حروف الْوَصْل : سمي الْوَصْل بهذا الاسم لوصله بالرَّوِِيّ ومجيئه بعده مباشرة ، وحروف الْوَصْل هي الألف والواو والياء ، سواء أكانت هذه الأحرف للإشباع أو لغيره مماسبق ذكره مما لايصلح أن يكون رويا ، أوهاء متحركة أوساكنة تلي الرَّوِِيّ مما لايصلح أن يكون رويا :
مثال الألف قول الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني
 

ولكن تؤخذ الدنيا غلابَا

 ومثال الياء ( شمسِيْ ) من قول الشاعر :
يذكرني طلوعُ الشمسِ صخرًا


وأذكرُه لكلِّ طلوعِ شمسِ

ومثال الواو ( الْمَكَاْرِمُوْ ) من قول الشاعر :
على قدر أهل العزم تأتيْ العزائمُ
 

وتأتيْ على قدر الكرامِ المكَاْرِمُ

ومثال الهاء الساكنة قول الشاعر :
 ولو لم يكنْ في كفه غيرُ روحِه


لجادَ بها فليتقِ اللهَ سائِلُهْ

ومثال الهاء المتحركة قول الشاعر :
إذا كنتَ في حاجةٍ مرسلا


فأرسلْ حكيمًا ولاتوصِهِ


ثالثا : الْخُرُوْج : سمي بهذا الاسم لخروجه وتجاوزه الْوَصْل التابع للروي ، فهو موضع الْخُرُوْج من بيت القصيدة حيث لايأتي بعده حرف ، والْخُرُوْج يكون بالألف أو بالواو أوبالياء يتبعنَ هاء الْوَصْل.
مثال الألف قول الشاعر :
يمشي الفقير وكل شيء ضده
 

والناس تغلق خلفه أبوابَهَا

ومثال الياء ( مالِهِيْ ) من قول الشاعر :
وإذا امرؤٌ أهدى إليك صنيعةً


من جاهِهِ فكأنها مِنْ مالِهِ

ومثال الواو( يَنْفَعُهُوْ ) من قول الشاعر :
جاوزتِ في لومه حدًّا أَضَرَّ بهِِ
 

من حيثُ قدرتِ أنَّ اللومَ يَنْفَعُهُ

ملاحظة :
إذا كان قبل الهاء حرف مد فإن الهاء في هذه الحالة تكون رويا ، وماقبلها ردف ومابعدها وصل :
مثال ذلك :
سأتركُ ماءَكم من غير وردٍ


وذاكَ لكثرةِ الوُرَّادِ فِيْهِ

وينشأ ناشئُ الفتيانِ منا


على ما كان عوَّدَهُ أَبُوْهُ

حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبٍ
 

والموتُ نحوَك يهوي فاغرًا فَاْهُ

فكل من الياء الثانية في (فِيْهِيْ ) ، والواو الثانية في ( أَبُوْهُوْ ) ، والواو في ( فَاْهُوْ ) وصل .
رابعًا : الرِّدْف :وهو مأخوذ من ردف الراكب ؛ لأن الرَّوِِيّ أصل فهو الراكب وهذا كردفه ، والردف هو ما يقع قبل الروي مباشرة من غير فاصل ، ويكون من حروف المد الثلاثة ، وحروف اللين وهي الواو والياء الساكنتان بعد حركة غير مجانسة لهما ، و الألف تعتبر أصلا .
ويجوز في الياء والواو أن يتعاقبا في القصيدة الواحدة ، ويجوز أن يكون الرِّدْف والرَّوِِيّ من كلمة واحدة أو كلمتين ، ولا تعتبر الياء أو الواو المحركتين أو المشددتين ردفاً :
مثال للردف بالألف :
كأن قطاةً عُلقتْ بجناحها
 

على كبديْ من شدةِ الخفَقَانِ

مثال للردف بالواو :
تأنَّ ولا تعجل بلومكَ صاحبًا
 

لعل له عذرًا وأنت تلومُ

مثال للردف بالياء :
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلَه


عارٌ عليك إذا فعلت عظيْمُ


مثال المعاقبة بين الواو والياء إذا كانا مدين :
كمْ عالمٍ عالمٍ أعيتْ مذاهِبُه



وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مَرْزُوْقَا

هذا الذي جعل الأفهامَ حائرةً


وصيَّر العالم النحريرَ زِنْدِيْقَا

مثال للمعاقبة بين الواو والياء إذا كانا حرفي لين :
يأيها الخارجُ من بيتهِ
 

وهاربًًًا من شدةِ الخَوْفِ

 ضيفُكَ قدْ جاءَ بزادٍ لهُ


فارجعْ وكنْ ضيفاً على الضَّيْفِ

خامسًا : التَّأْسِيْس : والتَّأْسِيْس لايكون إلا بالألف قبل حرف الرَّوِِيّ بحرف واحد ، فالتَّأْسِيْس إذًا حرفُ ألفٍ بينها وبين حرف الرَّوِِيّ حرف واحد صحيح ، وهذا الحرف الصحيح الذي يفصل بين ألف التَّأْسِيْس وحرف الرَّوِِيّ يسمى (الدَّخِيْل) وهما متلازمان فسميت الألف تأسيسا لأنه يُحَافَظُ عليها في قافية القصيدة كأنها أسٌّ للقافية ، وقيل : لأنها تقدمت على جميع حروف القافية . ويجوز أن تكون ألف التَّأْسِيْس والدَّخِيْل في كلمة واحدة أو كلمتين ، مثال ألف التَّأْسِيْس :
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتيْ العزائمُ

 

وتأتيْ على قدرِ الكرامِ المكارمُ

وتعظمُ في عين الصغيرِ صغارُها


وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ

سادسًا : الدَّخِيْل : وهو حرف متحرك يقع بين ألف التَّأْسِيْس والرَّوِِيّ ، وسمي دخيلا لأنه دخيل في القافية ؛ وذلك لوقوعه بين حرفين - الرَّوِِيّ والتَّأْسِيْس – خاضعين لمجموعة من الشروط في حين لايخضع هو لشروط مماثلة فشابه الدَّخِيْل في القوم . والدَّخِيْل حرف لايلتزم بذاته وإنما يلتزم بنظيره وهو واقع بين حرفين ملتزمين من حروف القافية ، فإذا التزمه الشاعر فهو لزوم مالا يلزم كما فعل أبو العلاء
المعري ، ومثال الدَّخِيْل قول الشاعر :
إذا كنتَ في كلِّ الأمور معاتبًا
 

صديقَك لم تلقَ الذي لاتعَاْتِبُهْ

فعشْ واحدًا أَوْصلْ أخاك فإنهُ
 

مقارفُ ذنبٍ تارةً ومُجَاْنِبُهْ

 إذا أنت لم تشربْ مرارًا على القَذَى
 القذى

 ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصْفُوْ مَشَاْرِبُهْ

وأنت تلاحظ أن الدَّخِيْل جاء في البيت الأول ( تاء ) ، وفي الثاني ( نونا ) وفي الثالث
( راء ) .

Post a Comment

Previous Post Next Post