معوقات
عمل إدارة الأزمات
رغم
الجهد المتوقع من إدارة الأزمات إلا أن هناك عوامل عديدة تواجه هذه الإدارات بل
وتواجه فكر إدارة الأزمة ذاته…….. منها:
·
إدارة
الأزمات هي إدارة مستقبلية تتوقع وتضع احتمالات لما قد يحدث وهو قد يكون مرفوضاً
وعامل شؤم في نظر بعض القيادات التي تبدأ العمل بتفاؤل زائد.
·
إدارة
الأزمات لا ضرورة لها في الوقت الحاضر.
·
نحن
في بدء النشاط ولا نتوقع حدوث أزمات بالمعنى الذي يستدعي وجود إدارة للأزمات.
·
حجم
منشأتنا كفيل بحمايتنا من الأزمات.
·
قيادات
المنشأة من الكفاءات المشهود لها ولا نتوقع أزمات.
·
لابد
أن نتفاءل بالمستقبل.
·
النشاط
نجح فيه عديد من المنشآت قبلنا.
·
نحن
نمشي على خطا مؤسسات ناجحة عديدة.
·
هناك
من سينقذنا – كالحكومة بكل إمكاناتها – عند وقوع الأزمة.
·
موقعنا
المختار سوف يحمينا من الأخطار.
·
الشائعات
لن تؤثر على مكانتنا في السوق.
·
حتى
الآن لم نتعرض لما يشكل أزمة فلماذا نتوقع الأسوأ؟.
·
وماذا
تفعل إدارات الأمن والإنقاذ والمطافئ وغيرها من الإدارات الحكومية.
·
لا
توجد أزمة طالما لم يقع أي نوع من أنواع الضرر.
·
ما هي
الأزمة التي يجب أن نستعد لها الآن؟ ربما يقع غيرها.
·
الأزمة
قدر لا يمكن رده... ألسنا مؤمنين بالله؟!
·
وإذا
كانت أكبر مما قدرنا واستعددنا... ماذا نفعل؟
·
سوف
تقع يعني سوف تقع.. إذا قدر لها ذلك – وحتى إذا استعددنا لها.
·
الأزمات
التي وقعت لمنشآت أخرى سابقاً وقعت لظروف خاصة بهذه المنشآت، فلماذا نتوقع حدوثها
لنا؟
·
هل
يكفي شراء عديد من وثائق التأمين لتغطية كل أزمة متوقعة؟
·
أهم
شيء حماية سمعة المنشأة ومنتجاتها، وما يأتي بعد ذلك لا أهمية له.[1]
2نموذج
إدارة الأزمة:
قلنا
سابقاً أن الهدف الأساسي من إدارة الأزمة هو منع حدوثها إن أمكن أو التقليل من
آثارها إلى الحدود الدنيا.
ولتحسين
قدرة الإدارة في التعامل مع الأزمة في كل مرحلة من مراحلها كان لابد من وجود عدد
من المتطلبات التي تتوافق مع هذه المرحلة.
–
مرحلة ما قبل الأزمة ( اكتشاف الإشارات + الاستعداد والوقاية ):
وفي
هذه المرحلة تقوم بعض المنظمات بتخصيص الوقت والمعدات والقوى العاملة من أجل
الاستعداد للأزمة وذلك من خلال عدد من المتطلبات التي تتوافق مع هذه المرحلة:
إنشاء
وحدة لإدارة الأزمات:
وهذه
الوحدة مهمتها التصدي للأزمات المختلفة، ويجب أن تعطى لها الصلاحيات الكافية
للقيام بمهامها ومسؤولياتها، وأن يتم تنظيمها بشكل جيد" نظام المصفوفة
"، وهو احد الأساليب الفاعلة لتصميم الهيكل التنظيمي ويتكون من وحدة دائمة
يمكن تعزيزها بخبراء من الأقسام الوظيفية المختلفة، وتتميز بالمرونة وسرعة التكيف
مع تغيير الظروف، وبمجرد تحديد وتعريف الأزمة ودرجة التهديد المصاحبة لها يمكن
لمدير الأزمة أن يختار مع جميع الأقسام الوظيفية أفضل الأفراد ذوي القدرة والمهارة اللازمة للتعامل
مع الأزمة.
إنشاء
فرق المهمات الخاصة:
للتعامل
مع كل أزمة حسب خصوصيتها وذلك للتدخل السريع عند الحاجة على أن تخضع هذه الفرق
لتدريب خاص وعالٍ حسب نوع وحجم المهمة.[2]
التدريب:
يجب
القيام بعقد دورات تدريبية متخصصة لكافة العاملين في إدارة الأزمات على أن يتم
التركيز فيها على دورهم في إدارة الأزمة.
