وُرَيقات الدم Blood
Flukes
المُنْشَقّاتُ الجِسم (البِلْهارسيَّة) Schistosoma
تنتمي المُنْشَقّة (البلهارسية أو السشتوسوما) إلى طائفة
ثنائية العائل (Digenea) مثل الشُّرَيْطيَّة وهناك ثلاثة أنواع من ديدان البلهارسية التي
تصيب الإنسان وتسبب له داء المُنْشَقّاتُ أو البِلْهارسيَّة (Bilharziasis
or Schistosomiasis) وهى المُنْشَقّة المَنْسونيَّة (Schistosoma
mansoni) ويوجد الطور اليافع في الأوردة المساريقية
ويعرف المرض التي تسببه بالبلهارسية المعوية. والنوع الثاني وهو المُنْشَقّة
اليابانية (Schistosoma japonicum) ويوجد الطور اليافع في الأوردة المساريقية ويعرف المرض التي
تسببه بالبلهارسية المعوية. والنوع الثالث وهو المُنْشَقّة الدمَويَّة (Schistosoma
haematobium) ويوجد الطور اليافع في الأوردة المثانية
الحوضية ويعرف المرض التي تسببه بالبلهارسية البولية.
تنتشر المُنْشَقّة المَنْسونيَّة في الشرق الأوسط ومناطق من
أفريقيا الاستوائية و أمريكا الجنوبية. أما المُنْشَقّة الدمَويَّة فتوجد في
أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا وفلسطين وغرب إيران والهند. وتنتشر
المُنْشَقّة اليابانية في الشرق الأقصى والصين و اليابان والفلبين وتايلاند. وفي
مصر توجد المُنْشَقّة المَنْسونيَّة أساساً في دلتا النيل وبعض محافظات الوجه
القبلي أما المُنْشَقّة الدمَويَّة فتوجد على جانبي وادي النيل ابتداء من أسوان
وحتى البحر الأبيض المتوسط.
المُنْشَقّة المَنْسونيَّة و المُنْشَقّة الدمَويَّة
Schistosoma mansoni &
Schistosoma haematobium
تضع المُنْشَقّة
الدمَويَّة بيضها في الوريدات الصغيرة للضفيرة المثانية بينما تضع المُنْشَقّة
المَنْسونيَّة بيضها في الأفرع الصغيرة للأوردة المساريقية. ثم تمر البويضات من
الأوردة إلى المثانة البولية في حاله المُنْشَقّة الدمَويَّة أو إلى تجويف الأمعاء
في حاله المُنْشَقّة المَنْسونيَّة. تخرج البويضات مع البول أو الغائط إلى خارج
الجسم وهى محتويه على جنين كامل النمو وبيض المُنْشَقّة الدمَويَّة له شوكه طرفيه
أما المُنْشَقّة المَنْسونيَّة فله شوكه جانبيه. يفقس البيض عند وصوله للماء العذب
وينطلق الميراسيديوم تاركاً قشره البويضة ويسبح في الماء باحثاً عن العائل الوسيط.
و ميراسيديوم البلهارسية يشبه مثيله
في الدودة الكبدية إلا أنه أصغر
قليلاً ولا يوجد به بقعتان عينيان. والعائل الوسيط في حاله المُنْشَقّة
المَنْسونيَّة هو قوقع من جنس Biomphalaria
أما في حاله المُنْشَقّة الدمَويَّة فهو قوقع من جنس Bulinus. يدخل الميراسيديوم إلى القوقع عن طريق
اختراق أنسجه الأجزاء الرخوة مستخدماً في ذلك الحلمة الثاقب والغدد الثاقبة. يفقد
الميراسيديوم أهدابه داخل القوقع ويحول
إلى كيس بوغى (Sporocyste) الذي تتكاثر خلايا الجرثومية لتكون أطوار
السركاريا(المُذَنَّبة). تترك
المُذَنَّبة الأكياس البوغية إلى تجويف
الجسم ومنه تخترق أنسجه الجسم لتصل إلى الماء الخارجي. المُذَنَّبة
في البلهارسية لها جسم كمثرى الشكل وذيل طويل مشقوق والاثنان مغطيان بأشواك
دقيقه ولها ممصان ممص فمي والأخر بطني كما أن لها غدد ثاقبة تفتح على الممص الفمى
ويوجد أيضاً بالسركاريا(المُذَنَّبة) خلايا لهيبية و أنابيب إخراجية. تسبح
السركاريا(المُذَنَّبة) في الماء إلا أن
تجد العائل النهائي و هو الإنسان عندما يخوض أو يسبح فيها فتخترق جلده وتترك ذيلها
خارج الجسم وتصل إلى الشعيرات الدموية ومنها إلى الدورة الدموية وفي هذه الحالة
تكون البلهارسية على شكل دوده صغيره تسمى اﻠ Schistosomula
تصل إلى القلب والرئتين ثم القلب ثم الأوعية الدموية للكبد وفيها تنمو
الدودة الصغيرة إلى أن تصل إلى الطور اليافع. عند التزاوج يحمل الذكر أنثاه(Female)
في قناة الاحتضان ويسير ضد تيار الدم حتى يصل إلى الأوردة المساريقية أو
الأوردة المثانية حسب نوع المُنْشَقّة حيث تضع الأنثى البيض الذي يصل إلى تجويف
المثانة البولية أو إلى تجويف الأمعاء ويمر مع البراز أو البول خارج الجسم وهكذا
تبدأ دوره الحياة من جديد.
التأثيرات المرضية تشمل
التهابات وحساسية في موقع الاختراق السركاريا(المُذَنَّبة) لجلد الإنسان.
بعض البويضات تلتصق بالأنسجة وتتكلس ويؤدى ذلك إلى تليف الأنسجة كما يحدث عندما
تصل هذه البويضات إلى الكبد وتؤدى إلى تليف الكبد و تضخم الكبد والطحال و
الاستسقاء ودوالي المريء (Esophageal varices). عند مرور البويضات في المجرى البولي
أو المستقيم فان أشواكها تخدش هذا المجرى (المثانة) أو جدار المستقيم ويؤدى ذلك
إلى نزول دم مع البول أو البراز. ترسيب البويضات في جدار المثانة البولية تؤدى إلى
الإصابة بسرطان المثانة. بعض البويضات تترسب في جدار الحالب وتؤدى إلى انسداد
الحالب وحبس البول. والوقاية تشمل تجنب
الاستحمام في الترع والبرك وخصوصا ذلك الماء الموجود به قواقع البيومفلاريا
والبولينس ومقاومة القواقع بالطرق البيولوجية والكيميائية.
3- ديدان الخَيْفانات أو المُتغايرةُ الشكل Heterophyes
heterophyes
تنتمي الخَيْفانة أو
المُتغايرةُ الشكل إلى طائفة ثنائية
العائل (Digenea) مثل الشُّرَيْطيَّة و البلهارسية وتنتشر ديدان الخَيْفانة حيث
ينتشر العائل الوسيط الثاني لها و هو أسماك البوري و البلطي في أفريقيا و منها مصر
وفى أسيا والشرق الأقصى (كورياـ الصين ـ اليابان ـ تايوان ـ الفلبين). تتطفل هذه
الديدان في أمعاء الثدييات مثل الإنسان وهو العائل الأساسي لها.
