الآثار الإيمانية
والتربوية للزكاة في حياة المسلم
1 ــ زيادة الإيمان في قلب المزكي، فإن إخراج الزكاة
فيه طاعة الله وامتثال لأمره، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
2 ــ تزكية المزكي ظاهراً وباطناً، أما تزكية باطنه
فذلك أن إخراجَ الزكاة إخراجٌ للمزكي نفسه من الطمع والجشع والإمساك، وكلها أمراض قلبية
وصفات مذمومة شرعاً، فانتشاله منها تطهير لباطنه، وفي حديث أنس رضي الله عنه قال: أتى
رجل من تميم رسول الله ^فقال: يا رسول الله! إني ذو مال كثير وذو أهل ومال، وحاضرة،
فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق؟ فقال رسول الله ^: «تـخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك،
وتصل أقرباءك، وتعرف حق المسكين والجار والسائل»([268]).
وأما تزكية الزكاة
للمزكي ظاهرا ولماله فذلك أن أداءها من أسباب دوام المال ونموه وازدياده، وفي استمراره
في الغنى عناية لظاهره.
3 ــ تطهر النفس من داء الشح ورذيلة البخل، فالشح
آفة نفسية، ومن محاسن الزكاة الحميدة التصدي لهذه الآفات وتطهير النفس منها.
4 ــ تربية المسلم على البذل والسخاء والإنفاق في
مجالات أخرى، كيلا يقتصر إنفاقه على الزكاة، وامتدح الله المنفقين وجعلها من صفات المؤمنين،
خلق الله الإنسان
على حب الدنيا، والركون إليها وبما أن هذه الدنيا فانية، فقد جاءت الزكاة لعلاج القلوب
من حب الدنيا، والسمو بها إلى التعلق بالآخرة التي لا تفنى.
5 ــ تطهير المزكي من الآثام والمعاصي،
6 ــ النجاة من النار
ودخول الجنة، وإرث نعيمها، فالزكاة من الأعمال الصالحة، وصالح العمل سبب من أسباب دخول
الجنة بإذن الله تعالى،
7 ــ مضاعفة الأجور، وتكثير الثواب، وزيادة الحسنات،
8 ــ الفوز برحمة
الله،
9 ــ الفلاح والسعادة،
10 ــ الأمن من أهوال يوم القيامة كالخوف والفزع
والهلع، فمن المعلوم أن يوم القيامة أهوال وشدائد وكروب ومواقف عصيبة، والإنسان في
أمس الحاجة وقتئذ إلى كل ما ينقذه من الموقف، فإما جنة أو نار، فتأتي الزكاة لإنقاذه
مما هو فيه بكشف ما نزل به وصرف المخاطر المحدقة به، ولا شك أن الزكاة من الإيمان ولا
يتحقق الإيمان الواجب إلا بها
11 ــ ما فيها من التعاطف والألفة وسد حاجات المحتاجين
وفي ذلك يقول (بريشابنكمرت) أحد المهتدين الجدد للإسلام واصفاً بعض محاسن الزكاة في
الإسلام فيقول: «لم أجد ديناً وضع للزكاة تشريعاً شاملاً كالإسلام، والمجتمع الإسلامي
الذي يحرص على إخراج الزكاة يخلو من الفقر والحرمان والتشرد، إنني أتصور لو أن العالم
كله اهتدى إلى الإسلام لما بقي على ظهر الأرض جائع أو محروم»([270]).
إرسال تعليق