التأثيرات على التعرض للنظم البيئية والبشرية

1 الهيدرولوجيا ومصادر المياه
يتنبأ معظم السيناريوهات بزيادة الهطول في خطوط العرض الوسطى والعليا وفي جنوب شرق آسيا. كما تتنبأ بتناقصه في أواسط آسيا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا الجنوبية وأستراليا. لكن مقدار التغير يختلف من منطقة لأخرى، بحسب السيناريوهات المختلفة. وعلى العموم، فإن اختلاف الهطول أقل تأكداً، من ارتفاع درجة الحرارة. ويعيش 1.7 بليون من البشر في مناطق عجز بالمياه (حيث يستهلكون كمية من الماء أكثر بـ 20% من تزودهم بها) ومن المرشح أن يزداد هذا العدد إلى 5 بليون نسمة بحلول عام 2025، بحسب معدل التزايد السكاني. وقد يزيد تغير المناخ هذا الأمر سوءاً في بعض المناطق. ويزداد الطلب على الماء بسبب نمو السكان، وارتفاع مستوى معيشتهم، لكنه يتناقص في دول أخرى، بسبب تحسن كفاءة استخدامه. ومن المرجح أن لا يؤثر تغير المناخ على مياه الشرب أو الصناعة، لكنه سيزيد الطلب على المياه للزراعة.
تشهد بعض المناطق فيضانات متكررة نتيجة لزيادة الهطول وشدته. وقد تسرع طريقة استخدام الأراضي من هذا الشيء. وتؤدي زيادة الدفق السطحي إلى انجراف التربة والملوثات، وامتلاء الأحواض الجوفية. كما يزيد ارتفاع درجة الحرارة من هذا التلوث. ولكن زيادة الدفق السطحي تزيد في الوقت نفسه، من عامل التمديد، وتعمل على تخفيف التلوث. وربما يتحول الهطول الثلجي في بعض المناطق إلى هطول مطري. إن الدول الأشد تعرضاً لهذه التغيرات هي تلك التي تكون فيها إدارة المياه ضعيفة. أما الإدارة الجيدة للموارد المائية، فسوف تخفف من هذه التأثيرات عن طريق الحماية ضد الفيضانات، وبناء الشقوق، وخزانات المياه والخزانات الطبيعية، وإنشاء بنى تحتية لتخزين المياه وتوزيعها.
3-2 الزراعة والأمن الغذائي
دلت البحوث العلمية على أن المحاصيل تستجيب للتغيرات المناخية بطرق مختلفة. ويعتمد هذا على صنف النبات، وخصائص التربة، ونوع الحشرات والأمراض، وتأثير ثنائي أكسيد الكربون على النبات، والتفاعل بين ثنائي أكسيد الكربون ودرجة حرارة الهواء، ونقص المياه ونوعية الهواء والسماد اللاعضوي واستجابات التأقلم. وعلى الرغم من أن زيادة تركيز ثنائي أكسيد الكربون يمكن أن تزيد من المحصول ونموه، إلا أن هذه الميزة قد تلغى، بسبب الحرارة والجفاف. ويدخل عامل الكلفة في تأثير المناخ على المحصول والثروة الحيوانية. وقد يكون التكيف عن طريق (تعديل مواعيد الزراعة ومعدلات التسميد ونظم الري بالمياه وخصائص النباتات وانتقاء الأصناف الحيوانية والنباتية الملائمة). وسيكون ارتفاع تركيز ثنائي أكسيد الكربون إيجابياً في خطوط العرض الوسطى إذا كانت الحرارة أقل من عدة درجات، وسلبياً إذا كانت أكثر من ذلك. وفي المناطق الاستوائية سينخفض المحصول، حتى مع ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة. إن زيادة الحرارة عدة درجات، ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الطلب، ونقص المحصول.
3-3 النظم البيئية على اليابسة
هناك إمكانية لتغير كبير في النظم البيئية نتيجة للتغير المناخي. وستتغير تركيبة الأصناف النباتية والحيوانية وسيطرتها على أماكن معينة. وسيتأخر هذا التغير عن التغير في المناخ لعقود وربما لقرون. وسيتغير هذا أيضاً مع تغير الغطاء النباتي في الموقع. وستزداد الأحياء المائية والأسماك في المياه العذبة الدافئة، وتقل في المياه الباردة. وسيكون هناك انزياح لأصناف النباتات والحيوانات باتجاه القطب الشمالي. وهناك أحياء كثيرة مهددة الآن بسبب التأثير التعاوني لتغير المناخ، واستعمال الأرض، مما يحد من هجرتها. وستختفي الأصناف المهددة بشكل حرج حالياً، أما تلك المهددة فستصبح نادرة. إن إجراءات التكيف الممكنة هي:
- تأسيس ملاجئ وحدائق ومحميات مزودة بممرات تسمح للأصناف بالهجرة.
- استخدام التناسل في الأسر وإعادة التوزيع.
وقد تكون الكلفة عاملاً يحد من ذلك. وستزداد قدرة النظم البيئية الأرضية على امتصاص الكربون. إن زيادة درجة الحرارة ورطوبة التربة وارتفاع تركيز ثنائي أكسيد الكربون سيزيد من مردود الخشب في العالم. وسيستفيد من ذلك المستهلكون، أما المنتجون فسيختلف ذلك بحسب مناطقهم.
