كيف نشأت الأرض ؟؟؟
في النظريات التطورية (وكما هو معروف) كوكب الأرض ليس كوكب أزلي ولم يأتي من
الفضاء الكوني وأصبح كوكباً، وهناك عدة افتراضات وأصول تطورية تشرح نشوء الأرض التابع
لكواكب المجموعة الشمسية.
شغل أصل الأرض الفكر الانساني و وُضعت عدة افتراضات تشرح تشكل الكون والمجرات
والكواكب السيارة والنجوم، وأجمع العلماء أن تكوّن هذه الكواكب بما فيها الأرض لم يكن
بمحض صدفة وإنما حصلت جريان بعمليات محددة حيث تشكل الغلاف الجوي مع بعض الكواكب ،ولكن
سبق ذلك تشكل ما يمكن تسميته بالغبار الكوني أو البنى الأساسية لمجموعة الكواكب بدءاً
من مركبات كيميائية تطورت فيما بعد إلى طبيعة عضوية.
الكون هو مجموعة الطاقات، الذرات، المجرات والجزيئات، يشتمل على النجوم ، الأرض
والرياح ....الخ. وكبنية نحن أمام 99% من الهيدروجين الهليوم (مواد بسيطة خفيفة) وفقط
1% من العناصر الثقيلة، وهذا هو الجزء المهم، حيث أنّ هذه الجزيئات الثقيلة ضمن المادة
الخفيفة تجمعت مع بعضها البعض وانفصلت العناصر الثقيلة واقتربت من بعضها في الفضاء
وشكلت ما نسميه الغيوم الغازية ، وبين هذه الغيوم تجمعت الأبخرة الكونية، وبمرحلة لاحقة
تشكلت كتلة كونية كروية ضخمة كانت في البداية سابحة في الفضاء، وضمن هذه الكتلة تشكلت
النجوم ومنها الشمس ، ومنذ أن نشأت النجوم (وتحديداً الشمس) كان يتم بمراكزها تفاعلات
نووية حرارية ، ومنذ تلك المرحلة أطلقت الشمس أشعة مشحونة بالطاقات الحرارية، وأصدرت
هذه الأشعة باتجاهات مختلفة غير محددة ،أما
ما أعطى الكواكب بأنه على مدار هذه الطاقات نحن أمام مظلة من الغبار الكوني شكلت الكواكب.
وُضعت عدة نظريات حول نشوء الأرض ومن أهمها نظرية العالم شميدت عام 1954م وتخصصت
بنشأة الأرض من كتلة الشمس (الكوكب الملتهب)، وتقول:
حول كوكب الشمس الملتهب ومنذ أكثر من مليارات السنين نحن أمام دوران لغبار كثيف
آتي من الغبار الكوني، وضمن هذا الخليط من الغازات هناك الهيدروجين والهليوم، وبحسب
شميدت احتكت هذه الذرات من الغبار الكوني أثناء الدوران فيفقد بعضها الطاقة الأولية
ويقترب بعضها من بعض فتتراكم الجزيئات.
ولكن بعد تراكم وتكتل الجزيئات نحن أمام تحطم لجزيئات أخرى، والمجموعات التي
كانت تزداد تراكماً تحولت إلى الكواكب السيّارة واستمرت بعملية الدوران كلاً بمداره،
وبالمقابل هناك تحطم لجزيئات أخرى تتشكل من خلالها كواكب جديدة.
حسب نظرية شميدت كانت الأرض باردة وبسبب ازدياد العمليات الحرارية وعمليات النشاط
الاشعاعي ضمن الجوف الأرضي أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، إذا منذ نشأة الأرض كانت
تحدث على سطح الأرض عمليات تؤدي إلى ارتفاعات وانخفاضات في درجة الحرارة، ترتبط ارتباط
وثيق بازدياد ونقصان العمليات الحرارية وعمليات النشاط الاشعاعي ضمن جوف الأرض.
