أصول شجرة الحياة متعددة
كلمات لابد أن أذكرها
أولا قبل أن أعرض لتقصى أصول شجرة الحياة وذلك لأنها كما سنرى المرجع الذى يعصم من
التيه والضلال.
وأبدأ بذكر قول الحق، ولن أمل من التكرار﴿ قل سيروا فى الأرض
فانظروا كيف بدأ الخلق ﴾: أولم تروا كيف يبدئ الله الخلق إنكم ترونه فى النبتة النامية، وفى
أجنة الكائنات، وفى كل عام ما لم يكن ثم يكون، مما لا تملك قدرة البشر مجتمعين
ومنفردين أن يخلقوا أو يدعوا أنهم خالقوه. إن سر الحياة وحده لمعجز ، كان وما
يزال، معجز فى منشأه وكيف جاء، ودع عنك أن يحاوله أحد أو يدعيه ، ولا تفسير له إلا
أنه من صنع الله الذى يبدئ الخلق فى كل لحظة تحت أعين الناس وإداركهم وهم يرون ولا
يملكون الإنكار. ابحثوا عن السر الذى هنالك فى الأرض والدال على نشأة الحياة
الأولى وكيفية بدء الخليقة منها.
إن التعريف النمطى (Classical) للتطور على
أنه ارتقاء الحياة من جهاز عضوى ذى خلية
واحدة إلى أعلى درجات الإرتقاء يعنى وجود شجرة تضم جميع الأحياء والأموات، أصلها
ذلك المخلوق البدائى البسيط، وفروعها أنواع الكائنات التى تفرعت من ذلك الأصل
المشترك (شكل-2). بهذا أوصى صنم الإلحاد العلمى أتباعه قائلا عليكم بَنىّ تشييد
شجرة الحياة، فهل نجح الأتباع فى تنفيذ وصية الجدّ حتى ينام مستقرا فى قبره؟ تأتى
الإجابة بالفشل عن رسم تلك الشجرة" الخبيثة" فى بحث نُشر بمجلة أمريكا
للعلوم فى المجلد 16-العدد-10- الصادر فى أكتوبر/2000م حول تقصى أصول شجرة الحياة.
قبل نحو عشر سنوات ، قام العلماء برسم المخطط الأساسى للكيفية التى نشأت بها
الأشكال الحديثة للحياة. ويتضح اليوم أن هذال المخطط أعقد مما توصلوا إليه. وقد
فوجىء الجميع بأن الاكتشافات التى تمت فى السنوات الأخيرة ، بدأت تلقى بظلال كثيفة
من الشك والريبة على بعض ملامح هذه الشجرة، وعلى العلاقات قرب جذورها على وجه
التخصيص. وأضافوا بأنه ( لم يكن بإمكان السلف أن يكون
كائنا حيا بعينه، أو سلالة حية مفردة، بل كانت خلايا أولية فى مشاعية،
تتشابك تشابكا رخويا فى تجمع
شديد التنوع انبثقت كلها وحدة واحدة ، ثم تطورت إلى مرحلة نشطت بعدهاإلى مجتمعات عديدة، وهكذا تحولت
بدورها لتشكل الخطوط الأولية الثلاثة للبكتريا والبدئيات وحقيقيات النوى) (شكل:2).
وقد ثبت أيضا أن " طراز التطور ليس خطيا ولا يشبه الشجرة كما
تصور دارون، وأن عدا كبيرا من جينات حقيقيات النوى لا يشبه أيا من جينات البدئيات
أو البكتريا المعروفة، ويبدو أنها مجهولة الأصل. ومع أن الشجرة الجديدة للحياة قد
رسمت على أساس الجينات وحياة الجزيئات (Molecular biology) ،
فإنها باعتراف واضعيها هى فى أفضل الأحوال
مجرد وصف للتاريخ التطورى لجزء
شكل(2): شجرة الحياة المرسومة حديثاَ
كاريكاتورية, تفتقد الى وجود سلف مشترك عام وتبدأ من مجموعة خلايا مشاعة متباينة
فى جيناتها. كما تظهر مجموعة من الوصلات غير الشجيرة, فهل هى شجرة حقيقية أم شجرة
خبيثة ؟!
فقط من جينوم الكائن الحى، وأن الشجرة التى نالت
الإجماع ليست سوى تصور مفرط فى البساطة.وهذا يفسر من وجهة نظرى بأى المفهوم الحقيقى
للتطور هو تتبع تأريخ حياة الفرد, فالله سبحانه وتعالى خلقنا أطوارا بدأ من التراب
ثم النطفة فالعلقة الى آخر المراحل التى
ذكرت فى القرآن الكريم. وبما أن الدواب والطيور أمم امثالنا كما أخبرنا الله فى
كتابه العزيز, فهم أيضا خلقوا أطوارا.
ويعترف بعض علماء الأحياء أن
الأفكار الجديدة التى تعرف " بأنساب السلالات الجزيئى (Molecular
phylogeny) مُربِكة ومُثبِطَة بدرجة تجعلهم يقررون أنهم أخفقوا فى المهمة
التى كلفهم بها دارون، وكانت الشجرة صورة من صورالأحاجى "الكاريكاتور" . مع العلم بأن الطريقة المستخدمة فى رسم
الشجرة اعتمدت على تقنيات حديثة من حياة (بيولوجيا) الجزيئات والمورثات (الجينات) لفحص آلاف الأنواع, بالإضافة إلى طرق دارون القديمة من تفحص البنى التشريحية أو الوظيفية والتشابه الشكلى "
المرفولوجى" . وكانت التى نالت الإجماع ليست سوى تصور مفرط التبسيط، وعلى
الرغم من تعقيد الشجرة خاصة فى جذورها (شكل : 3). فقد تكون الصورة المعدلة مضللة أيضا فى بساطتها، إنها نوع من الصور
الكاريكاتوريةعلى
حسب وصفهم لها التخبط فى التخمين حول السلف
المشترك يوحى بسخافة انبثاق الحياة كلها من كائن فطرى خام بسيط، يضعنا أمام حقيقة تتلخص فى أن كل شئ خلق خلقا مخصوصا بحكمة وقدرة، وأن كل نوع خلق من زوجين
اثنين ولم يأت منحدراً من نوع قبله، وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿ ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون﴾ (الذاريات : 49). وقوله أيضا ﴿ إنا كل شئ خلقناه بقدر﴾ ( القمر: 49).
Post a Comment