كيف تم حدوث التركيب الضوئي ؟؟؟
كنتيجة
لحدوث التخمر على الأرض الأولية تراكمت ضمن الوسط الأولي فضلات الاختمار وقلت المواد
اللازمة للتخمر والتي هي سكر العنب والـATP ،فكان لا بد لهذه المتعضيات الأولية أن تقوم بعملية التكيف
عن طريق تبديل مصدر الطاقة ،وبالتدريج حل التركيب الضوئي وتم الانتقال من كائنات غيرية
التغذية إلى كائنات ذاتية التغذية.
إذاً افتقر الوسط إلى المركبات اللازمة لعملية
التخمر،ولكي تستمر المتعضيات بالبقاء عليها استخدام المواد البسيطة الموجودة في الوسط
للاستفادة منها والحصول على التغذي والطاقة،في هذه المرحلة كناتج للتخمر انطلق غاز
ثاني أكسيد الكربون وبكثرة، فاستخدمت المتعضيات الطاقة الشمسية والفضلات الآتية من
عمليات التخمر ومع تكيف هذه المجموعة من المتعضيات ظهرت الكائنات الحية التي تمتلك
اليخضور وبدأت تتم عمليات التركيب الضوئي من خلال وجود: الماء، الكلوروفورم، ثاني أكسيد
الكربون، وطاقة الشمس، فحصلنا من جديد على سكر العنب ،وكناتج لعملية التركيب الضوئي
انطلق الأكسجين ، بهذه المرحلة نكون أمام مركبات عضوية غنية بالطاقة ظهرت من جديد هي
سكر العنب والأهم من ذلك هو ظهورالأكسجين الحر على حساب حدوث التركيب الضوئي وتفكيك
الماء ، وباتحاد ذرات الأكسجين مع بعضها البعض تشكل الأوزون والذي يشكل طبقة واقية
أوزونية هي الطبقة الغازية التي تتوضع على بعد (70-20) كم عن سطح الأرض وهو السبب في زرقة السماء ،كما تقوم هذه
الطبقة بمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الكائنات الحية التي تخرب وتقتل هذه الكائنات
الحية وذلك لأنها أشعة ذات أمواج قصيرة.
بظهور التركيب الضوئي (المرحلة الثانية) أصبحنا
أمام كائنات أكثر استقلالاً تصنع المركبات الضرورية للحياة،و إلى جانب التركيب الضوئي
كان يحدث التخمر ولو بنسبة أقل، إذاً أصبحت الحياة للمتعضيات أسهل وأشد اصطفاءاً من
المرحلة الأولى.
وفي المرحلة الثالثة ظهرت القدرة على التنفس عند
المتعضيات الأولية حيث حصلت المتعضيات على كمية قليلة من الطاقة عن طريق التخمر،وعلى
كمية أكبر من الطاقة عن طريق التركيب الضوئي ونتج الأكسجين، أي يجب عليها استخدام الأكسجين
الموجود في الجو وسكر الغلوكوز لتقوم بعملية التنفس والتي تؤمن القدر الكبير جداً من
الطاقة.
في هذه المرحلة استطاعت الكائنات الحية أن تحافظ
على ذاتها بذاتها بدءاً من التخمر الذي يعطي جزء من الطاقة، التركيب الضوئي الذي يعطي
طاقة وأكسجين، والتنفس الذي يعطي كمية كبيرة من الطاقة وتؤمن المتعضيات النسبة الكبيرة
من الطاقة والاستمرارية، بالنتيجة اصطَفت هذه الكائنات بعضها على بعض واستمرت ضمن الجو
الأولي في الأرض كدلائل على الحياة.
كيف انطلق المجموع الحيواني الذي يمكن تسميته
نوع أو تجمع متشابه في الخواص ؟؟؟
عند
دراسة مياه البحار والمحيطات وجد العلماء بأعماقها أننا أمام كميات هائلة من مكونات
ميكروسكوبية صغيرة جداً لا تُرى إلا بالمجهر الالكتروني،وهذه المركبات تتشابه بالشكل
والصفات مع القطيرات الدقيقة التي من خلالها أتت الحياة وتحولت إلى كائنات حية بسيطة
وتشابهت مع أسلاف الجراثيم.
منذ زمن بعيد لاحظ الانسان أننا في أي زمان ومكان
نحن أمام تجمعات لكائنات حية حيوانية ونباتية ،وتتميز أفراد هذه الجماعات بعضها عن
بعض وتتشابه إلى حد كبير فيما بينها وتبتعد عن مجموعات أخرى.