دورة الحياة تبدأ عندما تخرج البيضة مع البراز فإنها تحتوى
على ميراسيديوم كامل النمو وعادة تستقر البويضة على القاع إلى أن يبتلعها العائل
الوسيط الأول وهو قوقع من جنس البيرينيلا (Pirenella
conica). تفقس
البويضات داخل القناة الهضمية للقوقع وينطلق منها الميراسيديوم الذي يخترق أنسجة
القوقع ويتحول داخلها إلى الكيس البوغى وكما في الشُّرَيْطيَّة يتكون في داخل
الكيس البوغى الريديا Redia التي تخرج من الكيس البوغى ليتكون داخلها السركاريا(المُذَنَّبة)
(Cercaria). تخرج المُذَنَّبة من الريديا إلى تجويف جسم القوقع حيث تخترق
أنسجته إلى الماء الخارجي. تتميز المُذَنَّبة بوجود زوج من البقع العينية وعدد من
الأشواك الدقيقة التي تحيط بالفم كما أن الذيل مزود بزوج من الزعانف البسيطة. تسبح
المُذَنَّبة في الماء باحثة عن العائل الوسيط الثاني ( البوري والبلطي) حيث تخترق
جسمه و تتكيس داخل عضلاته متحولة إلى الميتاسركاريا(خليفة المُذَنَّبة) (Metacercaria) وهى الطور المعدي. يصاب الإنسان عندما
يأكل الأسماك المصابة والتي لم تطهى جيدا حيث تنطلق خليفة المُذَنَّبة في أمعاءه الدقيقة
وتنمو إلى الطور اليافع وهكذا تبدأ دورة الحياة من جديد.
التأثيرات المرضية تشمل تهيج في الغشاء المخاطي المبطن
للأمعاء و اضطرابات معوية مصحوبة بمغص حاد وإسهال. في بعض الأحيان تصل البويضات
إلى أنسجة و أعضاء أخرى مسببة تليفها (Fibrosis) ويكون هذا خطيراً عندما يصاب القلب.
والوقاية والعلاج يشتملان على عدم أكل الأسماك المملحة أو الأسماك التي لم تطهى
جيدا و مقاومة القواقع واستخدام العلاج الكيماوي
في حاله الاصابه.
طائفة ديدان الشَّريطيّات (القَليدِيّات) Class
Cestoidea
تعيش الديدان الشَّريطيّة أوالقَليدِيّة اليافعة متطفلة في
أمعاء الفقاريات منها الثدييات ويتميز جسم الدودة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية. الأول
هو رأس الدودة(Scolex) ويحمل في بعض الأنواع
ممصات وأشواكا تساعد الدودة على الالتصاق بالطبقة المخاطية لأمعاء العائل. الثاني
هو العنق (Neck) ويقع خلف الرأس مباشرة وهو المسئول عن تكوين بقية أجزاء الدودة.
أما الجزء الثالث هو القطع (الأسلات) (Proglottids) وهى عبارة عن عدد من القطع اللسانية
الشكل وهى على ثلاثة أنواع: أ- قطع لسانية غير ناضجة (Immature
proglottids) وتحتوى على
بدايات الأعضاء التناسلية. ب- قطع لسانية ناضجة (Mature
proglottids) وتحتوى على
الأعضاء التناسلية كاملة. ج ـ قطع لسانية مثقلة (حُبْلى) Gravid
segments وفيها يتمدد
الرحم ويمتلئ بالآلاف من البويضات بحيث تملأ تفرعات الرحم نسبة كبيرة من حيز القطع
اللسانية.
1ـ الشَّريطيّات(الديدان العَريضة) Taenia
يوجد نوعان من الشَّريطيّات (الديدان العَريضة) الأول
الشُّرَيْطيَّة الجَرْداء أو الشُّرَيْطيَّة المُنْجِعة أو العَزلاء (Taenia
saginata) وتعيش في أمعاء الإنسان كعائل نهائي ولكن
العائل الوسيط لها هو البقر(Cow) ولذلك تسمى بدودة البقر الشريطية. والثاني الشُّرَيْطيَّة
الوَحيدة أو المُسَلحة (Taenia solium) وهى تعيش أيضا في أمعاء الإنسان ولكن العائل الوسيط لها هو
الخنزير (Pigs) ولذلك تسمى بدودة الخنزير الشريطية. تنتشر الشُّرَيْطيَّة
الجَرْداء في جميع أنحاء العالم حيث يؤكل لحم البقر أما الشُّرَيْطيَّة الوَحيدة
فتنتشر في الدول التي يؤكل فيها لحم الخنزير.
عند اكتمال نمو الدودة تنفصل بعض القطع اللسانية المثقلة وبها
البويضات وتمر هذه القطع مع براز الإنسان حيث تتحلل ويخرج منها البيض. وبيضة
الدودة الشريطية الخنزيرية والبقرية متشابهة حيث أنها كروية الشكل محاطة بغلاف
خارجي شفاف وقشرة سميكة مخططة تعرف بالحامل الجنيني (Embryophore) وتحوى بداخلها جنين سداسي الأشواك (Hexacanth
embryo). عندما تبتلع
الماشية (البقرـ وهوا لعائل الوسيط للشُّرَيْطيَّة الجَرْداء) أو الخنزير(وهو
العائل الوسيط للشُّرَيْطيَّة الوَحيدة) يصل هذا البيض إلى المعدة وفيها يذوب
الحامل الجنيني بفعل الأنزيمات الهاضمة داخل المعدة الإثنى عشر. وينطلق الجنين
(يرقة الأنكوسفير)(Oncosphere) في تجويف الأمعاء حيث يخترق جدار الأمعاء مستخدما الأشواك حتى
يصل إلى الشعيرات الدموية ومنها إلى الدورة الدموية العامة. يصل الأنكوسفير إلى العضلات
القلبية والهيكلية وعضلات اللسان حيث يفقد الأشواك ويتحول إلى الكيسة المُذَنَّبة(Cysticercus)
وتتميز هذه الدودة بوجود رأس صغير يشبه رأس الدودة اليافعة ولكنه مندغم
داخل مثانة ممتلئة بالسائل. و هذه الدودة تمثل الطور المعدي في حالة الديدان
الشريطية.
تنتقل العدوى للإنسان إذا أكل لحماً مصاباً بهذه الكيسة
المُذَنَّبة ولم يتم طهيه جيداً فتصل الكيسة المُذَنَّبة إلى معدة الإنسان حيث
يذوب جدارها وينقلب رأسها للخارج وتنطلق الدودة إلى الإثنى عشر ومنه إلى الأمعاء
حيث تثبت رأسها في جدار الأمعاء وتنمو إلى الدودة اليافعة.
التأثيرات المرضية في
الشُّرَيْطيَّة الجَرْداء تشمل قلق
وارتباك ناشئ عن خروج القطع اللسانية. إسهال وقيء وتشنج في البطن وفقدان الوزن.
عند وجود الديدان بأعداد كبيرة فإنها تسد الأمعاء. قد تصل القطع اللسانية إلى
الزائدة الدودية وتسبب التهابها. و في الشُّرَيْطيَّة الوَحيدة تسبب الديدان
البالغة التهابا خفيفا في الطبقة المخاطية للأمعاء و تسبب الكيسة المُذَنَّبة
أعراضاً وأمراضاً خطيرة للإنسان. تكون العضلات المخططة أكثر المناطق عرضة للإصابة
باليرقات(الكيسات المُذَنَّبة) التي قد تبقى في الإنسان من 4ـ5 سنوات. تنتج الكيسة
المُذَنَّبة التهاباً يؤدى إلى تكوين نسيج ليفي قوي عند وجودها تحت الجلد
والعضلات. قد تؤدى الإصابة بالكيسات المُذَنَّبة إلى ضعف وانهيار وألام عضلية
وفقدان الوزن وضمور في العضلات. يصاب الإنسان بالصرع ويكون في الغالب مصحوبا
بفقدان في الوعي. في الحالات المتأخرة ينتج تشنج غير منتظم وقد يصاب الدماغ
والسحايا. تصاب العين أيضا بالكيسة المُذَنَّبة ولذا يتغير شكلها فتسبب صعوبة في
الرؤيا وقد تؤدى إلى انفصال الشبكية والتهاب القزحية وفقدان في البصر. تسبب الكيسة
المُذَنَّبة عند وجودها في العضلات القلبية صعوبة في التنفس وإغماء و ذبحة صدرية.
تسبب الديدان البالغة انسدادا بالأمعاء نتيجة كبر حجم الدودة واضطرابا في العمليات
الهضمية والامتصاص.
