التلوث الثقافي

 الثقافة: هي مجموع المعارف التي يكتسبها الإنسان من أبويه ومحيطه وتجاربه.
إن الثقافة تستقر في العقل الباطن للإنسان وتحكم تصرفاته حيث أنها تبرمجه فيعمل الإنسان بموجبها لاإرادياً ويحاول نشرها لأكبر عدد من الناس لتحمسه لها ولاعتقاده أنها الصواب وغيرها الخطأ ؛ ويصف غير المتع لثقافتهم بالعجز والمرض.
الثقافات السلبية التي تلوث الأفراد والجماعات
وتعمل على هدمهم:
 1: ثقافة التخلف  2 : ثقافة الفقر 3: ثقافة الضعف
 4: ثقافة الخنوع  5: ثقافة الخرافة 6: ثقافة الرجعية
 7: ثقافة التبعية 8: ثقافة النصب والاحتيال 9:ثقافة الإلحاد
10:ثقافة التدين الشكلي 11: ثقافة المصلحة 12: ثقافة الانتهازية
13: ثقافة النفاق 14: ثقافة العنف والجريمة 15: ثقافة المظهر
16: ثقافة الملذات 17: ثقافة الاستهلاك  18: ثقافة الجنس
19: ثقافة الكراهية 20:ثقافة الأنانية  21: ثقافة الميكافيللية
22: ثقافة الطابور الخامس 23: ثقافة الهزيمة