ضمن هذه المجموعات ينتج الأفراد المشابهة للسلف،
وضمنها تتكرر الصور والصفات لتعطي بالنتيجة انطباعات متجانسة نستطيع بالملاحظة البسيطة
أن نجمعها بكائن واحد بعدة أفراد وهو النوع .
الحيوانات التي تُجمع على صورة متشابهة تحمل اسم
النوع،ويكون من السهل على الانسان تحديد نوع الفرد من خلال الرؤية البسيطة لهذا الكائن.
في البداية وُزعت الكائنات الحية في أنواع على
أنها مجموعات من الأفراد متشابهة (نقول متشابهة ولا نقول متماثلة) فضمن هذه المجموعة
جُمعت الأفراد المتشابهة التي تنتسب إلى النوع الواحد ،إلا أنها لا تكون متماثلة،أي
أننا أمام أفراد متشابهة تختلف عن بعضها البعض ،والأهم من ذلك تكرر أشكال هذه الأفراد
عن طريق تعاقب الأجيال.
هذا يعني أن الأنواع التي تبدي تغيرات تظل داخل
النوع في حال لا تخرج عن نطاق قابلية تغيير أسلافها ،أي عندما تنتج الجماعة أفراد مشابهة
للأبوين نكون أمام تغير ضمن نطاق النوع،أما إذا أنتجت أفراداً جديدة أو بدت عليها تغيرات
وراثية لم تكن في السلف فنكون أمام تغير خارج عن نطاق النوع وأمام نوع جديد لا يرتبط
بالسلف.
بدأت فكرة تقسيم المجموعات الحيوانية ووضعها بوحدات
تصنيفية بدايةً على يد المفكر اليوناني أرسطو،فيما بعد قسم العديد من العلماء الحيوانات
إلى مجموعات بسلالم تصنيفية بوحدة تصنيفية مازالت تستخدم للوقت الحالي هو النوع.
وضع العالم لينيه تقسيم للعالم الحيواني إلى مجموعات
معينة، حيث النوع هو اللبنة الأساسية لهذه الأفراد المتشابهة، وجُمعت الأنواع عند لينيه
بوحدة تصنيفية أكبر حملت اسم الجنس، والأجناس جُمعت بفصائل،والفصائل برتب، والرتب بصف،
والصف بشعبة، وهي تستخدم للوقت الحالي.
أحياناً نكون أمام أفراد ضمن النوع الواحد ويصعب
جمعها لحملها تسمية تدل على النوع فهي تقترب من الجنس وتبتعد عن النوع، ومن هذا الأساس
وضعوا معايير لتحديد النوع ،وهي:
1.
معيار التشابه الشكلي المورفولوجي
2.
معيار الخصب والانغال (التهجين)
3.
المعيار الطبعي الفيزيولوجي
4.
المعيار الصبغي
5.
المعيار الكيميائي وتحديداً الكيميائي الحيوي
1.
معيار التشابه الشكلي المورفولوجي :
استخدم هذا المعيار وما زال يستخدم في تحديد الأفراد
التي تتشابه شكلاً،ويكون لها شكل متقارب إلى
حد كبير مع أفراد الجماعة الواحدة، وفي هذا المعيار نجمع ضمن النوع الأفراد المتشابهة
بالشكل والعلامات الخارجية ونبعد عنه الأفراد الغير مشابهة بالشكل.
باستخدام هذا المعيار تبين أننا أمام عدم دقة
في تحديد جماعة النوع الواحد،والأصعب من ذلك أننا ضمن الحيوانات الداجنة التي تبدي
تعددية شكلية داخل نطاق أفراد النوع الواحد يكون من الصعب جداً استخدام هذا المعيار
دون باقي المعايير.
وتبين أن استخدام هذا المعيار ضمن عائلة الكلبيات
لا يمكن أن يحقق تحديد النوع،حيث أنه ضمن نوع الكلب العائلي نكون أمام عروق متعددة
تختلف فيما بينها اختلافات كبيرة وخاصة اختلافات بالقدّ،فضمن هذا النوع نحن أمام العرق
الصغير وزنه 650 غ ووصولاً إلى الكلب كبير الرأس والذي يصل وزنه إلى أكثر من 150 كغ،هذا
يعني أننا إذا استخدمنا هذا المعيار فقط ضمن نوع الكلب الأهلي نكون أمام أكثر من
15 نوع ولكن لا يمكن عدها أنواع ولكن عروق أو تحت أنواع.
