعليم مدني مما يؤدي إلى الاغتراب الفكري....
ما الدكتور احمد خليفة فيرى : في انه لا يمكن الحديث عن مثقفين داخل مجتمع غير مثقف بسبب انعدام صلة الفهم و التفاهم التي تمكنهم من القيام بدورهم...

Post a Comment

أحدث أقدم