3-4 النظم البيئية الساحلية والبحرية (38)
يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على الأنظمة البيئية الساحلية والبحرية، مثل ارتفاع درجة حرارة سطح الماء، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير ملوحة المياه، وتشكل الأمواج وتيارات المحيط. وللمحيطات دور هام في النظام المناخي، ولها تأثير راجع عليه. إن معظم النظم البحرية حساسة لتغير المناخ، وهناك أنظمة محيطية تمتد لعقود وتؤثر على وفرة الأسماك وأنواعها. وستشهد السواحل عند خطوط العرض العليا، إجهادات بسبب الأمواج البحرية العاتية، وتفكك ألواح الجليد. وسيختلف تغير مستوى سطح البحر محلياً، بحسب ارتفاع قاع البحر أو انحساره.
يعتمد التأثير على الحيد المرجاني، والسبخات المالحة، وغابات المانغروف، على معدل ارتفاع مستوى سطح البحر نسبة إلى معدل النمو، والتزود بالرسوبيات، ووجود مساحة للهجرة الأفقية. وهناك شواهد عدة على ابيضاض الحيد المرجاني خلال العشرين عاماً السابقة، عزيت إلى ارتفاع درجة الحرارة. وسيزيد ارتفاع درجة الحرارة في المستقبل من الضغط على الحيد المرجاني وتكرار الأمراض البحرية.
لقد تغيرت استراتيجيات التكيف للمناطق الساحلية من كونها إجراءات حماية فيزيائية للشواطئ، مثل بناء الجدران والحواجز، إلى إجراءات حماية ناعمة، مثل تغذية الشاطئ، والتقهقر المنتظم، وزيادة مناعة النظم البيولوجية والاقتصادية الاجتماعية في المناطق الساحلية. وستكون إجراءات التكيف أكثر فاعلية إذا ترافقت مع تخفيف الكوارث، واستخدام الأراضي بشكل جيد.(39)
3-5 صحة الإنسان
إن العديد من الأمراض المنقولة بالماء أو الغذاء أو الحشرات حساسة للتغير المناخي. وبحسب سيناريوهات التغير المناخي، ستكون هناك زيادة في التوزيع الجغرافي لـ، ونقل مرض الملاريا، والتي يؤثر كل منهما على 40-50% من سكان العالم. وستزداد حالات الإصابة وحدتها في فصول السنة، وإن كان هناك بعض الانخفاض في ذلك محلياً. إن ترافق موجات الحر الشديدة، مع زيادة الرطوبة، وارتفاع تلوث الهواء، سيزيد من مخاطر الأمراض أو الوفيات بين سكان المدن. وسيؤثر ذلك بشكل خاص على كبار السن والمرضى والذين لا يملكون المكيفات اللازمة. غير أن نقص الوفيات الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة في الشتاء في بعض المناطق، سيكون أكبر من زيادتها مع ارتفاع درجة الحرارة في الصيف. ويسبب تكرر الفيضانات وشدتها، زيادة حالات الغرق. كما ستزداد أمراض المعدة والجهاز التنفسي والجوع وسوء التغذية في الدول النامية. وستؤثر الأعاصير على السكان خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية. وسيؤدي نقص المحصول في المناطق الاستوائية إلى سوء التغذية، مما يسبب اضطرابات اقتصادية واجتماعية.وهناك طرق مختلفة للتكيف مع كل من هذه التأثيرات، مثل تقوية البنية التحتية للنظام الصحي، ووجود إدارة بيئية موجهة صحياً، ونوعية الماء والهواء والأمن الغذائي، وتصميم البيوت وإدارة المياه السطحية وتأمين خدمات صحية ملائمة. وسيكون التأثير على أشده بالنسبة للدول النامية، وعلى الأخص تلك الموجودة في المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية.
3-6 السكن البشري والصناعة والطاقة
يتأثر البشر بالطقس الحاد الذي يؤدي إلى تغيير في الحالة الصحية، أو يسبب الهجرة. إن زيادة الهطول وارتفاع مستوى سطح البحر يؤديان إلى حدوث الفيضانات والانهيارات، اللتين تؤثران بشكل كبير على السكان، وخاصة في مناطق السكن العشوائي. ويتأثر الناس في بعض المناطق من جراء الأعاصير الاستوائية. كما أن البشر الذين يعملون في الصناعات الزراعية وصيد الأسماك والغابات سيتأثرون بسبب نقص المردود من هذه الثروات. أما استهلاك الطاقة فسيؤثر التغير المناخي عليها سلباً أم إيجاباً، بحسب المناطق المختلفة، وتعرضها لارتفاع درجة الحرارة صيفاً أم شتاءً.

Post a Comment

أحدث أقدم