النيكل
لقد أثبتت الدراسات العديدة أن النيكل معدن مسرطن للجهاز التنفسى وذلك للعاملين فى صناعة وتنقية وتكرير النيكل. ومن أوضح مظاهر التسمم الحاد والتى قد تؤدى للموت بعد التعرض لمركب كربونيل النيكل (nickel carbonyl) يمكن إيجازها فى حدوث إلتهاب للجلد نتيجة الملامسة. وعلى الرغم من ذلك، فإن نقص النيكل فى الغذاء قد يؤدى إلى تغيرات فى درجة الأيض الحيوى للجلوكوز حيث تم إثبات أن النيكل من العناصر الأساسية التى يحتاجها الجسم ومن ثم فلا بد من وجوده بالمواد الغذائية ولكن بكميات ضئيلة وذلك نتيجة لضرورة وجوده فى أيض اليوريا وكذلك نتيجة وجوده فى تركيب بعض الإنزيمات المعدنية (Metalloenzymes) مثل إنزيم (Jackbean urease).

1-4- التخلص
وجد أن النيكل يمكن إمتصاصه بدرجة خفيفة من خلال الجهاز الهضمى، حيث يتم نقله بواسطة البلازما ليرتبط بالألبيومين الموجود بالسيرم ويكون معقدات عضوية صغيرة أو يرتبط ببعض الأحماض الأمينية أو بالسلاسل الببتيدية العديدة. كذلك، فقد وجد أن النيكل يتم إخراجه بالكامل بالبول فى خلال 4-5 أيام. وقد أمكن حساب معدل التناول اليومى للنيكل من خلال الطعام بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت القيم المسموح بها تتراوح ما بين 300 – 600 ميكروجرام/يوم.
وقد تم إثبات أن النيكل يرتبط بالمعقد البروتينى (metallothionine) حيث أن التعرض للنيكل وجد أنه ينبه عملية تخليق ذلك المعقد البروتينى. من جهة أخرى، فقد وجد أن نقص النيكل بالغذاء يؤدى إلى تأخر معدلات النمو للجسم وحدوث حالات الأنيميا وقد تم إرجاع ذلك إلى الأضرار التى يسببها نقص النيكل من حيث قلة معدل إمتصاص الحديد من خلال الجهاز الهضمى. هذا علاوة على إنخفاض قيمة الجلوكوز بالسيرم.

2-4- سمية النيكل
1-2-4- القدرة على إحداث السرطان
منذ نهاية الخمسينيات وتم معرفة أن التعرض المهنى للنيكل قد تسبب فى إحداث سرطانات الرئة والأنف. وقد تم التأكد من ذلك من خلال النتائج التى تم العثور عليها من بريطانيا عام 1958 من نسبة السرطان بين العاملين فى مصانع تكرير النيكل حيث كانت نسبة الأمراض السرطانية بين العاملين زائدة بمعدل خمسة أضعاف فى سرطانات الرئة و 150 ضعف فى سرطانات الأنف عن الأشخاص الطبيعيين. أيضاً، فقد إتضح أن هناك إمكانية حدوث سرطانات المعدة والأنسجة الرخوة بالإتحاد السوفيتى بين العاملين فى مصانع تكرير النيكل كما قد ظهرت 6 حالات من سرطانات الكلية بين العاملين فى صناعة التكرير للنيكل فى كل من كندا والنرويج. وعموماً، فإن المسبب فى حدوث السرطان هو مركب كربونيل النيكل (Nickel carnobyl). 

2-2-4- التسمم بمركب كربونيل النيكل
وجد أنه عند تفاعل معدن النيكل مع أول اكسيد الكربون، فإن ذلك ينتج عنه كربونيل النيكل [Ni(CO)4] والذى ينحل بدوره إلى نيكل نقى و أول أكسيد الكربون وذلك على حرارة 200 ○م وهذه هى عملية موند (Mond process). وفى البداية كان يُعتقد أنها طريقة ملائمة ومريحة لتنقية وتكرير النيكل ولكن بعدها تم إكتشاف أن كربونيل النيكل مركب شديد السمية حيث تبدأ مظاهر الإعياء بحالة من الصداع والغثيان يتبعه قيئ مصحوب بآلام فى فُم المعدة (Epigastric) مع آلام بالصدر متبوع بحالات من الكحة وعسر التنفس (Hyperpnea) وزرقان لون الجلد نتيجة لنقص الأكسجين (Cyanosis) مع حالة من الضعف العام. وقد يصاحب جميع هذه المظاهر حالة من إرتفاع درجة الحرارة وفشل فى عملية التنفس وقد تتدهور الحالة لتصل إلى حدوث إستسقاء بالمخ وينتهى الأمر بالموت. وقد دلت النتائج التشريحية بعد الوفاة بأن النيكل كان متركزاً بشكل كبير فى الرئة ولكن بشكل أقل فى كل من الكُلى والكبد والمخ.

3-2-4- إلتهاب الجلد
وجد أن إلتهاب الجلد الناشئ عن ملامسة وإحتكاك الجلد بمركبات النيكل من أهم المظاهر العامة التى يُحدثها النيكل. فقد وجد أن حوالى من 4 إلى 9 % من الأشخاص الطبيعيين قد يصابوا بهذا المرض بعد التعرض لمركبات النيكل. وعموماً، فهناك أشخاصاً تظهر عليهم حالة من فرط الحساسية نتيجة لملامستهم لبعض المعادن المستخدمة فى الحياة العامة مثل العملات المعدنية والمجوهرات إلا أن الذى يزيد من تطور هذه الحالات هو وجدود النيكل فى الغذاء بتركيزات عالية والذى يدل على ذلك هو وجود النيكل فى البول.

3-4- الدلائل الحيوية الدالة على التسمم بالنيكل
قياس مستويات النيكل بالدم تعتبر من أدق الدلائل التى تحدد طبيعة التعرض ومدى التسمم.

4-4- علاج حالات التسمم
وجد أن مركب (Sodium diethyldithiocarbamate)، من أفضل الأدوية ولكن توجد بعض المركبات المخلبية مثل (d-penicillamine) و أيضاً (Triethylenetetraamine) قد تؤدى إلى عمل نوع من الحماية من بعض التأثيرات الإكلينيكية.

Post a Comment

أحدث أقدم