اخطار أضراره تلوث الهواء
المصادر البشرية لتلوث الهواء أكثر خطورة على
صحة الإنسان من المصادر الطبيعية وبالتحديد (وسائط النقل والصناعة) ، فهناك
العديد من الأمراض التي لحقت بالإنسان جراء التلوث أهمها الأمراض الجلدية والعيون
وأمراض الجهاز التنفسي .
إن تلوث الهواء من
القضايا التي أضحت تؤرق الإنسان في جميع المجتمعات لا سيما وأن الهواء يعتبر
ضرورياً للإنسان شأنه شأن الماء ، بل هو أكثر أهمية وضرورة .
ولم يعد الهواء بذلك
النقاء والصفاء الذي خلقه الله عليه ، بل امتدت إليه يد البشر عابثة ، فاختل
التوازن واهتز هذا النظام الدقيق ، والهواء الذي نتنسمه وتلوث ... وتلوث ... وكان
الإنسان هو السبب ، فكانت المعامل والمصانع ووسائل النقل ومحطات توليد الطاقة
والاستخدامات المنزلية ، هذه المصادر تبث يومياً آلاف الأطنان من الملوثات
المختلفة إلى الهواء دون وجود أي ضوابط أو عوائق وأصبح الغلاف الجوي مدفناً أو مكب
نفايات غازية . والإنسان هو الذي يتنفس هذا الهواء الملوث فهو الذي صنع المشكلة ،
وهو الذي تحمل مسئوليتها وهو الذي تلقى آثارها سلباً على صحته .
وما حادثة لندن عنا
ببعيد ففي العام 1952 اختلطت الملوثات الهوائية بالضباب فكونت ما يعرف بالضباب
الدخاني Smog
التي كونت سحابة سوداء فوق المدينة استمرت لمدة 5 أيام قتلت حوالي 4000 شخص .
تلوث الهواء يعتبر من
أحرج وأخطر قضايا التلوث ، وتعود أهمية تلوث الهواء الى
1- أن
الهواء أكثر الموارد أهمية بالنسبة للإنسان ، وأن أي تلوث بأي نسبة لأي عنصر من
العناصر من شأنه أن يدخل مع الهواء إلى جوف الإنسان مُحدثاً الكثير من الأضرار
والأمراض التي تصيب الإنسان ؛ ذلك أن الإنسان يتنفس على مدار 24 ساعة في اليوم ،
وأن ملوثات الهواء هي ملوثات تبقى داخل جسم الإنسان ولا يطرح منها خارج الجسم إلا
القليل .
2- حاجة
الإنسان الماسة للهواء ، فهو يستهلك يومياً حوالي 15كجم من الهواء ، في الوقت الذي
يستهلك فيه حوالي 3كجم من الماء ، وحوالي كيلو جرام واحد من الغذاء .
3- إن
الإنسان لا يستطيع أن يصبر على انقطاع الهواء أكثر من ثلاث دقائق ، في الوقت الذي
يستطيع أن يصبر فيه على الجوع أسابيع ، وعلى العطش أياماً .
4- يستطيع
الإنسان أن يتجنب أكل الغذاء الفاسد ، كما يتجنب شرب الماء الملوث ، ولكنه لا
يستطيع بأي حال من الأحوال إلا أن يتنفس الهواء المتوفر مهما كانت نوعيته ، ودرجة
تلوثه .
5- محدودية
المورد الهوائي، فالغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض (التروبوسفير) والذي يتركز فيه
الهواء لا يزيد سمكه عن 20كم وهو بذلك يكاد يكون كقشرة التفاحة إلى التفاحة ، لو
قورن بحجم الكرة الأرضية من ناحية ووزنها من ناحية أخرى .
لذا فإن الهواء يعتبر
مورداً هاماً ، ولا يرتبط بجغرافية معينة ، والمحافظة عليه تعتبر مسئولية فردية
وجماعية ، كما هي مسئولية وطنية وعالمية على حد سواء .
الهواء النقي الطبيعي :
من أعظم ما خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الكون هو الهواء ،
وهو موجود في الغلاف الجوي بقدر موزون على شكل غازات بنسب طبيعية متفاوتة ليس لها
آي آثار سلبية على الأحياء .
وهذه الغازات هي :
-
النيتروجين بنسبة 78.07% من حجم الهواء .
-
الأكسجين بنسبة 20.95% من حجم الهواء .
-
الآرجون بنسبة 0.93% من حجم الهواء .
-
الكريبتون بنسبة 0.0001% من حجم الهواء .
-
الهيدروجين بنسبة 0.0005% من حجم الهواء .
-
الهيليوم بنسبة 0.0005% من حجم الهواء .
-
النيون بنسبة 0.0018% من حجم الهواء .
-
ثاني أكسيد الكربون
بنسبة 0.03% على الأكثر من وزن الهواء .
-
الأوزون بنسبة 0.00002% من وزن الهواء .