2- المُشْوِكة الحُبَيبيَّة Echinococcus
granulosus
يسمى هذا الطفيلي أيضاً بالدودة الشريطية الكلبية حيث يتطفل
الطور البالغ لهذه الديدان في أمعاء الكلاب (العائل النهائي) أما الطور الحوصلى أو
الكيسي (الطور المعدي) فيوجد في رئات أو كبد أو مخ الخنزير والماشية والذئاب
وأحياناً الإنسان (العائل الوسيط). دوره الحياة تبدأ عندما تنزل البويضات مع براز
الكلب وهى تشبه بويضة الشَّريطيّة (الديدان العَريضة)(Taenia) حيث أنها محاطة بقشره رقيقه وحامل
جنيني يحيط بالجنين ذو الستة أشواك. يصاب الإنسان عند ملامسته ومخالطته للكلاب إذ
أن من العادات السيئة للكلب أن يلعق وجه و أيدي صاحبه بعد أن يكون قد لعق فتحته
الشرجية بلسانه فيصل بذلك البيض من شرجه للسانه و منه إلى أيدي الإنسان.
عندما يبتلع الإنسان البويضات فان العامل الجنيني يذوب بفعل
العصارات الهاضمة في المعدة وبالتالي يتحرر الجنين ذو الستة أشواك حيث يخترق بطانة
الأمعاء مستخدماً الأشواك و يصل بذلك إلى الدورة الدموية ومنها يغزو الكبد والطحال
والعضلات والمخ و غيرها من أجزاء الجسم وبنمو في تلك الأعضاء إلى حوصلة (الطور
الحوصلى) (الكِيسات المائية العُداريَّة) (Hydatid
cysts) تنمو وتكبر في الحجم ويتكون في داخلها العديد
من الرؤوس كما قد ينمو من جدار الحوصلة حويصلات ثانوية يوجد بداخلها رؤوس أيضاً.
وحجم الطور الحوصلى عاده في حجم البرتقالة (قطرها 5 سم في الخنزير) لكنها أكبر من
ذلك في الإنسان.
هناك حيوانات أخرى تعمل كعائل وسيط لهذا الطفيلي هي الأغنام و
الماشية والذئاب والجمال و الخنزير وبالتالي تصاب الكلاب (العائل النهائي) عندما
تأكل بعض أجزاء هذه الحيوانات المصابة بالطور الحوصلى. تسبب هذه الديدان مرض الكيس المائي العُداري(Hydatid
disease) . يعتمد
التأثير المرضى لهذه الديدان على مكان تواجد الطور الحوصلى في جسم العائل الوسيط
(الإنسان) حيث تتوزع 58%من الكِيسات المائية العُداريَّة فى الكبد و 27% فى الرئة
و 15% فى أعضاء أخرى. وجود الكيس المائي في المخ يؤدى إلى الصرع وأحياناً الشلل
والعمــى. وجود الكيس المائي في نخاع العظام يؤدى إلى لين العظام. انفجار الكيس
المائي في أي مكان يتواجد فيه يؤدى إلى وفاة الشخص المصاب (Severe
anaphylactic shock). وجود الكيس المائي في الكبد أو أي عضو أخر يسبب ضغطاً على
الخلايا مما يمنعها من القيام بوظائفها على الوجه الأكمل. تتمثل الوقاية و العلاج
في الوقاية في عدم مخالطه الكلاب و استئصال الكيس المائي بالجراحة.
3- المُحَرشَفة القَزَمة
Hymenolepis nana
تسمى المُحَرشَفة القَزَمة أيضاً بدودة الأطفال الشريطية.
تنتشر هذه الديدان عالمياً وتعيش في الأمعاء الدقيقة للإنسان وخصوصاً الأطفال
(العائل النهائي). تتميز دوره حياه المُحَرشَفة القَزَمة بأنها يمكن أن تتم دون
المرور بالعائل الوسيط بمعنى أن العائل النهائي يمكن أن يصاب ذاتياً و ذلك بأن
يبتلع البويضات التي تنمو داخله إلى الطور اليرقى ثم ينمو هذا الطور مباشره إلى
دوده كاملة و لكنها أي دوره الحياة تمر أيضا بعائل وسيط و هو يرقات الحشرات فعندما
تأكل الحشرات بويضات الطفيلي فإنها تفقس في أمعاء الحشرة ويخرج منها جنين
ذو الستة أشواك حيث يخترق جدار الأمعاء ويصل إلى التجويف الجسمي للحشرة حيث ينمو
إلى الطور المعدي وهو يرقه الكيسة المُذَنَّبة (Cysticercoid) وتتميز هذه اليرقة بوجود رأس عليه
ممصات وأيضاً زائدة خلفيه تشبه الذيل. يصاب الإنسان عندما يأكل طعاماً به حشرات
مصابه بيرقه الكيسة المُذَنَّبة فتصل إلى
الأمعاء و فيها تلتصق بالخملات(Villi)
وتنمو إلى الطور اليافع.
التأثيرات المرضية تشمل التهابات في بطانة الأمعاء ألام في
البطن إسهال وقيء وفقد للشهية وبعض التأثيرات العصبية ويتم التشخيص بفحص عينه
البراز للمريض ورؤية البويضات.
الاستجابة المناعية للطفيليات الشَّريطيَّة ( المُسَطَّحة أو
المفلطحة)
Immune Response to Helminth
Parasites
إن الطفيليات التي تعيش أعماراً طويلة كما هو الحال في
الشَّريطيَّة ( المُسَطَّحة أو المفلطحة) تتميز بأن لها القدرة على تقليل المناعة
لعائلها (Downregulate host immunity) وبذلك تضمن لنفسها الحماية من عمل هذه المناعة وتضمن بقاؤها وعدم
التخلص منها ويؤدى هذا على الناحية الأخرى المفيدة إلى تقليل التأثيرات
الباثولوجية (المرضية) في العائل.
تعتبر الطفيليات المفلطحة كائنات حقيقية
النواة (Eukaryotic) لها مَجِين (مجموعة العوامل الوراثية) (Genome) كبير وبعض أنواعها له القدرة على
العيش لعشرات السنين في داخل عائلها (الإنسان). تعدى الديدان المفلطحة حوالي 2
بليون إنسان حول العالم وأكثر و تؤثر فيه تأثيراً مرضياً خطيراً يتسبب في كثير من
الوفيات ومن الإعاقات الجسدية. يؤدى التطفل كثيراً إلى أعراض باثولوجية مرتبطة
بالجهاز المناعي (Immunopathological) مثل الأورام الحبيبة(Granulomas)
وفشل الأعضاء (Organ failure). يعتبر العائل الذي لا يظهر عليه أعراض مرضيه (Asymptomatic) من أكثر العوامل التي تؤدى إلى انتشار
الطفيلي وعلى ذلك فإن الرؤية المتوازنة للطفيلي من الجهاز المناعي تكون أكثر أهميه
في التحكم في العدوى بهذه الديدان ولكن للأسف أن هذه الطفيليات لا تترك العائل
وجهازه المناعي في حالهما فعليها من وقت لأخر أن تطور من الآليات التي تحد من فعل
هذا الجهاز الهام.
تغيير الحالة المناعية بواسطة الطفيليات المفلطحة
Immunomodulation by Helminthes
إن تغيير مستوى الاستجابة المناعية في الإنسان بواسطة الديدان المفلطحة بات واضحاً
حيث وجدت الدراسات أن الاستجابة لمستضدات هذه الطفيليات وأكثر من هذا التأثير
التثبيطي على الجهاز المناعي أصبح حقيقة موثقه و معروفه. ومثال على ذلك إن
المرضــى المصابين بالبلهارسية و الفِيلاريا عاده ما يكون استجاباتهم لمستضدات هذه
الطفيليات تكون قليله. عموماً فإن الديدان المفلطحة تقوم بإنقاص المناعة (Downmodulate) لكي تقلل مستوى الاستجابة المناعية
لها. و لقد وجد أن العدوى بهذه الديدان لها تأثير جيد أحياناً حيث أنها تقلل من
الالتهاب (Inflammation) المصاحب لبعض الأمراض الأخرى مثل ذلك التي تسببه البكتريا
الحلزونية (Helicobacter pylori) أو المُتصَوَّرة (الملاريا).
