التلوث الإداري
تتلوث إدارة المصالح خصوصاً
المصالح العامة وبالأخص المصالح الحكومية وبالأخص الأخص الإدارات الحكومية للدول
العربية
(الموظفين)
أهم الملوثات الإدارية
:
1: الرشوة : وهي تتراوح من دراهم معدودة لصغار
الموظفين إلى ملايين الدنانير والدولارات للوزراء والنافذين .
والرشوة موجودة في كل المجتمعات فقد يختفي نوع منها وهو
الرشوة البسيطة في المجتمعات الغنية لتسود الرش وات الضخمة لكبار الوزراء والرؤساء
كما حصل لشركة هاليبورتن الأمريكية للنفط والتي يملكها أو يتعامل معها كل من :
الرئيس الأمريكي بوش ونائبه تشيني ووزير دفاعه رامسفيلد والتي حصلت على امتيازات
نفطية هائلة في العراق بعد احتلاله من قبل أمريكا .
إن الرشوات التي يتقاضاها ما يسمى بوزراء الدفاع
العرب من صفقات الأسلحة التي لا جدوى منها للأمة هي رشوات هائلة وتستنزف موارد
الأمة على حساب المواطن المستضعف ؛ فكيف يعقل أن يبيعك عدوك سلاحاً تقتله به .
إن الذين يحاربون الرشوة يركزون على الرشوة البسيطة التي
يتقاضاها صغار الموظفين ويتناسون الرشوات ويتناسون الرشوات الضخمة التي
يتقاضاها كبار الموظفين والحكام .
إن الذين يتعاملون بالرشوة عندما يريدون رشي أحد
يسألون : كم سعره ؟ هم يعتبرون أن كل شخص مستعدٌ للرشى ولكن يختلف السعر فقط
.
إن الرشوة لا تقتصر على المصالح الخاصة فقط بل تتعداها
إلى المصالح الخاصة خصوصاً التي تتعامل بالشأن العام فنرى كثير من مقاولي البناء
يأخذون المقاولة بأقل من تكلفتها أحياناً ويرشون المراقبين ويغشون بالمواد ويكون
ضحيتها المواطن الذي يسكن العمارة المغشوشة فتنهال عليه وعلى أطفاله.
2: الواسطة والمحسوبية : إن الذي يعرف شخصاً نافذاً في مصلحة
خصوصاً مصلحة عامة فإنه يعمل على تعيينه في الوظيفة التي يريدها بغض النظر عن
كفاءته أو وجود من هو أكفأ منه لشغل هذه الوظيفة بحيث أنهم قلبوا المثل العربي إلى
: "درهم واسطة خير من قنطار شهادات" .
فالواسطة والمحسوبية تجعل " الرجل غير المناسب في
المكان غير المناسب".
والمحسوبية تجعل من الموظفين الواصلين: فلان الموظف
محسوب على فلان النافذ...وعلان الموظف محسوب على علان النافذ.والشخص النافذ يدعم
الموظف المحسوب عليه لصداقة أو قربى أو مصلحة أو رشوة.
3 : التسلق والوصولية : يتسلق الموظف سلم الوظيفة ويصل إلى
أعلى السلم الوظيفي عن طريق الدوس على أكتاف زملاءه بأن يكيد لهم المكائد ويخترع
لهم المساوئ.
4: الروتين : يتمسك الموظف الحكومي باللوائح
والقوانين ولو أنه رأى أنها تجافي المصلحة العامة في كثير من الحالات ؛ ولكنه إذا
قصد وكانت له منفعة فإنه يجتاز كل اللوائح والقوانين ليصل إلى ما يريد .
إن كثيراً من المد راء لا يهمهم إنتاج الموظف بقدر ما
يهمهم الشكليات والنكايات الوصولية ؛ إن التركيز على الدوام غالباً ما يصبح إنتاج
الموظف الحكومي وغالباً ما لا يصنع شيئاً للمصلحة العامة في دوامه .
التلوث التجاري
إن السوق التجاري هي أكثر المجالات الإنسانية عرضة للتلوث بل هي
مرتع للملوثين الذين يجاهرون بتلويث كل شئ فيه.
أهم ملوثات السوق التجاري:
1: الغش: وتتعدد أشكاله من خلط البضاعة الجيدة بالرديئة إلى وضع الجيد في
الواجهة ووضع الرديء بعيداً عن الأنظار؛ وفي سوق الحيوانات يقومون بالامتناع عن
حلب الدابة المراد بيعها عدة أيام كي يبدو ضرعها كبير فيحصلون من المشتري
على ثمن أعلى من قيمتها الحقيقية .
2: التطفيف: أي العبث بالميزان فلا يعطون المشتري
الوزن الحقيقي الذي اشتراه بل يعطونه أقل منه.وكذلك في حالة بيع الخضار بالصندوق
تجدهم يرفعون قاع الصندوق للأعلى فتقل سعته الحقيقية؛ وهناك أمثلة كثيرة على
التطفيف؛ وقد توعدهم ( المطففين ) الله بالويل فقال تعالى : "ويل
للمطففين".
3: التقليد: إن أي بضاعة تنجح في السوق يقوم التجار
والصناع بتقليدها صورة طبق الأصل من حيث الشكل فقط ويبيعونها بسعر اقل
من سعر الأصلية؛ إن التقليد يشمل كل السلع مثل الأطعمة المصنعة والألبسة وقطع غيار
السيارات والأجهزة وغيرها؛ ويشتري المستهلك السلعة المقلدة لرخص ثمنها ثم لا تلبث
أن تتعطل ويشتري غيرها وبعدها يكتشف أنه لو اشترى الأصلية من البداية لكان أوفر
له؛ وبعض المستهلكين لا يستطيعون التمييز بين السلعة الأصلية والسلعة المقلدة.
