معركة الماصيون:
في 1/3/1948، عبر عشرون صهيونياً من مستوطنة عطاروت جنوب رام الله، إلى شمال قرية رافات وكمنوا لسيارة نقل ركاب وقذفوها بالقنابل، وأطلقوا عليها الرصاص؛ لكنهم لم يصيبوا أحدًا من ركابها؛ فانسحبوا عن طريق وادي الدير؛ وفيما هم يتسلقون سفح تل الماصيون، تصدى لهم أبناء البيرة ورام الله؛ فنشبت معركة قتل خلالها خمسة صهاينة وفر الباقون؛ فوصل إلى المكن عدد كبير من سكان القرى العربية المجاورة، فحاصروا الفارين وقتلوا ستة منهم؛ فاستسلم من تبقى من الصهاينة.  ولما اقترب المناضلون منهم، ألقوا عليهم قنبلة يدوية ففتح المناضلون النار عليهم وقتلوهم جمعياً.
تم تسليم جثث القتلى إلى القوات البريطانية؛ وتبين أن خمسة من القتلى هم من موظفي مصلحة البريد، وقد حصلوا على إذن من رؤسائهم بالتغيب ذلك اليوم.

معارك المالكية:
تقع قرية المالكية على بعد نصف كم من الحدود اللبنانية مع فلسطين، شمال مدينة صفد، وقد كانت حتى عام 1923 تابعة للبنان.
وحسب خطة وضعتها القيادة العامة للقوات العربية في عمان، كان مقرراً أن يدخل الجيش السوري من الحدود اللبنانية للاستيلاء على صفد وعزل مستوطنات الحولة عن طبريا، والقيام بهجوم مشترك على حيفا مع الجيش اللبناني وجيش الإنقاذ. 
وصلت هذه المعلومات إلى الصهاينة؛ فأصدر قائد لواء "يفتاح" وإيغال ألون أمراً في 13/5/1948 إلى قائد الكتيبة بالتقدم لاحتلال المالكية والتلال المحيطة بها؛ لإغلاق الطريق أمام الجيش السوري واللبناني.
وقام قائد الكتيبة ليلة 14-15/5 باحتلال قرية قدس والمعسكر البريطاني خارج المالكية؛ لكن مفرزتين من الجيش السوري واللبناني قامتا بهجوم معاكس أجبر القوات الصهيونية على التراجع، بعد أن خسرت عدداً كبيراً من رجالها؛ وبذا تم استرداد المالكية والمعسكر وقدس؛ لكن القوات الصهيونية المنسحبة أعادت تجميع نفسها، وهاجمت النبي يوشع بعد قصفها، وتمكنت من احتلالها. 
وفي 19/5 تحركت قوة إسرائيلية معززة إلى داخل الأراضي اللبنانية والتفت على المالكية، واستطاعت احتلالها رغم المقاومة العنيفة للقوات اللبنانية، واحتلت قدس، ونسفت الجسور التي تؤدي إلى تلك المنطقة.
ألقيت على عاتق فوزي القاوقجي مهمة استرداد المالكية؛ وبدأت مدفعية جيش الإنقاذ ظهر يوم 6/6/1948 بقصف الصهيونية في المالكية، ودارت معارك عنيفة بين الجانبين اشترك فيها أيضاً الطيران السوري؛ واستطاع العرب استعادة المالكية؛ وفي اليوم التالي تم استعادة قدس أيضاً.

معركة مشمار هعيميك "حامية المرج"
مشمار هعيميك مستعمرة تقع في مرج ابن عامر.
كانت خطة جيش الإنقاذ في الهجوم على مستوطنة مشمار همعيميك تهدف إلى اختبار القدرة  الدفاعية للمستعمرات، ومعرفة أساليب التنسيق بينها، ومدى قدرة الصهاينة على خوض معركة في العراء بعد استدراجهم.
سبقت عملة الهجوم على المستعمرة عملية هجوم مخادعة على مستعمرة زراعيم ليلة 4/4 ودمرت مجموعة من المنازل وبرك المياه.  وتمكن أفراد وحدة جيش الإنقاذ من أخذ مواقعهم بسرية جوار مشمار هعيميك؛ وذلك لأن الأنظار اتجهت إلى زراعيم.
في مساء نفس اليوم (4/4) فتحت مدافع جيش الإنقاذ نيرانها على المستعمرة، وتقدمت سرية من المشاة إلى الأسلاك الشائكة، وبدأت بتقطيعها.  واقتربت مصفحات جيش الإنقاذ من أبراج الحراسة وقصفتها بكثافة حتى أسكتتها نهائياً.
انسحب القاوقجي بعد حلول الليل إلى التلال المجاورة، ووجه إنذاراً إلى المستعمرة بإرسال وفد للتفاوض لوضع المستعمرة تحت حماية جيش الإنقاذ؛ فأرسلت المستعمرة مندوباً يعلمهم بأن هيئة تمثل المستعمرة يصحبها ضباط بريطانيون سيصلون للمفاوضة ظهراً.
اضطر القاوقجي لإرسال نجدات إلى القسطل؛ بسبب تطورات الموقف هناك، وجاء وفد من المستوطنة إلى القاوقجي الذي أمهلهم 24 ساعة لنقل قتلاهم والتقرير بشأن الاستسلام؛ لكن السيارات التي كانت تنقل جثث القتلى كانت تعود محملة بالرجال والسلاح، وفي صباح 10 نيسان قام الصهاينة بأعنف هجوم عرف حتى تلك الفترة؛ فطوقوا قوات جيش الإنقاذ وعزلوها عن مواقعها واضطروها للعودة مسافة 4كم عن مواقعها.
أعادت قوات جيش الإنقاذ تنظيم نفسها، وفي صباح 11/4 فتحت المدفعية العربية نيرانها على المستعمرة ،وقام المشاة بهجوم قوي عليها؛ فبدأ أفراد “الهاغاناة” بالتراجع باتجاه المستوطنة والمستوطنات المجاورة.
راح جيش الإنقاذ يتقدم متجاوزًا الجثث والأسلحة المتروكة، وعادت في هذه الأثناء القوة التي شاركت في معركة القسطل.  وفي نفس الوقت وصلت قوات دعم صهيونية جديدة، وقام الصهاينة بهجوم مضاد؛ فنجح مأمون البيطار في إحباط الهجوم لكنه استشهد في المعركة، وتوقفت قوات جيش الإنقاذ عند قرية منسي، وأعادت تنظيم نفسها، وقامت بهجوم ثان، واستردت المواقع التي خسرتها، وألحقت الهزيمة بالقوات الصهيونية.
استمر القتال 7 أيام دون انقطاع، تم خلالها تحرير التلال المحيطة بالمستعمرة، وقتل قائد الحامية الصهيونية؛ وهاجر على إثر ذلك عدد كبير من سكان المستوطنة إلى مناطق أخرى.

معركة مشمار هايردين:
بعد تولي حسني الزعيم قيادة الأركان السورية، قرر تحقيق نصر عسكري في فلسطين، مهما كان الثمن، لاسيما وأن مجلس الأمن كان على وشك اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.
وقع اختيار الزعيم على مستعمرة مشمار هيردين (وهي مستوطنة على نهر الأردن قريبة من جسر بنات يعقوب أقيمت عام 1890، وهي موشاف زراعي محصن).
نصت الخطة على إبقاء منطقة المستعمرة هادئة، والقيام في نفس الوقت بهجمات مخادعة يمين ويسار المستعمرة، وبالفعل في صباح 7/6/1948 عبرت الوحدة السورية نهر الأردن وتمركزت باتجاه المستعمرة، دون أن يشعر بها أحد.
تحركت القوة باتجاه الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة، وفتحت فيها عدة ثغرات فتنبه لها الصهاينة، وراحوا يطلقون النار؛ لكن ذلك لم يكسر حدة الهجوم، وتابعت القوة تقدمها، وأسكتت أبراج الحراسة، وانتشرت بين أبنية المستوطنة، وخاضت معركة بالسلاح الأبيض.
وفي هذه الأثناء عبرت قوة سورية أخرى نهر الأردن؛ فساهمت في القضاء على فلول المنسجين، وقد وصلت القوات السورية إلى مستعمرة روشينا ثم عادت بعد أن كبرت المسافة بينها وبين المشاة.
سيطرت القوات السورية عل المستوطنة، وقامت بتصفية جيوب مقاومة صغيرة بقيت فيها.
وفي صباح 8/6، قام الإسرائيليون بهجوم معاكس؛ فتصدت لهم القوات السورية بقيادة النقيب عدنان المالكي، وطاردوهم حتى تل أبو الريش، وقد دعي هذا التل في ما بعد باسم "تل المالكي".