كل العلماء الذين درسوا نشأة الأرض وجدوا بأن الشمس والكواكب السيّارة تشكلت
ضمن الغيوم الكونية الواسعة الغازية نتيجة لتكتل الغبار الكوني ، ولكن حسب رأي بعض
العلماء فهو ناتج عن تناثر مجرات كانت موجودة سابقاً.
حول نشأة الكواكب بما فيها الأرض نحن أمام فرضيتين:
1.
الفرضية الأولى تقول: بأن كتلة غازية تجمعت وتقلصت
نتيجة للدوران على نفسها بسرعة
كبيرة ومع تزايد السرعة تشكلت ضمن هذه الكتلة كتلة مركزية حملت اسم طليعة الشمس
(الشمس الأولية) ومن هذه الكتلة صدرت مجموعة من الأقراص والغازات والأبخرة شكلت فيما
بعد بداءات الكواكب السيّارة.
2.
الفرضية الثانية تقول بأن الشمس مع الكواكب تشكلت
داخل سحابة من الغيم الغازي و
والأبخرة بتجمع الغبار والجزيئات الصلبة التي كانت بدوران مستمر حول الشمس،
حيث شكلت في البداية أجنّة الكواكب التي بدأت تكبر بالحجم تدريجياً نتيجة لزيادة الكثافة
والدوران حول نفسها
وحول الشمس،وكانت هذه الأجنّة تضم إليها تجمعات من الجزيئات الصلبة وعبر مدار
فترة زمنية ليست قصيرة كبر حجم الكواكب حتى وصل القياس الحالي.
تبعاً للفرضيتين نحن أمام سلوك للجزء الغازي (الهيدروجين والهليوم) مختلف عن
سلوك الجزء الصلب (الغبار الكوني، الأجسام الصلبة)، حيث أن الهيدروجين والهليوم انطلقا
في الفضاء الكوني على عكس الدقائق الصخرية والغبار الكوني اليت تجمعت وبقيت في موضعها
وشكلت الكواكب السيارة وبالتدريج انتقلت من تكتلات صغيرة إلى أحجام كبيرة تخص حجم الكواكب
الحالية.
الأهم هو ما يخص كوكب الأرض ، بحيث كلما زادت كتلة الأرض كانت قوى الجاذبية
تميل إلى شد الدقائق الصخرية إلى بعضها البعض مما يؤدي إلى زيادة في الحجم وارتفاع
درجة الحرارة، وبنتيجة ارتفاع درجة الحرارة فإن المواد التي كانت ثقيلة تنصهر مع درجة
الحرارة العالية ، حيث كانت تغوص وتنصهر في مركز الأرض فشكلت نواة الأرض.
مع وجود نشاطات واختلافات دائمة ضمن الأرض كانت تنطلق باتجاه السطح المركبات
لتصعد نحو القشرة الأرضية بالوقت نفسه باستمرار، ومن النواة المركزية كانت تصعد
البراكين لتقذف بالصخور المستعرة باتجاه السطح، وما إن تصل إلى سطح الأرض تشكل بنتيجة
الحرارة الأقل (البرودة) الصخور الاندفاعية الكبيرة مشكلة سطح الأرض بما يمتلك من قشرة
واندفاعات بركانية وصخور كبيرة.
بحسب رأي العلماء بأنه ما ساعد على تكوين الأرض هو اختلاف درجة الحرارة بين
السطح والمركز والاستمرار بعمليات النشاط الحراري بوجود الشمس وأنشطة كبيرة جداً ضمن
مركز الأرض والتي تدفع إلى السطح بالصخور الكبيرة ،إضافةإلى العمليات البركانية الكبيرة
جداً ، وبالنتيجة تشكل كوكب الأرض بدءاً من الفضاء الكوني بجزأيه الغازي والغبار الكوني.
