الرواية وآدابها وكيفية ضبطها
1- تمهيد:
المراد " بكيفية سماع الحديث " بيان ما ينبغي وما يشترط فيمن يريد سماع الحديث من الشيوخ سماع رواية وتحمل ،ليؤديه فيما بعد لغيره ،وذلك مثل اشتراط سِنٍّ معينة وجوباً أو استحباباًِ .
والمراد " بتَحَمُّلِهِ " بيان طرق أخذه وتلقيه عن الشيوخ والمراد " ببيان ضبه " أي كيف يضبط الطالب ما تلقاه من الحديث ضبطاً يؤهله لأن يرويه لغيره على شكل يُطْمَأنُّ إليه .
وقد اعتني علماء المصطلح بهذا النوع من علوم الحديث، ووضعنا له القواعد والضوابط والشروط بشكل دقيق رائع. وميزوا بين طرق تحمل الحديث ، وجعلوها على مراتب ، بعضها أقوى من بعض ، وذلك تأكيداً منهم للعناية بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وحسن انتقاله من شخص إلى شخص ، كي يطمئن المسلم في طريقة وصول الحديث النبوي إليه ، ويوقن أن هذه الطريقة في منتهي السلامة والدقة
2- هل يُشْترَطُ لتحمل الحديث الإسلام والبلوغ ؟
لا يشترط لتحمل الحديث الإسلام والبلوغ على الصحيح لكن يشترط ذلك للأداء   ـ كما مر بنا في شروط الراوي ـ وبناء على ذلك فتقبل رواية المسلم البالغ ما تحمله من الحديث قبل إسلامه ، أو قبل بلوغه ، لكن لا بد من التمييز بالنسبة لغير البالغ .
وقد قيل انه يشترط لتحمل الحديث البلوغ، ولكنه قول خطأ، لأن المسلمين قبلوا رواية صغار الصحابة كالحسن وابن عباس وغيرهما من غير فرق بين ما تحملوه قبل البلوغ أو بعده .
3- متى يُسْتَحَبُّ الابتداء بسماع الأحاديث؟
أ) قيل يستحب أن يبتدئ بسماع الحديث في سن الثلاثين وعليه أهل الشام .
ب) وقيل في سن العشرين ، وعليه أهل الكوفة .
ج) وقيل في سن العاشرة ، وعليه أهل البصرة .
د) والصواب في الإعصار المتأخرة التبكير بسماع الحديث من حيث يصح سماعه، لأن الحديث منضبط في الكتب.
4- هل لصحة سماع الصغير سن معينة ؟
أ) حدد بعض العلماء ذلك بخمس سنين، وعليه استقر العمل بين أهل الحديث.
ب) وقل بعضهم: الصواب اعتبار التمييز، فان فَهِمَ الخطاب، ورَدَّ الجواب، كان مُمَيَّزا ً صحيح السمع وإلا فلا.

Post a Comment

Previous Post Next Post