وقد فشلت كل المحاولات الإسرائيلية اللاحقة في إجلاء أي جندي سوري عن موقعه.  وظل الوضع هكذا حتى دخول الهدنة الأولى 11/6/1948.
وضعت القيادة الإسرائيلية خطة رمزها "بيروش" تنص على تطويق القوات السورية التي تحتل المستعمرة.  وما أن انتهت الهدنة الأولى في 8/7/1948، حتى بدأ الإسرائيليون في 9/7 برمايات غزيرة من النيران وبقصف مدفعي بعيد. 
وحلقت 4 طائرات إسرائيلية فوق المواقع السورية، وأخذت تقصف بالقنابل، وفي العاشرة ليلاً نجح رتل مهادي في عبور النهر إلى الضفة الشرقية، وبدأت من هناك عملية قصف مدفعي للقوات السورية؛ ما قطع اتصال القوات مع القيادة.
فتحت القوات السورية نيرانها على الأرتال التي هاجمت مواقعها، وأجبرتها على التراجع؛ ما دعا القائد الإسرائيلي إلى الانسحاب السريع.
وفي 10/7 تحركت الدبابات السورية وطاردت المنسجين؛ فدب الذعر في صفوفهم، وأخذوا يفرون؛ ما اضطر القائد الإسرائيلي إلى تهديد الفارين بإطلاق النار عليهم؛ كي يجبرهم على البقاء في مواقعهم.
استمرت المعركة ستة أيام خسر خلالها اللواء الإسرائيلي المهاجم نصف قواته بين جريح وقتيل قبل أن تنتهي عملية "بيروش" بالفشل التام رغم النجدات التي وصلت يوم 14/7/1948. لم تنسحب القوات السورية من مواقعها، إلا بموجب اتفاقية الهدنة النهائية؛ بشرط أن تبقي مشمار هيردين منطقة مجردة من السلاح.

معركة المصرارة :
المصرارة من الأحياء الشمالية في القدس، وهو يجاور حي مياشوريم اليهودي.
في 24/2/1948، قام الصهاينة بقصف المصرارة بالهاون مما أدى إلى استشهاد بعض سكانه؛ وكان ذلك رداً على الانفجار الذي وقع في حي بن يهودا.
رد العرب على النار بالمثل؛ فتدخلت القوات البريطانية وفرضت الهدنة، ووصلت أخبار هزيمة “الهاغاناة” في كفار عتصيون يوم 27/3/1948؛ فقام يهود القدس بالانتقام، وأطلقوا قذائف الهاون على حي المصرارة؛ ما أدى إلى ارتقاء سبعة من العرب، وجرح 40.  وقد قام العرب بقصف حي مئاشعارايه بمئة قنبلة أشعلت الحرائق فيه، وقتل وجرح كثيرون؛ فبدأ أهل الحي اليهودي بالنزوح عنه؛ فاندفع المناضلون العرب لاقتحام الحي؛ لكن تدخل القوات الإنجليزية منعهم من ذلك.
بعد سقوط حيفا ويافا، عاد المهاجرون إلى الحي اليهودي، وعاودت القوات الصهيونية قصف حي المصرارة طوال ليلة 27/4 الأمر الذي جعل سكانه يرحلون عنه؛ ولم يبق فيه سوى 130 مناضلاً من جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس حين احتل الصهاينة المستشفى الإيطالي يوم 14/5، وسيطرت “الهاغاناة” على مبنى النوتردام؛ فأصبحوا يشرفون علي حي المصرارة والأحياء المجاورة؛ فراحوا يطلبون من السكان العرب الانسحاب على البلدة القديمة بمكبرات الصوت، وادعوا أنهم احتلوا القطمون والبقعة والشيخ جروح.
فشل المناضلون في استعادة المباني التي احتلها الصهاينة، ورفض قائد جيش الجهاد المقدس الانسحاب الذي أمر به قائد جيش الإنقاذ العراقي.
وعندما تقدمت القوات الصهيونية يوم 15/5 وطوقت القوات العربية؛ قام المناضلون بهجوم معاكس أدى إلى طرد القوة الصهيونية من الأماكن التي احتلتها لتطويق القوات العربية؛ فدب الذعر في صفوف الإسرائيليين.  ولما تأكدوا أن الجيش الأردني لم يدخل، كما كانوا يتوقعون؛ قاموا بهجوم معاكس واحتلوا المواقع التي أخلوها.
في 16/5 شن العرب هجوماً معاكساً وطردوا الصهاينة من الحي وبلغوا حي مئا شعرايم؛ ولكن في 17/5 قام الصهاينة بهجوم واسع على الحي ونسفوا كثيرا من منازله وعادوا، وبقي الحي عربياً كاملاً حتى 8/6/1948 حين اشتبك الصهاينة مع الجيش الأردني واحتلوا قسماً من الحي.

معركة جبل المكبر:
يشرف جبل المكبر في جنوب القدس على معظم أحيائها؛ ولهذا فإن له ميزة عسكرية فريدة.
قام المندوب السامي بوضع دار الحكومة ومبنى الكلية العربية والمدرسة الزراعية اليهودية تحت تصرف منظمة الصليب الأحمر، وقبل العرب هذا الترتيب يوم 9/5/1948.
تسلم الصليب الأحمر مباني جبل المبكر؛ وقد اشترط يومها ألا يقيم في المنطقة المسلحة أي شخص في سن الجندية.
انتهك الإسرائيليون يوم 17/8/1948 الاتفاق، وتسللوا إلى جبل المبكر؛ فتصدي لهم المناضلون العرب وساندتهم مدفعية الجيش الأردني ومدفعية الجيش المصري؛ فتراجع الإسرائيليون إلى مبنى المدينة الزراعية، وعادوا في نفس اليوم واحتلوا مبنى الكلية العربية.
في 18/8 تجمع أبناء شرق القدس، وانضم إليهم مجموعة من الأخوان المسلمين المصريين وسرية من الجيش الأردني؛ وقاموا بهجوم مضاد عنيف؛ فاندحر الإسرائيليون واحتموا بدار الحكومة؛ فطوقها المجاهدون وهددوا بتدميرها؛ فقام مراقبو الهدنة بترتيب وقف إطلاق النار.
حاول الإسرائيليون استعادة المواقع التي احتلها المجاهدون يوم 19/8؛ لكنهم فشلوا.  وقدرت خسائر الطرفين بمئتي قتيل ومئتي جريح.
يوم 22/8 عقد الجنرال رايلي (كبير المراقبين الدوليين) اجتماعاً بين القيادات العربية والإسرائيلية؛ وأضيفت بناء على الاجتماع منطقة جديدة تحت إشراف الصليب الأحمر؛ وسحب الفريقان العسكريين، وأزالوا المنشآت من المناطق التي حددت، وتم تسليمها للصليب الأحمر.   وجدد اتفاق وقف إطلاق النار في 20/11/1948.

معركة ميكور حاييم:
أحاطت بحي صور باهر جنوب القدس ثلاث مستعمرات هي: ميكور حاييم، وتل بيوت، ورامات راحيل.  وعندما وصل إلى المناضلين العرب خبر قيام الصهاينة بقتل امرأة وطفلها من سكان بيت صفافا؛ قرروا مهاجمة تلك المستعمرات.
اقتحم المناضلون تلك المستعمرات بقيادة عبد القادر الحسيني؛ ودارت بينهم وبين سكانها معارك قاسية، كان أعنفها معركة "ميكور حاييم" في 13/3/1948م. 
استطاع المجاهدون تدمير كثير من منازلها بعد احتلال الجزء الأكبر منها، وقتلوا وجرحوا كثيرًا من سكانها، واستولوا على كمية من الأسلحة والذخيرة، واقتربوا من احتلال كامل المستعمرة؛ لولا تدخل القوات البريطانية من معسكر العلمين جنوبي القدس، التي هددت بقصف المجاهدين بالمدفعية؛ فاضطر المجاهدون إلى الانسحاب؛ ولكنهم فرضوا حصاراً على ميكورحاييم وتصدوا للنجدات القادمة إليها.  ولم تتخلص المستوطنة من الحصار إلا بعد سقوط حي القطمون في 1/5/1948.

