تأجيل
الاعمال إغراء خبيث .
غالبًا ما يكون من يؤجلون أعمالهم متفائلين بصورة ملحوظة – فيما
يتعلّق بقدرتهم على إنجاز العمل ضمن الوقت
المحدد. وغالبًا ما يترافق هذا مع تأكيدهم أن كل شيء تحت السيطرة. ولذلك، فلم يأت الوقت بعد لبدء إنجاز العمل. فمثلاً، قد يقدّر أحدهم
أن كتابة تقرير ما يحتاج إلى خمسة أيام، ولديه الآن خمسة عشر يومًا، وهو وقت طويل،
ولا حاجة بالتالي لأن يبدأ العمل الآن.
مثل هذا الإحساس الخادع يجعل الوقت يمر. وفي وقت معين، يتجاوز الموعد الذي قدرّه كي
يبدأ العمل، يكتشف فجأة أن الأمور ليست تحت السيطرة، ولم يعد هناك وقت كافٍ لذلك. وعندها يوجّه جهده
لإنجاز المهمة، وتمثل هذه الإندفاعة الفجائية مصدرًا للإحساس الخاطئ "لا أعمل
إلا تحت الضغط". في الواقع، وفي هذا الوقت،
يتقدم الإنسان في انجاز العمل؛ لأنه لا يملك خيارًا آخر. صحيح أنه يتقدم في العمل،
لكنه فقد حريته، وأرهق عقله وجسمه.
وبالإضافة إلى التفاؤل فإن هناك صفات
أخرى قد تميّز الذين يؤجلون مثل:
- ثقة متدنية بالذات. قد يعاني مَنْ يؤجل أعماله الشعور بتدني الثقة بنفسه، وتدني تقديره لها. فقد يصر على مستوى عالٍ من الأداء، مع شعوره أنه غير كفؤ، أو عاجز عن تقديم انجاز فعلي في ذلك المستوى.
- مشاغلي الكثيرة. قد يعمل مَنْ يؤجل أعماله على لفت انتباه الآخرين لكثرة مشاغله، وكأنه يقول: لا أستطيع القيام بكذا وكذا؛ لأن أموري معقدة جدًا ومطالبها عديدة، وهذا هو السبب في تأخري، ... إلخ. وفي الواقع، فقد يقضي مَنْ يؤجل أعماله وقتًا كبيرًا في تبرير تأجيله، وهو وقت كان يمكن استغلاله في إنجاز العمل.
- العناد. قد يكون التأجيل تعبيرًا عن العناد والتفاخر؛ كقولك: لا تتوهم أنك قادر على دفعي إلى العمل متى تريد. فأنا سأقوم بما عليّ عمله عندما أقرر وأكون مستعدًا لذلك.
- السيطرة. قد يُستخدم التأجيل في محاولة السيطرة على سلوك الآخرين؛ كقولك: لا يمكنهم أن يبدؤوا إن لم أكن هناك. لكنّ الواقع يشير إلى أن التأجيل المقصود يغضب الآخرين كثيرًا.
- التأجيل بصفته وسيلة للتكيف للضغوط. يصعب غالبًا معالجة التأجيل؛ إذ إن سلوك التأجيل يصبح مع مرور الوقت طريقة في التكيف مع الأعمال اليومية الضاغطة. وعليه، فمن الأسهل أن تجد عذرًا، أو أن تؤجل القيام بالعمل.
- ضحية محبطة. غالبًا ما يشعر المُؤجِّل أنه ضحية؛ فهو لا يفهم لماذا يُؤجّل، أو لماذا لا يُنجز أعماله كالآخرين.
ومن أسباب التأجيل:
- الصعوبة. يبدو العمل صعب الإنجاز. فنحن بطبيعتنا نتجنب الأعمال الصعبة لصالح ما يبدو لنا سهلاً.
- إضاعة الوقت. يتطلب إنجاز العمل مددًا طويلة من الزمن، وهي مدد لا تتوافر إلا في عطلة نهاية الأسبوع.
- نقص المعلومات أو المهارات. لا يحب أحد ارتكاب الأخطاء؛ لذا، سأنتظر حتى أتعلّم كيفية تنفيذ العمل قبل البدء به.
- المخاوف: سيعرف الجميع أخطائي ونقاط ضعفي.
والعلاج بسيط للخروج من إغراء
التأجيل:
تصرف تمامًا عكس ما كنت تتصرف سابقًا، وقل لنفسك: ليس العمل
بهذه الصعوبة، ولن يأخذ الكثير من الوقت. أنا متأكد أني أعرف كيف أنفّذه، أو أنني
أستطيع تعلّم ذلك في أثناء إنجازه. لا أحد يهتم؛ لأن الكل مشغول بشؤونه الخاصة.
Post a Comment