التطوع
ومشاركة القطاع الخاص:
يجب
على إدارة الأزمة فتح القنوات مع القطاع الخاص للاستفادة من إمكانياتهم وقت
الأزمات.
التوعية
والإعلام:
لا بد
أن يتم إعلام وتوعية المواطنين بالدور المطلوب منهم القيام به عند وقوع الأزمة،
وهذا يؤدي إلى المساعدة بدرجة كبيرة في مواجهة الأزمة، وهذا يتطلب إعداد وتنفيذ
خطط إعلامية وتوعية في هذا الإطار قبل وأثناء وبعد الأزمة.
التعاون
الإقليمي والدولي:
مد
جسور التعاون سواءً مع المؤسسات الإقليمية أو الدولية وذلك لتبادل المعلومات حول
كيفية التعامل مع الأزمات ومدى إمكانية الحصول على مساعدات من هذه الجهات.
إعداد
سيناريوهات الأزمة:
يعتبر
إعداد سيناريوهات لمواجهة الأزمة وتحديد الإجراءات اللازمة الإتباع لمواجهة التطور
من الأمور الهامة والأساسية لنجاح خطة الأزمة، والسيناريو هو عرض لما يمكن أن يحدث
من تطورات لأزمة معينة عن طريق الخيال
واستخدام أسلوب الانطلاق الفكري، ويتيح وجود سيناريوهات للأزمة تسهيل عملية
اتخاذ القرار أثناء المجابهة، كما يفترض إعداد استراتيجيات في ضوء أفضل وأسوأ
سيناريو وذلك لتحقيق الفائدة المرجوة من هذه السيناريوهات.[3]
2 / 7
/ 2 – مرحلة التعامل مع الأزمة:
وهذه
المرحلة تعد الاختبار الحقيقي للخطط المعدة سلفاً وللتجهيزات المرتبة مبكراً
وللتدريب الذي سبق قبل حدوث الأزمة، ولا ننسى هنا أن الأزمات ليست واحدة فلكل أزمة
تكتيك معين لإدارتها والتعامل مع أحداثها إلا أن هذا الاختلاف لا يمنع من وجود
قواسم مشتركة بين هذه الأزمات.
وفيما
يلي بعض الجوانب التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء هذه المرحلة:
تنفيذ
خطط الأزمات:
وهنا يجب على وحدة إدارة الأزمات وضع الخطط
المجهزة سلفاً موضع التنفيذ والاستفادة من السيناريوهات التي تم إعدادها واختبارها
في المرحلة السابقة ما قبل الأزمة، مع
ملاحظة أن بعض السيناريوهات قد يحتاج إلى تعديل تحتمه طبيعة الأزمة وتطوراتها
المفاجئة، وهنا لا بد أن تتوفر في إدارة الأزمة المرونة والكفاءة، وضبط النفس،
والموضوعية، والدقة.
قيادة
مركز الأحداث:
أو
إنشاء فرق عمليات مصغرة قريبة من الحدث لمعايشة ومعرفة الأمور على حقيقتها بحيث
تقوم برفع تقاريرها إلى إدارة الأزمات ... وتتلقى بالتالي التوجيهات حيال ما يلزم
اتخاذه.
المعلومات والاتصالات:
وحتى تنجح إدارة الأزمات في أعمالها لابد لها
من تملك المعلومات الحقيقية وفي الوقت المناسب.
التعامل
مع الإعلام:
يجب على إدارة الأزمة التعامل مع الإعلام لما
له من دور بارز ومؤثر في تفاعلات الأزمة، لذا يقترح أن يتم تخصيص " متحدث
رسمي" على قدر من الكفاءة والتأهيل والخبرة يقوم بالإدلاء بكافة التصريحات عن
الأزمة، على أن يتم إعداد هذا التصريح من قبل فريق
(
إعلامي ، سياسي، أمني ) مختص لمراعاة كافة أصدائه وانعكاساته المحتملة.
أهمية
الوقت:
الوقت
يعتبر حاسماً في مواجهة الأزمات بكافة أنواعها، لذا يجب على إدارة الأزمة كسب
الوقت، واختيار الوقت المناسب للتحرك، وأن لا يفرض التوقيت من قبل الخصم، لذا يجب
على إدارة الأزمة محاولة كسب الوقت لما له من تأثير على سير المواجهة واستغلاله
طولاً أو قصراً بالشكل الذي يخدم ظروف المواجهة.