معارك الناصرة:
وضعت القيادة الصهيونية مخططاً عسكرياً باسم "ديكل"، استهدف مهاجمة قوات جيش الإنقاذ المتمركزة في الجليل الغربي، واحتلال مواقع دفاعية، وشل خطوط المواصلات.
كلف حاييم لاسكوف بقيادة عملية احتلال الناصرة ضمن الخطة.  وكانت حامية الناصرة قوية في الجانب العربي، قياساً إلى الوضع العام للحاميات العربية.
وبتاريخ 9/7/1948 استولى الصهاينة على مخفر أمامي يسيطر على أسفل التلال؛ وعلى عدد من القرى العربية 11/7؛ فقامت قوات جيش الإنقاذ بشن هجوم مضاد باتجاه نهاريا وعكا، وركز لاسكوف هجومه باتجاه شفا عمرو؛ عندما تأكد من عدم قيام الجيش اللبناني بأي هجوم. سقطت شفا عمرو صباح 14/7، وهي بالطبع الطريق المؤدي للناصرة. 
وخطط لاسكوف للاندفاع نحو الناصرة، قبل أن يدرك القاوقجي الأمر، فيحصن دفاعاته.  وفي نفس الوقت قامت قوة من لواء غولاني بالإيهام بهجوم على الناصرة من الجنوب؛ لتشتيت تركيز قوات جيش الإنقاذ.
وصلت قوات لاسكوف إلى صفورية صباح 16/7؛ فأرسل أهل صفورية برقية إلى القاوقجي يطلبون النجدة؛ فأرسل سرية لحماية الناصرة؛ لكنه تسلم برقية أخرى تفيد بخطورة الحالة في طبريا، استعداداً لمهاجمة المغار (واحتلال المغار كان يعني عزل جيش الإنقاذ في وحدتين والفصل بينهما)؛ فسحب القاوقجي سرية من ترشيحا وأرسلها إلى المغار ثم الناصرة؛ واشتبكت السرية مع الدبابات الإسرائيلية، وتم صد الهجوم؛ لكن المقاومة الإسرائيلية كانت عنيفة.
قام الإسرائيليون بهجوم مضاد؛ فدمروا مصفحات جيش الإنقاذ؛ وأخذت مقاومة القوات العربية تضعف تحت وطأة التفوق الإسرائيلي.
وفي المساء دخلت القوات الصهيونية المدينة من الغرب والجنوب؛ فانسحبت قوات جيش الإنقاذ تحت قصف المدفعية الصهيونية، وسقطت الناصرة.

معركة النبي يوشع:
النبي يوشع قرية شمال مدينة صفد، قريبة من الحدود اللبنانية، وسميت بهذا الاسم لوجود مزار فيها يعتقد بأنه قبر يوشع بن نون.
كان للقرية أهمية عسكرية خاصة؛ لوقوعها على الحدود، وإشرافها على طريق يؤدي إلى مرتفعات الجليل وجبل عامل في لبنان؛ وتشرف كذلك على وادي الحولة، وعلى الطريق العام لوحيد في الوادي.
في 15/4/1948 انسحب الجيش البريطاني من مركز شرطة بجوار القرية؛ فتصارع الصهاينة والعرب على احتلاله، واستطاع الملازم السوري شفيق عيسى احتلاله مع قوة صغيرة من جيش الإنقاذ؛ غير أن الصهاينة هاجموا المركز ليلة 19/4/1948؛ وحدثت معركة كانت نتيجتها ارتداد القوة الصهيونية، بعد أن خلفت وراءها عدداً من القتلى وكمية من الذخائر والأسلحة.
في 13/5 هاجمت المركز سرية من “البالماخ” واستطاع المناضلون ردها وقتلوا 10 من رجالها. 
عاد “البالماخ” للهجوم ليلة 15/5 معززين بقوات إضافية؛ فاستشهد الملازم عيسى، وانسحبت القوة العربية من المركز صباح 15/5 ودخلت القوات الصهيونية المركز يوم 17/5/1948.

معركة وادي الجوز:
فشل الصهاينة عدة مرات في احتلال وادي الجوز بعد عدة هجمات في 28/1 وفي 22/2 و23/2/1948؛ ولكن هذه الهجمات دفعت سكان الحي إلى مغادرته، ولم يبق غير عدد قليل من سكانه؛ لكن من بقي فيه صمم على الدفاع عنه، وقاموا بتحصينه بشكل جيد للتعويض عن نقص المقاتلين. 
اعتقد الصهاينة أن الاستيلاء على الحي أصبح سهلاً؛ فشنوا عليه هجوماً يوم 26/2/1948 منطلقين من مستشفى هداسا والجامعة العبرية، وتمكنوا من احتلال تل العفيفي، ونسف منزلين عربيين؛ ما أدى على استشهاد 3 أطفال تحت الأنقاض.
حاولت القوة الصهيونية التقدم داخل الحي؛ فتصدي لهم شبان الحي والمجاهدون العرب، وكبدوهم خسائر أجبرتهم على التوقف؛ وطاردهم العرب حتى أخرجوهم من الحي كاملاً، بعد أن سقط منهم 12 قتيلاً و18 جريحاً؛ ولم يخسر المقاومون غير الأطفال الثلاثة الذين نسفت البيوت فوقهم.
تصدى المناضلون لهجوم ثان في منتصف آذار وأفشلوه أيضاً.

معارك يافا:
لعله من المجدي قبل الحديث عن معارك يافا أن نذكر أن هذه المدينة كانت من الناحية العسكرية ساقطة دفاعياً؛ بسبب وجود مدينة تل أبيب شمالها ومستعمرة بيت يام جنوبها؛ وكذلك أجرو بانك وحولون؛ أما في الشرق فتوجد مستعمرة نيتر الألمانية؛ والبحر المتوسط من جهة الغرب.
بعد صدور قرار التقسيم، جرى تشكيل لجنة قومية للمدينة باقتراح من الهيئة العربية العليا؛ وكانت مهمة اللجنة الإشراف على الدفاع، والإعداد، وجمع السلاح.
حدثت مجموعة من الاشتباكات بين الصهاينة وسكان يافا، بدأت باشتباك بين مجموعة من المناضلين والصهاينة، بين تل الريش ومستعمرة حولون، قتل فيها عدد من الصهاينة فيهم قائد المجموعة، ثم قام الصهاينة في 4/1/1948 بنسف دار الحكومة؛ فقتل عشرات العرب وجرح كثيرون؛ فأثار هذا الحادث أهالي يافا؛ فتوحدوا وأزالوا الخلافات.
كان الشيخ حسن سلامة هو المسؤول العسكري عن منطقة يافا.  وقد دارت معارك بين المجاهدين والصهاينة استمرت شهرين ونصف، بدأت في 4/12/1947.
وقد اعترف مناحيم بيغن (زعيم “الأرغون” في تلك الفترة) بشدة معاناة تل أبيب من يافا وحي المنشية، ووطأة الضرب من هاتين المنطقتين.  وقد سقط من سكان تل أبيب حوالي ألف قتيل وجريح.  وقد أقر بيغن أن القناصة العرب كانوا يرسلون الموت إلى كل مكان، حتى أن رصاصهم وصل إلى النيابة التي تعمل فيها بلدية تل أبيب.
لم يكن في يافا أسلحة كثيرة؛ وهذا ما جعل المسؤولين العسكريين الذين ترسلهم دمشق يأتون فيدرسون الوضع ثم يعودون إلى دمشق.
قام الصهاينة يوم 20/3/1948 بهجوم كبير على ثكنة "أبي كبير، ودمروا بعض المنازل العربية؛ لكن هذا الهجوم كلفهم 36 قتيلاً.  وحاولوا بعد يومين اقتحام يافا بعد قصفها؛ لكنهم فشلوا.
ذهبت وفود كثيرة إلى دمشق لتوضح عدم تكافؤ قوة المدينة مع قوة الصهاينة؛ لكنها جميعها عادت دون أن تحصل على شيء.
في 31/3/1948 غنم المجاهدون عدداً من السيارات والمصفحات بعد معركة مع الصهاينة.
وفي 13/4 توغل الصهاينة في تل الريش؛ لكن العرب أخرجوهم منه؛ وأعادوا الهجوم يوم 24/4، وهاجموا المنشية، واحتلوا مركز الشرطة ومحطة سكة الحديد.
قام العرب بهجمات مضادة، وتمكنوا من استعادة المواقع المحتلة، وطرد الصهاينة منها.
وجدد الصهاينة هجماتهم يوم 25-26-27/4؛ لكن حماة يافا صدوا الهجومات؛ إلا أن الصهاينة قاموا يوم 28/4 بهجوم كبير من جهة تل الريش، وآخر من جهة المنشية؛ ودارت معارك طاحنة؛ فاستطاع المجاهدون رد الهجوم الأول في تل الريش، بعد أن خسر الصهاينة 25 قتيلا وبعض الجرحى؛ أما هجوم المنشية، فقد نحج فيه الصهاينة، واحتلوا الحي؛ فأخذ السكان يغادرونه؛ لكن قائد جيش الإنقاذ أقال قائد حامية يافا (المقدم عادل نجم الدين) وعين مكانة الرئيس ميشيل العيسي؛ فوصل إلى يافا يوم 28/4/1948، واستطاع دحر الصهاينة على طريق تقدمه؛ ولكن بدا واضحاً أن ميزان القوى يميل لصالح الصهاينة، الذين احتلوا عدداً من القرى حول يافا.
في أوائل أيار، بدأ الناس يغادرون إلى غزة بعد أن عم الاضطراب؛ فشدد الصهاينة من هجومهم على المدينة؛ وأخذت المقاومة تنهار وازداد القتلى والجرحى.
في 13/5/1948، سلم الحاكم الإنجليزي مفاتيح الدوائر الحكومية إلى الحاج أحمد أبو لبن؛ باعتباره مسؤولاً عن شؤون المدينة؛ وقدم الحاكم اقتراحاً باعتبار يافا منطقة مفتوحة؛ فوافق العرب والصهاينة على الاقتراح؛ ووقعت اتفاقية في 13/5 بين وفد من أهالي يافا و”الهاغاناة” في تل أبيب.
لم يحترم الصهاينة الاتفاقية، وبمجرد انسحاب الإنجليز يوم 14/5، قاموا باقتحام المدينة ورفعوا الأعلام الصهيونية على مبانيها؛ وسقطت يافا.

