البـــــــقر
الاســــــــم
البقرة : جنس من فصيلة البقريات يشمل الثور والجاموس ويطلق على الذكر والأنثى ومنه المستأنس الذي يُتخذ للبن والحرث ومنه الوحشي(1) ، وفي لسان العرب : البقر أسم جنس , البقرة من الأهلي والوحشي يكون للمذكر والمؤنث ويقع على الذكر والأنثى , والجمع لبقرات وبقرٌ وأبقر وأسماء الجمع مثل بقرٌُ وباقر وبقيرٌ وبيقور وباقور وباقورة وبواقر(2) ، وفي الموسوعة : وتعني كلمة الأبقار عادة : الأبقار والثيران والعجول , والبقرة هي الأنثى والثور هو الذكر (3) , والعجل ولد البقرة والجمع العجاجيل والأنثى العجلة وبقرة معجل أي ذات عجل(4) ، واشتق هذا الاسم (أي البقر) من بقر إذا شق , لأنها تشق الأرض بالحراثة (5) 0
النوع والفصيلة والصفة والذكاء
أنواعه : البقر الأهلي – البقر الوحشي – بقر الماء – الجاموس – بقر اللحم – بقر اللبن – بقر الحرث والعمل (6) ، البقر من فصيلة البقريات (7) , وهو أيضا من الثديات فهو حيوان فقاري أي ذو عمود فقري وتتغذى صغارها بلبن الأم (8) ، والبقر حيوان شديد القوة كثير المنفعة خلقة الله ذلولاً (9) ، وفي الموسوعة : الأبقار لها أجسام كبيرة وذيول طويلة وأظلاف مشقوقة ولبعضها قرون (10) , وعن شرف البهائم قال الزمخشري : أشراف البهائم ثلاثة : الفيل والكركدن والجاموس (11) ، قال الدميري : وهي أجناس فمنها الجواميس وهــــــي أكثرها
ألباناً وأعظمها أجساماً , وقال أيضاً : وكل الحيوان إناثه أرق صوتاً من ذكوره إلا البقر فإن الأنثى أفخم وأجهر (1) , والبقر الوحشي أربعة أصناف هي : المها والإبل واليحمور والثيتل (2) ، وتعد الأبقار من أقل الحيوانات المستأنسة ذكاءً (3) ، ويمتاز الجاموس بالشجاعة وشدة البأس وكثير الحنين إلى وطنه (4) 0
غذائها وموطنها وفوائدها
تتجول الأبقار وترعى في المراعي الخضراء وفي السهول وتربى الأبقار في جميع قارات العالم (5) , وتتغذى على العشب والحبوب (6) , فقد جاء في الحديث ( فإنها ترم من كل الشجر ) (7) ، وفي الموسوعة أن معظم الثديات آكلات عشب (8) ، وفي الموسوعة : يرجع تاريخ تربية الأبقار في البلاد العربية إلى عصور قديمة قدم الحضارات التي قامت في المنطقة؛ فقد وجدت آثار الأبقار في مخلفات فراعنة مصر ، أما في منطقة الشام فقد جاء القرآن بالوصف البليغ لبقرة بني إسرائيل (9) ، أما فوائدها فأكل لحمها وشرب لبنها وما ينتج عنه والاستفادة من جلودها في صنع الأحذية وتعتبر الأبقار مصدراً لصناعة الأدوية والصابون , كما تستخدم مصدراً للطاقة حيث تستخدم في سحب العربات والمحاريث والحافلات (10) ، وقال الدميري : حيوان كثير المنفعة خلقه الله ذلولاً (11) ، وأكثر البقر لبناً الجاموس (12) ، فالبقر حيوان أنعم الله به على البشر حيث يؤكل لحمه ويشرب لبنه ويستعمل في الحرث والعمل فالحمد لله رب العالمين 0

