مراحل
إدارة الأزمة: Crisis Management Phases
تمر
معظم الأزمات بخمس مراحل أساسية، وإذا فشل متخذ القرار في إدارة مرحلة من هذه
المراحل فإنه يصبح مسئولاً عن وقوع الأزمة وتفاقم أحداثها.
اكتشاف
إشارات الإنذار المبكر: Signal
Detection
عادة
ما ترسل الأزمة قبل وقوعها بفترة طويلة سلسلة من إشارات الإنذار المبكر: أو
الأعراض التي تنبئ باحتمال وقوع الأزمة، وما لم يوجه الاهتمام الكافي لهذه
الإشارات فمن المحتمل جداً أن تقع الأزمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن كل أزمة ترسل
إشارات خاصة بها، وقد يصعب التفرقة بين الإشارات الخاصة بكل أزمة على حدة، وعلى
سبيل المثال فقد تكون الكتابة على الجدران أو في بعض الأماكن الخاصة مثلاً تعبيراً
عن غضب في صدور بعض العاملين، أو ربما لا تحمل هذا المعنى إطلاقاً، وربما تعني
زيادة عدد أعطال الآلات فجأة إشارة إنذار مبكر لعمليات تخريب داخلي متعمد، أو ربما
تكون نتيجة لوجود عيوب في المواد تحت التصنيع.
وقد
لوحظ أن المديرين بالمنظمات المستهدفة للازمات Crisis
Prone على
درجة عالية من المهارة في حجب إشارات الإنذار التي تتنبأ بقرب وقوع الأزمات، بينما
يتوافر لدى المديرين في المنظمات المستعدة لمواجهة الأزمات Crisis Prepared مهارات عالية في الشعور بأية إشارات حتى وإن كانت خافتة والأسوأ
من ذلك أن المديرين بالمنظمات المستهدفة للازمات لا يتعمدون حجب إشارات الإنذار
فحسب ولكنهم يعاقبون حملة الأخبار السيئة، وشعارهم:
2 / 4
/ 2 – الاستعداد والوقاية: Prepatation
/ Prevention
يجب
أن يتوافر لدى المجتمع الاستعدادات والأساليب الكافية للوقاية من الأزمات، ويؤكد
ذلك على أهمية إشارات الإنذار المبكر، لأنه من الصعب أن تمنع وقوع شيء لم تتنبأ أو
تنذر باحتمال وقوعه، إن الهدف من الوقاية يتلخص في اكتشاف نقاط الضعف في نظام
الوقاية بالمجتمع، وهناك علاقة بين التنبؤ بالأزمات وبين الاستعداد والوقاية منها،
إذ تعتبر الزلازل والحرائق والسيول وانهيارات المباني القديمة أهم الكوارث التي
تتعرض لها الدول، حيث انعكس ذلك على خطط الاستعداد والوقاية التي يقوم بها الدفاع
المدني، بما تتضمنه من تدريب للأفراد واختيار للمعدات وما إلى ذلك، ولكن تعرض
المباني الحديثة متعددة الطوابق للانهيار لم يكن يدخل في دائرة المخاطر المحتملة،
فعندما تقع الأزمة لا يستطيع سوى عدد محدود جداً من الناس أن يتصرف بهدوء وبكفاءة
دون أن يكون مدرباً على ذلك، ولهذا السبب فمن الضروري تصميم سيناريوهات مختلفة
وتتابع للأحداث لأزمة نتخيلها، واختبار ذلك كله حتى يصبح دور كل فرد معروفاً لديه
تماماً.[2]
2 / 4
/ 3 – احتواء الأضرار والحد منها: Containment
/ Damage Limitation
من
سوء الحظ، بل إنه من المستحيل منع الأزمات من الوقوع طالما أن الميول التدميرية
تعد خاصية طبيعية لكافة النظم الحية، وعلى ذلك فإن المرحلة التالية في إدارة
الأزمات تتلخص في إعداد وسائل للحد من الأضرار ومنعها من الانتشار لتشمل الأجزاء
الأخرى التي لم تتأثر بعد في المجتمع، وتتوقف هذه المرحلة في إدارة الأزمات على
طبيعة الحادث الذي وقع، فعلى سبيل المثال نجد أن كارثة غرق عبارة، وغرقها السريع
لم يجعل هناك أي مجال لحماية أرواح من غرقوا فعلا، كما في حال التعرض للعمليات
الإرهابية يصعب أن نفعل شيئاً لتقليل التأثير الناتج عن الصدمة على نفوس أولئك
الأشخاص.