حرب 1948:
صممت الصهيونية والقوى الداعمة لها على إقامة الدولة اليهودية في فلسطين بناء في قرار التقسيم؛ ما حدا بالدول العربية إلى السعي لحماية فلسطين؛ فنشآت الحرب الأولى بين الجيوش العربية الخمسة التابعة لمصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان من جهة والقوات الصهيونية من جهة؛ فيما عرف بحرب 1948.
وكانت الجامعة العربية في 16/9/1947 قد قررت تقديم أقصى ما يمكن من الدعم العاجل لأهل فلسطين في حال إقرار التقسيم.  هب العرب من خلال جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس للدفاع عن فلسطين ضد جيش الصهاينة، الذي بلغ عدده حوالي 67 ألف مقاتل، مقابل 24 ألف مقاتل للجيوش العربية مجتمعة؛ مع فارق التدريب ونوعية الأسلحة لصالح الصهاينة.
أعلن بن غوريون يوم 14/5/1948 قيام دولة إسرائيل، وشكل حكومة مؤقتة لها، واعترفت بها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على الفور.
انسحبت القوات البريطانية يوم 15/5/1948 مخلفة وراءها عتادها وأسلحتها، وكانت الهاغاناه قد أكملت استعداداتها للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من فلسطين؛ ورمزت لخطتها برمز "دال"؛ وأعلنت التعبئة العامة بين القوات الصهيونية منذ مطلع نيسان 1948. 
وخلال شهر ونصف، تمكنت هذه القوات من السيطرة على الجزء المخصص لإسرائيل؛ حسب قرار التقسيم، بالإضافة إلى أجزاء أخرى؛ وأصبحت جاهزة لمواجهة أي هجوم عربي محتمل.
دخلت الجيوش العربية، التي كانت أقل بكثير مما كان متوقعاً؛ وبدون خطة واضحة.  وقد أجمع رؤساء أركان الجيوش في ذلك الوقت على أن جيوشهم غير جاهزة لخوض حرب؛ وكانت غير واضحة المهام؛ بل تعدى الأمر ذلك إلى تغيير المهام في الساعات الأخيرة.
في منتصف ليلة 15/5/1948 دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين.  ورغم النواقص التي عانتها؛ إلا أنها حققت نجاحات في الأيام الأولى لدخولها؛ ما دعا أمريكا أن تطلب من مجلس الأمن إصدار قرار لوقف إطلاق النار.
وصلت الخطوط الأمامية إلى بيت لحم، وضواحي القدس الجنوبية، وغرباً حتى حدود يافا؛ كما سيطر الجيش المصري على منطقة النقب وخليج العقبة؛ وسيطر الجيش السوري على الجليل حتى جنوب بحيرة طبريا؛ ووقف الجيش اللبناني غير يعبد عن عكا؛ وسيطر الجيش العراقي على قلب فلسطين، وامتدت خطوطه إلى طولكرم وجنين وحدود تل أبيب؛ كما سيطر الجيش الأردني على غور الأردن الجنوبي، ومنطقة القدس ورام الله والرملة؛ حتى التقى بالجيش العراقي والمصري؛ ولكن سرعان ما توقف اندفاع الجيوش العربية وجاءت الهدنة الأولى؛ فتغيرت الأوضاع، وانقلبت الموازين.
أعلنت أمريكا وبريطانيا أن الحالة في فلسطين تهدد السلم العالمي؛ وضغطتا على الدول العربية وبذلتا الوعود؛ فقبلت جامعة الدول العربية قرار مجلس الأمن رقم 50 في29/5/1948 ، القاضي بوقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع.  وفي صباح 11/6/1948 توقف القتال.
وقد نص القرار على منع الأطراف من تحصين مواقعها الراهنة، وألا تعزز قواتها الراهنة.  وتقيد العرب ببنود القرار؛ لكن هذه الهدنة أتاحت لإسرائيل إعادة تنظيم قواتها وتدريبها؛ كما وصلت إلى إسرائيل خلال الهدنة كميات كبيرة من الأسلحة.
عاد الجانبان للقتال يوم 9/7/1948؛ لكن مجلس الأمن ما لبث أن أصدر قراراً آخر بالهدنة الثانية، يوم 15/7/1948، التي بدأت عملياً يوم 18/7/1948؛ بعد أن تمكنت إسرائيل في الأيام العشرة من احتلال مساحات أخرى من الأرض.
لم يحدد المجلس زمناً لهذه الهدنة؛ على أمل أن تتحول إلى هدنة دائمة.  وقد انهمك الكونت برنادوت في تلك الفترة في إعداد خارطة لفلسطين، عازماً على تعديل قرار التقسيم؛ فأعد مشروعاً عرف باسم "مشروع الكونت برنادوت"؛ لكن الإسرائيليين لم يعجبهم المشروع؛ فقاموا باغتياله في القدس يوم 17/9/1948.
مجدداً تابعت إسرائيل خرق الهدنة، رغم قبولها لها؛ ونظمت هجوماً على القوات المصرية في الفالوجة 27-28/7/1948؛ لكنة أحبط؛ وهاجمت عراق المنشية، وأخفقت في السيطرة عليها؛ إلا أنها نفذت عدة عمليات على طريق النقب، أدت على احتلاله والوصول إلى مرفأ "أم الرشراش"، الذي سماه الإسرائيليون بعد ذلك "ميناء إيلات"، وهو جزء من خليج العقبة.
قام الطيران الإسرائيلي يوم 15/10/1948 بقصف مطار العريش وغزة وبيت حانون والمجدل والفالوجة؛ لإخراج القوات المصرية من المعركة.
وفي 16/10 قطعت خطوط المواصلات المصرية، ودارت معركة أخرى حول عراق المنشية تمكنت المدفعية المصرية فيها من صد الهجوم الإسرائيلي،.
وفي 19/10 احتلت القوات الإسرائيلية الحليقات، وأصبح بإمكانها التقدم نحو الجنوب؛ ما دفع القوات المصرية إلى إخلاء المجدل خوفاً من التطويق.
أصدر مجلس الأمن مجدداً قرراً في 29/12/1948 بوقف إطلاق النار، وأعلنت بريطانيا أنها ستقوم بمساعدة مصر إن لم تلتزم إسرائيل بالهدنة.
وبعد هذا توقفت الاشتباكات واستمر الصراع السياسي حتى انتهي الأمر بعقد اتفاقات هدنة دائمة فردية فيما عرف باسم "اتفاقيات رودس"، وكانت هذه نهاية الحرب في تلك الفترة.  وقد تمت الاتفاقية برعاية الأمم المتحدة في جزيرة رودس في شباط 1949.

معركة رامات هكوفتش:
هي آخر معارك الجيش العراقي قبل انسحابه من فلسطين؛ وقد خاضها بمشاركة فلسطينيين من قلقيلية والطيرة.  فقد كان العراقيون وأهالي القريتين مسؤولين عن الدفاع عن المنطقة بمسافة 10كم تمتد من الطيرة إلى جنوبي جلجولية.
قام لواء جفعاتي الإسرائيلي في 2/1/1949 في الحادية عشرة ليلاً بالهجوم على قرية الطيرة من الشمال؛ فتصدى له مناضلو القرية القليلون؛ ولكن الإسرائيليين تغلبوا عليهم.  وقامت قوة أخرى إسرائيلية باحتلال التلال الثلاثة شرق رامات هكوفتش.
وفي الفجر شنت القوات العراقية هجوماً معاكساً، تمكنت فيه من استرداد بعض المواقع؛ لكن وصول نجدات للصهاينة أوقف هذا الهجوم وحوله إلى مجرد مناوشات يومية في يومي 3 و4/1/1949؛ وحاول العدو بعدها احتلال كفار سابا؛ لكن محاولاته أحبطت. 
وفي صباح 7/1/1949 استطاعت كتيبة عراقية معززة بالمدافع والمدرعات مفاجأة المواقع الجنوبية للعدو، وطردت منها قوات"يفتاح"، ثم أخذت تركز القصف المدفعي على المواقع الشمالية، وعلى مستعمرتي كليمانية ورامات هكوفتش.  وفي المساء تمكن العراقيون من استعادة جميع الأماكن التي احتلها الصهاينة.
حاول قائد لواء جفعاتي استرداد هذا الموقع ليلاً؛ لكن العراقيين أنزلوا به خسائر فادحة، أجبرته على الانسحاب.  ولم تنسحب القوات العراقية إلا بعد توقيع اتفاقية الهدنة الدائمة بين الأردن وإسرائيل في نيسان 1949.