ولهذا فإن
موضوع تنظيم المناعة بواسطة الطفيليات المفلطحة بمحاوله إنقاصها وذلك لإقلال
استحثاث الجهاز المناعي أصبح الآن في العلم موضوعاً ذو أهميه كبيره. حيث وجد أن
بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض الحساسية (Allergy) وأيضا مصابون بعدوى هذه الديدان قد
أصبحوا يعانون أقل من أعراض هذه الحساسية
مقارنه بأشخاص غير مصابين بهذه الطفيليات. وأكثر تحديداً فلقد وجد أن الأطفال المصابين بالبلهارسية
ويعانون الحساسية وجد أن مستحثات الحساسية الجلدية (Skin
Allergens) تصيبهم بأعراض خفيفة مقارنة بالأطفال الغير مصابين
بالبلهارسية مما يؤكد أن وجود هذه الديدان لها تأثيرها على الجهاز المناعي.
هذه الحقائق
غيرت كثيراً من مقوله أن الحساسية الناتجة عن الاستجابة المناعية المعتمدة
على المضدات (TH2) يمكن التغلب عليها بعمل استحثاث
للاستجابة المناعية الخلوية (TH1) باستخدام الكائنات الدقيقة (Microorganisms). وذلك لأن الاستجابة المناعية
المعتمدة على المضدات (TH2) المستحثة بواسطة الطفيليات المفلطحة يصاحبها تثبيط ﻟﻟ TH2 التي تعمل على الأمراض الالتهابية (Inflammatory
diseases) وذلك لأنه أصبح الآن معروفاً أن آليات جديدة قد
اكتشفت تتحكم في عمليه الالتهاب هذه الآليات تعتمد على خلايا ليست في الأصل TH1
مثل الخلايا التائية المنظمة (T
regulatory) (T reg.).
الاستجابة المناعية التي تحمى من الطفيليات المفلطحة
Protective immune response against
helminth parasites
يوجد وجهه نظر
تقول أن العائل يمكنه مقاومه نوع ما من الديدان المفلطحة وذلك بالعدوى
المستمرة (Persistent) بنفس النوع من الطفيلي وهو مايسمونه
بالمناعة الملازمة (Concomitant immunity) وتٌعرف بأنها القدرة المناعية للعائل
على التخلص من الأطوار المعدية للطفيلي مع عدم مقدرته على التخلص من الدودة
الكاملة أو الطور اليافع. يوجد تفسيرين لهذه النوع من المناعة أولهما أن العدوى
الأولى تحفز الاستجابة المناعية التي غالباً ما تكون غير قادرة على القضاء على
الطفيلي فإنها في نفس الوقت تكون قادرة على القضاء على العدوى الثانية بنفس
الطفيلي. وتعزى هذه المقدرة على القضاء على العدوى الثانية أن الديدان البالغة من
العدوى الأولى قد استحثت جهاز المناعة بواسطة مستضد مشترك(Shared
antigen) بين الدودة الكاملة والطور المعدي وعلى هذا تم
القضاء على الطور المعدي في المرة الثانية. والتفسير الثاني يقول أن العدوى الأولى
تؤثر تشريحياً و فسيولوجياً في العائل بطريقه ما ومن ثم بهذه الطريقة يكون من
الصعوبة بمكان للأطوار المعدية في المرة الثانية أن تثبت نفسها في العائل. في بعض
الحالات هذه المناعة المكتسبة يمكن أن تبقى بعد أن يقوم العلاج الدوائي بالقضاء
نهائياً على العدوى الأولى.
وجهه النظر
هذه تم التأكد منها جزئياً بطريقه المسح المناعي (Immunoepidmiological
studies) حيث وجد في
المناطق الموبؤة بالبلهارسية أن الشباب في مرحله منتصف العشرينيات من العمر تكون
عندهم كثافة العدوى أقل من معدلاتها في الشباب تحت هذه المرحلة العمرية (الأصغر سناً) بالرغم من تشابه مصادر العدوى. وهذا إن دل على
شيء فإنما يدل على أن المناعة الملازمة تتطور وتنمو في هذه المرحلة العمرية. بعد
العلاج الدوائي وجد أن الأشخاص الأكبر سناً يكونون مقاومين للعدوى مره أخرى (Reinfection) بينما الأشخاص الأصغر سناً فإن عند
تعرضهم لمصادر العدوى فإنهم يأخذون العدوى ثانيه بل أنهم يكونون أكثر في كثافة
العدوى مقارنه بقبل العلاج.
وعلى ذلك تم
مقارنه الأساس المناعي لمقاومه أخذ العدوى ثانيه (Reinfection) بعد مقارنه الاستجابة المناعية
للأشخاص الأكبر (المقاومون للعدوى) والأصغر سناً (القابلون للعدوى) بعد العلاج.
ولقد وجدت هذه الدراسات أن المضدات
للطفيلي من نوع (IgE) ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمقاومة لإعادة العدوى. وقد وجد أن هناك
ارتباطاً وثيقاً بين كل من المقاومة للعدوى وجينات (مورثات) توجد على الكرموسوم
الخامس في الإنسان 5q31-33 والتي تحتوى على الجينات المختصة باﻠ Th2. ولذلك دلت على أن الاستجابة المناعية
من نوع TH2 لها ارتباطاً قوياً بالمقاومة للعدوى بالبلهارسية. ولقد أسفرت
النتائج التي أجريت على الفئران أهميه دور الاستجابة TH2 في المناعة الملازمة والتي تؤكد أهميه
هذا النوع من الاستجابة في المقاومة الطبيعية للعدوى بالمُنْشَقّة المَنْسونيَّة
(البلهارسية المعوية) (Schistosoma mansoni). على النقيض من الحيوانات الطبيعية
التي لها مقاومه للطفيلي فان الفئران التي لا تنتج السيتوكاين IL-4 (IL-4-/-) وجد أنها غير قادرة على الاستجابة المناعية الخلطية TH2 ولذلك فليس لها أي مقاومه لهذا الطفيلي.
وجدت المناعة
الملازمة في الأشخاص المصابين بطفيليات الفِيلاريا ضد الأطوار المعدية (L3
Larva) وأيضاً ضد
المراحل المنقولة من الطفيلي (الميكروفيلاريا - التي تنتج بواسطة الطفيلي البالغ
الموجود بداخل العائل) بالإضافة إلى ذلك بعض المقيمين في المناطق الموبؤة يظلون
أصحاء أي لا يأخذون العدوى بالرغم من تعرضهم المستمر والمباشر لمصادرها. إن
الآليات المسئولة عن هذا النوع من المناعة مازالت غير معروفه ومن الصعب إيضاحها
على حيوانات التجارب و ذلك لغياب هذه النماذج التي يمكن إجراء التجارب عليها و
اكتشاف أنواع من حيوانات التجارب التي
يمكن أخذ العدوى بالفِيلاريا سوف يفتح الباب لهذه الأبحاث .