فأي زيادة أو نقصان
يحدثه الإنسان ، أو تحدثه الطبيعة ، وأي تغيير كمي أو تغيير كيفي في هذه المكونات
الطبيعية للهواء سيؤدي إلى تلوثه لا محالة .
تلوث الهواء :
عرف خبراء منظمة الصحة
العالمية تلوث الهواء بأنه الحالة التي يكون فيها الجو خارج أماكن العمل محتوياً
على مواد بتركيزات تعتبر ضارة بالإنسان أو بمكونات بيئته .
وعلى ذلك يقصد بتلوث
الهواء احتوائه على ملوث أو عدة ملوثات بكميات مؤثرة ، ولفترة زمنية قد يكون لها
تأثير على صحة الإنسان أو الحيوان أو النبات ، أو المحيط الحيوي الذي يعيش فيه
الإنسان([1])
.
ويعد الهواء ملوثاً إذا
حدث تغيير في تركيبه لأي سبب ، وإذا ما اختلطت به بعض الشوائب أو الغازات الأخرى
بمقدار قد يضر بالحياة([2]) .
كما أن تلوث الهواء
يكون بأي تغير كمي أو كيفي يطرأ على عناصره ، أو تركيبه ، يكون له أثر سيئ على صحة
الإنسان ، أو على مصالحه الاقتصادية ، أو يكون له أثر يحدث خللاً في الانتظامات
البيئية .
ويتلوث الهواء عندما
تتواجد فيه مادة أو أكثر غازية ، أو صلبة ، أو سائلة ، وعندما يحدث تغير هام في
نسب الغازات المكونة له ، بحيث تؤدي هذه التغيرات إلى تأثيرات ضارة ، مباشرة أو
غير مباشرة على المواد الحية المكونة للنظام البيئي ، أو تجعل الظروف التي تعيش
فيها هذه الكائنات غير ملائمة أو تسبب خسائر مادية([3]) .
وقد عرف المجلس
الأوروبي تلوث الهواء بالتالي : " يقال إن هناك تلوثاً في الهواء عندما تظهر
مادة غريبة أو يحدث تبدل هام في نسبة عناصره يؤدي لنتيجة ضارة أو إلى خلق مرض أو
تضايق([4])
.
وقد
يرتبط تلوث الهواء بأماكن محلية كالمدن الكبرى ، والتجمعات الصناعية ، أو قد يكون
عالمياً عندما تنتشر الملوثات على مساحات كبيرة جداً مثل وصول بعض الملوثات
الإشعاعية من دولة إلى أخرى .
مصادر تلوث الهواء :
تنقسم مصادر تلوث
الهواء إلى قسمين رئيسين ، وهي إما مصادر طبيعية ليس للإنسان أي تدخل فيها ، أو
مصادر بشرية بفعل نشاطات الإنسان المختلفة .
أولاً : المصادر الطبيعية لتلوث الهواء :
وهي المصادر التي تنجم
عن الطبيعة دون تدخل الإنسان فيها ، وهي إما أن تكون صلبة ، أو سائلة أو غازية ،
وتنحصر مصادر التلوث الطبيعي للهواء بالآتي :
1) البراكين :
البراكين وفي أثناء
ثورانها تنطلق منها غازات ومواد صلبة إلى الجو ، ويمكن لهذه المواد الصلبة الدقيقة
أن ترتفع إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى طبقة الاستراتوسفير (حوالي 55كم عن سطح
البحر) ، وهي بذلك تمثل أحد العوامل الطبيعية الهامة التي تتسبب في تلوث البيئة
بشكل عام ؛ لأن المواد البركانية المنشأ تبقى عالقة في الجو فترة طويلة من الزمن ،
وهذه الفترة كافية تماماً لأن تنتقل هذه الملوثات وتنتشر فوق مساحات كبيرة من
الكرة الأرضية بواسطة الرياح ، وغالباً ما يكون لها كبير الأثر على عناصر المناخ .
كما أن بعض الحمم التي
تطلقها البراكين ، قد تحتوي على نسبة عالية من الكبريت المنصهر ، ويحتوي بعضها على
الغازات الذائبة فيها ، مثل : غاز كبريتيد الهيدروجين ، أو غاز ثاني أكسيد الكبريت
، وفي بعض الأحيان قد تحتوي على غاز كلوريد الهيدروجين ، وهذه الغازات حمضية
التأثير ، لذا فهي شديدة الضرر بالبيئة ، وعندما تذوب في مياه الأمطار تلوث
المجاري المائية ، وترفع من درجة حموضتها ، كما وترفع من درجة حموضة التربة
المجاورة لها ، وتدمر ما بها من محاصيل([5]) .
إضافة إلى الغازات
المنبعثة في الجو من الانفجار البركاني، تنطلق أيضاً كميات ضخمة من الذرات
البركانية الصلبة ، وخاصة الغبار الناعم ، وتقدر هذه الكمية بآلاف الأطنان ، وتبقى
عالقة في الجو عدة أشهر مؤثرة بذلك على الإشعاع الشمسي، وبالتالي على درجة حرارة
سطح الأرض .