معركة السموع:
في 27/10 و2/11/1966، انفجر لغمان، أدى الأول إلى خروج قطار شحن إسرائيلي من مساره؛ والثاني كان تحت سيارة عسكرية إسرائيلية جنوب الخليل أدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 6 بجروح.
استندت إسرائيل إلى الحادثين المذكورين كذريعة لمهاجمة بلدة السموع في 13/11/1966؛ فتقدمت الدبابات الإسرائيلية باتجاه مواقع الجيش الأردني بغطاء كثيف من القصف المدفعي.
نجح الجيش الأردني في صد أحد الرتلين المهاجمين؛ لكن الرتل المتجه نحو السموع استطاع التغلب على المقاومة الأردنية، ودخل قسم منه السموع، وبدأ بنسف منازلها الواحد تلو الآخر.
تعرضت النجدة الأردنية إلى قصف جوي، واصطدمت بكمائن؛ ما أخر تقدمها.
ورغم إسهام سلاح الجو الإسرائيلي بفاعلية في المعركة؛ إلا أن الطيارين الأردنيين تمكنوا من إسقاط 3 طائرات من نوع "ميراج"؛ وانسحبت إسرائيل من الموقع بعد ظهر نفس اليوم؛ فيما خسر الجيش الأردني 6 شهداء و11 جريحاً.

حرب 1956: العدوان الثلاثي:
بعد نجاح ثورة يوليو عام 1952، في مصر، وعقدها اتفاقاً للتسلح مع الاتحاد السوفيتي وتأميم قناة السويس عام 1956؛ قررت فرنسا وانجلترا وإسرائيل القيام بعمل عسكري ضد مصر؛ إسرائيل؛ بهدف وضع حد لتطور الجيش المصري والعمليات الفدائية المنطلقة من قطاع غزة، وفرنسا؛ بهدف إنزال الضرر بمصر لمساعداتها الثورة الجزائرية، ولتأميمها قناة السويس؛ وانجلترا بهدف استعادة مركزها في مصر قبل التأميم.
اجتمع ممثلو الدول الثلاث في ضاحية سيفر قرب باريس؛ ووقعوا على بروتوكولًا سريًا، يحدد مهام كل طرف؛ بحيث تقوم إسرائيل بخلق حالة صراع مسلح محدود على مشارف قناة السويس، تستغلها انجلترا وفرنسا للتدخل.
بدأ العدوان يوم 29/10/1956 بالهجوم الإسرائيلي.
في (30/10) وجهت بريطانيا وفرنسا إنذاراً لحكومة مصر كي تسمح لقواتهما النزول في مدن القناة (بورسعيد والسويس والاسماعيلية)؛ وإلا فإنها ستحتل هذه المدن بالقوة؛ بحجـة الفصل بين قوات مصر وقوات الصهاينة.
 وفي مساء 31 /10 /1956 شرعت القوات البريطانية بقصف المواقع المصرية؛ تمهيداً لإنزال قواتها في مدن القناة.
احتلت القوات الإنجليزية والفرنسية مدينة بورسعيد ولكنها عجزت عن التقدم نحو الإسماعيلية بسبب شدة المقاومة المصرية.
ونتيجة لأهمية ردع إنجلترا وفرنسا عن التوغل في الأراضي المصرية؛ قامت الحكومة المصرية بسحب قواتها من سيناء لرد العدوان عن مدن القناة، فانتهزت القوات الإسرائيلية الفرصة وتوغلت في سيناء.
وفي يوم 1/11/1956 خطب عبد الناصر بصوته الجهوري يقول: "إذا استطاع عدونا أن يفرض علينا القتال ...فلن يستطيع أن يفرض علينا الاستسلام .. سنقاتل ...سنقاتل ...سنقاتل ..."
التفت الأمة العربية حول مصر وزعيمها؛ فوضعت سوريا جيشها في تصرف مصر؛ وتم نسف أنابيب النفط العراقي المملوكة لشركات أجنبية والتي تمر في الأراضي السورية.
وتدفق المتطوعون العرب للمشاركة في المعركة؛ وقدم الأمين العام للأمم المتحدة استقالته؛ استنكاراً للعدوان، وارتفعت أصوات المعارضة في فرنسا وانجلترا ضد حكوميتهما، وصدر الإنذار السوفيتي من قبل وزير الخارجية الروسي.
دارت معارك ضارية في منطقة ممر متلا بين لواء مظلات إسرائيلي ولواء مشاة مصري؛ ولكن القوات الإسرائيلية فشلت في اقتحام الممر، وراحت مدفعية الأسطول الفرنسي ليلة 31/10 تقصف دفاعات رفح، وسقطت رفح وقطاع غزة بيد إسرائيل في 3/11/1956.

في 4/11 فقد الأسطول الانجليزي إحدى مدمراته في معركة البرلس البحرية.
نجحت مصر في حصر الغزو الإنجليزي الفرنسي في بورسيعد ثم صدر قرار وقف إطلاق النار عن الجمعية العامة فانصاعت حكومات العدوان الثلاثي له.
توقف إطلاق النار صباح 7/11/1956 وانتهي العدوان بانسحاب انجلترا وفرنسا يوم 22/12 وجلاء إسرائيل عن سيناء وقطاع غزة يوم 6/3/1957.

حرب 1967:
نكسة حزيران يونيو 1967
هذه الحرب ملخصها أن إسرائيل قامت في صباح الخامس من حزيران 1967 بالهجوم على القوات العربية المصرية والسورية والأردنية، واحتلال أجزاء من أراضيها، فيما عرف بعد ذلك بـ "عدوان الخامس من حزيران".

جرت الحرب ضمن إستراتيجيتين المتناقضتين عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً؛ ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تنطلق من قاعدة قوية مأمونة، وتعمل باستمرار على تطوير القدرة الحركية والقتالية للهجوم العسكري، لتعويض النقص البشري؛ وفي الوقت الذي كان هدفها واضحا، وهو وضع المنطقة في حالة ضعف، لا تسمح بتكامل القدرات العربية لمهاجمة إسرائيل، وارتبط ذلك بمعرفة دقيقة للظروف الدولية والإمكانات العربية- اتصفت الإستراتيجية العربية بالالتزام بالعقيدة الدفاعية، وانعدام التنسيق بين القيادات، وعدم وضوح الهدف لديها.
أما الأسباب التي أدت إلى الحرب فكان أهمها:
•        تعاظم المد الوطني العربي بعد ثورة 14 تموز 1958 في العراق.
•        انتصار ثورة الجزائر في 1962.
•        قيام م.ت.ف 1964 وانطلاق العمل الفدائي 1965.
•        الارتباط العضوي بين إسرائيل وأمريكا ومطامعها في الشرق الأوسط.
 أما الأسباب المباشرة فكانت:
•        رغبة إسرائيل في ضم الأراضي المجردة من السلاح في شمال فلسطين.
•        قيام إسرائيل بتحويل روافد نهر الأردن، وفد أنشأت الدول العربية هيئة خاصة لاستثمار موارد هذه الروافد؛ فما كان من إسرائيل إلا أن أمعنت في تنفيذ ضم الأراضي وتحويل الروافد بقوة السلاح؛ وصعدت استفزازاتها بضرب المعدات الخاصة بهيئة استثمار الروافد، وتحرشت بالمزارعين السوريين؛ ما أدى على زيادة حدة الاشتباكات حتى وصلت إلى الاشتباك الجوي يوم 7/4/1967.
تواترت الأخبار عن التجهيزات الإسرائيلية للحرب؛ فأعلنت مصر حالة التعبئة القصوى؛ لالتزامها باتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا والموقعة في 4/11/1966. 
طلبت مصر من قائد قوات الطوارئ الدولية سحب قواته يوم 16/5 من سيناء، وتم ذلك يوم 19/5.
وأعلن عبد الناصر إغلاق مضائق تيران يوم 23/5 في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهذا ما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان حرب. 
شرعت القوات المصرية والسورية تتوجهان نحو جبهات القتال، ووصلت فصائل من القوات الكويتية والسودانية الجزائرية إلى الجبهة المصرية، وتوجه الملك حسين إلى مصر يوم 30/5 وعقد معها اتفاقية دفاع مشترك، ووضعت القوات الأردنية تحت تصرف القيادة المشتركة.  واتضح من التعديلات الوزارية الإسرائيلية والتدابير الاستثنائية نية إسرائيل بالعدوان.
وفي ليلة 4-5/6 طلب السفيران الأمريكي والسوفيتي من عبد الناصر عدم البدء بالهجوم؛ ولم تمض ساعات قليلة حتى بدأت إسرائيل الحرب.
على الجبهة المصرية، قامت الطائرات الإسرائيلية بإخراج الطيران المصري من المعركة من الضربة الأولى؛ إذ تم ضرب الطائرات في مهابطها قبل أن تقلع، وهاجمت الطائرات الإسرائيلية جميع المطارات العسكرية تقريباً من الصعيد إلى القاهرة.  وحمل مخطط إسرائيل اسم "حركة الحمامة".  وقامت البحرية الإسرائيلية بغارات على الموانئ المصرية في إطار العدوان الشامل، وقدرت الخسائر المصرية بعشرة آلاف شهيد ومفقود وخسارة 80% من أعتدة الجيش.