إن آلية قتل الطفيليات المفلطحة بواسطة الخلايا الحمضية من
خلال آلية التسميم الخلوي المعتمد على المضدات (Antibody-dependent
cellular cytotoxicity)(ADCC) تعتبر واحده من أهم آليات المقاومة ضد هذه الديدان. تعتمد الخلايا الحمضية في عملها على قدرتها على قتل
العديد من الطفيليات المفلطحة التي عُلمت بالمضدات وعلى ذلك فإن لها أهميه كبيره
في الحماية من العدوى. وبالرغم من ذلك فإن العديد من التقارير العلمية قد ذكرت أن
السيتوكاين IL-5 وهو المنظم الأساسي لعمليه زيادة
الخلايا الحمضية(Eosinophilia) له أهميه كبيره في المقاومة
ضد الديدان الخيطية (Nematodes) مثل اﻟ (Strongyloides stercolaris)
و للخلايا الحمضية دور كخليه قاتله لليرقات التي توجد بالأنسجة لهذه
الديدان وأيضا كخليه مساعده في إنتاج الأجسام المضادة الحامية (Protective
antibodies). وبالرغم من
وجود التقارير التي تؤكد أهميتها في قتل هذه الطفيليات إلا أن أهميتها في المقاومة
مازالت تحت البحث والدراسة.
فى الأشخاص المصابين
بالبلهارسيه فى الأشخاص
المقاومين للعدوى بالبلهارسيه فى
الأشخاص القابلين للعدوى بالبلهارسيه
والذين يعانون من أعراض المرض الاكلينيكة
***هذا الشكل يمثل المناعة ضد طفيل البلهارسية المعوية (المُنْشَقّة المَنْسونيَّة) حيث أن التعرض
للعدوى بهذا الطفيلي يصاحبه استجابات مناعية مختلفة. فالمجموعة الأولى من الأشخاص
القابلين للعدوى بالبلهارسية (شمال) والذين يتميزون باستجابة مناعية توصف على أنها
استجابة محورة للTH2
(Modified TH2). والذي تتميز استجاباتهم المناعية بزيادة استجابة الخلايا
التائية من النوع الثاني ونقص استجابة الخلايا التائية من النوع الأول(TH1) وزيادة الانترلوكين -10 (IL-10) والذي من الممكن أن يدل
على زيادة نشاط الخلايا التائية المنظمة (Tregulatory) . ويتميز هذا النوع من الاستجابة
بالزيادة الواضحة للمضدات IgG4 ونقص واضح للمضدات IgE . وهؤلاء الأشخاص عادة ما يكون العدوى بهذا الطفيلي فيهم
غير مصاحبة لأعراض إكلينيكية وتعيش في أجسادهم الديدان الكاملة لمدد طويلة. على الناحية الأخرى هناك بعض الأشخاص الذين
يتميزون باستجابة مناعية عالية للخلايا التائية من النوع الأول وتسمى (uncontrolled
TH1) (يمين) والذين تظهر عليهم أعراض الاستجابة
الالتهابية و تتأثر الأعضاء مثل الكبد أما المجموعة الأخيرة فهى الاستجابة
المتوازنة (Balanced TH1/TH2) (وسط) و هؤلاء الأشخاص
لهم القدرة على مقاومة العدوى.
شعبه الديدان الاسطوانية أو الخيطية Phylum
Nematoda
1- الصَّفَر الاسطواني Ascaris
lumbricoides
يعتبر الصَّفَر الاسطواني (الأسكاريس) من أكثر الديدان
الاسطوانية التي تصيب أمعاء الإنسان. تخرج بيضة الأسكاريس مع الغائط وهى بيضاوية
الشكل أو مستديرة وتتكون من خليه ملقحه محاط بقشره كيتنية (Chitinous
shell) التي تحاط من
الخارج بغلاف بروتيني بشبه الزجزاج يسمى الغلاف المنهد (Mammillated
coat). تنمو بيضه
الأسكاريس عندما تسقط في مكان رطب و لكنها تموت إذا ما سقطت في مكان جاف. و في
وجود كميه كافيه من الأوكسجين و درجه رطوبة و حرارة مناسبتين فان الزيجوت ينمو إلى
الطور الأول لليرقة عَصَويَّة الشكل (Fist stage
of rhabditiform larva) ثم ينمو إلى الطور الثاني لليرقة عَصَويَّة الشكل Second
stage of rhabditiform larva ويمثل الطور المعدي(Infective
stage). يصاب
الإنسان عندما يبتلع طعاماً أو شراباً ملوثاً بالبويضات المحتوية على الطور الثاني
لليرقة عَصَويَّة الشكل وفي أمعاء الإنسان تهضم أغلفه البيضة بفعل الإنزيمات
والعصارات المعوية وتنطلق اليرقة (اليرقانه) التي تخترق الطبقة المخاطية المبطنة للأمعاء وتصل إلى الدورة الدموية ومنها إلى
الكبد ثم القلب ثم الرئتين وفي الرئتين تنسلخ اليرقانه للمرة الثانية والثالثة ثم
تمر إلى القصبة الهوائية ومنها إلى البلعوم فتبتلع وتصل إلى المريء ثم المعدة ثم
الأمعاء و فيها وفيها تنسلخ للمرة الرابعة و الأخيرة و تنمو إلى الطور البالغ.
عندما تموت الأطوار المهاجرة في الطحال والكبد و العقد
الليمفاوية فإنها تسبب التهابات في هذه الأماكن. عندما تخترق الأطوار اليرقية
المهاجرة الشعيرات الدموية في الرئتين فإنها تسبب نزيف في موضع الاختراق و نوبات
من الربو.الاصابه بالديدان البالغة تسبب ألاماً في البطن وحمى حادة وفقر دم مؤقت
وحساسية وإسهالا وقيئاً. الاصابه الشديدة تؤدى إلى انسداد الأمعاء. يمكن للدودة
البالغة أن تخترق الزائدة الدودية و تسبب التهابها. في بعض الأحيان تتغذى الديدان
البالغة على جدار الأمعاء. تسبب السموم التي تنتجها الديدان بعض الأعراض مثل
الرجفة و فقدان الشهية. قد تدخل الديدان البالغة قناتي الصفراء و البنكرياس و تسبب
التهابها. التشخيص يتم بفحص عينه البراز للتأكد من رؤية البويضات.
2- الشَّعْرينات الحلزونية
Trichinella spiralis
تنتشر في كل أنحاء العالم وخاصة البلاد التي يتغذى أهلها بلحم
الخنزير كما في أوروبا وأمريكا. تعيش هذه الديدان البالغة في الأمعاء الدقيقة
وخاصة الإثنى عشر للفئران والخنزير وأحيانا الإنسان. كل من الطور اليافع واليرقات
تنمو في داخل نفس العائل حيث أن دورة الحياة في الطبيعة تمر في عائلين أحدهما الفأر
والأخر الخنزير وهما الحاملان والناقلان للطفيلي في الطبيعة. وعندما يصاب الإنسان
بالطفيلي وذلك عن طريق أكل لحوم الخنزير المصابة بالطور المعدي فانه يصبح عائلاً
مميتاً للطفيلي بمعنى أن تنتهي دورة حياة الطفيلي فيه دون أن تبدأ مرة أخرى. تنتقل
العدوى للإنسان عندما يأكل لحم الخنزير الغير المطهى جيداً المحتوى على الطور
المعدي في صورة يرقة متحوصلة (Encysted larva). في معدة الإنسان يُهضم جدار الحوصلة
بواسطة الإفرازات الهاضمة وتتحرر اليرقة التي تهاجر إلى الجزء الأمامي للأمعاء
(الإثنى عشر) وفي خلال يومين تنسلخ اليرقة وتتحول إلى الطور اليافع. تموت الذكور
بعد أن تلقح الإناث بينما تخترق الأنثى جدار الأمعاء وتضع عدداً كبيرا من اليرقات
التي تخترق الجدار الكامل حيث تصل إلى الدورة الدموية ومنها إلى القلب فالرئتين ثم
القلب مرة أخرى حيث توزع على كل أنحاء الجسم. تختار اليرقة مناطق معينة من الجسم
لتغزوها مثل عضلات القلب واللسان والحجاب الحاجز والعين والفك والحلق وفي هذه
المناطق تتحوصل اليرقة وفي النهاية تموت اليرقة في خلال ستة أشهر. تحدث نفس دورة
الحياة في الخنزير والفأر حيث تنتقل العدوى إلى الخنزير بأكل الفئران التي تحتوى
على الطور اليرقى المتحوصل وتنتقل العدوى إلى الفئران بأكل بقايا لحم الخنزير
المصابة بالطور المعدي. يصبح واضحاً الآن أن الإصابة في الطبيعة تتبادل بين عائلين
أما أن يكون فأر وفأر أو خنزير وفأر أو خنزير وخنزير. وفي داخل هذه العوائل يستطيع
الطفيلي أن يكرر نفسه بمعنى أن تنتقل الإصابة من أحد العوائل إلى الأخر أما في
الإنسان فلا يكرر الطفيلي نفسه حيث أنه ينتهي بموت الطور اليرقى المتحوصل في عضلات
الإنسان.