عند تعريف الأرض قلنا أننا أمام تعريف للحياة وهو وجود أو طريقة معيشة الأجسام
البروتينية وهذه الأجسام تكون بتجدد مستمر للمكونات الكيميائية لتتحول فيما بعد إلى
أجسام بروتينية.
كل الدراسات أجمعت على أن الأرض في بدايتها كانت دون حياة (أي أن الأرض الأولية
لا حياة فيها) ، وفيما يخص نشوء الحياة على الأرض نحن أمام مذهبين :
*الأول يعتبر الحياة أبدية نُقلت على سطح الأرض من الفراغات التي توجد بين الكواكب
على هيئة جراثيم أو كائنات دقيقة، وبحسب هذه الفرضية ، نزل مع الغبار الكوني (الموجود
ضمن الأجزاء المتحطمة من الكواكب والشهب) مجموعات من الكائنات الحية على هيئة كائنات
دقيقة تشبه الجراثيم ،أي أن الحياة موجودة ولكنها نقلت على سطح الأرض، ولكن تم دحض
هذه النظرية لأنه لا يمكن تطبيقها وخاصة في الظروف التي كانت عليها الأرض الأولية.
والنقض الأساسي: بأنه لا يمكن للكائنات الدقيقة أن تعبر المجال الكوني بين الكواكب
نظراً لوجود الأشعة القصيرة جداً التي تقضي على الكائنات الحية بأجزاء بسيطة من الثانية،
بحيث لا يمكن لأي كائن حي أن يخترق طول الموجة القصير (أجزاء من 10 ملايين) دون أن
يحترق.
وكذلك تدل نتائج الأبحاث الكونية أنه
يوجد ضمن هذا المجال ثلاثة مناطق اشعاعية موزعة حول الكرة الأرضية ، ولكي تصل الكائنات
الحية إلى سطح الأرض يجب عليها أن تخترق هذه المناطق الاشعاعية مما يؤدي إلى موتها
قبل أن تصل إلى الغلاف الجوي للأرض.
*الاتجاه الثاني يعتقد بأن الحياة نشأت على الأرض نفسها نتيجة لتوفر الشروط
الملائمة للحياة من حيث الحرارة و وجود البحار والمياه وهذه المياه تشكلت بعد سقوط
الأمطار على الأرض، وبدءاً من هذه المحيطات نشأت الحياة، وتبعاً لهذا الاتجاه تشكلت
الحياة على الأرض بدءاً من المواد الداخلة التي كانت متوافرة ضمن الأرض الأولية خلال
ملايين من السنين، وهنا نحن أمام اتجاهين:
1.
المثاليون الذين يعتقدون بأن الأرض هي مكان معيشة
وحياة لكائنات حية هي من صنع الله، وبحسبهم لا يمكن لأمور مادية أن تحقق هذه الكفاءة
العالية بتطور وتنوع الكائنات الحية وطرق معيشتها ولذلك الحياة هي من صنع الله ولكي
توجد لا بد من قوة خالقة تأتي بهذه الحياة.
2.
الماديون وهم الذين حاولوا دراسة النظريات التطورية
،وبرأيهم الحياة نشأت على الأرض من تلقاء نفسها بدءاً من مواد كيميائية وُجدت على كوكب
الأرض الأولية،أي أنهم أكدوا نشوء الحياة من اللاحياة ،أي من مواد كيميائية وذلك في
أي حقبة زمنية، ودراسة الوقت اللازم لذلك فتختص به بما يعرف بالدراسة التطورية التاريخية.