ضمن عائلة الكلبيات، إذا ما قُورن عرق الكلب الصغير
قصير القوائم بنوع آخر هو كلب سامبرنان اوجدنا أن هذا الكلب يتشابه مع الذئب أكثر من
تشابهه مع الكلب.
هذا يعني ان هناك تعددية شكلية ضمن أفراد النوع
الواحد ويصعب من خلالها استخدام هذا المعيار لتحديد النوع، ورغم هذه التعددية الشكلية
فإن نوع الكلب يبقى معروف بسهولة ويدل على أننا أمام نوع الكلب.☻؟!!
2.
معيار الخصب والانغال :
عندما رأى العلماء أننا أمام نوع مع وجود عدم
تماثل جسمي أو تشابه شكلي بين أفراد ذاك النوع قاموا باللجوء إلى معايير أخرى أكثر
واقعية من المعيار الأول فأدخلوا معيار الخصب والعقم.
في البداية عرّفوا النوع على أنه تنتسب إلى النوع
نفسه الأفراد المتشابهة فيما بينها قليلاً أو كثيراً، والأهم من ذلك أن الأفراد المتشابهة
(قليلا أو كثيراً) ترتبط ببعضها بخصب بالزمان والمكان.
في المرحلة التالية وضعوا تعاريف للنوع تختص بما
نسميه معيار الخصب والعقم، وهي:
a.النوع: هو مجموعة الكائنات الحية التي
تعطي فيما بينها منتجات خصبة
b.النوع: جماعة منتجة تستمر استمرار
طبيعي بخصب دائم بالزمان والمكان.
c.النوع: هو مستعمرة منعزلة من الأقارب
التي يكون فيها خصب دائم
d.النوع: هو رابطة جنسية بحتة تتزاوج
أفراده لتعطي الفرد السلف أو المشابه للسلف.
تبعاً لهذه التعاريف تنفصل مجموعة الأفراد التي
تشكل النوع عن باقي المجموعات الحيوانية بما يمكن تسميته حاجز جنسي حتى تنعزل هذه المجموعات
عن المجموعات النوعية التي تعيش معها بالمكان نفسه.
في مرحلة معينة لتحديد النوع اُستخدم المعيارين
الأول والثاني، ولكن ضمن المجموع الحيواني تبين أنه تمّ استخدام المعيارين لتحديد هوية
الفرد ونسبه إلى نوع محدد يكون ممكن بالأنواع محدودة الانتشار، على العكس نكون أمام
أفراد تتبع للنوع نفسه ولكن لا يمكن تحديد هويتها النوعية لانتشارها على مساحات واسعة
ومتباعدة بالزمان والمكان.
يمكن استخدام هذا المعيار إذا ما اُستخدم لأفراد
واسعة الانتشار،مثال على ذلك هناك ثلاثة أنواع من الفئران كان العلماء قد صنفوها بـ
3 أنواع منفصلة ولكن عند استخدام المعيار الأول لا يمكن تمييزها عن بعضها إلا ببضع
صفات بسيطة جداً،وهذه الفئران هي:الفأرة العادية التي تعيش في البيوت، فأر الحقل الذي
يتواجد في الحقول والغابات الجافة وأكثر ما يتواجد في المناطق الأوروبية، والفأرة الآسيوية
واسعة الانتشار في منطقة آسيا.
تبين أن هذه الأنواع إذا ما خُصّبت مع بعضها فإنها
تعطي أنغالاً خصبة وتكون دائمة التخصيب من جيل إلى آخر.
ومن الأمثلة على عدم امكانية استخدام هذا المعيار
بأنه من الممكن التهجين بين البط الوحشي والبط الداجن ونكون أمام منتجات وأفراد خصبة،
وإذا ما تمّ الانغال بين الدجاجة الأهلية وديك الغابة المتلبد فسيكون هناك اخصاب دائم،أيضاً
بالامكان الانغال بين الجمل ذات السنم الواحدة مع الجمل ذات السنمين واعطاء أفراد خصبة،أي
أنه بالرغم من عدم امكانية جمع هذه الأفراد بالمكان والتشابه إلاّ أنها قادرة على الاخصاب
وإعطاء مفردات خصبة.
