الآثار الإيمانية
والتربوية للصلاة في حياة المسلم:
1- صيانة
المسلم من الشياطين التي لا قِبَل له بها.
2- راحة
البال وهدوء الفكر وواحة الأمان من الهم والغم والقلق، ويترتب على هذا طمأنينة النفس
واستقرار القلب، وكانت قرة عين النبي (ص) في الصلاة وكان إذا حزبه أمر فزع إليها وأكثر
منها.
3- لذة
مناجاة الله تعالى، والسعادة بالوقوف بين يديه، والالتذاذ بذكره والشعور بالقيام بالواجب
العظيم ويصف أحد الغربيين رؤيته لخشوع المسلمين ومناجاتهم لله في صلاتهم بإعجاب فيقول:
«ولقد تأثرت عميق التأثر بالخشوع الذي يبدو على هؤلاء المصلين».
4- تربية
النفوس على الصبر وتحمل المشاق والصبر على طاعة الله تعالى، ففي القيام بالوضوء والغسل
في أوقات البرد الشديد، والخروج إلى الصلاة عند انخفاض درجات الحرارة أو ارتفاعها فيه
ما يعود النفس على الصبر
5- لما خُلق الإنسان ضعيفاً كان في أمس الحاجة إلى
تقوية صلته بالعزيز الجبار، ليقويه ويجبر ضعفه ويسدد خطاه، والصلاة تقوي صلة الإنسان
بربه وتقربه إليه، ففي الحديث الصحيح: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا
من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم»([259]).
6- ديمومة
صلة الإنسان بربه، فتوزيع الصلاة بين أوقات الليل والنهار يجعل المرء دائم الصلة بربه.
7- زيادة
الإيمان، فالصلاة أشبه ما تكون بمحطة يتزود فيها المصلى من الطاقة الإيمانية بما يعينه
على شق طريقه في الحياة على نور من الله.
8- والصلاة
نور في القلب، ومن الآثار التبعية لاستنارة القلب انشراح الصدر واستنار الوجه وظهور
البهاء والبهجة عليه، لحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ^:
«والصلاة نور»([260]).
قال النووي: «وقيل:
معناه: أنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضاً على وجهه
البهاء، بخلاف من لم يصل»([261]) وقال الشيخ ابن عثيمين: «أي نور في القلب، وإذا استنار
القلب استنار الوجه وانشرح الصدر، و
وبسببها يصبح المسلم
طيب النفس، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ^ قال: «يعقد الشيطان
على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، يَضربُ كلَ عقدة مكانها: عليك ليل طويل
فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عُقَدُهُ
كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»([263]).
9- ومن
محاسن الصلاة المساعَدة في حل المشكلات النفسية للمرء، فهي (من أكبر العون على الثبات
في الأمر)([264]) وإذا حزب الإنسانَ أمرٌ وضاق عليه فإنه يفزع إلى الصلاة، وذلك لأن
القلب يستنير بالصلاة، فيستنير الوجه وينشرح الصدر، ويجد الإنسان الدنيا أمامه سعة
لا نهاية لها([265])، قال تعالى: ? ?
? ?? ?
? ? ?
?? [البقرة: 45].
10- ومن الآثار التربوية للصلاة، أنها تربي النفس
على طاعة الخالق، وتعلم العبد آداب العبودية وواجبات الربوبية، بما تغرسه في قلب صاحبها
من قدرة الله وعظمته وبطشه وشدته ورحمته ومغفرته .
11- ومن محاسن الصلاة ما فيها من الأخوة والتآلف،
ففي اجتماع المصلين خمس مرات في اليوم والليلة ما يشير إلى التآخي والاتحاد واتفاق
الكلمة واجتماع الأمر.
12- ومن محاسنها ما فيها من معنى المساواة، ومحاربة
التمييز لاسيما العنصري أو الطبقي، لأن الفقير يقف بجانب أخيه الغني بلا تمييز بينهما،
وكذا الخادم وسيده، ليوقن الجميع أنهم عند الله سواء، فلا تفاضل إلا بالتقوى.
وقد كانت هذه المساواة
في الصلاة عند وقوفهم في صف واحد من الأمور التي شدت انتباه وإعجاب الكثير من الغربيين
بل كان ذلك المنظر سبباً في إسلام عدد منهم، يصف الدكتور (ليتر) هذا الحال بإعجاب فيقول:
«وفي المساجد ترى المساواة التامة بين المسلمين، فلا يوجد فيها مقاعد خاصة لأحد، ولا
يوجد منظر أبهج ولا أرهج من منظر جماعة من المسلمين وهم خاشعون صامتون([266]) .
فلا وجود للتفرقة
داخل المسجد، لا كما تفعل الكنيسة النصرانية والكنيس اليهودي من وجود كراسي محددة للرهبان،
ثم من يليهم من طبقات المجتمع، ثم عامة الناس، وبعض الطبقات لا يسمح لهم بالجلوس في
مقدمة الكنيسة أو وسطها، بل يخصص لهم مكانٌ في القسم الأخير من الكنيسة، وهو ما يُسمى
(بالنارتكس) أو الرواق([267]).
إرسال تعليق