التجربة
الاردنية الحكومة الالكترونية:
إن مفهوم e-government هو تحدي كبير أمام كافة
مؤسسات الدولة ، وهو يعني الانتقال من العمل الحكومي التقليدي إلى نقلة نوعية
تكنولوجية حديثة ومتطورة ، ولكن قبل البدء بالتنفيذ يجب أخذ النقاط التالية بعين
الاعتبار:
-
إن
تحويل الحكومة إلى حكومة إلكترونية يحتاج الى تمويل كبير واعادة هيكلة لبعض
المؤسسات الحكومية.
-
إن
تطبيق الحكومة الإلكترونية يحتاج إلى سن مجموعة من التشريعات والقوانين التي تضمن
تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية بكفاءة وفعالية للحفاظ على حقوق المتعاملين بها.
-
بناء
نظام مراقبة متكامل لتشجيع المستثمرين وقطاع الأعمال للتعامل مع الحكومة بفعالية ،
وخلق بيئة ملائمة وآمنة لتحفيزهم على التطور في مجال الأعمال الإلكترونيةe-businesses
) )
-
إن
40% من القوى البشرية العاملة في الأردن تتواجد في القطاع الحكومي ، وعند تطبيق
الحكومة الإلكترونية فان ذلك سيوفر الوقت والجهد في العمل ، مما يعني الاستغناء عن
عدد كبير من موظفي الدولة.
-
إن
تطبيق e-government يعني العمل الحكومي بمفهوم
One big internet لذلك يفضل أن يبدأ ذلك
بمراحل وبشكل تدريجي بعد أن يتم تحديد المؤسسات الحكومية التي ستدخل ضمن مفهوم
الحكومة الإلكترونية.
-
اكبر تحدي يواجه أي دولة بصدد الدخول في e-government هو التداخل بين المؤسسات
من ناحية المعلومات وطبيعة الأعمال.
الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في هذا
المجال وبخاصة تجربة دبي.
(5) التجربة السودانية والحكومة الالكترونية:
لقد بدات فكرة الحكومة الالكترونية في السودان عام 1992 وذلك من خلال تصور
الشبكة الالكترونية الذي تم تقديمه من خلال ورقة مبدئية قدمت في مؤتمر الشبكة
القومية للمعلومات في يوليو 1992 وتم نشره في مجلة الدراسات الاستراتيجية وهو ضمن
الاوراق المعروضة في هذا الكتاب. لقد بذل جهد كبير منذ ذلك الوقت من ادارة
المعلومات في مجلس الوزراء لتصميم الاستمارات المعلوماتية المبدئية للحكومة
الالكترونية وتعريف المستخدمين علي مستوى الولاية والمركز بهذه الاستمارات كما
قامت شركة بيت البرامج ببرمجة هذه التصاميم واخيرا توج هذا الجهد بانشاء الشبكة
القومية للمعلومات والتي تسعى سعيا حثيثا لجعل هذه التصورات امرا واقعا فقامت تلك
الادارة باقتناء بعض المخدمات وربطها بالوزارات المركزية والحكومات الولائية كما
قامت بعمل عدة اجتماعات لتوعية الاداريين ولتعريف الفنيين بالمشروع واجازت مشاريع
القوانين المنظمة ونشطت الجهات الفنية ودربت
المسئولين علي المهارات الاساسية ابتداء من رأس الدولة .
هذا من جانب المعلوماتية اما من جانب البنية
التحتية فقد انشئت خلال هذه الفترة شركة سوداتل وتم ربط اغلب مدن السودان بالالياف
البصرية وقدمت خدمات مناقلة البيانات عبر التقنيات المختلفة مثل Data
cloud كما
انشئت سودانت وقدمت خدمات الانترنت وسهلت استخداماتها للمؤسسات وللافراد وفي
الجانب الاقتصادي قامت الدولة باعفاء الضرائب الجمركية عن اجهزة تقانة المعلومات
وشجعت تخصصات علوم الحاسوب ونشر ثقافة المعلوماتية منذ مرحلة التعليم العام.
هنا لا بد من ملاحظة هامة وهي ان الحكومة السودانية لم تستفد من العون
الاجنبي والدعم الدولي وخاصة دعم مشروع الامم المتحدة الانمائي كما استفادت منه
دول اخرى مثل مصر والاردن وسوريا والامارات وغيرها من الدول بل تم توجيه هذا الدعم
في دراسات تحليلية وفي انظمة غير مناسبة لتوجه الحكومة الالكترونية.
إرسال تعليق