نشأة الحياة على الأرض
بداية الحياة البشرية
نظرية النشأة الأولى للحياة
اصل الحياة
نظريات نشوء الحياة
العلم وأصل
الحياة
لم يكن نجاح ستانلى
ميللر الأمريكى فى مطلع الخمسينات من القرن الماضى ، وكذا نظيره الروسى أوبارن ، فى تصنيع الأحماض الأمينية
من خليط من الميثان والأمونيا وثانى أكسيد الكربون وبخار الماء وغيرها مكن المواد
غير العضوية باستخدام أجهزة بسيطة عن طريق التفريغ الكهربي وتحت الضغط الجوى ( شكل
1) إلا خطوة للحصول على اللبنات الأولى المكونة للكائن الحي. وكان وما يزال
الإنتقال بالجزيئات العضوية إلى حياة تنبض خارج مقدور جميع علماء الأرض ، وفى ذلك
إثبات للعجز البشرى عن صنع حياة .. أى حياة ، وصدق الله تعالى حيث يقول: ﴿ يأيها
الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو
اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب﴾ (الحج: 73).
ويقينا
فإن يد القدرة الإلهية كانت وما تزال هى الوحيده وراء إخراج الحي من الميت وإخراج
الميت من الحي . إن إشعاعة الحياة (life Radiation) سر من أسرار الله الخالق البارئ المصور. ولا حرج على العلم في
النظر في كيفية إنبثاق الحياة بشرط أن يؤمن بالخالق والخلق أولا ، ثم يبحث بجد بعد
ذلك ليحقق قوله تعالى : ﴿ قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ... ﴾ (العنكبوت: 20). ويتفق أغلب العلماء على أن الحياة نشأت عن طريق
" سلسلة من التفاعلات الكيميائية" تمت تحت ظروف بيئية مغايرة تماما
للظروف السائدة على الأرض اليوم، وأدت إلى إنتاج تجمعات من الجزيئات العضوية.
وانطلقت نماذج تلك النشأة من نظرية التطور ، مترسمة هداها في أن نمو
المادة الميتة أو الجزيئات غير العضوية التي سبقت الخلايا الحية قد تأثر
بالآليات التي تحكم الكائنات اليوم من
التنافس، ونسخ الجزيئات ، والانتقاء الطبيعي. بمعنى آخر, وقع أغلب هؤلاء
العلماء في تفسيرهم لنشأة الحياة في أسر نظرية دارون ، فإذا بطلت النظرية بطلت
معها التأويلات المنبثقة عنها،
وقد سقطت النظرية فعلا.
ناقش هكسلي (T.H.Huxly)عالم الحياة البريطانى عام 1870م
الفكرة المحيرة والمثيرة للجدول التى تفترض أن الأنظمة الحية تطورت عن جزيئات غير
حية فى محيطات بدائية تشبه الحساء العضوى (Organic soap) . وفى أثناء مساجلات هكسلى كان معظم العلماء يعتقدون من خلال
تجاربهم أن الحياة يمكن أن تأتى فقط من حياة سابقة أو ما
يعرف بالتولد الذاتى (Spontaneous generation) وقد تأكد فيما بعد عدم صحة هذا الفرض. وقد تمسك هكسلى بمعتقده فى أن الحياة قد نشأت من كيماويات غير حية (non living chemicals) . إلا أنه أخفق فى شرح الطريقة التى تمت بها ،
ولكن غلبه
الإحساس بأن ذلك وقع على الأرض الإبتدائية، وكان " يتوقع أن حكمة التطور كانت
وراء نِِِِِِشأة
الجبلة الحية من المادة غير الحية.
