الاهتمام بالفئات ذوي الاحتياجات الخاصة
     يزداد الاهتمام في الوقت الحالي بموضوع التربية الخاصة التي تسهم في تقديم الخدمات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة حيث ان هذاً الاهتمام يساعد على تحقيق المبادئ المتعلقة بالتعليم للجميع وتساوي الفرص وحقوق الإنسان والمشاركة في حياة المجتمع والعدالة الاجتماعية وقد ساعدت الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة على اكتساب مهارات كانت تعد فيما مضى غير قابلة للتحقيق

     ولكن مع كل هذاً الاهتمام بالفئات ذوي الاحتياجات الخاصة الا ان الفئة القائمة على تعليم هذة الفئات لم تنل نفس الدرجة من تسليط الضوء والاهتمام كالتي نالتها الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من حيث الجانب النفسي والمشكلات والضغوط النفسية التي يتعرضون لها والتي ثبت من خلال الدراسات ان لها تاثير على انجاز وكفاءة الفرد في المهن الحيوية في المجتمع كالتدريس مثلاً. حيث تركز الاهتمام بمعلمي التربية الخاصة في مجال رفع مستوى كفاءاتهم باستمرار.
 
     وبما ان المؤسسات التعليمية والمدرسة يعدون من أهم المرافق التعليمية نظراً للدور الكبير الذي تؤديه في استثمار الطاقات البشرية ويعد معلم التربية الخاصة أهم ركائز هذه المؤسسة ولاسباب شتى تبرز معوقات تحول دون قيام المعلم بدوره كاملاً الأمر الذي يسهم في إحساسه بالعجز عن القيام بواجبه بالمستوى الذي يتوقعه منه الآخرون وإذاً حدث ذلك فإن العلاقة التي تربط بين المعلم وتلميذه تأخذ بعداً سلبياً له آثار مدمرة في العملية التربوية كلها ويؤدي هذاً الاحساس بالعجز مع استنفاد الجهد الى حالة من الإنهاك والاحتراق النفسي .(البطاينة والجوارنة,2004)

     من هنا برزت الحاجة الى تسليط  الضوء على موضوع الاحتراق النفسي الذي يعد إحدى نتائج الازمات النفسية الخطيرة على الكوادر البشرية العاملة في مؤسسات التعليم بشكل عام, والتي تؤثر سلبياً في الجانب الاجتماعي, والصحي, والنفسي للأفراد الذين يعانون منها و الذين يفترض فيهم القيام بعملهم بطرائق تتسم بالفاعلية . (الجمالي,2003)

     ان الضغوط النفسية كما يرى بعض الباحثين بشكل عام تعتبر سمة من سمات الحياة فهي في بعض مستوياتها قد تكون مطلوبة ان لم تكن ضرورية وذلك لحفز الفرد ودفعه الى الانجاز وتحقيق النجاح غير ان زيادتها عن الحد المناسب قد تفضي الى مشاكل يصعب حلها لما لها من آثار سلبية على الصحة العقلية والبدنية ذلك ان عدم الاهتمام بحالات الضغوط النفسية بشكل مناسب قد يؤدي الى تفاقم الوضع وحدوث حالات الاحتراق النفسي ومن هذاً المنطلق فإن الاحتراق النفسي ينظر إليه باعتباره المحصل النهائي للضغوط النفسية. (البتال,1999)

     إذ تشير كلمة الاحتراق إلى مجموعة ردود الفعل العضوية للعوامل الفيزيائية والنفسية وعوامل التهديد والعدوان التي تؤثر على التوازن العضوي الداخلي.

     ومن هنا تأتي الدراسة الحالية لتتناول موضوع مستوى الاحتراق النفسي لمعلمي التربية الخاصة مقارنة بالمعلمين العاديين في ضوء عدد من المتغيرات الديموغرافية في المدارس والمراكز والمؤسسات ذات العلاقة في مملكة البحرين.

من أهمية الدور الذي يقوم به معلمو ذوي الاحتياجات الخاصة فهم محور العملية التربوية في هذه المؤسسات والجمعيات لذلك يجب الاهتمام بهم وإعطاؤهم كل عناية إذ إن معلم ذوي الاحتياجات الخاصة كأي إنسان له قدراته وحاجاته وهي قابله للنمو ولكنها قابله للتوقف أيضا عندما تهمل وترتبط الحاجات بالقدرة والرغبة في العمل وانعدام التوتر والاحتراق النفسي ولا يمكن ضمان رضا العامل في العمل واستمرار مشاركته في المؤسسة وحفزة على زيادة إنتاجيته ما لم يتم تحديد ما يدركه كحاجات له وايجاد الفرص لاشباعها وتحقيق الظروف المناسبه لتخفيف حدة الضغوط والاحتراق والقضاء على مسبباته .

     كما تستمد هذه الدراسة أهميتها ايضا من كونها الدراسه الاولى في حدود علم الباحثة التي تتعرض لظاهرة الاحتراق النفسي لدى معلمي التربية الخاصة مقارنة بالمعلمين العاديين في مملكة البحرين.

     يضاف الى ذلك تخدم نتائج هذه الدراسة إدرات المدارس والمراكز والمؤسسات والمخططين للعملية التربوية ومتخذي القرار في مجال التعرف على مصادر الاحتراق النفسي لدى معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة مما يمكنهم من اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة هذه الظاهرة والحد من انتشارها ومعالجة الاسباب الكامنة وراءها.

Post a Comment

أحدث أقدم