ماذا علينا أن نفهم من معيار الخصب بين الأنواع
؟؟
بحسب
رأي العلماء فإن الخصب بين الأنواع يتحدد بالخصب المتعلق بالخلايا التناسلية،أي أنه
هو قدرة البيضة على أن تتلقى نطفة غريبة، بالنتيجة أن ينتج من لقاء هذه البيضة مع النطفة
الغريبة بيضة ملقحة قابلة للحياة وقادرة على أن تشكل فرداً كاملاً بانتاج مخصب.
ولكن هناك عائق حيث نقول أننا أمام جماعة من الأفراد
تتزاوج ضمن جنسها،أي قادرة على التزاوج إذا ما جُمعت في مكان ضيق ولكنها إذا نُشرت
في الطبيعة تكون غير قادرة على التزاوج.
مالذي أعاق امكانية التزاوج ؟؟
هناك
عدة أسباب:
1. فإما
أن نكون أمام انعدام الاجتذاب وهذا موجود بمجموعة كبيرة من الفقاريات القادرة ذكورها
على اعطاء روائح مميزة أو فرمونات معينة تجذب الأنثى.
2. النفور الشكلي من الأنواع كاختلاف القدّ وذلك
لأن المثيل يبحث عن مثيلات أي أننا أمام أفراد لا تتلاقى بسبب اختلاف القد.
3. اختلاف بسيط في فترة التزاوج أو التكاثر،أي
ضمن موقع احيائي واحد نرى أفراد تتبع نوع واحد لا تخصب بعضها البعض حتى لو وُجدت في
المكان نفسه فإنها تبتعد عن بعضها بميزات معينة تخص طبع وسلوك هذه الأفراد.
في البداية جمع العلماء الأفراد التي تتبع النوع
الواحد المتشابهة شكلياً والقادرة على الاخصاب فيما بينها بأن يعطي الفرد n أفراد a,b,c تختلف شكلياً ولكنها قادرة على الاخصاب فيما بينها،أي أنه
حتى هذا المعيار لا تكون له القيمة المطلقة.
إذا وجدنا أزوج عقيمة بين فردين فهذا يدل على
أن هذين الفردين المتزاوجين ينتميان إلى نوعين متمايزين، حيث إذا لم تنتج أفراد خصبة
من هذين الفردين فنكون أمام نوعين مختلفين،ولكن أحياناً هذا الأمر غير صحيح وخاصة في
أفراد الأنواع واسعة الانتشار فإذا ما حققنا تزاوج معين لأفراد متباعدة جغرافياً نلاحظ
أن النتيجة عقم أو درجة ما من العقم أو تحض على تشكلات جنينية مشوهة وغير نظامية.ومن
الأمثلة على ذلك لوحظ أن نوع من الضفادع يتبع الرانا Ranna واسع الانتشار تقريباً على كل مساحات الكرة الأرضية، وتستطيع
هذه الأفراد من الضفادع أن تسكن مناطق مناخية مختلفة عن بعضها البعض، والانتشار الواسع
لأفراد هذا النوع تمّ عن طريق تعدد طوابعها الوراثية وتأقلم كل جماعة من أفراد هذا
النوع مع الشروط التي تعيش فيها ولكن تبين أن الاخصاب لجماعتة الرانا التي تسكن المناطق
القريبة من بعضها البعض ممكن ويعطي أفراد خصبة ،وعلى العكس،فإذا ما اقترنت أفراد آتية
من مسافات بعيدة يكون الاخصاب غير ممكن وعقيم،وعلى الغالب إذا تمّ الاخصاب فإنه يعطي
كائنات شاذة عن السلف وغير قادرة على الحياة.
ماالذي يمكن أن نقوله حول عقم الاقتران بين أفراد
الأنواع وعقم النغال؟؟؟
تبين
أن عقم الاقتران بين الأنواع المختلفة سببه عدم تلاؤم فيزيائي كيميائي ،أي الحيوانات
المنوية(النطاف) لها تركيزات جزئية وضغط حلولي يختلف تماماً من أفراد نوع إلى أفراد
نوع آخر،وهذه النطاف إذا ما وُجدت بوسط لا يساويها بالضغط الحلولي تموت ،إلى جانب ذلك
يجب أن تستساغ المواد الموجودة في نطفة أفراد النوع من قبل البيضة التي تتيع لأفراد
النوع نفسه،هذا يعني أن الاخصاب يصبح ممكناً إذا استُسيغت المادة الصبغية الغريبة وحصلنا
على اندماج صبغي مضاعف أعطى مجموع صبغي نصفه من الأب ونصفه من الأم.
