اهمية الموارد البيولوجية الطبيعية
تقع دولة الكويت في أقصى شمال
غرب الخليج العربي بين خطي عرض ¢30 °28 و ¢05 °30 شمالاً وخطي
الطول ¢33 °46 و ¢30 °48 شرقاً، ويحدها من جهة الشمال
والشمال الغربي العراق، ومن الجنوب والجنوب الغربي المملكة العربية السعودية، وإلى
الشرق الخليج العربي، واجمالي المساحة 17.818كم2. ويبلغ عدد سكانها حوالي 3.5 مليون نسمة تعداد عام2009.كما تضم تسعة جزر. تتميز الطبوغرافيا فيها بأنها منبسطة، حيث يبلغ
أعلى ارتفاع 271م في جنوب غرب البلاد. ومن أهم المعالم
الطبوغرافية وادي الباطن والذي يمتد على طول الحدود الغربية مع العراق. ومرتفعات
جال الزور والتي يبلغ أقصى ارتفاع لها حوالي 145م تمتد على حوالي 80كم من
شمال شرق الأطراف إلى بحره والحدود الشمالية لجون الكويت. كما يوجد العديد من
الوديان التي تنحدر معظمها باتجاه الشمال الشرقي.اما المسطحات الطينية فتتواجد
بنطاق واسع في شمال شرق البلاد.اما المناطق الداخلية فهي عبارة عن سهول حصوية يكسوها
غطاء ضئيل جدا من الأعشاب والشجيرات.
يتسم المناخ العام لدولة الكويت بالمناخ
الصحراوي ذو الحرارة الشديدة والجفاف في فصل الصيف والبرودة في فصل الشتاء، ويبلغ
المتوسط السنوي لسقوط الأمطار حوالي 111مم، وتتطرف درجات الحرارة حيث تكون في فصل
الصيف مرتفعة للغاية، وكثيرا ما تتجاوز
45° مئوية خلال شهري يوليو وأغسطس. اما في فصل الشتاء فتبلغ من20° مئوية أثناء
النهار ثم تنخفض سريعاً ليلا وخاصة في المناطق المكشوفة. ومعدل الرطوبة عال عموما ماعدا
شهري مايو ويونيو وحتى يوليو وغالبا ما يتجاوز 90 ٪ في أسبوع من شهر أغسطس،
هذاوتتكرر الرياح الموسمية
والمثيرة للغبار والعواصف الرملية بشكل عام على مدار السنة.
لقدادركت دولة الكويت
اهمية الموارد البيولوجية باعتبارها موردا حيويا وجزءا لا يتجزأ من التراث الطبيعي
لما لها من امكانات ذات القيمة العالية لتحقيق فوائد مستدامة، لذا بادرت على التوقيع على
اتفاقيه التنوع البيولوجي CBD في
مؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنميةUNCED في ريو دي جانيرو فى يونيو 1992 وانضمت لها كدولة طرف في 2002.
توفر النظم الإيكولوجية البحرية والصحراوية موردا مهما ومستديم (مثل الاغذيه والعلف والألياف، والقيم
الجمالية وفرص الترفيه) وبالتالي فهي قيم ذات أهمية تجارية واجتماعية. ولكن بسبب الظروف
المناخية القاسية لدولة الكويت وخصوصا خلال فصل الصيف، جعلت النظام الصحراوي فيها
يظهر متجردا من غطائه النباتي بسبب خمول معظم النباتات المعمره، ومع ذلك، وخلال
مواسم الأمطار (الربيع والشتاء) تلبس الصحراء عباءة خضراء غنية بالعديد من
النباتات والحيوانات. وفي المقابل نرى أن البيئة البحرية بالكويت وكجزء من الخليج
العربي الواقع ضمن الإقليم الاستوائي الهندي من المحيط الهاديء تتميز بوفرة وتنوع
الأنواع والكائنات والعديد من البيئات منها مناطق للاراضي الرطبة والاسماك
والسلاحف والشعاب المرجانية.
إن المحافظة على
التنوع الإحيائي خاصة في المناطق الجافة وشبه الرطبة (القاحلة)، مثل الكويت، حيث
النظم الإيكولوجية الهشة والموارد الطبيعية المتجددة شحيحة. وعلاوة على ذلك، تصبح
مثل هذه النظم الإيكولوجيه الهشة مدمرة عند تعرضها للكوارث، واكبر مثال على ذلك
قضية غزو العراق سنة 1990. لقد كان للغزو العراقي
على البيئة الكويتية أثار سلبيه بعيده المدى . فإلى جانب تفجير و تدمير أكثر من
700 بئر نفطي و انسكاب النفط الخام في البيئات البرية و البحرية و تلوث الهواء من
الحرائق المشتعلة فان حركه الآليات العسكرية و انتشار الألغام و الاسلحه و بناء
الخنادق العسكرية كان لها أثار سلبيه على التربة و الأراضي لما نجم عنة من تلوث
للتربة بالنفط وتكسير وتفتيت للتربة وتدمير للغطاء النباتي والقضاء على
الحيوانات البرية. و هذه الجوانب لها أضرار بعيده
المدى و أضرار صحية و أضرار بيئيه مازال العمل جاريا من عده جهات حكوميه في
دراستها .
