الخــــــــيل
الاسم واللقب والكنية
الخيل : الفرسان وجماعته الأفراس , ولا واحد له من لفظه , واحدهما :
خائل , لأنه يختال في مشيته , والخيل : الخيول والجمع أخيال وخيول (1) , وقيل أن
العرب تسمي الخيل الخير (2) ، والفرس : واحد الخيل والجمع أفراس , الذكر والأنثى
في ذلك سواء ولا يقال للأنثى فرسة , وإذا أردت تصغير الفرس الأنثى خاصة لم تقل إلا
فريسه بالهاء ، وراكب الفرس فارس , وزاد في المعجم وجمعه أفراس وفروس , ولفظها
مشتق من الافتراس لأنها تفترس الأرض بسرعة مشيها ويجمع على فوارس ولكنه شاذ(3) ، والجواد
: النجيب من الخيل وجمعه جياد , وهو الفرس الجيد العدو سمي بذلك لأنه يجود بجريه ،
والأنثى جواد والجمع جود وجياد (4) ، والحصان : الذكر من الخيل , قيل إنما سمي
حصاناً لأنه حصن ماءه فلم ينز إلا على كريمة (5) وسميت بالخيل لأنها تشعر بالخيلاء
في سيرها وعدوها وأثناء وقوفها (6) ، وكنية الفرس : أبو شجاع وأبو طالب وأبو مدرك
وأبو مضي وأبو المضمار وأبو المنجي (7)0
الأصناف والأنواع
الخيل من مرتبة الثديات وذوات الحوافر واللبونات والثديات أرقى
الأشكال في عالم الحيوان (8) ، قال الدميري : الخيل نوعان :
1-
هجين : أبوه عربي وأمه أعجمية والمقرن عكسه 0
2-
عتيق : ما كان أبواه عربيان , والعتيق الكريم من كل شيء (9)0
وفي الموسوعة : تقسم الخيول عادة إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي :
1-
الخيول الخفيفة : وهذه عظامها صغيرة وقوائمها رفيعة0
2-
الخيول الثقيلة : وهذه عظامها كبيرة وقوائمها قوية 0
3-
الخيول القزمية : وهذه خيول صغيرة (1)0
وقد اهتم العرب بالخيل خصوصاً الخفيفة منها , فاهتموا بنسلها واعتنوا
بها عناية فائقة , فالخيول العربية مثال للجمال والكمال والقوة إذا قورنت ببقية
سلالات الخيول , فالحصان العربي الأصيل قوي ورشيق , دائم النشاط , كريم وفّي يصبر
على الشدائد ذو حزم وعزم ومن أهم مميزاته أنه لا يدهس فارسه إذا وقع عن صهوته ,
وتندرج تحت سلاسة الحصان العربي خمس فصائل هي :
1-
الصقلاوية 0
2-
أم عرقوب0
3-
الشويمات0
4-
الكحيلان0
5-
العبيان0
وقد قسم بعض المستشرفين الخيول العربية إلى ثلاثة أنواع كبيرة يدخل
ضمنها عشرون فصيلة رئيسية يتفرع عنها مائتان وأربعون فصيلة أخرى , إلا أن المهتمون
بالحفاظ على الجواد العربي الأصيل يرجحون أصوله من جهة الأم إلى ثلاث وعشرون فصيلة
تعود في معظمها إلى أنواع ثلاثة هي الكحيلان والصقلاوي والمعنكي ويعد المعنكي أفضل
الخيول العربية لأغراض العدو والسباق , وقيل أن الخيول العربية ترجع بنسبها إلى
عهد قديم يصل إلى عهد داود عليه السلام (2) ، وتقسم الخيول أيضاً عن طرق الدم :
1-
الخيل ذوات الدم الحار وهي الخيول العربية الأصيلة 0
2-
الخيل ذوات الدم البارد وهي الخل الأوربية0
3-
الخيل ذوات الدم الدافئ وهو مزيج من الدم الحار والبارد (3)
صــــفات الخيل
قال الدميري : والفرس أشبه الحيوان بالإنسان لما يوجد فيه من الكرم
وشرف النفس وعلو الهمة , وفي طبع الفرس الزهو الخيلاء والسرور بنفسه والمحبة
لصاحبه , ولا يأكل الفرس بقية علف ولا يشرب الماء إلا كدراً , ويوصف بحدة البصر (4)
, كما يمتاز الخيل بسرعة الكر والفر وقوة تحملها وثباتها أثناء القتال وصبرها ، وتمتاز
الخيول بذاكرة قوية وسهولة تدريبها
وطاعتها لخيالها وتستطيع أن تتعلم إتباع الإشارات (5) ويعرف الفرس بالغيرة
(6)
خيل المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان له صلى الله عليه وسلم خيل كثيرة عرفت بأسمائها وهي :
1-
السكب : وهو من سكب الماء كأنه سيل , والسكب أيضاً شقائق النعمان وهو
