المفاعل
هي أسماء منصوبة
تتمثل في الآتي :
المفعول به – المفعول
فيه – المفعول المطلق – المفعول لأجله - المفعول معه
1- المفعول به
هو اسمٌ دلَّ على
مَا وَقَعَ عليه فِعْلٌ الفَاعل، ولم يَتَغَيَّرْ لأجْلهِ صورةُ الفعلِ، نحو
"يُحِبُّ اللَّهُ المُتْقِنَ عِمَلَه" ويَكُونُ ظَاهراً كما مُثِّل، وضَمِيراً
مُتَّصِلاً نحو: "أَرْشَدَني الأُسْتاذُ" ومُنْفَصِلاً نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}
2- المَفْعُولُ فيه (الظرف):
هُوَ اسمُ زَمَانٍ
أو مَكَانٍ، أو اسْمٌ عُرِضَتْ دَلاَلتُه على أحدِهِمَا، أو
جَرَى مَجْرَى الزَّمانِ،
وضُمِّنَ مَعْنى "في" باطِّرَادٍ، فاسْمُ الزَّمَانِ
والمَكَانِ نحو
"سَافَرَ لَيْلاً" و "مشَى مِيلاً".
والذي عُرِضَتْ دَلاَلَتُه
على أحَدِهما أَرْبَعَةُ أَشْياء:
(1) أسْماءُ العَدَد المُمَيَّزَةُ بالزمانِ
أو المَكَانِ نحو "سِرْتُ عِشرينَ
يَوماً تِسعينَ مِيلاً".
(2) ما أُفِيدَ به كُلِّيَّةَ الزَّمَان أو
المَكان، أو جُزْئيتهُمَا نحو "سرْتُ جميعَ النَّهَار
كلَّ الفَرْسَخِ"
أو" بَعْضَ اليَوْمِ نصفَ مِيلٍ".
(3) مَا كان صِفَةً لأحَدِهِمَا نحو:
جَلَسْتُ طَوِيلاً
من اليومِ عِنْدَكَ، والمَعْنَى: جَلَستُ زَمَناً طَوِيلاً.
الظَّرْفُ نوعان:
مُتصرِّفٌ، وغَيْرُ
مُتَصَرِّفٍ
فالمُتَصَرِّف: ما
يُفَارِقُ الظَّرفيَّةَ إلى حَالَةٍ لا تُشْبِهُهَا، كأن يَقَعَ مُبْتَدأ أو خبراً،
أو فاعلاً، أو مَفعُولاً، أو مُضافاً إليه، كـ: "اليوم، والميل، والفَرْسَخ"
تقول: "اليَوْمُ يومٌ مُبَارَكٌ" و "أحْبَبْتُ يَوْمَ قدُومِكَ"
و "الميلُ ثُلُثُ الفَرْسَخ".
وغَيرُ المُتَصَرِّف:
وهو نَوْعَان ما لا يُفارِقُ الظَّرْفِيَّةَ أصْلاً كـ: "قَطْ" و "عوْض"
(انظرهما في حرفيهما) و "بيْنَا أو بَيْنَمَا" (انظرهما في حروفهما).
تَقُولُ: "مَا
هَجَرْتُه قَطُّ" و "لا أُفَارِقُه عَوْضَ"
2- المَفْعول لأجْلِه
هُوَ اسمٌ يُذْكَرُ
لِبيان سَبَبِ الفِعل، نحو: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إمْلاَقٍ} (الآية
"31" من سورة الإسراء "17"
).
فانتصَبَ لأَنَّهُ
مَوْقُوعٌ له، ولأَنَّه تَفْسِيرٌ لِمَا قَبْلَه لِمَ كان؟ على حدِّ قولِ سيبَويه.
-2 شُروطُه:
يُشْتَرطُ لِجَوَازِ
نَصْبِهِ خَمْسَةُ شُروط:
(1) كَوْنُهُ مَصْدَرَاً.
(2) قَلْبيّاً (القلبي: هو الذي يكون مَعْناه
عقلياً غيرَ مَادِّي).
(3) مُفيداً للتَّعْليل.
(4) متَّحِداً مَعه في الفَاعل.
فإنْ فُقِدَ شَرْطٌ
من هذه الشروط: وَجَبَ جَرُّهُ بحرفِ الجرِّ نحو: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ}
(الآية "10" من سورة الرحمن "55") لفقد المصدرية، ونحو: {وَلاَ
تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إمْلاقٍ} (الآية "151" من سورة الأنعام
"6" )
4- المَفْعُولُ المُطْلَق:
هوَ اسمٌ يُؤَكِّد
عامِلَه، أو يُبَيِّنُ نَوْعَه أو عَدَدَه، وليسَ خَبراً ولا حَالاً وإن بين العدد
في الأول والنوع في الثاني، فهو خبر عن "فضلك" في الأول، وخبر عن "علمك"
في الثاني، وبخلاف نحو "ولَّى مُدْبراً" فإنه كان توكيداً لعامله فهو حال
من الضمير المستتر في "ولَّى")، نحو "اسْعَ للمَعْرُوفِ سَعْياً"
و "سرْ سَيْرَ الفُضَلاءِ" و "افْعَل الخيرَ كلَّ يومٍ مرَّةً أو مَرَّتين".