حكم أكل لحمها وشرب لبنها
قال الدميري : يحل أكلها وشرب ألبانها إجماعاً (1) , وفي الموسوعة : ويستهلك الإنسان لحم الأبقار والعجول ، ويشرب الكثيرون حليب الأبقار أو يستخدمونه في تصنيع الزبدة والجبن (2) ، وقال الدكتور أبو سريع : بهيمة الأنعام وهي جمع نِعَمْ : هي الإبل والبقر والغنم والماعز , وهذه حلال بالإجماع لقوله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ( [غافر 79 ] ، وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ) [المائدة 1] ، فهذه الآيات تدل على أن الله عز وجل أباح الانتفاع بأكل لحومها وشرب ألبانها ، كما أنه تعالى أباح لنا ما يماثل الأنعام في الحل كالظباء وبقر الوحش (3) ، وفي الحديث : ( ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحومها داء يعني البقر)(4) ، قال ابن القيم : لحم البقر: بارد يابس عسر الانهضام ، بطيء الإنحدار ، يولد دماً سوداوياً , لا يصلح إلا لأهل الكد والتعب الشديد ويورث  إدمانه الأمراض السوداوية ، وهذا لمن لم يعتده أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم والزنجبيل ، ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها (5) ، وفي الموسوعة : يحتوي لحم البقر على الدهون والعناصر الدهنية المسماة كولسترول قد يتسبب في بعض أمراض القلب , لذا ينصح الأطباء بعض الناس بتخفيض استهلاكهم من تلك العناصر (6) ، وفي مجلة عالم الغذاء : نجد أن الغنم والبقر يعتبر مرتفع الدهون ونوعيتها من الأنواع المضرة بالصحة (7) 0
حكم بيــعها
يجوز بيعها وشرائها واقتناؤها لما لها من فوائد وفيها من مصالح كأكل لحومها وشرب ألبانها والحرث عليها ونحو ذلك (8) 0
تقديس البقر في الهند :
يعتقد الهندوس في الهند أن الأبقار حيوانات مقدسة يعبدونها ولا يذبحونها ولا يأكلون لحومها(1) ، وفي الموسوعة  الميسرة : يلتقي الهندوس على تقديس البقرة(2) ، وفي الموسوعة : يعتقد الهندوس أن الكائنات لها روح كما للإنسان ومن ثم قدس الهندوس البقر والقردة وتتميز البقر بنوع خاص من التقديس(3)0
قصة بقرة بني إسرائيل
كان رجلا من بني إسرائيل عقيما لا يولد له ولكنه صاحب مال كثير، وليس له إلا وارث واحد هو ابن أخيه ، فقتله ووضع الجثة في مكان بعيد عن بيته ، فقيل أمام بيت رجل منهم ، وقيل في قرية أخرى , فلما أصبح طلب ثأر عمه المقتول حتى كادوا أن يتقاتلوا ، فقال أصحاب الرأي والفهم لماذا نتقاتل وفينا رسول الله موسى عليه السلام ، فأتوا إليه فأخبروه الخبر ، فقال إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، ولو ذبحوا أي بقرة لأجزأتهم ، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فلم يجدوها إلا عند رجل ليس له غيرها ، فقال لا أبيعها إلا بمليء جلدها ذهبا , فوافقوا وأغناه الله ، ثم ذبحوها فَضُرِبَ القتيل ببعضها ،  فأخبرهم بأن ابن أخيه هو الذي قتله ثم عاد ميتا , فقتل به ولم يرث (4)
عدد ورود الاسم في القرآن
ورد لفظ البقر تسع مرات وهي : قال تعالى ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين )( البقرة 67 ) ، وقال تعالى ( قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تأمرون ) (البقرة 68 ) ، وقال تعالى ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ) [البقرة:69 ] ، وقال تعالى ( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ) [البقرة: 70 ] ، وقال تعالى ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّشِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ) [البقرة:71] ، وقال تعالى ( وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ الأنعام:144] ، وقـــال تعالى ( وَعَلَى
الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) [ الأنعام  146] ، وقال تعالى ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ  ) [يوسف 43] ، وقال تعالى ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ) [يوسف:46] 0

وورد لفظ العجل عشر مرات
قال تعالى ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ
 ) [البقرة: 51] ، وقال تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [البقرة: 54] ، وقال تعالى ( وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ) [البقرة: 92] ، وقال تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ) ( البقرة 93 ) ، وقال تعالى ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللَّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا ) [النساء: 153] ، وقال تعالى ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ
) [الأعراف: 148] ، وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) [الأعراف: 152] ، وقال تعالى (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) [هود: 69] ، وقال تعالى (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
) [الذاريات: 26] ، وقال تعالى (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) [طه : 88 ] 0



Post a Comment

أحدث أقدم