منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض وهو يواجه المخاطر بكافة أنواعها منها المخاطر الطبيعية كالأمطار الشديدة وما يصاحبها من صواعق وسيول وفيضانات وكذلك الأعاصير والزلازل والبراكين وغيرها من المخاطر الطبيعية التي لا يخلو منها أي قطر في العالم وكذلك مخاطر الأوبئة والأمراض التي كانت تفتك بالمجتمعات البشرية ومع تطور الحياة ازدادت المخاطر التي تواجه الإنسان ومنها الحرائق في المساكن وغيرها كما أصبح الإنسان يواجه مخاطر الحوادث الكبيرة في المجمعات السكنية والتجارية والصناعية فضلاً عن مظاهر التدمير التي تنشأ عن الحروب وأعمال التخريب. والمخاطر الكبيرة جداً أصبحت تهدد البشرية كالناتجة عن انفجار المفاعلات النووية التي تستخدم لأغراض سلمية كما حدث في محطة (تشرنوبل) السوفيتية وقد يحدث في بعض الدول التي لديها مخاطر من هذا النوع تسرب إشعاعي ولأمر ما لا يشعر السكان المجاورون.

وهناك مخاطر الحروب النووية والكيماوية والجرثومية... إلخ. التي تواجه الإنسان في هذا العصر. وقد نشأ مع مفهوم الوقاية من الأخطار واتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمواجهة الأخطار التي يواجهها الإنسان بحسب تلك المخاطر ومع ازدياد تلك المخاطر وتطور الحياة ظهرت الحاجة لإقامة منظمات أخذت مسميات متعددة (كالحماية المدنية) (الدفاع المدني) (الدفاع الاجتماعي) (الدفاع السلمي) وغير ذلك من المسميات من أجل المحافظة على أرواح الناس ومساعدتهم عند حدوث كوارث طبيعية أو صناعية في زمن السلم أو الحرب. ولذلك فإن مفهوم الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية له صلة بما هو معروف في بلدان العالم المتقدم وبإنشاء المديرية العامة للدفاع المدني التي حرص ولاة الأمر في هذه البلاد على تزويد هذا القطاع الحيوي الهام بالمعدات الحديثة المتطورة وإعداد الرجال القادرين على تقييم هذه المخاطر ومواجهتها مسلحين بالإيمان بالله وبالمعرفة والقدرة التي تمكنهم بإذن الله من تحقيق الحماية والسلامة للسكان وضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم [ 1].





أهمية إنتاجية العمل

اهتمت معظم الدراسات الخاصة بالإنتاجية المتوسطة بدراسة إنتاجية العمل دون سواها من عناصر الانتاج الأخرى حيث أنها قد حظيت بنصيب الأسد ، حتى أنه قد اتفق على أنه حينما تذكر الإنتاجية منفردة فيكون المقصود بها إنتاجية العمل ويرجع ذلك للأسباب الآتية :
1-  أن قوى العمل هي من أهم وأقوى دعائم الدولة، فالإنسان هو العنصر الأساسي في التنمية الاقتصادية والعنصر الحاسم في سرعة وصحة عملياتها حيث أن العمل هو الذي يخلق قيمًا جديدة والمصدر الرئيسي في الإنتاج، فتقدم أي مجتمع أو تخلفه إنما يرجع أساسًا إلى الموارد الإنسانية فيه، ومدى قدرتها على تحقيق التمويل ويرى بعض الاقتصاديين ومنهم Simon Kuznets أن تراكم رأس المال في الدول المتقدمة صناعيًا لا يرجع إلى ما هو موجود من معدات رأسمالية بل يرجع إلى مدى المعرفة المتاحة لسكانها أو طاقاتهم ومدى تدريبهم لاستعمال هذه المعدات بكفاءة.
2-  إنتاجية العمل هي أهم مقياس لتقدم الدولة في أي وقت من الأوقات كما أنها من أهم الطرق إلى زيادة الدخل القومي وزيادة دخل الفرد وهي الهدف الأساسي للتنمية الاقتصادية.
 3- إحصائيات العمل هي أكثر الإحصائيات توافرًا ودقة ومثل ذلك إحصائية العمالة والبطالة وساعات العمل بأجر ومن غير أجر، وغير ذلك من البيانات المتعلقة بعنصر العمل.

الإنتاجية الحديّة

          تمثل الإنتاجية الحديّة العلاقة بين مقدار التغيّر في المخرجات ومقدار التغيّر في المدخلات، أى تغيّر المخرجات مع تغير المدخلات بمقدار وحدة واحدة. ولاحتسابها يتطلب الأمر بناء نماذج اقتصادية متكاملة للتوصّل إلى معرفة مدى تأثير إضافة وحدة من العمل أو أي عنصر آخر على الإنتاج.