وعلى الجبهة الأردنية وجهت إسرائيل ضربة للسلاح الجو الملكي فدمرت 32 طائرة في مطاري عمان والمفرق.  وقد حدثت معارك دامية في القدس، والضفة الغربية عموماً.  ورغم صمود الجيش الأردني؛ إلا أنه اضطر للانسحاب تحت الضغط الهائل للقوة الإسرائيلية يوم 6/6 مساء، وقد قدرت خسائر الأردنيين بـ "6094" شهيداً وخسارة 150 دبابة.
وعلى الجبهة السورية، لم يبدأ القتال حتى يوم 9/6، عدا عن الهجوم السوري على مصافي النفط في حيفا يوم 5/6 والذي ردت عليه إسرائيل بتدمير 60 طائرة سورية.
بدأ الهجوم البري الإسرائيلي على الجبهة السورية صباح 9/6 بقصف جوي مركز على المواقع الدفاعية، ودمرت 40 دبابة إسرائيلية، وتابعت إسرائيل هجومها يوم 10/6، واستولت على قمم جبل الشيخ الجنوبية وشمال الجولان، وخسرت سوريا 1000 شهيد و70 دبابة.
عدا عن انتصار إسرائيل؛ فقد أكملت احتلال بقية فلسطين، بما فيها القدس؛ وأضافت إليها الجولان من سوريا؛ وسيناء من مصر.

معركة الكرامة:
أعلنت إسرائيل رسمياً أنها بصدد القضاء على مواقع الفدائيين الفلسطينيين في مخيم الكرامة على بعد 5كم من جسر اللنبي؛ فقامت بشن هجوم واسع في 21/3/1968 على ضفة نهر الأردن الشرقية، بين جسر الأمير محمد شمالاً حتى جنوب البحر الميت.
لم يكن الهجوم مفاجئاً؛ لأن فتح والقوات الأردنية شاهدوا تحركات قبل الهجوم بيومين؛ فعدا عن ذلك أعلن مندوب الأردن في الأمم المتحدة أن إسرائيل تعد لهجوم على الأردن؛ كما كانت تصريحات وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى ذلك بوضوح.
حشدت إسرائيل 4 ألوية لتنفيذ الهجوم؛ إضافة إلى 4 أسراب نفاثة كغطاء جوي وحوامات لنفل المشاة؛ وبلغ قوام هذه القوة 15000 جندي.
اتخذت حركة فتح قراراً بالصمود الواعي للهجوم؛ وذلك لرفع معنويات الجماهير العربية والفلسطينية بعد نكسة 1967، وتحطيم معنويات العدو، بإنزال الخسائر في صفوفه، وتحقيق الالتحام مع الجماهير، وزيادة الثقة بين الثورة والجيش الأردني.  كما وضعت القيادة الأردنية قواتها في حالة تعبئة.
في الخامسة والنصف من صباح 21/3 تحركت القوة الإسرائيلية على 4 محاور؛ فعبرت النهر تحت غطاء المدفعية، ولم تتقدم سوى 200م حتى جوبهت بمقاومة عنيفة؛ فدفعت بعناصر محمولة بالحوامات؛ فتصدت لها القوات العربية وكبدتها خسائر كبيرة؛ ما دفع القيادة الإسرائيلية إلى زج قواتها الجوية بكثافة؛ وذلك بقصف مرابض المدفعية الأردنية والمدافع المضادة للطائرات، ومواقع الفدائيين ومرابض الدبابات.  وخلال ذلك كانت الحوامات تنقل المزيد من الجنود وتعود بالقتلي والجرحى.
تمكنت القوات المدرعة الإسرائيلية من الالتقاء بالقوات المنزلة جواً في الكرامة، حوالي العاشرة من صباح 21/3، ودارت معارك دامية مع الفدائيين بدأت بالبنادق والقنابل اليدوية؛ ثم بالسلاح الأبيض؛ فيما خاضت القوات الأردنية معارك عنيفة منعت فيها العدو من التقدم.
في الثانية بعد الظهر كانت الخسائر الإسرائيلية تشير بوضوح إلى حجم الثمن الذي دفعته إسرائيل في العملية؛ فأذاعوا أنهم حققوا هدف العملية، وبدأوا بالانسحاب؛ وكانوا قد طلبوا وقفًا لإطلاق النار الساعة 11:30 بواسطة الجنرال أودبول المراقب الدولي؛ لكن رئيس الحكومة الأردنية رفض ذلك؛ إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية بكاملها؛ وفعلاً تم انسحاب آخر جندي إسرائيلي في الساعة 2:30.  وأثناء انسحابها تكبدت إسرائيل كثيراً من الخسائر لوقوعها في كمائن نصبتها المقاومة.
قاد عملية إسرائيل رئيس أركان الجيش حاييم بارليف، وكانت أول عملية تتخطى فيها إسرائيل نهر الأردن، وقال يوري افنيري :"إن المفهوم التكتيكي للعملية كان خاطئاً من الأساس، وأن النتائج أدت إلى نصر سيكولوجي للعدو الذي كبدنا خسائر كبيرة".
بعد هذه المعركة تدفق سيل من متطوعي حركة فتح والمقاومة الفلسطينية، وقوبل الشهداء في المدن العربية التي دفنوا فيها بمظاهرات كبرى، وازداد اهتمام الصحافة العالمية بالمقاومة الفلسطينية، حتى أن الجماهير في السويد والنرويج أطلقت هتافات معادية لإسرائيل أثناء زيارة آبا ايبان في 7/5/1968، كما كانت معركة الكرامة نوع من استرداد جزء من الكرامة المفقودة في حرب 1967.
خسر الإسرائيليون في المعركة 70 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، و45 دبابة و25 عربة مجنزرة و27 آلية و5 طائرات.
في الجانب الفلسطيني كان هناك 17 شهيداً.
وأما الأردنيون فقد خسروا 20 شهيداً و65 جريحاً و10 دبابات و10 آليات ومدفعين.  ودمر الإسرائيليون أثناء انسحابهم عدداً من المنازل، وأخذوا معهم 147 عربياً من الفلاحين؛ بحجة أنهم من الفدائيين.