تهديدات غير
مباشره مثل:
- أدى تطوير المدن السكنية
والصناعة والسياحية في دولة الكويت ومشاريع التنمية الى فقدان الكثير من البيئات
وخاصة في المناطق الساحلية والمناطق البرية التي تتمتع باحتوائها على تنوع
بيولوجي غني.
- تغير المناخ وآثارة على التنوع البيولوجي وبهذا الصدد سيتم
إعداد خطة وبرامج للتخفيف والتكيف مع الآثار الناتجة عن تغير المناخ في مجال
المحافظة على التنوع البيولوجي في دولة الكويت.
يعتمد
تواجد الانسان أساساً على التنوع البيولوجي لذلك يجب الحفاظ على القدرة الإنتاجية
للنظم والموارد البيولوجية لذلك قامت دولة الكويت بوضع استراتيجية وطنية وخطة عمل
الهدف منها هو وضع اعتبارات التنوع البيولوجي في دائرة التخطيط القومي وعملية
التنمية وذلك من خلال توعية جميع القطاعات الوطنية والتأثير عليها، وتهدف أيضاً
إلى خلق إطار عمل لسياسة متماسكة تدعم الحفاظ على التنوع البيولوجي، والاستخدام الأمثل
للموارد البيولوجية في دولة الكويت.
يتسع
نطاق استراتيجية التنوع البيولوجي في دولة الكويت ليشمل الحماية وإعادة البناء
والتأهيل والاستخدام الأمثل والعادل ، والبحث الدوري وكذلك رصد التنوع البيولوجي
في دولة الكويت. وبما أن الاستراتيجية تغطي العديد من المواقع والاهتمامات، فليس
من المتوقع ان تقوم هيئة واحدة او إدارة بتحقيق جميع أهداف المحافظة على التنوع
البيولوجي. التطبيق الفعال لهذه الاستراتيجية يعتمد على مستوى عال من الدعم
السياسي ودمج وتوافق سياسات وتشريعات القطاعات المختلفة وكذلك التنسيق الفعال بين
الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.
ولكن
هناك بعض العراقيل التي تعترض عملية تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية مثال على ذلك:
- آثار
الغزو العراقي عام 1990 للكويت والتي أدت الى حرق وتفجير أكثر من 780 بئراً
نفطياً وانسكاب النفط الخام في البيئة الفطرية وتلوث الهواء من الحرائق المشتعلة،
وكذلك حركة الآليات العسكرية وانتشار الألغام وحفر الخنادق العسكرية كان لها
آثاراً سلبية على التربة والأراضي والغطاء النباتي والتنوع الحيواني الى يومنا
الحالي.
- ضعف
آليات التنسيق بين الجهات الحكومية وغير الحكومية المسئولة عن شئون البيئة.
- النقص
الحاد من المتخصصين في حماية النباتات الفطرية.
- ضعف
القدرات البشرية والفنية اللازمة لإدارة الجوانب
المختلفة لمواضيع التنوع الأحيائي.
هناك عدة قطاعات
بالدولة تهتم بالتنوع البيولوجي وهم الهيئة العامة للبيئة، الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة
السمكية، جامعة الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وهي الجهة المسؤولة بشكل
رسمي عن الإدارة والمحافظة والأبحاث في مجال التنوع البيولوجي في دولة الكويت. كما
وتقوم المنظمات غير الحكومية مثل جمعية حماية البيئة ومركز العمل التطوعي في
الكويت أيضا بالسعي لحفظ وإدارة التنوع البيولوجي.
اما من امثلة التقدم الذي تم احرازه نحو بلوغ هدف التنوع البيولوجي لعام
2010فهم كالاتي:
-
قامت الكويت بإنشاء
محميات طبيعية للحفاظ على التنوع الاحيائي للدولة تغطي ما يعادل2 % من المساحة
الإجمالية لدولة الكويت وايضا تم اقتراح إقامة محميات مقترحة جديدة تصل في مساحتها
ما يعادل 20% من إجمالي مساحة دولة الكويت وتقديمه الى مجلس الامة لاصدار قانون
بها .
-
تم إعداد وتنفيذ العديد
من المشاريع الخاصة بحماية التنوع الأحيائي ومنها:جمع وتقييم وإكثار
الأنواع الرعوية المحلية في الكويت و إنشاء وحدة تكنولوجيا البذور.
-
ضمن
مشروع إعادة تأهيل مسيجي الشقايا وأم القرين يتم إعادة توطين الأنواع المنقرضة
والمهددة بالانقراض من النباتات الفطرية وخاصة نبات العرفج، الرمث والغردق وكل
نبات فطري يمكن زراعته بنجاح.
-
إطلاق
العديد من الكائنات الحية المهددة في محمية الشيخ صباح الأحمد الطبيعية (مثال :
غزلان، طيور، ذئاب وغيرها).
-
قام
المركز العلمي الكويتي في المساهمة بعملية الاكثار في الآسر للكائنات الفطرية(مثال
: الوشق والثعالب وغيرها).
إرسال تعليق