1.
تعتبر المياه
الجوفية المورد الرئيسي المتاح حالياً لتلبية احتياجات الفلسطينيين من المياه في
الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي قطاع غزة، يتم استخراج المياه الجوفية رديئة الجودة
بشكل مفرط. وتشهد مستجمعات
المياه الساحلية التي تعد المصدر الوحيد للمياه الجوفية تدهوراً سريعاً بسبب تسرب
مياه البحر وتلوث مصادر إعادة التغذية. وتُعد مستويات السحب لكل فرد من بين أدنى
المستويات في المنطقة، إذ تبلغ حوالي 100 لتر للفرد يومياً في الضفة الغربية وقطاع غزة. وطبقاً لدراسة
نشرها البنك الدولي في عام 2009،
تبلغ مسحوبات المواطن الفلسطيني من المياه نحو ربع مسحوبات المواطن الإسرائيلي.
وتراجعت هذه المسحوبات على مدى السنوات العشر الماضية؛ ففي عام 2007 لم يتم سحب سوى 113 مليون متر مكعب من مكامن المياه الجوفية المشتركة في الضفة الغربية
مقارنة بما بلغ 138 مليون متر مكعب في عام 1999. وعلى الرغم من قيام شبكة المياه بتغطية 90 في المائة من السكان و64 في المائة من المجتمعات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن
انقطاع الخدمة يؤدي إلى انخفاض معدلات الاستهلاك وحدوث آثار اقتصادية سلبية كبيرة.
وتصل معدلات فقد المياه وتحصيل الفواتير إلى حوالي 40 في المائة و50
في المائة على التوالي.
2.
يتم السحب بشكل
مفرط من مستجمعات المياه الساحلية - مورد المياه الرئيسي في غزة – بمعدل يبلغ
حوالي 100 مليون متر مكعب سنوياً. وتوفر مكامن المياه الجوفية في قطاع غزة أكثر من
95 في المائة من الطلب على المياه في القطاع. وتشير التقديرات إلى أن حجم ما تم
سحبه في عام 2010
بلغ نحو 160
مليون متر مكعب مقسماً بالتساوي تقريباً بين سحب من آبار لأغراض زراعية أو منزلية.
وتوفر شركة المياه الوطنية الإسرائيلية (ميكوروت) قرابة 5 ملايين متر مكعب سنوياً.
وتشير التقديرات إلى أن إعادة تغذية مكامن المياه الجوفية بمياه الأمطار تبلغ 50 -60
مليون متر مكعب سنوياً، ويصل العجز في موازنة موارد المياه إلى حوالي 100 مليون
متر مكعب سنوياً. ويتسبب السحب المفرط من مكامن المياه الجوفية في تراجع منسوب
المياه الجوفية، وتسرب مياه البحر، وتدهور جودة مياه مكامن المياه الجوفية.
3.
تلوّث مياه الصرف
المدارة بطريقة سيئة مستجمعات المياه الساحلية. ورغم ازدياد كميات مياه الصرف،
فإنه لا توجد بنية أساسية كافية للقيام بعمليات الجمع والمعالجة. ولا تزال
المعالجة في المحطات الموجودة بعيدة عن الاكتمال، فهناك كمية كبيرة من مياه الصرف
غير المعالجة يتم طرحها في برك مفتوحة وإلقاؤها في البحر مباشرة. وتوجد في قطاع
غزة أربع محطات لمعالجة مياه الصرف تقع في بيت لاهيا وغزة وخان يونس ورفح. وتتحمل
هذه المحطات فوق طاقتها كما أن أوجه الخلل تتفاوت فيما بينها. وقد أدى القصور في
معالجة مياه الصرف والتخلص منها إلى التلوث الشديد لمكامن المياه الجوفية التي
يعتمد عليها معظم الغزاويين في إمدادهم بالمياه، وهو ما أسفر عن مشكلات خطيرة
للصحة العامة، لاسيما بين الأطفال الصغار على سبيل المثال لا الحصر. ومع ذلك، هناك
العديد من المشروعات الجديدة لتجميع مياه الصرف ومعالجتها في مختلف أنحاء غزة
والتي يجري التخطيط لها أو أنها قيد الإنشاء. وتتيح إعادة استخدام مياه الصرف
المعالجة فرصاً لزيادة كفاءة استخدام المياه والحد من التلوث وتسهيل الإنتاج
الزراعي.
4.
شرعت سلطة المياه
الفلسطينية، وهي الوكالة المنوط بها إدارة وتنظيم قطاع المياه في الضفة الغربية
وقطاع غزة، مؤخراً في تنفيذ برنامج إستراتيجي متجدد يهدف إلى تحسين إمدادات المياه
في القطاع. وتسير هذه الإستراتيجية على مسارين رئيسيين: (1) إبطاء تدهور مكامن المياه الجوفية من خلال اتخاذ إجراءات تدخلية
صغيرة نسبياً في المدى القريب، و(2) إدخال إجراءات تدخلية عالية الحجم مثل تحلية المياه بكميات كبيرة
واستيراد المزيد من المياه من البلدان المجاورة للسماح لهذه المكامن باستعادة
مياهها الجوفية على المدى المتوسط والبعيد. وتشتمل الإستراتيجية قصيرة الأجل على
ثلاث مبادرات: (1)
تحسين كفاءة مرفق مياه غزة، والحد من الفاقد، والاستفادة المثلى من الموارد
المتاحة بتحديث الشبكات وإعادة تأهيلها، وإعادة تهيئة نظام التوزيع لإدارة إمدادات
المياه الإضافية؛ (2)
إضافة نحو 13
مليون متر مكعب من المياه التي تمت تحليتها إلى شبكة إمدادات المياه بإدخال محطات
تحلية منخفضة الحجم قصيرة الأجل في المحافظات التي تعاني من تدهور شديد في جودة
المياه وزيادة في تسرب مياه البحر إلى مكامن المياه الجوفية، و(3) تجربة خطط إعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة والتوسع في
ذلك.
[1] تنص إرشادات
منظمة الصحة العالمية على أن الحد الأقصى المقبول لتركيز الكلوريد في مياه الشرب
هو 250 جزءاً في
المليون. ويتراوح متوسط تركيز الكلوريد في المياه الجوفية بقطاع غزة من 385 (جزءاً في
المليون) في شمال القطاع إلى 993 جزءاً في
مدينة غزة. وسوف يزيد تركيز الكلوريد بشكل تصاعدي خلال السنوات التسع المقبلة، كما
ستنتج آبار المياه الجوفية مياه بها تركيزات عالية من الكلوريد. ويُتوقع أن يصل
الحد الأدنى المستقبلي لتركيز الكلوريد في محافظة شمال غزة إلى 538 جزءاً في
المليون.
Post a Comment