حرب الاستنزاف المصرية الإسرائيلية:
منذ انتهاء حرب 1967، وحتى بداية حرب الاستنزاف المصرية الإسرائيلية، قامت إسرائيل بسعي محموم لتثبيت مواقعها المحتلة، وإحباط المشاريع العربية لإعادة إنشاء القوات المسلحة وتطويرها؛ فكانت تقوم باعتداءات متوالية مثل: معركة راس العش يوم 1/7/1967؛ في محاولة لاحتلال مدنية بورفؤاد المصرية؛ ومحاولة تدمير المنشآت الدفاعية المصرية على الضفة الغربية للقناة؛ ودخول المدمرة الإسرائيلية إيلات إلى المياه الإقليمية المصرية وإغراقها بصواريخ مصرية؛ وتبادل القصف المدفعي على جبهة الإسماعيلية؛ وقيام إسرائيل ببناء خط بارليف للدفاع على طول الضفة الشرقية للقناة.
تابعت إسرائيل اعتداءاتها؛ فيما تعززت القوات المصرية بوصول الأسلحة السوفيتية؛ ما حدا بالقيادة السياسية المصرية إلى اتخاذ قرار بتطبيق إستراتيجية عسكرية جديدة هي "حرب الاستنزاف"، التي بدأت فعلياً يوم 8/3/1969.  وأعلن الرئيس المصري آنذاك (جمال عبد الناصر) بدء مرحلة جديدة من الصراع هي "مرحلة الاستنزاف".  وقد حدد لهذه الحرب مجموعة أهداف:
1ـ تدمير تحصينات خط بارليف.
2ـ جعل الحياة مستحيلة على الإسرائيليين شرقي القناة.
3ـ زرع الروح الهجومية لدى الجندي المصري.
4ـ تعويد القوات المصرية على عبور القناة والعمل خلف الخطوط.
استمرت الحرب لمدة 17 شهراً وقد استشهد قائد قوات الأركان عبد المنعم رياض، في اليوم الثاني من حرب الاستنزاف في مدينة الإسماعيلية؛ بعد أن سقطت مجموعة قذائف قرب مقره؛ فتولي أحمد إسماعيل علي رئاسة هيئة الأركان مكانه.
شعرت إسرائيل أن العمليات المصرية، وخصوصاً ما تنفذه وحدات المغاوير، قد بدأت بالتأثير على معنويات جنودها وسكانها؛ فقامت بعملية يوم 20 تموز دمرت خلالها موقع رادار، وعادت إلى قاعدتها، بعد أن فقدت 6 قتلى. 
وابتداء من يوم 20/7/1969 اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بالموافقة على إشراك سلاح الطيران في المعركة؛ فقامت بسلسلة غارات استمرت 10 أيام.  رغم ذلك عجزت إسرائيل عن وقف عمليات الاستنزاف المصرية؛ فعمدت إلى إشراك سلاح الطيران بشكل مباشر؛ فقام بغارات عديدة استهدفت مواقع بطاريات الصواريخ المصرية المضادة للطائرات؛ وقصفت طائرات إسرائيل أيضاً مصنعاً للحديد والصلب في 12/2/1970 ؛ ما أدى إلى استشهاد 70 عاملاً في أبو زعبل.  وبعدها بأيام أسقطت إسرائيل قنبلة على مدرسة بحر البقر الابتدائية مسببة ضحايا كثيرة من الأطفال.
بعد ذلك بدأت المعدات السوفيتية الأكثر تطوراً بالوصول إلى مصر؛ فأصبحت الطائرات الإسرائيلية تسقط تباعاً بعد أن نجحت مصر في إقامة شبكة مضادة للطائرات تغطي العمق المصري.
وفي شهر تموز 1970 شهد الطيران الإسرائيلي كارثة حقيقة بفقدانه 25 طائرة.
في 8/8/1970 قبلت مصر وإسرائيل التوقف عن إطلاق النار؛ وهكذا انتهت حرب الاستنزاف.

حرب الاستنزاف السورية الإسرائيلية:
بدأت حرب الاستنزاف السورية الإسرائيلية في هضبة الجولان في 12/3/1974؛ بعد أن قامت إسرائيل بعدة مناورات على الجبهة السورية، مستغلة اتفاقية فصل القوات مع الجانب المصري.  استمرت هذه الحروب حوالي 82 يوماً، حتى تم الاتفاق على فصل القوات السورية والإسرائيلية.
كانت حرب الاستنزاف نوعًا من الضغط العنيف أثناء المفاوضات الخاصة بفصل القوات؛ وكانت الأداة الأساسية لهذه الحرب هي المبارزة بالنيران مع استخدام الكمائن والهجمات المحدودة والإغارات.
بقيت المبادرة في هذه الحرب بيد القوات السورية، لأن إسرائيل لم يكن لديها هدف استراتيجي إيجابي في هذه الحرب، بل اقتصر هدفها على منع سوريا من تحقيق هدفها؛ بينما كانت الأهداف السورية واضحة وهي:
1ـ إلحاق خسائر يومية تتراكم وتؤدي إلى تغيير نوعي.
2ـ خلق حالة من انعدام الأمن للقوات الإسرائيلية.
3ـ تثبيت عدم قبول سوريا للوضع الراهن.
4ـ منع إسرائيل من تحصين مواقعها أو خطوطها القتالية.
5ـ إجبار إسرائيل على وضع جيشها في حالة تعبئة مستمرة.
6ـ السيطرة على قمم جبل الشيخ؛ لتحسين الوضع الاستراتيجي للترتيب القتالي السوري.
أدى استمرار الاشتباكات إلى تعاظم الدعم العربي والعالمي لسورية؛ فاستمرت في تنفيذ خطة حرب الاستنزاف التي تصاعدت حدتها في شهر نيسان 1974، تميزت باستخدام إسرائيل لأعتدة أمريكية جديدة، كالقنابل الحرارية والصواريخ الموجهة تلفزيونياً؛ كما تميزت معارك شهر نيسان بجودة التحصين الهندسي السوري الذي أقامته وحدة المهندسين والعسكريين السوريين؛ وتميزت كذلك بضرورة المعارك وشراستها.  وقد دارت أعنف هذه المعارك يوم 19/4/1974، واشتركت فيها مجموعة كبيرة من الطائرات الإسرائيلية والسورية.
في بداية شهر أيار قامت القوات السورية بعملية نوعية أدت إلى مقتل 22 عسكرياً إسرائيلياً وأسر 3 جنود. 
في نهاية شهر أيار 1974 توقفت الأعمال القتالية؛ بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات،
أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة، وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967.

معركة كفر شوبا:
بتاريخ 11/1/1975 هاجمت قوات المقاومة الفلسطينية مركز تل العلم "جبل الروس" في جبل الشيخ، المشرف على معظم الجولان، واستطاعت تطهير المركز من العناصر الإسرائيلية فيه، وعادت إلى قواعدها؛ وقد اعترفت إسرائيل بإصابة 4 جنود.
في نفس اليوم شنت إسرائيل هجوماً على قرية كفر شوبا في جنوب لبنان؛ رداً على العملية؛ بعد أن مهدت لذلك بقصف مدفعي لضواحي القرية؛ وتقدمت باتجاه القرية، فاصطدمت بمقاومة عنيفة من كمائن قوات المقاومة.  وقد استمرت الاشتباكات من الثامنة مساء حتى منتصف الليل حين انسحبت إسرائيل.
تابعت إسرائيل القصف بعد انسحابها؛ فقطعت الكهرباء والمياه ونسفت الطرق، وظلت تحاصر القرية حتى يوم 12/1/1975؛ وظل الحصار مصحوباً بالقصف.
حاولت القوات الإسرائيلية دخول القرية مرة أخرى؛ لكنها اصطدمت بمقاومة عنيفة؛ ما حال دون دخولها القرية، وأصيبت قوات المهاجمين بخسائر كبيرة.
واستمر القصف يوم 13/1 وتقدم للمرة الثالثة؛ فدارت معارك شديدة، وازدادت خسائر إسرائيل. وعاودت قصف القرية يوم 14/1، وتمكنت من دخولها لكن قسماً منها أبيد داخل القرية.
تجاوزت خسائر إسرائيل في هذه المعركة 100 قتيل وجريح، ودمر الكثير من آلياتها؛ أما القصف الإسرائيلي، فقد دمر 250 منزلاً من منازل كفر شوبا البالغة 350 منزلاً؛ ولكنها في النهاية اضطرت إلى الانسحاب.

انتفاضة الجليل: (يوم الأرض)
يوم 12/2/1976، صدر أمر من الشرطة الإسرائيلية بمنع دخول سكان الجليل إلى المنطقة المعروفة باسم "المنطقة التاسعة" (وهي أرض معظمها سهل صالح للزراعة، ومساحتها حوالي 17 ألف دونم)؛ وورد في الأمر أن من يدخل هذه المنطقة سيعامل كمن يدخل ثكنة عسكرية دون إذن.
دعا العرب إلى رفع احتجاج، تجسد في "مؤتمر سخنين" يوم 14/2/1976؛ فدعت السلطات الإسرائيلية ممثلي السكان؛ وانتهى الأمر إلى حل وسط بتقسيم المنطقة إلى قسمين.
ولم ينقض أسبوعان حتى بدأت إسرائيل بمصادرة الأراضي في الجليل؛ عندئذ دعت لجنة الدفاع عن الأراضي العربية إلى اجتماع في الناصرة يوم 6/3/1976.  وقرر المجتمعون، وعلى رأسهم رؤساء المجالس المحلية، إعلان يوم 30/3/1976 إضراباً عاماً للعرب في إسرائيل؛ احتجاجاً على مصادرة الأراضي؛ لكن إسرائيل أرسلت ليلة 30/3 قوات كبيرة من الجيش تمركزت في مدن وقرى الجليل.
شمل الإضراب فلسطينيي 1948، والضفة الغربية وقطاع غزة؛ الذين هبوا لمساندة إخوانهم (عرب الجليل). 
عمت المظاهرات أنحاء الضفة والقطاع وألقيت قنبلة على دورية في نابلس؛ أما في منطقة الجليل، فقد هاجمت القوات الإسرائيلية منزل رئيس بلدية الناصرة (توفيق زياد)، وأصابت أفراد أسرته بجروح؛ وهاجم المتظاهرون الجنود في كل مكان؛ فقتل 3 جنود إسرائيليين، وجرح 12؛ واستشهد 3 مواطنين فلسطينيين وجرح 27 آخرون؛ هذا في الناصرة؛ أما في شفا عمرو، فقد قتل جنديان إسرائيليان، وأصيب تسعة آخرون؛ فيما استشهد 4 مواطنين فلسطينيين، وجرح 18، واستشهد 4 فلسطينيين في سخنين، بينهم سيدة، وجرح 17 مواطناً؛ وقتل 4 جنود إسرائيليين.
عمت الاشتباكات بقية مدن الجليل، وقتل جنديان في قانا الجليل الأعلى، وجرح 5؛ في حين استشهد من الفلسطينيين 3، وجرح 12.
وحتى هذا اليوم يحتفل الفلسطينيون والعرب في 30/3 من كل عام، بما أصبح يعرف "بيوم الأرض".


