منهاج تدريس تعلمالتربية الإسلامية بالسلك الابتدائي
-1 تعريف التربية الإسلامية
التربية الإسلامية مادة دراسية تروم تلبية حاجات المتعلم)ة( الدينية التي يطلبها منه الشارع، حسب سيروراته النمائية والمعرفية والوجدانية والأخلاقية وسياقه الاجتماعي والثقافي.
ويدل
هذا
المفهوم
على
تنشئة
الفرد
وبناء
شخصيته
بأبعادها
المختلفة
الروحية
والبدنية،
وإعدادها
إعداد
شاملا
ومتكاملا،
وذلك
استنادا
إلى:
المبدأ: ضرورة الاستجابة للحاجات الدينية الحقيقية.
الغاية: اكتساب القيم الأساسية للدين المتمركزة حول قيمة
"التوحيد".
المداخل: "التزكية"
و"الاقتداء" و"
الاستجابة" و"القسط" و"الحكمة".
فتزكية النفس بتعظيم الله ومحبته ودوام الاتصال به، والاقتداء بالرسول الكريم نموذج الكمال البشري تعبدا
وسلوكا، من خلال الاستجابة لأوامر الله ورسوله وإخلاص العبودية لله وحده.
وذلك
كله
يدفع
بالفرد
للتحقق
بالمواطنة الصالحة، من خلال تمثل حقوق الله وحقوق النفس وحقوق المجتمع، واتخاذ مواقف ومبادرات إيجابية
تهدف تحقيق النفع العام
)حيثما
تكون
المصلحة
العامة
يكون
شرع
الله(، على اعتبار أن المواطن الصالح حامل
رسالة العمارة في الأرض وصلاحها.
والغاية من التربية الإسلامية تحقيق التوازن في كيان الإنسان بين جوانب الشخصية كلها:
فالمعرفة
وتمثل
القيم يقودان إلى التطبيق وتغيير السلوك؛ وهكذا تجمع التربية الإسلامية بين بناء المعرفة والتدريب على المهارة
وبناء القيم، للانتقال بالمتعلم
)ة( من لحظة اتخاذ المواقف الإيجابية تجاه حق الله والنفس والغير والمحيط إلى
المبادرة والفعل، لتحقيق النفع العام والخاص.
وفي هذا الإطار، يقول الإمام الغزالي رحمه الله:
"إن
جلب
المنفعة
ودفع
المضرة
مقاصد
الحق
وصلاح
الخلق
في تحصين مقاصدهم، لكننا نعني بالمصلحة على مقصود الشرع من الخلق خمسة:
وهو
أن
يحفظ
عليهم
دينهم
وأنفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول
.) 140 ط 10 – الخمسة فهو مفسدة ودفعها مصلحة" )المستصفى ص 139
وعليه، فالتربية الإسلامية تربية مستمرة لا تقف عند حد معين، ومجالاتها متنوعة في البيت والمدرسة والمسجد
والمجتمع، وهي تربية أصيلة مفتوحة على الأساليب الحسنة كلها في التوجيه والتعديل:
)الحكمة
ضالة
المؤمن
أينما
وجدها فهو أحق الناس بها(،
)رواه
الترمذي
وابن
ماجة
عن
أبي
هريرة
مرفوعا(.
-2 مقاصد التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
إن الغاية الكبرى للتربية الإسلامية هي تحقيق كمال حرية الإنسان من خلال إخلاص العبودية لله وحده، وبذلك
يتحرر الإنسان من أي عبادة أخرى سواء عبادة المال أو الجاه أو السلطة او هوى النفس، ولا تتحقق هذه الغاية
الكبرى إلا من خلال تحقيق المقاصد الأربعة الآتية:
-1-2 المقصد الوجودي: ويتحقق هذا المقصد من خلال الإيمان بالوجود الحق لله تعالى وكماله المطلق عز سلطانه؛
والإيمان بأن غاية الوجود البشري تكمن في عبادة الله وتسبيحه.
2-2 – المقصد الكوني: ويعني الإيمان بوحدة البشرية من حيث المنطلق والمصير وبتكامل النبوات، باعتبارها
نور الهداية وحبل الله إلى الخلق؛ وبهذا يكون الرسول المصطفى نبي الرحمة ونموذج الكمال الخلقي والخلقي خاتم
الأنبياء ورسولا للعالمين.
-3 المقصد الحقوقي: ويرتكز هذا المقصد على أربعة قيم حقوقية كبرى وهي الحرية
) التحرر
من
كل
القيود
-2
والأغلال(، والقسط
) حكم
المؤمن
بالعدل
ولو
على
نفسه
والأقربين(، والمساواة
) لا
تمييز
بين
البشر(، والكرامة
) عزة الفرد لا ينتقص منها قوة أو سلطان أو جهل أو فقر أو عرف...(.