التأثيرات المرضية فى المرحلة المعوية يشكو المصاب من خمول
عام وارتفاع في درجات الحرارة وفقدان للشهية مع آلام ومغص معوي وإسهال. فى مرحلة
غزو العضلات تصاب عضلات الحجاب الحاجز وبالتالي يحس المريض بضيق في التنفس. تصاب
عضلات مقلة العين وبالتالي يحس المريض بآلام شديدة في العين حيث تحتقن وتتورم
الجفون ويحدث نزيف بالشبكية وتلتهب الملتحمة. تصاب السحايا والدماغ. تصاب الرئتين
ويحدث بها نزيف. رغم أن اليرقات لا تتحوصل في عضلات القلب إلا أنها تصيبه وتموت
فيه مما يسبب التهابا شديدا في عضلة القلب قد يؤدى إلى الوفاة. الوقاية تشتمل
أساساً على عدم أكل لحم الخنزير و القضاء على الفئران.
3ـ المُسَلَّكة الشًّعريَّة
Trichuris trichiura
تسمى هذه الطفيليات أيضاً بالديدان السَّوطَّية أو الكرباجية أو شَعريّات الذَّيل وتنتشر هذه
الديدان في كل أنحاء العالم ولكنها أكثر انتشاراً في المناطق الدافئة. تعيش هذه
الديدان في الأمعاء الغليظة للإنسان وخصوصا الأعور مندغمة في الطبقة تحت المخاطية.
البويضات التي تنزل مع البراز ليست معدية ولكنها مثل الأسكاريس تحتاج لفترة من
النمو في التربة الرطبة قبل أن تصبح معدية وفي داخل الإنسان لا يوجد طور مهاجر.
تعيش الديدان البالغة في الأمعاء الغليظة حيث يخترق الجزء الأمامي منها الطبقة
المخاطية وأحيانا الطبقة تحت المخاطية للأمعاء.
تبدأ دورة الحياة بنزول البويضات مع براز الشخص المصاب
والبويضة لها غطاء على كل قطب من أقطابها وفي الوسط المناسب ينمو داخل البويضة
الطور اليرقى وفي هذه الحالة تصبح البويضة معدية (الطور المعدي) و يصاب الإنسان
عندما يأكل طعاما ملوثاً بالبويضات المحتوية على الطور اليرقى أو عن طريق الأيدي
الملوثة بالتراب المحتوى على الطور المعدي. عندما تصل البويضات المحتوية على الطور
اليرقى إلى المنطقة الأمامية للأمعاء فإنها تفقس ويخرج منها اليرقة التي تختبئ بين
الخملات لتحصل على ما تحتاجه من غذاء بعد ذلك تهاجر اليرقات من المنطقة الأمامية
إلى المنطقة الخلفية لها وخصوصا الأعور حيث تنمو إلى الطور اليافع ومن هنا نلاحظ
أن اليرقات لا تخترق جدار الأمعاء إلى الدورة الدموية كما يحدث في الأسكاريس و
المَلقُوه (Ancylostoma).
التأثيرات المرضية
تظهر عندما تكون الإصابة شديدة فان الدودة تفرز إنزيمات تدمر الأنسجة المحيطة بها
وبالتالي تساعد البكتريا على النمو في هذه المناطق ويؤدى ذلك إلى التهابات في جدار
الأمعاء. من الأعراض الهامة التي تصاحب هذه الديدان اضطرابات في منطقة البطن وكذلك
التهاب الزائدة الدودية. إسهال مصحوب بنزول دم مع البراز. حيث أن الدودة تتغذى على
الدم فان المريض يصاب بفقر الدم. الوقاية تشمل البعد عن أكل الأطعمة الملوثة أو
شرب المياه الملوثة و عدم التبرز إلا في المراحيض وغسل الأيدي جيدا قبل تناول
الأطعمة والعلاج الدوائي للمصابين بالعدوى.
4 ـ الديدان الدبوسية
Enterobius vermicularis
تنتشر هذه الديدان في جميع أنحاء العالم. تعيش الديدان
البالغة في الأعور والزائدة الدودية والأجزاء المجاورة من الأمعاء في الإنسان
وخاصة الأطفال. يعتبر الإنسان هو العائل الوسيط والنهائي. تهاجر الأنثى عند
امتلائها بالبيض إلى منطقة الشرج ليلاً حيث تحفزها ملامسة الهواء على وضع البيض
والذي يبلغ قطر الواحدة 30×55 ميكرون. تكون البيضة بيضاوية الشكل ولها قشرة شفافة
مزدوجة تحتوى على جنين نام. يصاب الإنسان عندما يأكل طعاماً ملوثاً بالبويضات
(الطور المعدي) أو يستنشق الهواء المحتوى على تراب به البويضات. تحدث الإصابة الذاتية
أيضا عندما تلامس أصابع المريض الفتحة الشرجية فتلتصق بها البويضات وتصل إلى فمه
أثناء الأكل. عندما تصل البويضات إلى الإثنى عشر تتحرر اليرقات عَصَويَّة الشكل (Rhabditiform
larva) وتنسلخ مرتين
قبل أن تصل إلى اللفائفى في العلوي حيث
تنمو إلى الطور اليافع. تستغرق دورة الحياة من 4ـ6 أسابيع قبل أن تهاجر الإناث إلى
منطقة الشرج.
التأثيرات المرضية والأعراض تشمل التهاباً في منطقة الشرج
وخصوصاً عند وضع الأنثى البيض. في بعض الأحيان تصل الديدان إلى منطقة المهبل
للمرأة وتؤدى إلى التهابه. تؤثر الالتهابات في منطقة الشرج والمهبل على الحالة
الجنسية والعصبية للمريض. تصل الأطوار المهاجرة أحيانا إلى قناة فالوب أو الفجوة
البريتونية حيث تتكيس هناك. تسبب اليرقات التي تلتصق بالأغشية المخاطية للأمعاء
التهاباً بالأعور وآلام في البطن وسوءاً في الهضم. تحدث بعض الأورام الحبيبية في الرحم
وقناة فالوب والتجويف الجسمي قد تصل إلى الزائدة الدودية ولكن لا تسبب التهابها.
والتشخيص يتم عن طريق فحص عينة البراز لرؤية الديدان البالغة وأحيانا البويضات
واستعمال الشريط اللاصق حيث توضع قطعة من الشريط اللاصق الشفاف على منطقة الشرج في
الصباح الباكر وقبل التغوط ثم ترفع هذه القطعة وتنشر على شريحة زجاجية وتفحص. أما
العلاج فيراعى معالجة الأسرة بأكملها وليس الفرد المصاب فقط بواسطة الببرازين Piperazine. وللوقاية يراعى النظافة العامة وغسل
الأيدي جيداً قبل تناول الطعام وكذلك بعد التغوط وتنظيف منطقة الشرج ودهنها بدهان
يوقف انتشار البويضات وعزل المصابين عن أفراد العائلة وغلى ملابسهم ومنع الأطفال
من اللعب بالتراب.