أول فرس غزا عليه 0
2-
المرتجز : وسمي بذلك لحسن صهيله 0
3-
لزاز : ومعناه أنه لا يسابق شيئاً إلا لزه أي أثبته 0
4-
اللحيف : كأنه يلحف الأرض بحرية ويقال له اللخيف بالخاء 0
5-
سبحة : وهو الذي سابق عليه فسبق ففرح بذلك 0
6-
الظرب
7-
الورد
8-
الأبلق
9-
ذو العقال
10-
المرتجل
11-
ذو اللمة
12-
السرحان
13-
اليعسوب
14-
البحر
15-
الأدهم
16-
ملاوح
17-
الطرف
18-
السحا
19-
المراوح
20-
المقدام
21-
مندوب
22-
الضرير
23-
الضرس
قال الدميري والخيول السبعة الأولى متفق عليها وأما الباقي فمختلف
فيها والله أعلم (1) , وأضاف الدكتور خالد البكر الأسماء التالية :
24-
السجل
25-
المراوح : وسمي بذلك لسرعته كالريح أو لتوسعة في الجري 00
26-
اليعبوب : وهوا لفرس الطويل السريع أو السهل في ركضه (2)
موطنها وأصل ظهورها
قيل أن أول من ذلل الفرس وركبه هو إسماعيل عليه السلام ، وقال السبكي
هذا مشهور ولكن اسناده ليس صحيحاً حتى نلتزمه (1) , وقيل أنها خلقت قبل آدم عليه
السلام (2) , وفي الموسوعة : لا يعرف العلماء تماماً أين نشأت الخيول ولقد دلت
الأحافير على أنه خلال العصر الجليدي عاشت الخيول في القارات ماعدا أستراليا , ولا
أحد يعرف من أول من روض الخيول ودربها للركوب , وأظهرت الاكتشافات أن الناس ركبوا
الخيول منذ أكثر من خمسة آلاف سنة مضت (3)
, وهي الآن تعيش في معظم أنحاء العالم (4) , وتستخدم لأعمال السيرك والسباق ونحو
ذلك (5)
حكم أكل لحوم الخيل وشرب ألبانها
اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال :
الأول : التحريم مطلقاً وهو قول أبو حنيفة وبعض المالكية , وحجتهم
أنها خلقت للركوب والزينة فقط لا للأكل 0
الثاني : الجواز مطلقاً وهو قول الشافعية والحنابلة وأبي يوسف وهو رأي
لبعض المالكية واستدلوا بأحاديث متفق عليها على جواز أكل لحومها وهذا هو الراجح 0
الثالث : الجواز مع الكراهة التنزيهية , قال به بعض المالكية وبعض
الأحناف وذلك احتراماً لها لأنها آلة الجهاد وفي توفيرها إرهاب للعدو ، والراجح
هو حل لحومها ويتبع ذلك ألبانها مع طهارة سؤرها والله أعلم (6)0
تكاثرها ومراحل عمرها
يبدأ معظم مربي الخيول بتلقيح الفرس عند عمر ثلاث سنوات أو أربع سنوات
ويستخدم الفحل للتلقيح عند عمر سنتين , وتلد معظم الإناث خمسة أو ستة فلوات خلال
فترة حياتها ولكن قد يكون لبعضها عدد أكبر يصل إلى تسعة عشر , وتحمل الفرس فلوها
المهُر ما يقرب من أحد عشر شهراً وقد تقل إلى عشرة أشهر أو تزيد إلى أربع عشرة
شهراً ثم تلده , ويستطيع الفلو أن يقف بعد ولادته بفترة قصيرة ويتجول بعد ساعات ,
والخيول تتكاثر عن طريق نزو الفحل الذكر على الحجر الأنثى الأصيلة , وأما الاعتقاد
الشائع بأن الفحل لا ينزو على أمه أو
1-
أخته فليس بصحيح (1) , بل عرف نمط التربية الداخلية الشديدة وهي
التزاوج بين الحيوانات الأكثر قرابة مثل الذكر مع بناته والولد مع أمه والأخ مع
أخته ويستفاد من هذا تقليل قرابة الأجداد مما ينتج عنها نجابة في الولد (2) ، وقال
الدميري : والأنثى من الخيل ذات شبق شديد , والذكر ينزو إلى تمام أربعين سنة (3) ،
ومتوسط عمر الخيول يتراوح بين عشرين إلى ثلاثين سنة (4) , وقال الدميري : وربما
عمَّر إلى تسعين (5) , وقال الدكتور محمد عبد الله : عمر الحصان حوالي اثنان وستون
عاماً (6) ، ويسمى وليد الفرس مهراً ثم فُلْواً وبعد سنة فهو حولي وفي الثانية
يسمّى جذعاً والثالثة ثنياً وفي الرابعة رباعاً وفي الخامسة قادحاً حتى يبلغ
الثامنة وهي نهاية القوة والشدة , ثم يأخذ في النقص إلى الرابعة عشرة فإن تجاوزها
إلى نهاية عمره يسمّى مُذَكى (7) 0