وببن عامى
1920 و 1930 قام كل من الروسى أوبارن (A.I.Oprin) والانجليزى هالدان (J.B.S. Haldane) بنشر مجموعة من الأفكار تدعم فرضية
مجئ الحياة على الأرض نتيجة تفاعلات كيميائية فى بيئات تفتقد الأكسجين . وتوقع
أوبارن حدوث
خطوة انتقالية بين الكيماويات غير الحية والخلايا الحية تشبه ما يعرف اليوم
بالقطيرات المتجمعة (Coacervate droplets) . وتلك القطيرات المجهرية الحجم تتكون من جزيئات عضوية كبيرة
ولكنها غير حية تبقى معلقة فى الماء. وتتصرف تلك القطيرات تحت ظروف معينة مثل
الخلايا الحية. وتلك القطيرات من الممكن أن تحاكى (Simulate) التفاعلات التى حدثت فى ما قبل الجزيئات الحياتيى (prebiologic molecules) وبالتالى تقدم مفاتيح لفهم نمو الخلايا الأولى. وفى عام 1954 قام
هالدان بنشر ورقة علمية تتكهن بأربع تفسيرات محتملة لكيفية ظهور الحياة ، وأيد
أكثرها قبولا وهو التفسير المعبر عن أن الحياة قد صعدت من تطور كيماوى فى بيئة
قديمة فقيرة فى الأكسجين
على أن التقدم الحقيقى فى محاولات الكشف عن
بداية الحياة بدأت مع التجربة التى أجراها ستانلى ميللر (Stanly L. Miller) فى الخمسينات من القرن المنصرم فى معمل هارولد (Haroldk C. Urey) فى جامعة شيكاغو. وقد قام ميللر بتحضير جزيئات
عضوية متنوعة تشبه الكثير من الأنواع الموجودة فى الكائنات الحية. ومنذ تلك
التجربة ، أخذت الدراسات تتكهن بأن الغلاف الجوى للأرض فى مهدها ربما لم يكن
محتويا فقط على الأمونيا ولكن أيضا يحتوى على خليط من النيتروجين ، وناثى أكسيد
الكربون وبخار الماء.
كما اتفق العاملون فى هذا المجال لاحقا على أن الأكسجين الحر (free oxygen) لم يكن موجودا في الغلاف الهوائى الأولى للأرض
. وتمكنت التجارب المعملية فى ضوء المعلومات الجديدة عن ظروف الأرض في مهدها من
انتاج مجموعة من الجزيئات العضوية المعقدة من مثل الأحماض الأمينية. وتمثل تلك
الأحماض اللبنات الأساسية للخلايا .
وفى خلال الثمانينات
من القرن العشرين أُضيفت فرضيات جديدة للأفكار السابقة. وظهرت تكهنات من قبل
جيولوجيين من أمثال كابرنيس
– سميث (A.S.Caprins-Smith) ونِسْبِت (E.S.Nsbit) تشير إلى أن ظهور الحياة قد ترتبط بمعادن الطين أو الزيوليت (Zeolites) ، وربما تكونت لأول مرة فى عيون حارة (Hot springs) . وقد وضع نموذج جديد فى عام 1977م يفسر أصل الحياة ، خلاصته أن
الحياة جاءت من جوف الأرض من خلال القصبات (القنوات) التى تمر منها المحاليل
الحرارية عند ( أَحْيُد (مطبات) وسط المحيطات فى أماكن إتساع قيعانها. فهناك يأتى
الكربون من الصهير الصاعد من جوف الأرض . واستندت تلك الفرضية على وجود بكتريا
تعرف بالاركيوبكتريا (Archaeo bacteria) ، تعيش فى العيون البكتيرية وقصبات البراكين ، تتغذى على الكبريت
دون الحاجة إلى الأكسجين وضوء الشمس. وهذا الفرض يعنى أن الحياة ظهرت فى قاع البحر
من المحاليل الحرارية الصاعدة من جوف الأرض.
