الضغوط النفسية والاحتراق النفسي
هنالك شي من اللبس والغموض يكتنف الكتابات التي تطرقت
لموضوع الاحتراق النفسي وعلاقته بالضغوط النفسية ويمكن ان يعزى ذلك الى التداخل في
تعريف المصطلحين.
لقد تناول نيهاوس هذا الموضوع وميز بين الضغوط النفسية
والاحتراق النفسي ملاحظاً أن الاحتراق النفسي هو انعكاس للضغوط النفسية الذي لا
يقتصر عليها دون سواها ومن ابرز الخصائص المميزة للاحتراق النفسي التي توصل لها
نيهاوس هي:
اولاً: ان الاحتراق النفسي يحدث نتيجة لضغوط العمل
النفسية المتمثلة في تضارب الادوار وغموضها وازدياد حجم العمل وظروف العمل واحواله
التي تنطوي على بعض المخاطر.
ثانياً: ان الاحتراق النفسي يحدث في معظم الاحيان لدى
المعلمين الذين يلتحقون بالمهنة برؤية مثالية مؤداها انهم لابد ان ينجحوا في
مهنتهم.
ثالثا: هنالك صلة وثيقة وعلاقة تناسبية متبادلة بين
الاحتراق النفسي والسعي الى تحقيق المهام التي يتعذر تحقيقها.(في الرشيدي,1999)
وقد راى الكثير من الباحثين ان هناك علاقة
متبادلة ووثيقة بين المصطلحين على الرغم من عدم تطابقهما فقد ذكر فاربر ان الضغوط
النفسية يمكن ان تكون ايجابية او سلبية وبالمقابل فان الاحتراق النفسي يكون دائما
وابداً سلبياً كذلك يرى فاربر ان الاحتراق النفسي في احوال كثيرة لا يكون نتيجة
للضغوط النفسية المحضة أي لمجرد حدوث الضغوط النفسية وانما يكون نتيجة للضغوط
النفسية التي لا تحظى بالاهتمام ولا تجد المساندة الضرورية على الوجه الذي يؤدي
الى تلطيف آثارها والحد من مضاعفاتها .(المرجع السابق)
ولابد من الإشارة إلى عدد من النقاط التي
توضح الاختلاف بين حالة الاحتراق النفسي وحالات أخرى مشابهة:
·
على الرغم من أن التعب أو التوتر المؤقت قد يشكل
العلامات الأولية لهذه الحالة إلا إن ذلك ليس كافياً للدلالة عليها وبخاصة إذا
كانت قصيرة الأجل فالاحتراق النفسي يتصف بحالة من الثبات النسبي فيما يتعلق
بالتغيرات السلبية.
·
يختلف الاحتراق النفسي عن التطبيع الاجتماعي حيث يغير
الفرد سلوكه واتجاهاته نتيجة للتفاعل مع الآخرين الذي يمكن أن تترتب عليه مظاهر
سلوكية سلبية إذا كان الوسط الاجتماعي الذي يحدث فيه ذلك التفاعل يدعم التصرفات
غير البناءة أما بالنسبة للاحتراق النفسي فان سلوك الفرد هو محصلة ردود الفعل
المباشرة للتعرض لمصادر الضغوط في بيئة العمل.
·
حالة عدم الرضا وما قد يصاحبها من غياب للدافعية في
العمل لا تعتبر احتراقاً نفسياً ومع ذلك ينبغي أخذها بعين الاعتبار لان استمرارها
يؤدي إلى الاحتراق النفسي.
·
الاستمرار في العمل لا يعتبر مؤشراً يعتمد
عليه في إصدار حكم بغياب الاحتراق النفسي فالفرد ربما يستمر في عمله بالرغم مما
يعانيه من احتراق نفسي لأسباب متعددة منها على سبيل المثال عدم توفر فرص للالتحاق
بأعمال أخرى.(عسكر,2000)
Post a Comment