ما يَنُوبُ عن المَصْدَر:
قدْ يَنُوبُ عنِ
المَصْدَر في الانْتِصابِ على المَفْعُولِ المُطلقِ (وهو منصوب بالفعل المذكور، وهو
مَذهبُ المازني والسِّيرافي والمبرِّد واختاره ابنُ مَالك لاطِّراده، أما مذهبُ سيبويه
والجمهور فينصب بفعلٍ مقدَّر مِنْ لَفْظه ولا يَطَّرد هذا في نحو "حَلَفْتُ يميناً"
إذْ لا فِعلَ له)، ما دلَّ على المَصْدَرَ، وذلك أربعة عشرَ شيئاً: أحد عشرَ للنَّوع،
وثَلاثَةٌ للمُؤَكَّد.
أمّا الأحد عَشَر
للنَّوع فهي:
(1) كُلِّيَّتُه، نحو: {فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ
المَيْلِ} (الآية "128" من سورة النساء "4"
).
(2) بَعْضِيَّته، نحو "أكْرَمْتُهُ بعضَ
الإِكْرامِ".
(3) نَوْعُهُ، نحو "رَجَعَ القَهْقَرَى"
و "قعَد القُرْفُصَاءَ".
(4) صِفَتُهُ نحو "سِرْتُ أَحْسنَ السَّيرِ".
(5) هيئَتُهُ، نحو "يَمُوْتُ الجَاحِدُ
مِيتةَ سُوءٍ".
(6) المُشَار إليه، نحو "عَلَّمنِي هذا
العِلم أُسْتاذِي".
(7) وَقْتُه، كقولِ الأعشى:
ألمْ تَغْتَمِضْ
عَيناك لَيْلَةَ أَرْمَدَا * وَعَادَ كما عَادَ السَّليم مُسَهَّدا
(8) "مَا" الاسْتِفهامِيّة، نحو "مَا
تَضْرب الفَاجِر؟" (أي: أيَّ ضرب تضربه).
(9) "ما" الشَّرْطية، نحو "ما شئتَ
فاجْلِسْ" (أي: أيّ جُلُوس شئْته فاجْلِس).
(10) آلَتهُ، نحو "ضَرَبْتُه سَوطاً"
وهو يَطَّرد في آلةِ الفِعْل دُونَ غَيرِها، فلا يَجُوز ضَرَبْتُه خَشَبةً.
(11) العَدَد، نحو: {فَاجْلِدُوهمْ ثَمانِينَ
جَلْدَةً} (الآية "4" من سورة النور"24"
).
5- المَفْعُولُ مَعه:
هو: اسْمٌ فَضْلَةٌ
مَسْبُوقٌ بوَاوٍ بمَعْنى "مَعَ" تَالِيةٍ لِجُمْلَةٍ ذاتِ فِعْل، أو اسْمٍ
فيه معنى الفِعلِ وحُرُوفِه، مَذْكُور لِبَيانِ ما فُعِل الفِعلُ لِمُقَارَنَتِه نحو
"دَعِ الظَّالِمَ والأَيَّامَ" و "أنَا سَائِرٌ وسَاحِلَ البَحْر".
وتَقُول: "امْرأً
و نَفْسَه" والمعنى: دعْ امْرَأً ونَفْسَه: مفعول معه، ونحو "لو تُرِكَتِ
النًاقَةُ وفَصيلَها لَرَضَعَها". وإنَّما أرَدتَ: ولو تُرِكَتِ النَّاقَةُ مَعَ
فَصِيلِها، فالفَصيل مفْعُولٌ معه.
ووَاوُ المَعِيَّةِ
- عند سيبويه - تعملُ في الاسمِ ولا تعطف على الضمير قبلها ومثل ذلك: "ما زلْتُ
وَزَيداً حتى فَعَل" وقال كعبُ بنُ جُعَيل:
وكانَ وإيَّاها كحرَّانَ
لم يُفِق * عن المَاءِ إذْ لاقَاهُ حتى تَقَدَّدَا
ولا يجوزُ تَقدُّمُه
على عامِلِهِ، فلا تقول"وضِفَّةَ النَّهْر سِرْتُ".
إرسال تعليق