أما فيما يتعلق بانتاج الأفراد العقيمة نكون أمام
عقم جزئي أو كلي بحيث اناث لأفراد نوع تعطي نغال خصبة مع أفراد لنوع آخرعندما اندمجت
اناث الأولى مع ذكور الثانية، والعكس غير صحيح يث بأن الاناث من المجموعة الثانية إذا
خُصّبت بذكور المجموعة الأولى لا نحصل على أفراد مخصبة ونكون أمام عقم كلي.
3.
المعيار الصبغي :
باستخدام هذا المعيار نكون أمام عدد الصبغيات
وأشكالها التي تكون تابعة لأفراد النوع نفسه،حيث لكل فرد طابع نووي (كاريوتيب) ثابت
معروف.
في مرحلة معينة يحدد النوع من خلال ما يمتلك من
صبغيات ،أي أننا ضمن أفراد النوع الواحد نحن أمام صيغة صبغية مضاعفة وثابتة لكل أفراد
النوع، وعند الانتقال لنوع آخر فإنه تتبدل الصيغة المضاعفة .
الانسان يمتلك 46 صبغي، الحصان 62 صبغي، والكلب
78صبغي.
ولكننا نكون أمام تبدلات لعدد صبغي أحيانا يكون
متساوي ضمن الجنس الواحد وليس ضمن النوع، ولذلك لن يكون للعدد الصبغي معيار في تحديد
نوع الفرد إلا بشكل قليل وذلك لأن القيمة الصبغية في أفراد النوع الواحد تبقى نفسها
وأحياناً فصيلة معينة تمتلك العدد الصبغي نفسه، فتبين أنه ضمن مجموعة من الرخويات
(بطنيات القدم) بأنه توجد مجموعتين: الأولى تمتلك عدد صبغي 36، والأخرى تمتلك عدد صبغي
26، ويكون التهجين بين المجموعتين ممكن ويعطي أفرد خصبة،أي أن اختلاف العدد الصبغي
لا يلغي الحاجز الجنسي بين الجماعتين.
ضمن جماعة ذبابة الخل تبين أنه في ثلاثة أنواع
تتبع الجنس الواحد نحن أمام طابع نووي متماثل ويكون الاختلاف في بنية هذه الصبغيات
وبعدد وشكل المورثات على هذه الصبغيات.
4.
المعيار الطبعي الفيزيولوجي :
في هذا المعيار نكون أمام أفراد غلى حد ما متشابهة
شكلياً قد تمتلك الطابع الصبغي المتماثل ،إلا أننا لا نلاحظ إلى حد كبير اختلافات فيزيولوجية
طبعية وسلوكية.
ومن الأمثلة نلاحظ أنه في دودة الأسكاريس نوعين:
اسكاريس الحصان وأسكاريس الانسان، تبين أن النواحي الشكلية متشابهة تقريباً ولكن لا
يمكن لأي منهما أن يتطور خارج نطاق المضيف الخاص به.
أيضاً بالنسبة للسلوكية ضمن أفراد النوع الواحد
نحن أمام أفعال زفافية وطقوس خاصة بالنوع تختلف إلى حد كبير من أفراد نوع إلى آخر،
وتبين أن هذه الأفعال تخص تحت النوع وليس فقط النوع.
ومن الأمثلة عن طائر القرقب هناك 3 أنواع:الأكثر
تقارباً قرقب الراهب والقرقب الشمالي، وإذا ما وُجدت أفراد هذين النوعين على الأرض
لا يمكن التمييز بينهما شكلياً ولكن كل جماعة من هذه الأفراد ترسل اشارات لا يمكن تمييزها
إلا من قبل أفراد النوع نفسه، وعلى الرغم من تواجد أفراد جماعتي الطيور في المكان نفسه
إلا أنها لا تقترب أو تتزاوج، ونستطيع أن نفصل بينها بمعيار طبعي سلوكي باشارات تصدرها
أفراد نفس النوع.
5.
المعيار الكيميائي الحيوي :
كل نوع تنفصل أفراده عن أفراد أنواع أخرى عن طريق
فوارق كيميائية تنال الأخلاط الموجودة ضمن هذا الكائن والمنتجات المحضرة، ودُرس هذا
الأمر بالحيوانات الفقارية، ومن بين هذه المواد فصل خضاب الدم الذي لا يختلف فقط من
زمرة حيوانية إلى أخرى بل ضمن أفراد النوع الواحد وليس الجنس الواحد.
