الالتزام التنظيمي
     إن الالتزام التنظيمي يتمثل في ردة الفعل لدى الموظف تجاه خصائص المنظمة الفندقية التي ينتمي أليها ، كما يعني إحساس الموظف بارتباطه بأهداف وقيم الفندق والدور الذي يقوم به لتحقيق هذه الأهداف والالتزام بالقيم الوظيفية من اجل المنظمة وليس من اجل مصالحه الخاصة (Billy, et al , 2006, 37-39). وفي دراسة أخرى ينظر إلى الالتزام التنظيمي باعتباره نوع من التوافق بين أهداف الفرد والمنظمة الفندقية على حد سواء ، فالعامل الذي يؤمن بأهمية أهداف الفندق غالبا ما يتولد لديه إحساس إيجابي وولاء له ورغبة قوية في البقاء في العمل (Meyer, et al, 1993, 16). كما ينظر إلى الالتزام التنظيمي كمفهوم متعدد الأبعاد ترتبط به عوامل ومخرجات ومضامين مختلفة لإدارة الموارد البشرية ، وهذا التعدد يعود إلى أن العديد من الموظفين داخل المنظمة الفندقية لهم أهدافهم الخاصة بهم وليس من الضروري اشتراك العاملين في هدف واحد ، وعلية يتضح أن هناك أبعادا للالتزام التنظيمي وليس بعدا واحدا . واشهر الدراسات التي صنفت الالتزام هي دراسة (Allen & Meyer , 1990, 19 ) حيث يتكون نموذجهم للالتزام من ثلاثة أجزاء وهي الالتزام العاطفي والمعياري المستمر ؟، وفيما يلي توضيحا لكل بعد من هذه الأبعاد:
1. الالتزام العاطفي :  
يشكل هذا النوع من الالتزام بأنه الارتباط العاطفي والشعور القوي بالانتماء والاندماج والمشاركة في المؤسسة الفندقية . وبهذه الطريقة يتطلب الالتزام العاطفي ثلاثة مجالات : (1) تشكيل الارتباط العاطفي بالفندق ، (2) الشعور القوي بالانتماء إليه ، (3) والرغبة في الاحتفاظ بالعضوية التنظيمية (  Allen & Meyer , 1990, 24  )  ، والموظف سيطور ارتباطه العاطفي بمؤسسة ما عندما يتعرف على أهدافها ، وعندما تتطابق قيم الموظف مع قيم المؤسسة الفندقية ويكون الموظف قادر على تشرب قيم وأهداف المؤسسة وتبنيها . وبهذا ، فان هناك اندماج نفسي في المؤسسة وافتخار بالانتساب إليها والارتباط بها ، وبالتالي فان الموظفين ذوي الالتزام العاطفي القوي يظلون في أعمالهم لأنهم يريدون ذلك.
2. الالتزام المستمر :
يعتمد البعد الثاني من أبعاد الالتزام على نظرية الرهان لبيكر  Becker. حيث تفترض هذه النظرية انه عندما يبقى الأفراد في العمل في أي مؤسسة لفترات زمنية طويلة فإنهم يبنون الاستثمارات والتي تشتمل على الوقت والجهد الوظيفي والمهارات المكتسبة والمزايا والمكافأة التي تثنيهم عن السعي للحصول على عمل بديل في منظمة فندقية أخرى. لذا فان الالتزام المستمر هو شكل من أشكال الارتباط السيكولوجي مع الفندق الذي يعكس أدراك الموظف للخسارة التي يمكن أن يعاني منها فيما لو قرر ترك العمل (Kazlauskaite, et al, 2006, 300-304) ، وعليه فان الالتزام المستمر يتطلب من الموظف إدراك الوعي بحجم التكاليف والخسائر المرتبطة بترك المؤسسة الفندقية . ومن ثم تشكل هذه الرابطة الرئيسية للموظف مع الفندق وقراره البقاء فيه جهدا مبذولا للاحتفاظ بالفوائد والمنافع واستمرارية الحصول عليها ، بينما يعتقد آخرون بان هذا النوع من الارتباط يشكل ارتباطا وفق مبداء الصفقة ، فالموظفين يحسبون استثماراتهم في الفندق بناء على ما قدموه للفندق وما الذي سوف يكسبونه إذا استمروا معه . فمثلا قد يختار الفرد ألا يغير مكان العمل بسبب الوقت والمال المرتبط بخطة التقاعد الخاصة بالمؤسسة ، عندها فان هذا الموظف يمكن أن يشعر انه سوف يفقد الكثير جدا إذا ترك هذا الفندق ، فضلا عن أن الخوف من فقدان هذه الاستثمارات سوف يدفع الأفراد إلى تطوير الالتزام المستمر بسبب الافتقار إلى البدائل (Caruana & Calleya, 1998, 109-110) ، بينما بين آخرون إلى أن التزام الفرد هذا يمكن أن يعتمد على مدركاته لخيارات العمل المتاحة خارج الفندق . يحدث هذا عندما يبداء الموظف يعتقد أن مهاراته غير قابلة للتسويق ، مثل هذا الموظف يمكن أن يشعر انه مقيد بمؤسسته الحالية . لذا فان الموظفين ذوي الالتزام المستمر العالي يظلون في أعمالهم لأنهم يحتاجون إلى ذلك (Fulford, 2005, 75-77).
3. الالتزام المعياري :
البعد الثالث من الالتزام التنظيمي هو الالتزام المعياري والذي يعكس الإحساس في الاستمرارية داخل الفندق ، وغالبا ما يعزز هذا الشعور الدعم الجيد من قبل الفندق لمنسوبيه ، والسماح لهم بالمشاركة والتفاعل الإيجابي ، ليس فقط في كيفية الإجراءات وتنفيذ العمل ، بل المساهمة في وضع الأهداف والتخطيط ورسم السياسات العامة للتنظيم . فالموظفون الذين لديهم مستوى مرتفع من الولاء المعياري يشعرون أنه يجب عليهم البقاء مع الفندق ، فضلا عن أن العديد من الباحثين ينظرون إلى الالتزام المعياري من زاوية أخلاقية ويسمونه  التزام أخلاقي ، فالموظف يقوم بتطوير هذا النوع من الالتزام بعد أن يكون الفندق قد استثمر فيه ، فعندما يبداء الموظفون يشعرون بان الفندق انفق الكثير من الوقت والمال في تطورهم وتدريبهم فإنهم يستطيعون مقابلة ذلك أو تعويض الفندق من خلال الاستمرار بالعمل لديها ( Lam & Zhang , 2003, 215-218 ) ، بشكل عام يكون الالتزام المعياري أكثر احتمالا عندما يجد الأفراد العاملين انه من الصعب إعادة الاستثمارات التي أنفقتها عليهم المنظمات الفندقية . ويرى العديد من الباحثين وفق ذلك أن الالتزام المعياري يشكل التزاما أخلاقيا وعلى ذلك فان الموظفين ذوي الالتزام المعياري العالي سيظلون في أعمالهم لأنهم يشعرون بان عليهم التزاما بذلك (Allen & Meyer , 1990, 22-23).

Post a Comment

أحدث أقدم