تلوث العلم
يتلوث العلم بعدة ملوثات تحرفه عن مساره في خدمة الإنسان وإسعاده وكشف الطريق القويم لحياة الإنسان ومن هذه الملوثات :
1: تكرار الأبحاث : إن الجامعات في الدول المتخلفة ( النامية ) تعج بالأبحاث المكررة عشرات بل مئات المرات فالمهم هو البحث الذي يوصل للشهادة العليا  ما دام أن البحث الفلاني قد نجح فليقلد لكن يجرى عليه بعض التغيير في الشكل فقط .
إن تكرار الأبحاث هو من ملوثات العلم.
 2:التشتت والمتاهة : إن الغوص في الجزئيات  بحيث تنسى العموميات يؤدي إلى التشتت ويقود إلى متاهة لا نهاية لها.
إن كثيراً من العلماء يركزون على الجزئيات ولا يستطيعون ربطها بالعموميات فيتوهون ويتوهون الذين يتلقون علومهم بل ويتوهون المجتمع والأمة لأنهم يفقدون البوصلة في متاهتهم وإذا اعتمدت عليهم الأمة فإنها تفقد بوصلتها وتتوه.
3: التأكدم: يندمج العالم في العلم إلى أن يتأكدم فلا يستطيع تطبيق علمه على الواقع لينتفع به الناس. فيكون مسار علمه نظرياً لا عملياً . ليس المقصود أن يطبق العالم علمه ( ولو أنه استطاع تطبيقه لكان أفضل ) بل المقصود هو الاسترسال في تنظير العلم فيجعله غير قابل للتطبيق فلا يستفيد منه الناس بل إنه قد يضرهم بإبعادهم عن الطريق الصحيح. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ". فإن كثيراً من العلماء غير قادرين على تطبيق نظرياتهم  ولا يستطيعون بالمنطق العلمي إرشاد من هم قادرين على تطبيقها ؛ إضافة إلى أن كثيراً من العلماء يشطحون في نظريات غير قابلة للتطبيق أو من المستحيل تطبيقها.
إن التأكد من مرض منتشر بين علماء الأمة بكافة تخصصاتهم ويلوث العلم والعلماء.
4: الطلسمة: وهي تعقيد العلوم وجعلها مثل الطلاسم وذلك من أجل أعمال التشخيص أو التشبيح التي يمارسها العلماء الطفيليون؛ إن عبقرية العلم تكمن في تبسيطه لأدنى درجة بحيث يفهمه أقل الناس إدراكاً .
5: التزوير: تزوير العلوم بغرض النفاق والتكسب مثل عمليات تزوير التاريخ حيث يجري تزوير تاريخ جيد لبعض الحكام الرديئين أو تزوير تاريخ رديء لبعض الحكام الجيدين إرضاءً لبعض الحكام الرديئين لهم تأثير على العلماء ( أشباه العلماء ) كما يجري تزييف وتزوير العلوم الدينية لمصلحة الحاكم المستبد الذي يتلقى أوامره من الكفار والذي في ظاهره يحب الدين ويدعي الارتباط به ( شكلياً ) ولكنه في جوهره ضد الدين وضد المتدينين.
كما يجري تزوير العلوم السياسية لنفس السبب.
كما يجري تزوير وتحوير العلوم الإنسانية لتخدم عقيدة معينة؛ كما جرى في الثقافة الشيوعية حيث جرى تزوير وتحوير كافة العلوم الإنسانية من سياسة واقتصاد وعلم اجتماع وعلم نفس وتاريخ وآداب لتخدم أو لتلائم العقيدة الشيوعية. وكذلك جرى نفس الشيء في الثقافة الرأسمالية حيث جرى تزوير وتحوير جميع العلوم السابق ذكرها لتلائم العقيدة الرأسمالية. إن هذا لتزوير والتحوير للعلم هو نوع من التلوث العلمي الهادم للعلوم.

Post a Comment

Previous Post Next Post