الاستجابة المناعية للخيطيات (للإسطوانيات)
Immune
Response to Nematodes
تلعب المناعة ضد الطفيليات الخيطية دوراً هاماً في إمكانية
طرد الأطوار البالغة وتقليل طول الديدان وخفض خصوبة الديدان الأنثوية وإفشال
اليرقات من تمكين نفسها داخل العائل علاوة على إضعاف النمو لهذه اليرقات. إن النوع
الشائع للاستجابة المناعية في حالة الإصابة بعدوى الديدان الخيطية هي من النوع
الثاني (TH2) أي النوع المعتمد على الخلايا التائية والتي يصاحبها إفراز
للمضدات (Antibodies) أي مناعة خلطيه (Humoral
immune response) وليست
من النوع الأول (TH1) ولقد وجد أن السيتوكينات التي تصاحب مقاومة العدوى بهذه الديدان
تحوى انترلوكين 4, 5, 9, 13 (IL-4, IL-5, IL-9, and IL-13).
إن تثبيط هذه السيتوكينات باستخدام مضادات وحيدة النسيلة (Monoclonal
Abs) أو باستخدام
الفئران التي لا يوجد بها الجينات المسئولة عن إفراز هذه السيتوكينات (Knockout
mice) وجد أنها
تلغى أو تقلل مقاومتها على طرد هذه الديدان ومقاومة العدوى بها.
يصاحب العدوى بالديدان الخيطية المعوية ارتفاع في معدل
المضادات من نوعى IgE , IgG1 واللذان عرفا عبر السنين أنهم مرتبطان بمقاومة العدوى بالطفيليات.
في حالة الإصابة بالخيطيات يزداد معدل كل من IL-5 والخلايا الحمضية واللذان يعملان
كعناصر للمناعة الحامية من العدوى (Protective
Immunity) حيث أوضحت
الدراسات أن الخلايا الحمضية يمكنها قتل هذه الطفيليات خارج الجسم (في الزجاج) (In
vitro).
لقد أصبح واضحاً و جلياً في السنوات الأخيرة الماضية أن قدره
العوائل المصابة بالطفيليات الخيطية التي تعيش في معي العوائل على طرد هذه الديدان
ترتبط بقدرتها على استحثاث اﻠTH2 ضد الطفيلي. فمثلاً في
الاصابه باﻠTrichuris muris التي تعدى الفئران و قريبتها المُسَلَّكة الشًّعريَّة(Trichuris
trichiura) التي تصيب الإنسان وجد في الفئران أن أنواع
كثيرة قابله للعدوى وأن أنواع قليله غير قادرة على طرد الديدان (Expel) ولقد وجد أن القابلية للعدوى مرتبط
باستحثاث اﻠTH1 وأن القدرة على طرد الطفيلي مرتبط باﻠ TH2 وعلى هذا فلقد وجد أن التدخل في
استجابات الجهاز المناعي لكي يمنع من استحثاث Th2 في الفئران القادرة على طرد الطفيلي
جعلها قابله للعدوى وأن منع استحثاث TH1 في الفئران القابلة للعدوى جعلها مقاومه للعدوى. ولذلك
فإن TH2 ضرورية لمقاومه العدوى واﻠTH1
ضرورية للقابلية للعدوى وللعلم فإن هذا التعميم يعتبر صحيحاً على جميع
أنواع الخيطيات التي تعيش في المعي.
وتجرى الأبحاث لمعرفه الاستجابات المناعية وانحرافها أثناء
العدوى ولمعرفه الآليات المختلفة في طرد الديدان حيث لو أنها تشابهت في الشعبة
الواحدة فإنها تختلف من نوع لأخــر ومثال ذلك طرد الديدان N.
brasilinesis and Trichinella spiralis (الشَّعْرينات الحلزونية) يكون معتمداً كلياً على IL-4
or IL-13 and Il-4Rα وتنشيط اﻠ STAT 6. وجد أن طرد الشَّعْرينات الحلزونية لا يتم في حاله غياب الخلايا
الصارية بينما على الجانب الآخر فان الخلايا الصارية غير ضرورية في طرد ال N.
brasilinesis علاوة على هذا
إن حقن اﻠ Il-4 منفرداً داخل الفئران التي لا تحتوى على الخلايا التائية و
البائية والصارية كفيل بطرد N. brasilinesis بينما T.
Cells والخلايا
الصارية ضرورية لعمل Il-4 المحقون من الخارج لطرد الشَّعْرينات الحلزونية. ويستنتج من هذا
أن الاستجابة المناعية الخلطية Th2 تكون ضرورية جداً لطرد الديدان
والتي تعتمد على السيتوكينات Il-4 &IL-13 والذين يستحثوا الكثير من العمليات
المعقدة التي تحمى العائل من كثير من الكائنات الممرضة.
5 ـ الدودة الفُوكَريرية بانكروفتى Wuchereria
bancrofti
يقتصر وجود هذه الدودة على المناطق الاستوائية وتحت
الاستوائية حيث توجد في حوض البحر الأبيض المتوسط (في دلتا النيل وتركيا وجنوب
أسبانيا) وفي أمريكا الجنوبية ووسط أفريقيا وفي الهند وجنوب الصين. تعيش الديدان
البالغة متطفلة على جسم الإنسان في الأنسجة الضامة والأوعية والغدد الليمفاوية حيث
تعوق بكثرتها سير اللمف (Lymph) محدثة المرض المعروف بداء الفيل (Elephantiasis) لأنها تتسبب في تضخم حجم النسيج الضام
الذي يؤدى إلى تضخم وتورم الأجزاء المصابة كالأرجل والأيدي والصفن. والإنسان هو
العائل الفقاري الوحيد لهذه الدودة أما العائل اللافقاري لها فهو أنواع من البعوض
الماص للدماء مثل الأنوفيلس (الأجَميّة) والكيولكس.
تضع الإناث يرقات تعرف باسم الفيلاريا الصغيرة (Microfilaria) تتجه هذه اليرقات بعد خروجها من
الأنثى إلى الأوعية الدموية وتسير مع تيار الدم والليمف ويبلغ طول هذه اليرقة نحو
0.2 مم ولا يحدث لهذه اليرقات أي تطور ما دامت باقية في جسم الإنسان حيث تستطيع
البقاء حية نحو 70 يوماً تموت بعدها ما لم تنتقل مع الدم إلى جسم بعوضة من أنواع (Aedes,
Culex, Anopheles) ومن
الطريف في دورة حياة هذه الدودة أنه توجد علاقة بين ظهور اليرقات في الأوعية
الدموية الخارجية وعادة تغذية العائل الوسيط (البعوض) فإذا كانت البعوضة تتغذى
أثناء الليل فان تلك اليرقات تظهر في الأوعية الدموية الخارجية بين الساعة العاشرة
مساءا والثانية صباحا ثم تهاجر للأوعية الدموية الداخلية نهاراً.
عندما تلدغ البعوضة إنسانا مصاباً فإنها تسحب الدم المحتوى
على تلك اليرقات Microfilaria وعند وصول الفيلاريا الصغيرة إلى معدة البعوضة فإنها تخترق جدار
المعدة وتتجه إلى عضلات الصدر للبعوضة حيث تنسلخ مرتين ثم تهاجر من صدر البعوضة
إلى أجزاء الفم. تنتقل الإصابة إلى الإنسان السليم عندما تلدغ البعوضة جسم
الإنسان. فان هذه اليرقات تنطلق إلى سطح جلد الجسم وتدخل جسمه أما عن طريق الثقب
الذي تحدثه البعوضة ويسير مع تيار الدم إلى الغدد الليمفاوية حيث تبدأ حياتها
وتنمو للطور اليافع.
يعرف المرض الذي تسببه الديدان البالغة باسم الفيلاريا (Bancroft's
Filariasis) أو مرض الفيل
(Elephantiasis) والأعراض التي تظهر نتيجة لهذا المرض تسببها الأطوار البالغة
للدودة وليست اليرقات والتغيرات التي تحدث للغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية
ترجع إلى سببين الأول التليف الذي يصاحب الديدان الميتة و الثاني التأثير الحركي
للديدان حيث أنها تسد الأوعية الليمفاوية نتيجة لكبر حجمها والتفافها حول بعضها.