عن طريق استخدام الاختلافات بالأخلاط الكيميائية
حدد العلماء القرابة والبعد بين الأنواع، ولحظ بأننا نستطيع من خلال التفاعلات المناعية
لمصول الدم أن نحدد نسب المجموعات الحيوانية بشعبها المختلفة.
هذا يعني أن مصل الدم عند الانسان مثلاً إذا ما
حُقن بدم الأرنب نلاحظ أن دم الأرنب يكتسب صفة ترسيب الدم، على العكس دم الأرنب لا
يرسب إلا قليلاً مصل دم حيوانات أخرى.
بالمقابل إن استخدام التمييز ضمن الخلائط الكيميائية
ليس بالنوعي الحقيقي لأنه أحياناً دم الانسان قد يرسب دم حيوانات أخرى غير الثدييات
وقد يرسب إلى درجة كبيرة مصل دم انسانيات الشكل، يكون ضمن جماعة الجنس الواحد خلائط
كيميائية ليست بالنوعية المطلقة لأفراد النوع الواحد وكلما صعدنا بالسلم التطوري نلاحظ
أن للأخلاط الكيميائية والدراسات المناعية أهمية كبيرة لتحديد نوعية الفرد والقرابة
والأصل المشترك لهذه الأفراد والجماعات،وأكثر ما تستخدم هذه التفاعلات المناعية في
تحديد الخلائط الكيميائية وتركيزها عند الانسان.
من استخدام المعايير السابقة تبين أنه من الصعب
على الاطلاق في تحديد هوية الفرد استخدام معيار دون آخر،وسعى العلماء إلى وضع مجموعة
من التعاريف للأنواع تختص معايير أكثر من غيرها وتعطي الأفراد صفة النوع، منها:
*التعريف البيولوجي الذي وضعه العالم سترس ماير:
مجموعة الكائنات الحية القادرة على التكاثر فيما
بينها تسكن حدود جغرافية محددة تشكل بهذا الحيز الجغرافي سلالة أو جماعة طبيعية تتكاثر
هذه الجماعات فيما بينها بالطبيعة وهي التي تشكل النوع.
*التعريف الذي وضعه العالم دوبرهنسكي 1950:
النوع هو مجموعة الأفراد المغلقة وراثياً لأن
الأفراد ضمن هذه المجموعة لا تتناسل إلا فيما بينها ،وضمن هذه الأفراد يتم تبادل الجينات
،ولا يتم تبادل الجينات مع أفراد آتية من جماعات مختلفة.
مع تطور العلم ظهر ما يسمى وراثة الجماعاتت
1974، حيث أعطى العالم ماير تعريف للنوع من وجهة نظر وراثة الجماعات، حيث قال بأن النوع
هو مجموعة الحيوانات التي تكون مجتمعة على شكل زمر جماعات طبيعية تتزاوج فييما بينها
وتكون معزولة عما يجاورها تناسلياً من زمر جماعات أخرى حتى لو كانت مشابهة لها شكلاً،
وبحسب ماير النوع: هو جماعات من الأفراد التي تتجمع مع بعضها البعض وتتخصص فيما بينها
بالزمان والمكان.
كل هذه التعاريف كانت تخص معيارين دون غيرهما
، وبالنتيجة كان على العلماء تحديد تعريف شامل وتركيبي للنوع تستخدم فيه جميع المعايير.
وكان العالم غراسيه من وضع التعريف الشامل التركيبي،
حيث قال بأن النوع هو مجموعة الكائنات الحية التي ينحدر بعضها عن بعض ولهذه الكائنات
طوابع وراثية متقاربة متشابهة بالشكل والفيزيولوجيا والطبع ،وهذه الأفراد لا تحقق التهجين
بشروط طبيعية مع غيرها من الأفراد بفصلها عن باقي الجماعات بحاجر تكاثري وتختلف عنها
بأسباب تعيق الاخصاب ومنها أسباب مورثية تشريحية طبيعية بيئية.
هذا التعريف جمع كل المعايير السابقة ولكنه أكد
على معيار الخصب بين الأفراد رغم وجود التشابهات الشكلية والفيزيولوجية.
إرسال تعليق