نعم للخلق بداية ، والسعى لمعرفة تاريخ وظروف تلك البداية أمر محمود
يدعو إليه الله تعالى فى قوله: ﴿ قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق... ﴾. ولكن الوصول إلى حقيقة
بداية الخلق يعتمد على مستوى معارف الناس فى كل زمان ومكان ، وكلما ازدادت معارف
الناس نتيجة لتقدم العلم كلما عرفوا أكثر عن بداية الخلق. ولكنى أؤكد على أن محاولة الوصول
إلى معرفة الحقيقة بعيدا عن الله فى ظل الكفر بحقيقة الخلق سراب وظن. ولذا يجب أن
نوضح مفردات وحقائق الخلق فى القرآن الكريم فى ثنايا هذا البحث إن شاء الله. وهنا
أتتبع أصول شجرة الحياة ويلزم أن نذكر نعريف التطور كما أراده دارون وأتباعه لا
كما نتخيله نحن. إنه يعنى فى المفهوم الدارونى: (إرتقاء الحياة من جهاز عضوى ذى
خلية واحدة إلى أعلى درجات الارتقاء).
وتنطوى نظرية التطور كما جاء فى الموسوعة العالمية (World Book
Encyclopedia) على ثلاثة أفكار رئيسية:
1- أن الكائنات الحية تتبدل جيلا بعد جيل وتنتج نسلا يتمتع بصفات
جيدة.
2- أن هذا التطور قديم جدا وبه وجدت كل أنواع الكائنات الحية.
3- أن جميع الكائنات الحية يتصل بعضها بالبعض بصلة قرابة.
والملاحظ من النظرة
السريعة للبنود الثلاثة السابقة أنهم جعلوا من التطور كل شئ ، فهو الذى أوجد جميع
الكائنات على تعقد أنظمتها الحياتية ... إنه من وجهة نظر التطوريين الإله المعبود
وحاشى لله. مع العلم بأن علماء اليوم يجمعون على أن الإنتقاء الطبيعى ليس بذاته
قوة خلاقة ولا يدفع شيئا جديدا للوجود ( إيان تاترسال، 2001) .ونزيد الأمر وضوحا
دفعا للتلبيس بأن مفهوم التطور من وجهة نظر أصحابه يشمل النباتات والحيوانات
والإنسان، وهو يعنى التحول من نوع إلى آخر وفى ذلك نفى قاطع للخلق الخاص.
والسيد دارون يحدثنا عن السلف
المشترك الذى انبثقت منه جميع الكائنات والذى ثبت عدم وجوده ، وذهبت أكذوبة
المخلوق الفطرى الخام التى أشار إليها
دارون أدراج الرياح. وفى طبعته الأولى من كتاب "أصل الأنواع" يعترف
دارون بأن الحياة قد استمدت نفثتها الأولى من الخالق, ثم أنكر وجود هذا الخالق وسخر منه
فى طبعات الكتاب الأخرى كم أشرت
من قبل. ومن المؤكد أن إله دارون
جاء على هواه ، فوجوده مثل عدمه،
ولربما فى زعمه قد مارس الخلق مرة واحدة ، حيث خلق شيئا خاما ، ثم ربما راقبه أو
حتى تلهى عنه وهو يتنقل من نوع إلى آخر . إن إله دارون المزعوم إله من وحى هواه
(إله تفصيل) وكأن به واضعا ساقا على ساق يلعب النرد ويترك خلقه لصدفة عمياء تقلبه
من طور إلى طور. وهكذا أشقى دارون نفسه وأشقى معاصريه وتابعيه حينما جعل من
الطبيعة إلها أسماه الإصطفاء الطبيعى وأقامه مقام الخالق. وأعجب من علماء يرددون بغباء كالببغاوات –
مع الاعتذار لهن- مقولة (الإنتقاء
الطبيعى), وصدق
الله حيث يقول: ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه
وبصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا
تذكرون﴾
(الجاثية: 23). وأين ذلك من الإله الحق الذى وصف نفسه قائلا: ﴿ الله لا إله إلا هو الحى القيوم
لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فى المسوات وما فى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا
بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه
السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم﴾ (البقرة : 255).