معدلات تغيّر الإنتاجية لفرق الدفاع المدنى

        ولحساب معدلات التغيّر لمصفوفة الإنتاجية الكلية لفرقة دفاع مدنى فى فترة زمنية مع مصفوفة أخرى لنفس الفرقة فى فترة زمنية مختلفة أو لفرقة أخرى من فرق الدفاع المدنى فإنه يتم قسمة المكونات الجزئية للإنتاجية فى الحالة الأولى على نظير كل منها فى المصفوفة الثانية، وبالتالى يمكن معرفة معدّل التغير فى الإنتاجية بكامل التفاصيل من حيث كافة المخرجات والمدخلات ومعرفة أوجه القوة وأوجه القصور. وتتم هذه المقارنات لكل خلية من خلايا المصفوفة الأولى بالخلية المناظرة لها من المصفوفة الثانية لمعرفة مدى الزيادة أو النقص فى المكونات الجزئية للإنتاجية الكلية. وبالتالى نحصل على مصفوفة تمثل معدلات التغير للإنتاجية بالنسبة لمكوناتها المختلفة سواءاً الإيجابية أو السلبية، فإذا كان المعدل أكثر من الواحد الصحيح فى حالة المكونات الإيجابية للإنتاجية وكلما كان أصغر من الواحد الصحيح بالنسبة للمكونات السالبة، فإن هذا يدل على ازدياد هذا الجزء بالنسبة للإنتاجية، والعكس صحيح فى الحالتين. وهكذا فإن معدل تغيّر الإنتاجية الجزئية يحسب كما يلى:

                أج ( ص، س ) = أج ( ص ) / أج ( س )     ....................................................... (8)             
حيث:
      أج ( ص، س )  = معدّل تغير الإنتاجية الجزئية من الوضع الأول س إلى الوضع الثانى ص،
      أج ( ص )  = قيمة الإنتاجية الجزئية فى الوضع الثانى ص ،
     أج ( س )   = قيمة الإنتاجية الجزئية فى الوضع الأول س.

        ويتم عندئذ تكوين جدول آخر يشبه الجدولين الأوّلين وتكون عناصر هذا الجدول هى قيمة معدّل التغير فى الإنتاجية، كما يظهر فى الجدول رقم (5) والذى يوضّح معدّل تغيّر الإنتاجية بالنسبة للخلية الأولى فى الصف الأوّل:


        فإذا فرضنا مثلاً أن قيمة معدّل تغير أحد مكونات الإنتاجية الجزئية الموجبة أج ( س، ص )+  = 115% ، فمعنى ذلك أن الإنتاجية الجزئية المناظرة فى الوضع الثانى ص تزيد بنسبة 15% عن مثيلتها الإنتاجية الجزئية فى الوضع الأوّل س. وإذا فرضنا أن معدّل التغير لأحد جزئيات الإنتاجية السالبة أج ( س،  ص )-  =  110 %،  فمعنى ذلك أن الإنتاجية الجزئية المناظرة فى الوضع الثانى ص تقلّ بنسبة 10% عن مثيلتها الإنتاجية الجزئية فى الوضع الأوّل س.  
        ولنأخذ مثالاً من أحد الإحصائيات عن توزيع حوادث الحريق والخسائر البشرية والماديه ونسبة التغير لعامي 1423/ 1424 هـ حسب المديريات، جدول رقم (6) [2]. يتضح من الجدول أن مديرية الرياض نقص فيها عدد المصابون فى حوادث الحريق فى عام 1424 عن  عام 1423 بنسبة 72% ، كما نقص أيضاً عدد المتوفون فى هذه الحوادث بمقدار 76%، ونقصت الخسائر المادية فى نفس الفترة بنسبة 58%، إلاّ أن هذه النسب لا توضح الإمكانيات البشرية والمعدات ورأس المال المستهلك فى مكافحة هذه الحرائق، وهل هذا الإنخفاض كان نتيجة صرف أموال أكثر فى عمليات السلامة والأمن الصناعى أو فى الكفاءة الأعلى للقوى البشرية أو المعدات الأكثر تطوّراً. كذلك عند مقارنة عدد المتوفون والمصابون والخسائر المادية فى مديرية الرياض بالمقارنة بمديرية الشرقية مثلاً، فإن هذه المقارنة ستكون فقط فى المخرجات دون النظر إلى المدخلات (الإمكانيات) المستخدمة، وبالتالى فإن التحليل لهذه الخسائر لن يكون كاملاً.

Post a Comment

أحدث أقدم