بعض الكتاب يصنفون المثقفين في البلاد العربية إلى اصناف مختلفة بحسب المنطلقات الايديلوجية و الاتجاهات الفكرية التي يعتقدونها منها تصنيف د معن خليل عمر حيث صنف المثقفين إل صنفين :
صنف أرياف المثقفين : وهم المتصفوف  بالجمود الفكري و المعرفة السطحية و الضيق في الرؤية الثقافية بسبب الانعزال وعدم القدرة على التحدي و الدخول في العمليات الصراعية و التفاعل معها بسبب الخوف من التغيير مما تجده يقبل بالتبعية و الاستسلام و يحافظ على الأفكار الجامدة و يدافع عليها و قد حدد هذا الصنف في اربع نماذج هي :
1- المثقف ذو منطلق موقفي: و هو المتميز بمواقفه الدقيقة تجاه ثقافة مجتمعه و تجاه الثقافات الأخرى و التي من خلاله يحدد هدف المثقف و مركزه الخاص من المثقفين في مجتمعه.....
2-المثقف ذو المنطلق السلطوي : هذا الصنف ينتشر بكثرة في المجتمعات العربية بحيث يعمل على استحواذ أعمال و تجارب و أفكار الآخرين و ينسبها لأفراد لم يساهموا في طرحها أو استعمالها....
3-المثقف ذو المنطلق الادعائي : يعبر هذا النموذج على المثقفين الذين يدعون بالتخصص في ميادين أخرى دون تخصصهم الأصلي....
4-- المثقف ذو المنطلق الموقعي : و هو يعرف أيضا باسم المثقف المختص الذي يداهن المواقع الإدارية و المعرفية لكي يصل إلى مستويات إدارية و معرفية رفيعة مدافعا عن السلطة تابعا منصاعا لأوامرها دون أن يفيد مجتمعه أو يثري المعرفة بشيء....
صنف حواضر المثقفين: و هم أصحاب المنطلقات الصريحة و القادرين على الدخول في العمليات الصراعية و الإسهام فيها و قيادتها عن طريق كتاباتهم و توجيه الصراع للصالح العام و ليس الخاص بما تملكه من رؤية واسعة للأحداث الفردية
و الاجتماعية و هم أربعة نماذج:
  1- نموذج ذو منطلق تفاعلي: وهو المثقف المطلع على ثقافات غير ثقافة مجتمعه مقارنا ذلك مع ثقافة مجتمعه مبرزا أوجه الاختلاف و التشابه بينهما و حقق تفاعلا بين خبراتهما و أهدافهما .
2- نموذج ذو منطلق نقدي : اي الشخص الذي رصد المشكلات و الظواهر و الوقائع الاجتماعية و السياسية و الثقافية
 و ثبت سلبياتها و قدم علاجا لها ثم قومها و لم يكتف بنقدها.
3- نموذج ذو منطلق إنساني : و هم المثقفين الذين تحرروا من عصبياتهم الضيقة و تحيز اتهم و خصوصياتهم الشخصية المحلية
و عبروا عن مجتمعهم .
4- نموذج ذو منطلق إجرائي: أي المثقف الذي يخدم الناس من خلال موقعه دون تقديس المناصب الإدارية، و يعمل على إزالة المعوقات البيروقراطية لكي تتحقق أهداف و غايات الناس . 
  ويرى د.معن خليل عمر أن هذه النماذج الأربعة تنتعش كلما قل الوعي الثقافي في المجتمع و تنحسر كلما زاد الوعي الثقافي داخله لأن الوعي الثقافي يرتفع مستواه كلما زاد احتكاك المجتمع مع المجتمعات المغايرة له في الثقافة المدنية و الأكثر تقدما و تطورا منه.
 أما  تعليقه على هذه الأصناف بأنها لا تمثل الحالات الإبداعية الخلاقة بل تمثل حالات جامدة و منعزلة تعمل على عزل و إقصاء المثقفين الحقيقيين أصحاب المواقف الواضحة و الصريحة في مواجهة مشكلات المجتمع عن طريق الموضوعية و التحليل و التقييم و الالتزام بعيدا عن الغنى المادي السريع و تقديس المواقع الإدارية و السلطوية.

Post a Comment

أحدث أقدم