2) الرياح والعواصف :
تلعب الرياح والعواصف
دوراً هاماً في تلوث الهواء لما تحمله من تراب ، وغبار ، ورمال ، ويبدو دورها
واضحاً في المناطق الجافة، والأراضي القاحلة، حيث تقوم الرياح المصاحبة للعواصف
والتي تنطلق غالباً بموازاة سطح الأرض بحمل كميات هائلة من الرمال من سطح التربة
الصحراوية ؛ وذلك لأنها لا تجد أمامها عائقاً يمنعها ، كما لا توجد نباتات تحمي
هذه التربة وتؤدي إلى تماسكها ، وقد تحمل الرياح هذه الرمال والأتربة إلى مسافات
بعيدة جداً لتسقطها في النهاية على المدن والأراضي الزراعية وقد تدمر ما بها من
محاصيل .
ومن أمثلة الرياح التي
تؤثر في تلوث الهواء رياح الخماسين ، والتي تهب على شمال مصر في بداية الصيف من كل
عام، وتقدر كمية الغبار والأتربة المترسبة في القاهرة حوالي 187 طناً على الكيلو متر
المربع في الشهر ، وفي الكويت بلغت كمية الغبار والأتربة المترسبة خلال شهر آب من
عام 1978م حوالي 239 طناً على الكيلو متر المربع ، وفي الولايات المتحدة قدر
المتوسط الشهري بحوالي 30 مليون طن في عام 1970م([6]) .
3) الحرائق :
كثيراً
ما تتعرض مناطق الغابات وأراضي الحشائش في بعض أيام أشهر الصيف الحارة والجافة إلى
حرائق تأتي على آلاف الأشجار والشجيرات ، وعلى مساحات كبيرة من أراضي الحشائش ،
وهي بذلك تطلق الدخان إلى الجو على شكل غيوم سوداء كثيفة ، قد تصل إلى طبقة
التربوسفير ، ينتج عن هذه الحرائق انطلاق كميات ضخمة من الغازات المختلفة ، مثل :
غاز ثاني أكسيد الكربون ، أول أكسيد الكربون، أكاسيد الآزوت ، إضافة إلى جزئيات
الرماد الدقيقة التي تنطلق إلى الجو والتي تؤدي إلى تلوث الجو بشكل واضح .
ولعل من أشهر الحرائق
في العصر الحديث ما شهدته غابات "التابغا" في سيبيريا في الأيام الأخيرة
من شهر أبريل 1987م، والذي استمر مدة تزيد على خمسة عشر يوماً، والذي قضى على
مساحات شاسعة من الغابات حوالي (35000هكتار) وأطلق آلاف الأطنان من الملوثات إلى
الهواء .
4) حبوب اللقاح :
غالباً ما تكون في فصل
الربيع ، وهو فصل إزهار معظم أنواع الأشجار ، والنباتات ، وهذه تتطلب تلقيحاً قد
يكون ذاتياً ، أو غير ذاتي عن طريق انتقال حبوب اللقاح هذه من أشجار إلى أخرى ،
وهذا يجعل الهواء مليء بهذا الغبار الذي يؤدي إلى نوع من الحساسية لدى بعض الناس
(مرض الحساسية الربيعي) ، وتم تقدير حوالي مليون طن من حبيبات اللقاح فوق أرض
الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1970م .
5) الجراثيم :
يتواجد في الهواء بشكل
دائم أعداد كبيرة من أنواع البكتيريا ، وغالباً ما تكون العلاقة طردية بين التركيز
البكتيري والكثافة السكانية ودرجة التهوية ، فكلما كانت الأماكن مغلقة وذات كثافة
سكانية عالية
ازداد بالتالي تركز البكتيريا ، لذا غالباً ما تكون الأماكن المغلقة
المزدحمة بالسكان ذات تلوث جرثومي واضح مثل : (دور السينما ، المعارض ، الشوارع
المكتظة ، المحلات التجارية ، وسائط النقل العامة) .
أما أجواء المناطق
الريفية فتكون أقل تلوثاً بالجراثيم ، نظراً لقلة السكان ، وتجدد الهواء باستمرار،
ولكن إذا كانت نسبة تركيز الغبار مرتفعة ، والرطوبة الجوية عالية كان ذلك ميداناً
خصباً لنشوء أعداد أكبر من الجراثيم . ومهما تعاظم وتفاقم حجم الملوثات الطبيعية ،
فإنها لا تصل إلى درجة الملوثات البشرية ، كما أن نوعيتها أقل خطورة على الصحة
العامة ، وتأثيرها على البيئة الحيوية يبقى محدوداً .
تلوث الهواء
بحث حول الهواء
نتائج تلوث الهواء
بحث حول التلوث
موضوع عن التلوث
البيئي
مقال عن التلوث
موضوع عن الهواء
التلوث البيئي
تلوث البيئة
إرسال تعليق