1: ثقافة التخلف: يكتسب الإنسان ثقافة التخلف من بيئته الملوثة بها ويفسر كل أموره بموجبها بحيث يبقى متخلفاً حضارياً.
2: ثقافة الفقر: يبرمج الإنسان الملوث بهذه الثقافة نفسه بموجبها بحيث يبقى فقيراً للأبد معدداً حسنات الفقر والمخاوف والمحاذير إلي من الممكن أن يقع فيها إذا لم يبقى فقيراً.
3: ثقافة الضعف: كذلك يبرمج الإنسان الملوث بهذه الثقافة نفسه عليها بحيث يبقى ضعيفاً.
4: ثقافة الخنوع: بحيث يتزاوج الضعف مع الخوف لينتج ثقافة الخنوع فيخنع لأي مستكبر أو متجبر عليه.
5: ثقافة الخرافة: تسيطر على الإنسان ثقافة الخرافة غير الواقعية ويبرمج حياته بموجبها وتكون محور حياته ولا يتقبل غيرها ويعمل على نشرها لتحمسه لها .
6: ثقافة الرجعية: لا يتقبل الإنسان الملوث بهذه الثقافة أي جديد فيصعب تغييره ويتعصب للقديم الموروث والذي غاباً ما يكون ملوثاً بالأوهام والخرافات.
7: ثقافة التبعية: يبرمج الإنسان الملوث بهذه الثقافة نفسه بحيث يكون تابعاً لأحد أو جماعة وتعطل هذه الثقافة عنده روح الإقدام والمبادرة.
8: ثقافة النصب والاحتيال: يبرمج حياته وتفكيره على النصب والاحتيال ويحاول حل مشاكله في الرزق والعلاقات الاجتماعية عن طريق النصب والاحتيال رغم أنه يقع في مطبات عميقة فتحطمه دون أن يعتبر؛ كما قال المثل: يا حافر حفرة السوء... يا واقع فيها.
9: ثقافة الإلحاد: وهي عكس ثقافة الإيمان بحيث يحور الإنسان الملوث بهذه الثقافة كل معارفه التي اكتسبها أو ما زال يكتسبها إلى الإلحاد ويفسر كل الأمور بموجبها كما حصل لشريحة  كبيرة من المجتمع العربي ومجتمعات أمريكا وأوروبا كلها تقريباً فإن أكثر من 99% منهم ملحدون فأصبحت حياتهم آلية خالية من الروح رغم أن أمريكا تكتب على الدولار : نحن نؤمن بالله IN GOD WE TRUST ليس لأنها تؤمن بالله فعلاً بل لكي تصطاد الشعوب المؤمنة وتسيطر عليهم وتنهب ثرواتهم.
10: ثقافة التدين الشكلي: وهذه ثقافة خطيرة فالتدين الشكلي يضر بالدين أكثر من الكفر والإلحاد واللذان يمتازان عن التدين الشكلي بالصدق والصراحة ؛ فالتدين الشكلي يستعمل الدين كغطاء للموبقات التي يمارسها من كذب وسرقة وزنا أو أي انحراف آخر عن جادة الصواب ينهى عنه الدين.
11: ثقافة المصلحة: تتلوث بها كثير من المجتمعات المدنية وتقل في الريف والبادية عنها في المدينة وتسود في كثير من الأمم المتطورة كأمريكا التي لا تتعامل إلا بالمصلحة.
12: ثقافة الانتهازية: إن انتهاز الفرص واجب مطلوب للإنسان في سعيه لكسب الرزق والسعادة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغتنم خمساً قبل خمس: صحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك. ؛ ولكن الانتهازية المقصودة هنا هي الانتهازية السلبية بحيث ينتهز الملَوّث مصائب الآخرين ونقاط ضعفهم ليتسلق عليها وتصبح محور حياته ويعتقد أن لا طريق له للرزق والحياة إلا هذا الطريق فيبني سعادته على شقاء الآخرين.
13: ثقافة النفاق : النفاق نوع من المدح الخداعي الكاذب بقصد التقرب من أشخاص أو مجموعات للحصول على منفعة أو درء مفسدة .
والنفاق عكس الصراحة والمجابهة ؛ وإن كثيراً من الأشخاص والمجموعات ملوثون بهذه الثقافة الهدامة ولا يرون غيرها أسلوباً للتعامل مع مشاكلهم في الحصول على المنافع وفي درء المفاسد.
14: ثقافة العنف والجريمة: يبرمج الإنسان الملوث بهذه الثقافة نفسه على العنف والجريمة ويحل كل مشاكله بهذه الثقافة مع أنها تجلب له العديد من المشاكل وتدخله السجن، وفي السجن يلتقي بالكثير من أتباع هذه الثقافة الذين يزيدون من ارتباطه بها.
15: ثقافة المظهر: وهي عكس ثقافة الجوهر الإيجابية؛ فالملوث بثقافة المظهر يحكم على كل الأشخاص والأمور بحسب مظهرها الخارجي فقط ولا علاقة له بجوهر الأشخاص والأمور والذي غالباً ما يكون مغايراً لمظهرها.
16: ثقافة الملذات: يبحث الملوث بهذه الثقافة عن اللذة   الغريزية البهيمية   في الطعام والشراب والجنس والخمر والمخدرات والقمار وقد تتراوح هذه الملذات في نفس الملوث من عنصرين أو أكثر إلى كل عناصر اللذة فتعمل هذه الثقافة على هدمه وهدم الجماعة التي ينتمي إليها.
17: ثقافة الاستهلاك : وتصيب الأجيال الطفيلية والنساء ( الزوجات ) بحيث يكون كل محور حياتها وتفكيرها منصبٌّ على الاستهلاك كأصناف المأكل والملبس والزينة ولا   علاقة للملوث بهذه الثقافة   بالإنتاج لأن الإنتاج في الجيل الطفيلي يكون مؤمنا ًله من الجيل الباني  وللزوجات يكون مؤمناً لهنّ من الأزواج؛ وثقافة الاستهلاك السلبية هي عكس ثقافة الإنتاج الإيجابية.
18: ثقافة الجنس: يبرمج الإنسان الملوث بهذه الثقافة نفسه ومعارفه والمعارف   التي يتلقاها على الجنس ويجعله محور حياته وتفكيره.
19: ثقافة الكراهية: وهي عكس ثقافة المحبة الإيجابية؛ تجعل التلوث بها يكره كل شئ  حتى   نفسه أحياناً .
20: ثقافة الأنانية: تكون نفس الملوث بهذه الثقافة هي محور حياته وتفكيره فتمنعه من التعاون مع الغير أو تقدم المساعدة   لهم فيتقوقع على نفسه ويتشرنق ؛ ويحرم نفسه من مكاسب العمل الجماعي ؛ لأن العمل الجماعي له مكاسب كثيرة فالنحلة بمفردها لا تستطيع بناء الخلية وصنع العسل .
21: الثقافة الميكافيللية: نسبة إلى الإيطالي ميكافيللي  صاحب نظرية : " الغاية تبرر الوسيلة"  فترى الملوثون بهذه الثقافة لا يهمهم المآسي وعذابات الناس الذين يدوسونهم في سبيل وصولهم لغاياتهم ؛ ويسمون بالعربية بالوصوليين .
وترى هذه الثقافة سائدة في أمريكا التي قتلت  وروعت مئات الألوف   من أبناء الشعوب المستضعفة في   العراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها في سبيل الوصول إلى ثرواتهم لنهبها ؛ ولم تأبه لعذابات الناس اللذين قتلوا وعذبوا ودمرت بيوتهم   وممتلكاتهم .
22: ثقافة الطابور الخامس : الطابور الخامس هم الجواسيس اللذين يساعدون عدو بلادهم في  عدوانه .  وقد ظهر هذا التعبير عندما قال فرا نكو ـ إسبانيا  لهتلر ـ ألمانيا ( في بداية الحرب العالمية الثانية ) قال له : عندي أربع طوابير ( جيوش ) ؛ فقال   له هتلر : أنشئ الطابور الخامس ( الجواسيس ) فهذا الطابور أقوى من الطوابير الأربعة الأخرى .
إن ثقافة الطابور الخامس هي نفسها ثقافة الخيانة ولكنها في حالة الطابور الخامس قد تكون الخيانة غير مباشرة فترى الملوث بها يساعد عدوه مساعدة غير مباشرة   لاعتقاده بأن مصالحه مع هذا العدو وليس مع بني جلدته .
23: ثقافة الهزيمة: وهي أهم الثقافات الهدامة التي ابتلي بها العرب بعد هزيمتهم مع إسرائيل عام 1967 ؛ رغم أنها كانت نكسة عابرة وعادوا وانتصروا انتصاراً باهرا ًفي حرب رمضان عام 1973 . إلا أن أمريكا عدو العرب الأول لوثت انتصارهم بإقامة الجسر الجوي وحصار الجيش الثالث بالتعاون مع جواسيس الأمة ( السادات ) وذلك كي تكرس ثقافة الهزيمة لدى العرب لأنها تستفيد منها . فإن ثقافة الهزيمة   تجعل أمريكا وعملاءها يسيطرون على العرب لنهب ثرواتهم بأقل قدر من الجهد .فإن ثقافة الهزيمة تخلق الإحباط واليأس لدى الملوث وتجعله لقمة سائغة لأعدائه والمتربصين به .
إن ثقافة الهزيمة تجعل الإنسان الملوث بها مستمر في جلد  الذات مما يصيبه بالإحباط ويُشلّ عن العمل البنّاء في مقاومة الخطر ؛ إن ثقافة الهزيمة ما زالت موجودة في المجتمعات العربية وتفعل مفعولها في جعل أعداء الأمة يتداعون عليهم كما تتداعى الأكلة على قصعتها   إلى أن جاء المجاهدون : المقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية والمقاومة الإسلامية فمحت هذه الثقافة عملياً .

Post a Comment

Previous Post Next Post