الله يصطفى من خلقه
ما يشاء ، وصنم الإلحاد العلمى الميت الحى أو الحى الميت دارون يرى أن البقاء
للأصلح, وليذهب
الضعيف كما يرى داورن إلى حتفه,
أو حتى إلى الجحيم. ووفقا لرؤيتة ذات النزعة الانتهازية العرقية يرى أنه خلال
الصراع على الحياة تفرض التغيرات النافعة نفسها على الجسد ، فيعيش الأصلح للحياة ويموت
غير الصالح لها، وينقل الأحياء الأقوياء (أو الصالحون) لأنسالهم التغيرات النافعة
لتؤدى بها إلى البقاء. والمبدأ الهلامى هذا لا يفسر كيف تتراكم التغيرات البسيطة
المستمرة وتؤدى إلى ظهور أجهزة معقدة.
وقد سبقت الأفكار
التطورية دارون، فأرسطو إعتقد من قبل أن جميع الأنواع خلقت مرة واحدة
، وماليت (Benoit de Malliet) رأى أن الحياة جاءت من الفضاء. وثار الجدل فى أوروبا حول جمع كل
الحيوانات فى سفينة نوح (Noh's Ark) ، وتحدث أرازموس دارون (Erasmos Darwin) جدّ دارون عن تأثير البيئة على الشكل الخارجى للحيوانات. وظهرت
فكرة لا مارك عن توارث الصفات المكتسبة، وظهر كتاب شامبر (Robert Chamber) الذى افترض فيه أن سجل الأحافير يعكس استمرارية الأساس العضوى وليس نتاجا
لخق متكرر،
مع إشارته بضرورة صعود الحياة من اللاحياة فى بداية الأمر ، وقد صدر من كتاب شامبر أحد
عشر إصدارا ، كان آخرها سنة 1860م بعنوان ضمور التاريخ الطبيعى للخلق (Vistiges of natural
history of creation) . ولكن فارس ترسانة الإلحاد إمتطى العلم وكان دائم الاستعداد
لدعم أية أفكار تناصر ما يذهبون إليه لدعم الحرب بين الفلسفة المادية والمعتقد
الدينى.وكما أشرت من قبل, إن الاستدلال بقانون الانتخاب الطبيعى قد يفسر عملية
" بقاء الأصلح ولكنه لا يستطيع أن يفسر حدوث هذا الأصلح. والسؤال المثير
للدهشة حقا هو: لماذا تهدف الطبيعة دائما إلى نتيجة معلومة؟ . وكيف تنظم نشاطها
حتى تطير الطيور فى الهواء ، ويعيش السمك فى الماء، ويوجد إنسان فى الدنيا بجميع
الإمكانات والكفاءات العجيبة المثيرة.
ولن أعجب إذا ما كان
دارون قد سلّم بأن لهذا
الكون " خالقا" ولكن عجبى من أن ما قدمه دارون لا يتضمن أدنى ربط بين
الخالق والمخلوق، كما أنه لا يحس بالحاجة إلى " نهاية" لهذا الكون. وما
أعجب من "خالق
دارون" – هذا الذى يأتى بكون عظيم هكذا، ثم ينهيه، دون إبداء الأسباب التى
دفعته إلى هذا الخلق، ودون تعريف مخلوقية بصفاته العديدة. إن نظرية النشوء والتطور ترى أن جميع
الحيوانات
تنحدر من نوع بدائى واحد. ويقول دارون فى الباب التاسع من كتابه: ومن الأمور
الحتمية عندى أنه – إذا ما أُجريت العملية المطلوبة خلال زمن طويل، فمن الممكن أن
نجعل من حيوان ذى
ظلف عادى حيوان مثل الزرافة. وللعلم كما سنرى بعد ذلك، فإن
السجل الأحافير لقرابة 4000 مليون سنة تقريبا يكذب كلام دارون جملةً وتفصيلاًَ ،
فلم يثبت عبر دراسة خواص 250.000
نوع من الأحافير تحويل نوع إلى نوع آخر. كذب فقال أعطونى وقتا وسترون، وقد أُعطى الوقت الذى يستغرق
عمر الحياة على الأرض، ولم يتحقق، ولن يتحقق إلانتقال المزعوم من نوع إلى نوع
آخر ، " وكذب الدجال ولن يصدق أبدا"
Post a Comment