النحو للسنة الثالثة
قسم علوم القرآن
دخول (أل) على المضاف
‌أ-       إن كانت إضافته محضة لا يجوز ، فلا تقول : هذا القلمُ عليٍّ
لأن الإضافة منافية لـ(أل) ، فلا يجمع بينهما .
‌ب- إن كانت الإضافة غير محضة جاز ؛ لأن الإضافة فيه على نية الانفصال ، ولكن بشرط :
1.    أن تدخل (أل) على المضاف إليه .
2.    أن تدخل (أل) على ما أضيف إليه المضاف إليه .
نحو : زيد الضاربُ رأسِ الـجاني
فإن لم تدخل (أل) على المضاف إليه ، ولا على ما أضيف إليه المضاف إليه امتنعت المسألة ، فلا تقول :
هذا الضاربُ رجلٍ ، هذا الضاربُ زيدٍ ، هذا الضارب رأس جانٍ
استثناء
يستثنى من ذلك إذا كان المضاف مثنى أو مجموعاً جمع سلامة لمذكر ، فيكفي وجودها في المضاف ، ولم يشترط وجودها في المضاف إليه ، فتقول :
هذان الضاربا زيدٍ ، وهؤلاء القاتلو خالدٍ
إضافة المترادفين
جمهور النحاة على منع إضافة المترادفين ، نحو :
قمحُ حنطةٍ ، ومديةُ سكين ٍ
فإن جاء ما ظاهره ذلك أوِّل ، وذلك كإضافة :
1.    الاسم إلى اللقب ، نحو : سعيدُ كُرْزٍ ، وخالدُ رأسٍ
لأنهما اسمان لمسمى واحد ، فيؤول بـ (مسمى كرزٍ ، ومسمى رأسٍ)
2.    العام إلى الخاص ، نحو : يومُ الخميسِ ، وعلمُ النحوِ
لأن الخميس يوم والنحو علم ، فهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه
فيؤول بـ (مسمى الخميسِ ، ومسمى النحوِ)
والصحيح :
جواز إضافة المترادفين إذا :
1.    كان بينهما أدنى اختلاف
2.    وأفادت الإضافة معنى
كإضافة الاسم إلى اللقب ، لأن اللقب في الحقيقة غير الاسم ، وإن كان المسمى واحداً فإن فيه المدح والذم
وكإضافة العام إلى الخاص ، فإن الخميس أخص من يوم
ولا تمتنع الإضافة  إلا إذا كان المتضايفان مترادفين حقاً ، ولا تحصل في الإضافة فائدة ، نحو : قمحُ حنطةٍ ، ومديةُ سكين ٍ
إضافة الموصوف إلى الصفة
الراجح أنها لا تجوز
إلا بتقدير مضاف إليه محذوف
فلا تقول : رأيتُ غلام الضاحك
وتعني بالضاحك الغلام نفسه
بل على معنى : رأيت غلامَ الرجلِ الضاحكِ
فالضاحك غير الغلام
التذكير والتأنيث في المضاف
قد يكتسب المضاف المذكرُ التأنيثَ من المؤنث المضاف إليه، بشرط:
أن يكون المضاف صالحاً للحذف ، وإقامة المضاف إليه مقامه ، ويفهم منه ذلك المعنى ، نحو :
قُطِعَتْ بعضُ أصابعِه
مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَت    أعاليَها مَرُ الرياحِ النواسمِ
وقد يكون العكس ، نحو :
 فإن لم يصلح المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث ، فلا تقول :
الأسماء الملازمة للإضافة
المضاف إلى مضمر وجوباً
من اللازم للإضافة لفظاً ما لا يضاف إلا إلى المضمر ، نحو :
v   وحدك : أي منفردا
v   لبيّك : أي إقامة على إجابتك بعد إقامة
v   دواليك : أي إدالة بعد إدالة
v   سعديك : أي إسعاداً بعد إسعاد
  
ملحوظة :
لبّى لا تضاف إلا إلى ضمير المخاطب ، فنقول : لبيكَ ، لبيكِ...
وشذ إضافتها إلى ضمير الغيبة ، ومنه قوله :
إنك لو دَعَوْتَني ودُوني               زَوْراءُ ذاتُ مُتْرَعٍ بَيُونِ
                      لَقُلْتُ : لَبَّيْهِ لِمَنْ يَدْعوني
وشذ إضافتها إلى الظاهر ، ومنه قوله :
دعوتُ لِما نابَني مِسْوَراً             فَلَبَّى ، فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
إعراب لبيّك وأخواتها
v   مذهب سيبويه : ملحق بالمثنى منصوب على المصدرية بفعل محذوف
سبب الإلحاق : أن تثنيته المقصود بها التكثير ، كقوله تعالى :
{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}، أي (كرات)
فـ(كرتين) ليس المراد به مرتين فقط ؛ لقوله تعالى :
{يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} أي مزدجراً وهو كليل
ولا ينقلب البصر مزدجرا كليلا من كرتين فقط
فتعين أن يكون المراد بكرتين التكثير لا اثنين فقط
  
v   مذهب يونس : أنه ليس بملحق بالمثنى ، وأن أصله : (لبّى) وأنه مقصور قلبت ألفه ياء مع المضمر كما قلبت ألف (لدى) و(على) مع الضمير في (لديه) و(عليه)
ورد عليه سيبويه بأنه لو كان الأمر كذلك لم تنقلب ألفه مع الظاهر ياء ، كما لا تنقلب ألف (لدى) و(على)
 فكما تقول : على زيد ، ولدى زيد
كذلك كان ينبغي أن يقال : لبى زيد
لكنهم لما أضافوه إلى الظاهر قلبوا الألف ياء ، فقالوا :
 فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
فدل ذلك على أنه ملحق بالمثنى وليس مقصورا كما زعم يونس

Post a Comment

أحدث أقدم