منذ العصور القديمة تحدث العلماء بمن فيهم أرسطو عن امكانية التوالد بصور الحياة،
حيث قال أرسطو بأن الحياة بصورها المعقدة تتطور ذاتياً بدءاً من طبيعة لاحية وصولاً
إلى أرقى الكائنات التي تفكر وتتحرك، وقسّم أرسطو الطبيعة إلى سلّم تطوري بخمس درجات،
ويبدأ هذا السلم كالتالي:
1-
الطبيعة الجامدة غير الحية
2-
النباتات
3-
الكائنات الحية الدنيا (البحرية المتثبتة)
4-
كافة صفوف الحيوانات
5-
الانسان
النظريات التي تخص تكوّن الحياة على سطح الأرضبدأت بدراسات لعلماء مثاليون اعتقدوا
بأن الأرض حملت الظروف الملائمة ليتطور عليها الكائنات الحية بدءاً من بعضها، ومن هذه
الأمثلة اعتقدوا بأن طفيلي الأمعاء يتجدد ذاتياًفقط في الكائنات المريضة بالجهاز الهضمي
والذي يشكل هذا الطفيلي الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، واعتقدوا بأن العديد من الحيوانات
(وخاصة اللافقارية والمتطفلة والأسماك والبرمائيات )تستطيع أن تتوالد ذاتياً ضمن تجمعات
السماد والقمامة.
كما تم في دراسات العصور الوسطى التأكيد على امكانية التوالد الذاتي عن طريق
اعتقادات غير صحيحة تتبع اعتقادات الشعوب (وهي مازالت موجودة بأماكن محددة) ومنها أن
الثعابين غير السامة تتكون في الأماكن الرطبة من شعر النساء، أما الثعابين السامة فتتكون
من الأعمدة الفقارية لجثث أشخاص ارتكب أصحابها جرائم، وبأنه يوجد شجر إذا ما سقطت ثماره
على الأرض أنتجت الإوز والنعاج، والشعب المنغولي لا يزال يعتقد بأن لشعر النساء قيمة
في نشوء هذه الأنواع.
في القرن الثاني عشر لدحض فكرة ما يمكن تسميته توالد ذاتي، حيث بدأت الدراسات
بجمع حشائش أعشاب ومياه من برك ومستنقعات ضمن اناء معين محكم الاغلاق، حيث تم غلي هذا
المجموع ووضعه في اناء محكم، فلوحظ بأنه إذا بقي ضمن اغلاق محكم فلا يمكن للحياة أن
تعود وتنشأ ضمن هذا المستخلص، وكان العالم لويس باستور هو الذي دحض إلى الأبد فكرة
التوالد الذاتي حيث لا شيء يأتي من العدم وذلك من خلال تجربته ، حيث وضع في دورق مرق
اللحم المغلي وحفظ هذا الدورق لفترة زمنية طويلة بحيث منع دخول الهواء الخارجي ووصوله
إلى البيئة المغذية، فلاحظ بأننا أمام لا حياة، وما إن تم فتح الغطاء ودخول الهواء
الخارجي لاحظ بأن البكتريا بدأت تتكاثر وعادت الحياة إلى هذا المكان، ومن خلال هذه
التجربة بدأنا باستخدام التعقيم والتطهير وحفظ الأشياء بعيداً عن التماس مع الوسط الخارجي.
من خلال هذه الدراسات أثبت بأن الأرض بما تمتلك من كائنات حية لا يمكن أن تمتلك
صفة الحياة إلا بظهور الحياة على الأرض نفسها وبشروط خاصة.
إذاً نشأت الحياة على الأرض وفقاً لما يسمى المادية الديالكتلية أي التدرج من
اللاحياة إلى الحياة باستمرار حدوث حادثات طبيعية أعطت بالنتيجة التطور التاريخي والتغير
المستمر للمواد غير العضوية وبمرحلة معينة كنا أمام ضرورة بكل ما تعني الكلمة لنشوء
الحياة أثناء تطور الأرض. أي أجمع العلماء بأن الأرض بما تمتلك من حياة هي نتيجة توالد
للحياة من مواد كيميائية تخصصت فيما بعد وتحولت إلى مواد عضوية حملت صفة الحياة ولكن
تم ذلك بمرحلة زمنية طويلة جداً.
Post a Comment