معركة الشقيف:
قلعة الشقيف أقامها الصليبيون على بعد 15كم جنوب شرق النبطية؛ وقد حررها صلاح الدين الأيوبي عام1194م.
في شهر آب 1980؛ كلفت قيادة الجيش الإسرائيلي “لواء جولاني” بتنفيذ هجوم على منطقة قلعة الشقيف؛ هادفة إلى اختبار قوة المقاومة، ونقل المعركة على مراكز المقاومة الفلسطينية، وإجبارها على البقاء في حالة دفاع، وتخريب أسلحتها بعيدة المدى؛ كما تضمنت الأهداف القضاء على أكبر عدد ممكن من أفراد المقاومة؛ لإجبار القيادة الفلسطينية على التراجع والتخلي عن مطالبها.  وتم تدريب “لواء جولاني” في مواقع مشابهة لقلعة الشقيف في الجولان السوري المحتل في 12/2/1980 بإشراف رئيس أركان الجيش. 
وشارك في الهجوم على القلعة وحدات “لواء جولاني” وسريتا مظليين، وسرب طائرات هليوكبتر، ووحدات من المدفعية والمدرعات؛ وكل ذلك بدعم من القوات الجوية.
بعدما لاحظ المقاومون تحركات لوحدات من الجيش الإسرائيلي ليلة18-19/8؛ أمرت القيادة الفلسطينية جميع تشكيلاتها في كفر تبنيت وقلعة الشقيف وحرش النبي طاهر وقصر الأسعد والرادار ويحمر وزوطر الشرقية؛ وجميع مواقع المقاومة في منطقة النبطية، بالاستعداد لصد الهجوم. 
تقدم “لواء جولاني”؛ فضبطت المقاومة نفسها إلى أن أصبح الجنود الإسرائيليون على بعد 200م من القلعة؛ فانصبت عليهم النيران بغزاره، وبدأت مدفعية المقاومة بضرب محاور تحرك الأعداء؛ فمنيت الوحدة المهاجمة بخسائر كبيرة؛ فبدأت مدفعية العدو الثقيلة قصفاً مركزاً على قلعة الشقيف؛ لتغطية انسحاب قواتها ونقل الجرحى.
قررت قيادة المقاومة القيام بهجوم معاكس لإجبار الإسرائيليين على الانسحاب قبل أن تتمكن قيادته من إرسال نجدة؛ فتمكنت قوة احتياطية من الوصول إلى مدخل أرنون صباح 19/ آب، وكان الاشتباك مستمراً؛ فاستطاعت القوة إجبار العدو على الانسحاب؛ وحدث هذا في أكثر من مكان بنفس الطريقة.
وفي أثناء انسحاب القوات الإسرائيلية هبطت طائرات الهيلوكبتر لنقل الجرحى؛ لكن المقاومة أخذت تطارد العدو المنسحب وفرضت عليهم حصاراً على جسر الخردلي؛ فلم يستطع الإسرائيليون الإفلات، إلا بعد تدخل قواتهم الجوية. 
لقد كانت معركة قلعة الشقيف من المعارك القليلة في التاريخ القديم والحديث التي استطاعت فيها قوة تعادل سرية فقط أن ترد هجوماً يشنه لواء من جيش نظامي جيد التسلح والتدريب، ومدعوم بالمظليين والمدفعية والقوات الجوية.  وقد تم تقدير نسبة القوى المدافعة إلى القوى المهاجمة في هذه المعركة بـ1/15.

حرب لبنان 1982
كان هدف هذه الحرب هو إبعاد المقاومة الفلسطينية مسافة 40 كم، عن شمال فلسطين.  وادعت إسرائيل أن هذه المسافة هي مدى قدرة صواريخ المقاومة؛ وهذا بالطبع كان السبب المعلن؛ أما السبب الحقيقي فكان احتلال بيروت، وإخراج الفلسطينيين من لبنان.
استطاعت إسرائيل تحقيق هدفها؛ ولكن بعد أن صمدت المقاومة الفلسطينية لثلاثة أشهر في وجه أعنف قصف شهدته عاصمة عربية في التاريخ.  وكان الصمود الفلسطيني أسطورياً بالمعنى العملي للكلمة. 
وكانت النتيجة هي التوقيع على وثيقة مايكلوسكي التي تقضي بخروج أفراد المقاومة من لبنان؛ مقابل المحافظة على أرواح المدنيين الفلسطينيين؛ إلا أن هذا لم يحدث؛ فبعد خروج المقاومة تقدمت القوات الكتائبية بتغطية من إسرائيل، وقامت بواحدة من أبشع المجازر في التاريخ الفلسطيني، وهي مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 1700 فلسطيني لم يكن فيهم مقاتلا واحدا من سكان المخيمين.

انتفاضة 1987
بسبب من التراكمات القمعية التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، من قتل واعتقالات وإقامة مستوطنات...إلخ، والتي ظلت تحتشد في صدور الفلسطينيين، كن التاسع من كانون أول عام 1987 موعدًا لتفجير انتفاضة الغضب الفلسطيني في وجه الجلاد المحتل، حين صدم سائق شاحنة إسرائيلي أربعة عمال فلسطينيين فقتلهم على الفور، عند المعبر الفاصل بين حدود الاحتلالين 1948 و1967؛ فاشتعل قطاع غزة مبتدئًا بمخيم جباليا أولًا؛ ليمتد في اليوم التالي إلى باقي قطاع غزة، ولتمتد نار الغضب الشعبي إلى كافة أنحاء الأرض المحتلة.
استمرت الانتفاضة لمدة سبع سنوات.
وانتهت الانتفاضة بتوقيع إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، فيما عرف باسم اتفاق أوسلو، بعد أن خلفت آلاف الشهداء والمعتقلين ومئات آلاف الجرحى.

انتفاضة النفق 1996
هذه الانتفاضة قصيرة العمر، استمرت عدة أيام بعد توارد الأخبار عن حفر إسرائيل لنفق تحت المسجد الأقصى، ما يهدد بسقوطه؛ فاشتعلت الأراضي الفلسطينية غضبًا وغيرة، وخاضوا مقاومة شرسة عرفت بـ"انتفاضة النفق"، التي خلفت شهداء وجرحى؛ ولكنها أوصلت رسالة إلى إسرائيل بأن المسجد الأقصى خط أحمر لن يتركه الفلسطينيون فريسة للغطرسة والعدوان.

الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) 2000
في 28 أيلول من عام 2000، قام أريئيل شارون (وكان وقتها وزير البنى التحتية في إسرائيل) بزيارة لباحة المسجد الأقصى، وسط أوضاع محتقنة بسبب فشل مفاوضات كامب ديفيد التي جرت مع إسرائيل برعاية أمريكية؛ فانطلقت الانتفاضة بشكل مختلف عن جميع الانتفاضات السابقة؛ إذ استخدم الفلسطينيون السلاح ضد الإسرائيليين؛ ما شكل ذريعة استخدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لتبرير استخدامها القوة بشكل غير مسبوق، وصل إلى استخدام الطيران الحربي في القصف بطائرات الأباتشي والإف 16.  وسقط في هذه الانتفاضة آلاف الفلسطينيين، معظمهم كانوا ممزقي الجثث، بسبب نوعيات الأسلحة التي كانت تستخدمها إسرائيل.

حرب الرصاص المصبوب 2008 - 2009
بذريعة أن مستوطنات إسرائيل الجنوبية تتعرض لصواريخ قادمة من غزة، شنت إسرائيل يوم السابع والعشرين من كانون أول 2008، حربًا على قطاع غزة، استمرت 22 يوما.  خاضت إسرائيل الحرب بشكل أساسي، مستخدمة سلاح الطيران بجميع أنواعه؛ إضافة إلى القصف البري والبحري. 
وقد استخدمت إسرائيل في هذه الحرب، لأول مرة، الفوسفور الأبيض، وأسلحة أخرى محرمة، وقصفت مناطق مدنية ومدارس للأنروا. 
وقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد 1500 فلسطيني، وإصابة حوالي 5000 شخص؛ إضافة إلى تدمير شامل للبنى التحتية في غزة، وتدمير جميع المقرات والمؤسسات الحكومية.  كل هذا وسط حصار قاس ومستمر على قطاع غزة.



Post a Comment

Previous Post Next Post