أبعاد الأزمة  
يمكن النظر لكل أزمة  من زوايا عدة مادية ، ومعنوية ، واعلامية ، وسياسية ...الخ تشكل جوأنبها وأبعادها المتعددة . وغالباً مايترافق مع الأزمة ثلاث جوانب أو أزمات مترابطة مع بعضها وهي الأزمة الاعلامية(Media Crisis) وتتعلق بكيفية تقديم المعلومات عن الموقف ، والأزمة المحلية (Local Crisis) وترتبط بتقديم التعويضات للضحايا المتضررين أو ما يدعى بالأزمة السايكولوجية  (Psychological Crisis) ، والأزمة الفنية (Technical Crisis) وتتعلق بتأمين موقع الحادث وايجاد الحل الفني . وتترابط هذه الأزمات الثلاثة مع بعضها بشكل وثيق، ذلك أن ايجاد حل للأزمة الفنية يعتمد بشكل كبير على الأدارة الناجحة للأزمتين الأعلامية والمحلية (Szpirglas  etal .,2005: 9-11 ).
 وسيتم تناول كيفية التعامل مع الأزمات المصاحبة في فقرة أستراتيجية أدارة الأزمة.


الأستنتاجات
- تمثل الأزمة لحظة تحول مصيرية فاصلة بين الموت والحياة ، وبين الحرب والسلم ، وبين الفشل والنجاح.
- يستدعي التعامل مع الأزمة تجاوز الطرائق المعتادة في الحل الى أخرى مبدعة .
- تحدث الأزمات بسرعة غير متوقعة .
- يؤثر نمط السلوك السلبي للمديرين بعد حدوث الأزمات التي تخلف ضحايا ، في مستوى الأستياء العام ومن ثم حجم  التغطية الأعلامية اللازمة ، كما يعيق أعادة بناء الثقة والمصداقية.
- يترافق مع الأزمة الأساسية عدة أزمات أعلامية و سايكولوجية وفنية.
- العلاقة بين المنظمة ووسائل الأعلام تكون حرجة أثناء الأزمة ، أذ تحدث الأزمة في مناخ من اللا التأكد مما يؤدي الى فقدان الثقة وأنتشار الشائعات .
- يختلف الأنموذج الأسلامي في أدارة الأزمه بمنطلقاته الفكرية ومرتكزاته القيمية وجوانبه الروحية . 

التوصيات :
     وضع كل من (Boin & McConnell, 2007:55-56) جملة مهام ينبغي أن  يتعلمها ويؤديها القائد قبل حدوث الأزمة أو الكارثة ، تصلح لأن تكون توصيات مهمة ومنها :
- توفير خبراء الأزمة قبل وقت سابق من أجل بناء علاقات الثقة المطلوبة وأتخاذ القرار الحاسم.
- تحديد الشركاء من المنظمات أو الدول القادرة على المساعدة , أذ قد يتعطل عمل المنظمات الرسمية أثناء الأزمة .
- التدريب على التقييم المعلوماتي والموقفي بشكل مناسب وفوري وكيفية التعامل مع الشائعات، وتقييم الواقع والموارد المتاحة .
 - دعم وتسهيل نشوء روابط أو حلقات تنسيق غير رسمية تلتقي فيها التدفقات المعلوماتية ولا سيما تلك التي يطورها المواطنون وخدمات الطوارىء .
- حشد المساعدة الخارجية وتنسيق جهودها الى منطقة الأزمة أو الكارثة ، سواء كانت مقدمة من الجيش أو منظمات اجتماعية أو خارجية أو دول ، وأن لم تتلائم أعمالهم مع هياكل السيطرة والقيادة المتبعة .
- أهمية تعلم القادة كيفية العمل مع الأعلام بل أدارة الأعلام (Media Manage) . أذ تحطم الأزمة مفهوم وتوقعات الأفراد عن كيف يعمل العالم ، لذا ينبغي أن يوضح القادة الى اين يتجه المجتمع ، مع تقديم الأطار الذي يرسخ تفكير وأفعال الأفراد على أرض الواقع .
- العمل على أعادة البناء وأستعادة النشاط الطويل الأمد بأختيار الشركاء الكفوئيين وموازنة شروط السرعة والخبرة .
أضافة الى توصيات أخرى ومنها :
-         تدريب القادة وأكسابهم المهارات الخاصة بأدارة الأزمة وخصائص السلوك الأنساني المناسب المبني على قيم جوهرية لاعادة بناء الثقة وبسرعة .
-         توفير مستلزمات الصحة الأجتماعية وفي مقدمتها الموارد ، والتدريب على سيناريوهات الأزمة ومحاكاة الخطط الموضوعة عند أنهيار الهياكل القيادية بما يضمن مرونة وسرعة أستجابة المواطنيين والجهات الحكومية .
-         أنشاء مراكز عمليات متقدمة مهيأه لأن تأخذ زمام المبادرة في مثل هذه الحالات .
-         العمل مع الأعلام وأصحاب المصالح  والجمهور المعني من خلال اتصال فاعل ، وأختيار كفوء لمتحدث رسمي مدرب جيدا" وعالي المصداقية لأرسال رسائل موثوقة متجانسة وصريحة ومستمرة وواقعية وفورا" ، للتغلب على الشائعات والقلق المتوقع ، وأعادة الأحساس بالسيطرة لدى الضحايا.
-         تحدث الأزمات بسرعة لذا ينبغي أن تكون الأستجابة فنيا" وأعلاميا" وسلوكيا" فورية وسريعة .
-         عدم التهرب من المسؤولية وذلك بالتعامل المباشر مع الضحايا ووضع قاعدة اساسية لتحديد الأضرار والتعويضات تنسجم مع توقعات المجتمع.
-         المشاركة مع المنظمات المحلية والحكومية وجميع قطاعات المجتمع من أجل تقليل حجم الأضرار وأستعادة النشاط.
-         المراجعة الموضوعية للأزمات الماضية والتعلم من الأخطاء ، ومن الأزمات المشابهة أين ما تحدث من أجل الأعداد السليم لخطط كفوءة مستقبلية .
-         أهمية أستنباط الحلول من المنظور الأسلامي والقواعد التي يرتكز عليها في أدارة الأزمات، بعد تشخيص الأسباب لتلك الأزمات أستنادا" الى المنهج الأسلامي .

Post a Comment

Previous Post Next Post