التغيرات السياسية
      وعلى المستوى السياسى شهد المجتمع المصرى خللاً سياسياً خلال الثلاثين سنة الماضية انعكست آثاره على الشباب ,الذى وجد نفسه فى ظروف سياسية أصابته بإحباط نفسى شديد، فقد لوحظ وجود فراغ أيديولوجى وفكرى أدى إلى حيرة وتمزق الشباب بين التنظيمات السياسية، فلم يكن هناك حل إلا السير خلف تلك التنظيمات السياسية أو يقف منها موقفاً محايداً، وكل سلوك من هذين السلوكيين له آثاره الخطيرة على المجتمع، وكذلك وجود فراغ سياسى وثقافى يعانى منه الشباب المصرى، الأمر الذى أدى إلى غياب المنهج الذى يقيس به سلامة الدعاوى المطروحة للنقاش فى تلك المجالات، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى ضعف نسبة اشتراك الشباب المصرى فى أى حزب من الأحزاب، حيث لم تتعد هذه النسبة 8.59% من مجموع الشباب (81)0
      وعلى مستوى الأحداث السياسية التى يشاهدها الشباب على مستوى العالم يشعر الشباب بالحيرة والتناقض أمام ما يشاهده، فبينما يرى الشباب بعض الدول التى تدعو للديمقراطية والعدالة والسلم العالمى إذ به يشاهد جيوشها تغزو دولاً مسالمة، كما يرى المنظمات العالمية التى تسعى للسلام ولكنه يجدها فى قضايا أخرى لا تحرك ساكناً بل وتغمض عينيها عن تلك التجاوزات وذلك الاعتداء، بل يرى الدول الإسلامية تغض الطرف عن ذلك العدوان لأسباب لا يستطيع أن يعلمها (82)، بالإضافة إلى غياب القدوة السياسية، حيث شهدت مصر العديد من المحاكمات لكبار الشخصيات والقيادات خلال الستينات والسبعينات والثمانينات بل وحتى الآن، وذلك بتهمة خرق القانون والفساد المالى، وكل هذه الأمور أدت إلى تأثيرات سلبية عميقة فى نفوس الشباب (83)، وهذا التناقض وتلك الحيرة وانعدام القدوة أدت إلى شعور الشباب بعدم الأمن النفسى والاغتراب الاجتماعى وشعورهم بعدم القدرة على ضبط الأحداث والتحكم فيها، وبالتالى فقدان الثقة بالنفس وترسخت لديهم قيم السلبية والقلق، وحاول الشباب التعبير عما يعانيه من أزمة بأى شكل من الأشكال قد تكون فى شكل عنف وتمرد, أو تخريب ,أو انغلاق على الذات ,أو الوقوع فريسة لمشاعر الذنب والانسحاب من الواقع0
      اٍذن فهذه المتغيرات المجتمعية أوجدت واقعا اجتماعيا جديدا له معاييره وقيمه الجديدة التي اعتنقها كثير من شبابنا ,بل والتخلص من بعض قيمنا الاجتماعية باعتبارها قيدا علي حركته في الحياة,الأمر الذي جعل هذا الوضع يسبب ما يمكن أنطلق عليه أزمة قيمية والتي هي نوع من الصراع بين قيمنا الأصيلة وبين القيم الجديدة التي صاحبت المتغيرات المستحدثة0

Post a Comment

أحدث أقدم