ما هي ميزات القادة حسب المصدر ؟

"ألمشاورة والاستبداد بالرأي"
ألفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية
تأليف : محمد بن علي الطقطقا
إصدار مكتبة السروجي - عكا

قال الله تعالى : "وشاورهم في الأمر" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه دائمًا .
لما كانت وقعة بدر خرج صلى الله عليه وسلم  من المدينة في جماعة من المسلمين فلما وصلوا بدرًا نزلوا على غير ماء فقام إليه رجل من أصحابه وقال :
يا رسول الله نزولك ها هنا شيء أمرك الله به أو هو من عند نفسك ؟ قال: به هو من عند نفسي قال: يا رسول الله إن الصواب أن ترحل وتنزل على الماء فيكون الماء عندنا فلا نخاف العطش ،  وإذا جاء المشركون لا يجدون ماءً ،  فيكون ذلك معينًا لنا عليهم ،  فقال رسول الله :  صدقت ، ثم أمر بالرحيل ونزل على الماء.  واختلف المتكلمون في كون الله تعالى أمر رسوله بالإستشارة مع أنه أيده ووفقه ،  وفي ذلك أربعة وجوه : أحدها أنه عليه السلام  أُمر بمشاورة الصحابة استمالة لقلوبهم وتطييبًا لنفوسهم ،  ألثاني أنه أُمر بمشاورتهم في الحرب ليستقر له الرأي الصحيح فيعمل عليه ،  الثالث أنه أمر بمشاورتهم لما فيها من النفع والمصلحة ،  والرابع أنه إنما أُمر بمشاورتهم ليقتدي به الناس وهذا عندي أحسن الوجوه وأصلحها .

قالوا :  ألخطأ مع المشورة أصلح من الصواب مع الانفراد والاستبداد .  وقال صاحب كليلة ودمنة : "لا بد للملك من مستشار مأمون يُفضي إليه بسره ويعاونه على رأيه فإن المستشير وإن كان أفضل  من المستشار وأكمل عقلاً وأصح رأيًا قد يزداد برأي المشير رأيًا كما تزداد النار بالدهن ضوءًا ونورًا" .

قال الشاعر :
إذا أعوز الرأي المشورة فاستشر                                  برأي نصيح أو مشورة حازم


        ما هي  مميزات القادة حسب المصدر ؟
سمات الرئيس - الفارابي
ألمصدر : د. مصصطفى الخشاب . علم الاجتماع ومدارسه . ألقاهرة ، 1985 .

كلام الفارابي واضح وهو أنه يشترط  فيمن يصلح لتولي رئاسة المدينة الفاضلة إثنتا عشرة فضيلة بصفة طبيعية، وست فضائل عن طريق الاكتساب .
والفضائل الطبيعية هي على الترتيب :
1.      أن يكون الرئيس تام الأعضاء سليم الحواس .
2.      أن يكون بالطبع جيد الفهم والتصور لكل ما يقال أمامه .
3.      أن يكون جيد الحفظ لما يفهمه ولما يراه ولما يسمعه ولما يدركه .
4.      أن يكون ذكيًا وفطنًا "إذا رأى الشيء بأدنى دليل فطن له على الجهة التي دل عليها الدليل" .
5.      أن يكون حسن العبارة يواتيه لسانه على إبانة كل ما يضمره إبانه تامة .
6.      أن يكون الرئيس محبًا للعلم لا يؤلمه تعب التعلم ولا يؤذيه الكد الذي يناله منه .
7.      أن يكون بطبيعته غير شره ،  يبغض اللذات الدنيوية .
8.      أن يكون بطبيعته محبًا للصدق وأهله .
9.      أن يكون  كبير النفس ،  محبًا للكرامة ، تعيف نفسه ارتكاب الدنايا .
10.    أن تكون أعراض الدنيا عنده هينة ، لا قيمة للأموال في نظره ولا يسعى إليها .
11.    أن يكون بالطبع محبًا للعدل وأهله ، يعطي النصف لذويه ، ويكره الظلم ولا يؤتيه .
12.    أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل جسورًا مقدامًا غير خائف ولا ضعيف النفس .
ويرى  الفارابي  أنه في حالة عدم توافر الشروط الطبيعية المشار إليها في إنسان بقيت المدينة بدون رئيس وعليها أن تسير بمقتضى السنن والشرائع التي  سنها الرؤساء الأولون ،  إلى أن يتوافر لها من تجتمع فيه هذه الخصائص الفطرية .
وبجانب هذه الصفات الفطرية لا بد أن يكون الرئيس مزودًا بست صفات مكتسبة يحصل عليها في أثناء حياته وهي على الترتيب :
1.      أن يكون حكيمًا أي فليسوفًا حقًا لينشد حكمته فيما يُعْنَى به من الأمور .
2.      أن يكون عالمًا حافظًا للشرائع والسنن والسير التي دبرها الأولون .
3.      أن تكون له جودة استنباط فيما لا يحفظه عن السلف (وهذا ما يسميه علماء الأصول بالقياس ،  والرئيس في هذا ليس مبتكرًا ،  بل يقيس ما لم يرد فيه نص عن سلفه بما  يشبهه من الأمور التي ورد فيها نص عنهم) .
4.      أن تكون له جودة رؤية وابتكار تسمح له بتشريع مبتكر في الأمور التي لم يحدث لها نظير في عهد سلفه لتعلقها بظواهر وشؤون مستحدثة لم تعهدها عصور الأولين ، على أن يتحرى فيما يستنبطه ويبتكره صلاح حال المدينة .
5.      لا يكفي أن يكون الرئيس ملمًا بالشرائع السابقة على ما ذكره فيما سبق بل يجب كذلك أن يكون قادرًا على تعليمها للناس وإرشادهم إليها ،  وأن يصل إلى درجة الإجادة في هذا السبيل .
6.      يشترط في الرئيس أن يكون القائد الأعلى للجيوش .  فلا بد أن تساعده قوته البدنية على أداء هذه الوظيفة .

وإذا لم يوجد إنسان استكمل هذه الشرائط المكتسبة كلها ، وحدث أن اجتمعت في إثنين كأن يكون أحدهما حكيمًا فقط ، وتجتمع في الشخص الثاني الشرائط الباقية كانا هما رئيسين في المدينة ،  وهذا  على فرض أن تتوفر فيهما الشروط الطبيعية الفطرية التي أشرنا إليها .
وإذا توفرت الصفات الطبيعية في جماعة ولم تتوفر المكتسبة كلها في واحد بل تفرقت فيهم ،  كأن يكون الواحد حكيمًا ، الثاني يمتاز بجودة الثبات ، والثالث بالمقدرة على الاستنباط وكانوا جميعًا متلائمين ،  كانوا هم الرؤساء الأفاضل .  ولا بأس من أن يتولى السلطة جماعة من الناس  .


        ما هي مميزات القادة حسب المصدر ؟

قضاة 9 ، 8-15 - ألعهد القديم
مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكًا . فقالت للزيتونة أملكي علينا .  فقالت لها الزيتونة أأترك دهني الذي به يكرّمون الله والناس وأذهب لكي أملِك على الأشجار .  ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت وأُملكي علينا.  فقالت لها التينة أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار .  فقالت الأشجار للكرمة تعالي وأملكي علينا .  فقالت لها الكرمة أأترك مسطاري الذي يُفَرِّح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار .  ثم قالت جميع الأشجار للعوسج تعال أنت واملك علينا .  فقال العوسج للأشجار إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكًا فتعالوا واحتموا تحت ظلي . 









Post a Comment

Previous Post Next Post