4: النصب والاحتيال: فالسوق مليء بالنصابين والمحتالين
الذين يوهمون ضحاياهم بالقيام بعمل معين أو شراء سلعة معينة ثم يختفون ولا يدفعون
لهم ثمنها.
أو يشترون من التاجر بالنقد لعدة مرات كي يحوزوا على
ثقتهم يشترون المرة الأخيرة بدون دفع على ادعاء نسيان النقود ثم
يختفون فلا يدفعون ثمنها ولا يراهم التاجر مرة أخرى.
5: المماطلة: فلا يدفع المشتري ثمن السلعة للبائع
فوراً ويأخذ المشتري بتقديم العود للبائع بالدفع ... الوعود تلو الوعود...بدون
جدوى، فيفقد البائع أعصابه ويصاب بأمراض القلب والشرايين وقد نهى رسول الله عن
المماطلة وقال:"مطل الغني ظلم". وإذا قال كذلك عن مطل الغني فما بالك
بمطل الفقير السائد هذه الأيام خصوصاً مطله في أجره عن كده؛ إن هذا لا ينطبق على المعسرين
لقوله تعالى:"ومن كان في عسرة فنظرة إلى ذي ميسرة".
إن السوق ملوث بالمماطلة؛ وإن المماطلة من عناصر تلويث
السوق.
6: العملة المزيفة:إن السوق تعج بالعملة المزيفة من شتى
الفئات خصوصاً بعد ظهور آلة تصوير
المستندات الملونة فأصبح تزوير العملة سهلاً؛ بل إن بعضهم استورد من الصين حاوية
مليئة بعملة معدنية من فئة العشرة شواقل.
7 : الشيكات بدون رصيد : ملوث آخر تعج به السوق فمن السهل على
أي من له حساب في البنك أن يشتري بضاعة ويدعي أنه سوف يكون له رصيد بعد شهر فيكتب
للتاجر شيكاً مؤجلاً لمدة شهر؛ وبعد انقضاء الشهر يذهب التاجر إلى البنك لاستلام
قيمة الشيك فلا يجد رصيداً لكاتب الشيك فيتصل به فيعده شهراً آخر وآخر بدون جدوى.
8: سوق القمامة العالمي: تقوم بعض الشركات الطفيلية الغربية
بإعادة تغليف المواد الغذائية والأدوية المنتهي تاريخ صلاحيتها وكتابة تاريخ
صلاحية جديد وتصديرها لدول العلم الثالث ( الدول الفقيرة ) عبر وسطاء تجاريين
طفيليين من هذه الدول والذين يشاركهم في تمرير هذه الصفقات موظفون رسميون فاسدون (
مرتشون ) من هذه الدول وإن بعض هؤلاء الموظفين بمرتبة وزير وبعضهم أعلى من ذلك.
كما ويحتوي سوق القمامة العالمي على كثير من السلع (
كالحديد والأخشاب وغيرها) الغير مطابقة للمواصفات والتي ترفضها بعض الدول المتقدمة
تباع للدول الفقيرة بنفس الطريقة.
التلوث الأمني
يتلوث أمن الإنسان الفرد
وأمن الجماعة بعدة ملوثات هادمة تجعله غير آمن على نفسه وماله.
الملوثات الأمنية:
1: اللصوص والنشالين وقطاع الطرق: فالنشالين يأخذون ما مع
الإنسان من حوائج بسرعة وخفة يد بحيث لا يشعر بهم إلا بعد حين وهؤلاء يكثرون في
المدن المزدحمة بالفقر والتخلف؛ واللصوص قد يسطون على منزله وممتلكاته ويأخذونها
كلها أو جزء منها؛ وقطاع الطرق الذين يستعملون الوسائل المسلحة في السرقة وقد
يتحدون في عصابات ويقومون بتوزيع أدوار شرهم على أفراد العصابة.
2: الجواسيس والعملاء: إن رجال المقاومة في المجتمع المقاوم
يخشون على أنفسهم وأرواحهم من الجواسيس من بني جلدتهم الذين يتصلون بال أباتشي
الإسرائيلية ويخبروهم بمكان وجود المقاوم ورقم سيارته ونوعها ولونها كي تطلق عليها
صاروخاً يقتله ويقتل معه الكثير من عابري السبيل.
كما أن الجواسيس من الحكام الخونة يهددون كل أفراد
المجتمع الشرفاء غير الطفيليين وتزج بهم في السجون والمعتقلات وتمعن فيهم القتل
والتعذيب.
3: النمامون: داخل المجتمع أو ألفسادون الذين
يلوثون أمن الإنسان فلا يستطيع أن يتكلم أمامهم كلمة لأنهم سوف ينقلونها إلى
المقصود بها فتسوء علاقته به؛ وقد يحرفون الكلام ويضيفون إيه بعض الكذب ليغروا صدر
المقصود به على المتكلم.
4: حقول الألغام: تنتشر حقول الألغام في أمكنة كثيرة من
العالم مثل صحراء مصر الغربية مكان حرب العلمين وفي أفغانستان وكورية وفلسطين
وغيرها … وتؤدي إلى قطع أرجل وتشويه الكثير من البشر الآمنين بعشرات الألوف.
Post a Comment