غـــــــــــذائها
تتغذى الخيول على الغذاء الطبيعي المكون من الحشائش والأعشاب وأوراق
النبات والخضار وبعض الفواكه والتبن والحبوب كالشعير والبرسيم (8) , وقال الجاحظ :
طعام الفرس النبات وليس اللحم وقد تعلف اللحم اليابس وهسيس السمك إذا قل الشجر(9)0
فوائد الخيل وأهميتها عند العرب والمسلمين
الخيل من أكثر الحيوانات فائدة, كان في الماضي أسرع وآمن طريقة للسفر
واستعملت لمطاردة الصيد والرياضة (10) , فهي مخلوقة للركوب والزينة قال تعالى ( وَالْخَيْلَ
وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ ) [النحل 8 ] , قال البيضاوي
: لتركبوها وتتزينوا بها زينة (11) , وقال الطبري : وجعلها لكم زينة تتزينون بها
مع المنافع التي فيها لكم للركوب وغير ذلك (12) , ومن منافعها وفوائدها أكل لحمها
كما قدمنا0
كما كان للحصان عند العرب قبل الإسلام مع ما كانوا يعانون من فقر وجدب
مكان مكين حتى أنهم آثروها على أنفسهم وأولادهم وزوجاتهم فيقدموا للحصان أفضل
الطعام والشراب وما يتبقى منه فلهم ولأولادهم واهتموا بها نسباً واسماً , فالخيل
تستعمل في الغزو والجهاد , مما أدى بالإسلام أن يهتم بها كثيراً قال تعالى (
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) [العاديات 1] , وقال المصطفى r ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة )(1) , فقد حث
المصطفى صلى الله عليه وسلم على اقتناء الخيل والجياد وإكرامها وكان أول من اقتنى
الخيل في الإسلام واستخدمها في الجهاد, قال تعالى ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا
اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ
اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ
يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )[الأنفال 60]
(2)
حـــــكم بيعها
يجوز بيعها وشرائها واقتناؤها للمصلحة التي فيها فهي ركوب الجيش في
الجهاد ففيه نفع مباح(3)
عدد ورود الاسم في القرآن
ورد لفظ الخيل خمس مرات :
في الآيات التالية :
قال تعالى ( زُيِّنَ
لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ
الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ
وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ
عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) [آل عمران: 14] ، وقال تعالى ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا
اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ
اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ
يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )[الأنفال 60] ،
و قال تعالى ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً
وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) [النحل
8] ، وقال تعالى ( وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا
أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ
رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [الحشر 6] ،
وقال تعالى ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ
عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ
وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ) [الإسراء: 64] ، وورد
لفظ الجياد مرة واحدة في قوله تعالى ( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ
الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) ( ص 31 ) ، وورد لفظ العاديات مرة واحدة في قال تعالى ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا )
[العاديات 1]
إرسال تعليق