-4-2 المقصد الجودي: يتحدد هذا المقصد باتخاذ المبادرة لتحقيق النفع للفرد والمجتمع، فالإحسان والتضامن
والتعاون وإصلاح المحيط دليل الإيمان التام.
-3 القيم المركزية – الناظمة لمنهاج التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
-4 الأهداف العامة للتربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
تهدف مادة التربية الإسلامية في سلك التعليم الابتدائي إلى تحقيق ما يلي:
- ترسيخ عقيدة التوحيد وقيم الدين الإسلامي على أساس الإيمان النابع من التفكير والتدبر والإقناع، وتثبيتها في
نفس المتعلم)ة(، انطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛
- تعرف المتعلم )ة(
على
سيرة
الرسول
صلى
الله
عليه
وسلم
ومحبته
والاقتداء
به؛
- بناء الشخصية الإسلامية المتوازنة والمتفتحة؛
- اكتساب المعارف والمهارات والقيم للتصرف وفق تعاليم الدين الإسلامي؛
- التنشئة على قيم التعايش والتكافل والتضامن والتسامح والانفتاح واحترام الآخر؛
- التشبث بالهوية الدينية والثقافية والحضارية للمغرب؛
- تطبيق قواعد السلامة وحفظ الصحة واحترام البيئة؛
- التربية على قيم المواطنة والسلوك المدني؛
-5 المداخل الرئيسة لبناء منهاج التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
بُنيَ المنهاج الدراسي لجميع المستويات الدراسية من السلك الابتدائي إلى نهاية السلك الثانوي التأهيلي، وفق
المداخل الرئيسة الآتية:
"التزكية"، و"الاقتداء"، و"
الاستجابة"، و"القسط"، و"الحكمة".
الحرية الإحسان
- التزكية: يقصد بها تزكية النفس وتطهيرها بتوحيد الله تعالى وتعظيمه ومحبته، وذلك بدوام مناجاته من خلال
تلاوة القرآن الكريم والاتصال به وتعرف قدرة الله وعظمته، قصد ترسيخ قيمة التواضع لدى المتعلم)ة(، لقوله
تعالى:
"هو
الذي
بعث
في
الأميين
رسولا
منهم
يتلو
عليهم
آياته
ويزكيهم
ويعلمهم
الكتاب
والحكمة
وإن
كانوا
.) من قبل لفي ضلال مبين": )سورة الجمعة / الآية
2
- الاقتداء: يقصد به معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خلال وقائع السيرة وشمائله وصفاته الخلقية
والخلقية، باعتباره النموذج البشري الكامل، قصد محبته واتباعه والتأسي به وتعظيمه وتوقيره ونصرته، لقوله
تعالى:
" لقد
كان
لكم
في
رسول
الله
إسوة
حسنة
لمن
كان
يرجو
الله
واليوم
الآخر
وذكر
الله
كثيرا":) سورة
.) الأحزاب/ الآية
21
- الاستجابة: ويقصد بها تطهير الجسم والقلب لتأهيل المؤمن لعبادة الله وشكره بالذكر والدعاء، بهدف تزكية
الروح لتحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة، لقوله تعالى:
"يا
أيها
الذين
آمنوا
استجيبوا
لله
وللرسول
إذا
دعاكم
لما
.) يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون":) سورة الأنفال/ الآية
24
- القسط: ويقصد به تعرف المتعلم
)ة( مختلف الحقوق: حق الله في التعظيم والتنزيه، وحق النفس في التربية
والتهذيب، وحق المخلوقات في الإصلاح والرعاية، وحق الخلق في الرحمة والنفع والنصح؛ وغاية هذه
الحقوق والواجبات الوصول بالفرد إلى التعامل الإيجابي مع كل ما خلق الله من الكائنات، وذلك برعاية حقوقها
والعناية بها قصد إصلاح أحوالها وفق منظور الرحمة والرعاية، لقوله تعالى:
"لقد
أرسلنا
رسلنا
بالبينات
.) وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط":) سورة الحديد/ الآية
24
- الحكمة: وتعني إصلاح النفس وتهذيبها والسمو بها وتطهيرها وفق توجيهات الشرع، بما يرفع الفرد إلى
مستوى الإيجابية والمبادرة بالأعمال الصالحة، للتقرب إلى ربه عز وجل وتعميم النفع وإتقان الأعمال وفق
قيم الرحمة والتضامن والمبادرة، لقوله تعالى:"
يوتي
الحكمة
من
يشاء
ومن
يوت
الحكمة
فقد
أوتي
خيرا
كثيرا
وما يذكر إلا أولو الألباب":)سورة البقرة/ الآية
269 (، وقوله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها":
) الأعراف / الآية
55 ( وقوله
تعالى: "وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما
.) أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين": ) القصص / الآية
77
إرسال تعليق