ضبط
وتنظيم التداخلات:
يحدث في الغالب أثناء مواجهة الأزمات أن تتعدد
التداخلات من قبل المسئولين والإدارات المعنية حيث يدلي كل بدلوه في اتخاذ القرار،
لذا ينبغي توزيع الأعمال والمسئوليات والصلاحيات بين لجان إدارة الأزمة باختلاف
مستوياتها – عليا، وسطى، فرق العمل التنفيذية – لذلك يقترح أن يرأس إدارة الأزمة
أحد المسئولين من ذوي المراتب العليا، من أجل أن تذوب كافة التدخلات.
سرية
المعلومات:
يجب على إدارة الأزمة أن تحافظ على سرية
العمليات والاتصالات لان التفريط في ذلك يؤدي إلى تدمير لكافة الخطط، ولكن يجب
الأخذ في الاعتبار أن الإفراط في السرية يؤدي إلى حجب المعلومة، لذلك يجب على
إدارة الأزمة تحديد درجات السرية وتصنيف المعلومات تبعاً لذلك ووفق معايير أمنية
سليمة.
المصالح
.. وضرورات الأمن:
في
الأزمات ذات الطابع الأمني يجب على إدارة الأزمة مراعاة مصالح المواطنين، و ملاحظة
الشعور العام لهم، ومحاولة التوفيق بين ضرورات الأمن ومصالح المواطنين.[4]
2 / 7
/ 3 – مرحلة ما بعد الأزمة ( استعادة النشاط + التعلم ):
وإدارة
الأزمة لا تتوقف بمجرد الانتهاء من الأزمة وإخمادها، وإنما تمتد إلى مرحلة ما بعد
الأزمة، وهي المرحلة التي يتم خلالها علاج الآثار الناتجة عن الأزمة، وإعادة
البناء لما تم تدميره، وإعادة ترتيب الأوضاع، بالإضافة إلى وضع ضوابط لعدم تكرار
ما حدث، والاستفادة من دروس الأزمات لتلافي ما قد يحدث مستقبلاً، من خلال المحاور
التالية:
البناء
وإصلاح الأضرار:
وهي
مهمة بالغة الصعوبة وقد تحتاج إلى أشهر بل إلى مدد زمنية قد تطول وفقاً لحجم الضرر
والإمكانيات المادية والبشرية وإصلاح الأضرار قد لا يقتصر على النواحي المادية فقط
بل يشمل أيضاً النواحي المعنوية التي كسرت لدى الرأي العام.
التقييم
والدروس المستفادة:
لقد
برعت اللغة الصينية في نحت مصطلح الأزمة... إذ ينطقونه ( Ji
– Wet ) وهي
عبارة عن كلمتين الأولى تدل على ( الخطر ) أما الأخرى فهي تدل على ( الفرصة ) التي
يمكن استثمارها، وتكمن البراعة في تصور إمكانية تحويل الأزمة وما تحمله من مخاطر
إلى فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية التي تستثمر الأزمة حيث تعتبر فرصة مناسبة
لإعادة تقييم الخطط والإستراتيجيات وتحديد المسارات والوقوف على مواطن الخلل في
الأداء وكوامن القصور والتقصير .. مما يتيح فرصة للتغيير والتطور.
إجراء
الدراسات والأبحاث:
نتيجة
لوقوع الأزمة ينتج عن ذلك تراكم كم كبير من المعلومات والتي تعد كنزاً ثميناً
للباحثين والمهتمين بحيث تعينهم في إعداد الدراسات والأبحاث ذات العلاقة بالأزمة،
لذا ينبغي تشجيع الباحثين على الاستفادة من هذه المعلومات وتسهيل قيامهم بالأبحاث
ودعمهم – معنوياً ومادياً- لإجراء دراساتهم.
وضع
الضوابط لعدم التكرار:
يعتبر
تكرار الأزمة من أقسى ما تمر به المنظمات والأجهزة الأمنية نظراً لعدم الاستفادة
من الأخطاء السابقة وعدم وضع الضوابط لعدم تكرارها، لذا ينبغي أن تأخذ إدارة
الأزمة ذلك في الاعتبار، وان لا تكتفي بإخماد الأزمة، وإنما بدراسة أسبابها،
والتعامل مع تلك الأسباب بموضوعية لمنع انفجار الأزمة من جديد.[5]
Post a Comment