ويعد
تسرب المواد الكيماوية من أخطر الأزمات التي يمكن أن تعرض الناس والبيئة لمخاطر لا
حدود لها، وإذا أخذنا تسرب الوقود من صهاريج شركات أنابيب البترول وما يترتب عليه
من تشريد العديد من الأسر وإتلاف الأراضي الزراعية والمحاصيل، وكذلك تعريض العديد
من القرى للحرائق وتهديد الأرواح والممتلكات والثروة الحيوانية، فإننا ندرك أبعاد
أهمية احتواء الأضرار التي تنشأ عن مثل هذه الأزمات.[3]
2 / 4
/ 4 – استعادة النشاط: Recovery
تشمل
هذه المرحلة إعداد وتنفيذ برامج ( جاهزة واختبرت بالفعل ) قصيرة وطويلة الأجل،
وإذا لم تختبر هذه البرامج مسبقاً فإنه يكون من الصعب الإستجابة ووضع الحلول
المناسبة عندما تحتدم الأزمة، وتتضمن مرحلة استعادة النشاط عدة جوانب منها: محاولة
استعادة الأصول الملموسة والمعنوية التي فقدت والملاحظ أن المديرين الذين يحددون
مسبقاً العناصر والعمليات والأفراد، الذين يعتبرون على درجة من الأهمية للقيام
بالعمليات اليومية يستطيعون إنجاز هذه
المرحلة بكفاءة.
وقد ترتكب المنظمات المستهدفة للأزمات خطأً
جسيماً بالتركيز على العمليات الداخلية بتجاهل تأثير الأزمة على الأطراف الخارجية
أو تهتم بذلك في وقت متأخر، وعادة ما ينتاب الجماعة التي تعمل في هذه المرحلة شيء من الحماس الزائد، حيث
تتكاتف الجماعة وتتماسك في مواجهة خطر محدد ومهمة أكثر تحديداً.
2 / 4
/ 5 – التعلم: Learning
المرحلة
الأخيرة هي التعلم المستمر وإعادة التقييم لتحسين ما تم إنجازه في الماضي، حيث أن
التعلم يعد أمرا حيوياً، غير أنه مؤلم للغاية ويثير ذكريات مؤلمة خلفتها الأزمة.
ولكي
يتعلم المرء فإنه يجب أن يكون على استعداد لتقبل القلق دون الاستسلام للفزع.
إن
استخلاص دروس مستفادة من كارثة أو أزمة رهن بتوافر حس مرهف لدى الإنسان يجعله يقدر
معاناة الغير ويتصور نفسه أو أحب الناس إليه يمرون بتجربة الغير.
والتعلم
لا يعني تبادل الاتهامات، أو إلقاء اللوم على الغير وتحميله المسؤولية، أو البحث
عن كبش فداء، أو إدعاء بطولات كاذبة.[4]
وقد
قام بعض الباحثين بتحديد مراحل إدارة الأزمة بشكل مختلف عما سبق...
فقد
قسمها أحمد عز الدين إلى ثلاث مراحل:
·
مرحلة
ما قبل الأزمة: وهي المرحلة التي تنذر بوقوع الأزمة، وهي
غالباً ما تكون مرحلة تتبلور فيها مشكلة ما، وتتفاقم حتى تنتج الأزمة عنها.
·
مرحلة
التعامل مع الأزمة: وهذه المرحلة هي المحور
الرئيس لمفهوم إدارة الأزمة حيث يتولى فريق الأزمة استخدام الصلاحيات المخولة له،
ويطبق الخطط الموضوعة.
·
مرحلة
ما بعد الأزمة: وهي المرحلة التي يتم فيها احتواء الآثار
الناتجة عند حدوث الأزمة، وعلاج تلك الآثار يعتبر جزءً هام من عملية إدارة الأزمة.[5]
كما
حددها عليوه بأربع مراحل:
·
المرحلة
التحذيرية: تكمن أهمية هذه المرحلة في قدرة القيادة على
استشراف واستكشاف كل الاحتمالات والمتغيرات التي قد ينجم عن وقوعها أزمة ما..
·
مرحلة
نشوء الأزمة: إذا ما فشل صانع القرار في توقع حدوث
أزمة فإن متغيرات هذه المرحلة سرعان ما تنمو وتتسع ويتعاظم خطرها.
·
مرحلة
انفجار الأزمة: تبدو هذه المرحلة عندما يخفق صانع القرار
في التعامل مع العوامل التي حركت الأزمة أو لم يستطع السيطرة على متغيراتها
المتسارعة بحيث تصل إلى هذه الدرجة من الاستشراء.
·
مرحلة
انحسار الأزمة: تتلاشى في هذه المرحلة العوامل المسببة
للأزمة بحيث تعود الأمور إلى مرحلة التوازن الطبيعي قبل حدوث الأزمة، وتتميز هذه
المرحلة بتوافر درجات عالية من الكفاءة والخطط بصدد التعامل مع الأزمات وصولاً
لمرحلة التوازن.[6]
[1] الحملاوي،
محمد رشاد:"إدارة الأزمات: تجارب محلية وعالمية"، مكتبة عين شمس،
القاهرة، ط2، 1995، ص (62).
Post a Comment