الاستجابة المناعية للفِيلاريا
Immune Response against Filaria
أثبتت الأبحاث أن في الأشخاص المصابين بالفِيلاريا الليمفاوية
(Lymphatic Filariasis) أنه يوجد في دماؤهم الطرفي (Peripheral
Blood) عدد كبير من
الخلايا التائية والتي تستحث الاستجابة الخلطية ولقد أوضحت هذه الأبحاث أن هناك
علاقة قوية ما بين زيادة السيتوكينات Il-4 , Il-5 المنتجة بواسطة الخلايا التائية وزيادة
المضادات من نوع IgE وزيادة الخلايا الحمضية (Eosinophilia)
حيث يرتبط هذه الزيادة في الخلايا الحمضية مع الزيادة في السيتوكاينIl-5 . ويرتبط الزيادة في إنتاج Il-4 مع الزيادة في IgE ومع أيضاً تثبيط الانترفيرون جاما وهناك
ارتباط طردي ما بين الزيادة في مستوى الIgE
مع الزيادة في مستوى المضادات IgG4 بحيث يزداد كلاهما مع الزيادة في اﻠ Il-4 والنقص أو التثبيط في الانترفيرون
جاما. يقل مستوى IgE الناتج لمستضدات الفِيلاريا بزيادة Il-12 عن طريق أنه يثبط إنتاج ال Il-4 ويستحث بالزيادة إلى إنتاج الانترفيرون
جاما.
6ـ أنكلوستوما الإثنى عشر
Ancylostoma duodenale
تسمى أيضاً المَلقُوه العَفَجيَّة أو عَقْفاءُ الفمُ
العَفَجيَّة أو الدودة الخطافية. تعيش هذه الديدان في الأمعاء الدقيقة للإنسان
وخاصة الإثنى عشر حيث تتعلق بالطبقة المخاطية المبطنة للأمعاء بواسطة محافظها
الفمية (Buccal capsule) وذلك لتمتص كمية كبيرة من دم العائل وتتغذى عليه.
تضع الأنثى البيض(2500ـ3000) بيضة يومياً والبيضة ذات شكل
بيضاوي مغلفة بقشرة رقيقة وبداخلها جنين ذو أربعة فلجات (4-blastomeres) يخرج البيض مع البراز وتحت ظروف
مناسبة من الرطوبة يفقس خلال 48 ساعة وتخرج منه الطور الأول لليرقة عَصَويَّة
الشكل(Fist stage of rhabditiform larva) التي تنسلخ متحولة إلى
الطور الثاني لليرقة عَصَويَّة الشكل (Second
stage of rhabditiform larva). تتغذى هذه اليرقة على المواد العضوية بالتربة ثم تنسلخ للمرة
الثانية متحولة إلى اليرقة الفيلارية (Filariform
larva) التي تمثل
الطور المعدي. يصاب الإنسان عندما تخترق اليرقة الفيلارية الأجزاء الرقيقة من جلده
بين أصابع القدم وتصل إلى الأوعية الدموية والليمفاوية حيث يحملها تيار الدم إلى
القلب ثم إلى الرئتين ومنهما إلى الحويصلات الهوائية ثم إلى القصبة الهوائية
فالبلعوم ثم تبتلع وتصل إلى المريء ثم المعدة ثم الأمعاء وهناك تنسلخ للمرة
الثالثة والرابعة وتنمو إلى الطور اليافع. يبدأ ظهور البيض بعد 3ـ6 أسابيع عقب
اختراق اليرقة الفيلارية لجلد الإنسان ويمكن للديدان البالغة أن تعيش داخل عائلها
لمدة خمسة أعوام.
التأثير المرضى والأعراض تشتمل على حساسية
والتهاب وبقع بثرية نتيجة دخول اليرقات من خلال الجلد إلى في مكان الإصابة. يؤدى
وجود اليرقات في الرئتين إلى التهاب الرئة والقصيبات الهوائية ونزف في حالات
الإصابة الشديدة. تلتصق الديدان البالغة بخملات الأمعاء بواسطة محافظها الفمية
وتعمل على تمزقها وتأكلها بل وتحدث بها نزيفا. امتصاص الدودة البالغة للدم يؤدى
إلى إصابة المريض بفقر الدم. يؤدى وجود الديدان في البطن إلى آلام ومغص شديد
وأحيانا إسهال وفقدان للشهية. يعانى الأطفال المصابون تأخرا في النمو العقلي
والجسدي. التشخيص يتم بفحص عينة من البراز بالمجهر لرؤية البيض. الوقاية تشمل
النظافة العامة و معالجة الأفراد المصابين و تناول الغذاء الجيد المحتوى على
الحديد والبروتين.
الاستجابة المناعية المضادة للديدان الخطافية
Immune Response in Hookworm
Infections
تأخذ الديدان الخطافية أهمية خاصة لكونها تصيب ما يقارب
البليون في العالم في المناطق الحارة والدافئة. وعلاوة على ذلك فإنها تسبب أنيميا
نقص الحديد (Iron deficiency anemia) وذلك نتيجة لعاداتها الغذائية. يوجد نوعين أساسين يسببوا معظم
العدوى في الإنسان وهم Nectar americanus/Ancylostoma
duodenale والذين يصيبوا
1.3 بليون شخص في العالم في المناطق الحارة والدافئة. ويوجد هناك نوع أخر يصيب
الكلاب هوAncylostoma caninum والذي وجد حديثاً أنه
يصيب الإنسان ويسكن المعي (ولكن لا ينمو جنسياً). تعيش الديدان الخطافية في
الأمعاء وتقوم بالاغتذاء على الدم والطبقة الطلائية.
الاستجابة المناعية لطور اليرقة
Immune Response to Invasive Larva
أثناء اختراق الجلد تقوم اليرقة(L3)
بخلع أو ترك الغلاف الكيتينى وتقوم بإفراز الإنزيمات التي تمكنها من الهجرة
إلى داخل الأنسجة حتى في عائلها الأساسي أعداد كبيرة من اليرقات تهلك (Perish) في هذه المرحلة(لأسباب غير مرتبطة
بالمناعة للعائل) وتتكسر لكي ينطلق العديد من الجزيئات التي تستحث المناعة.
دخول اليرقة إلى الدورة الدموية يعتبر مرحلة قليلة زمنياً
ولكن تعتبر مرحلة من التدخل المناعي وتكون اليرقة في طريقها إلى الرئة والأوعية
الدموية بها ووصولها إلى الأوعية الدموية بالرئة وتثقيبها (Perforation) للحويصلات الهوائية (Alveoli) من الممكن أن يزيد من إفراز المستضدات
والتي تؤدى إلى التنشيط المناعي للخلايا المناعية في الرئة ويؤدى ذلك إلى أن بعض
اليرقات تقف وتموت هناك والبعض الأخر يُنقل بواسطة الحركة الهدبية والمخاط (Mucociliary
escalator). هنا تقوم
اليرقة بالانسلاخ مرة أخرى كتجهيز لدخول الأمعاء وتتسبب في إفراز العديد من
المستضدات التي غالبا ما لها تتدخل في التفاعلات المناعية.
المناعة الخلطيةHumoral
Response
في العدوى بالديدان الخطافية قد وجدت بعض الدراسات أن الإصابة
بهذه الديدان ينتج عنها إفراز المضدات الخمسة المختلفة لمستضدات اليرقة والدودة
الكاملة ولكن المضد IgE الذي عادة ما يفرز نتيجة العدوى بالديدان المفلطحة كان أقلهم
مستوى. اتضح أن آلية التسميم الخلوي المعتمد على المضدات (ADCC) أنه له دور مهم وضروري في قتل الطفيلي
في الفئران. وجد أن الفئران (الديدان الخطافية لا تصل إلى النضوج فيها) حيث أن
اليرقة L3 من الممكن أن تهاجر إلى الرئة والأنسجة خارج الأمعاء وجد أنها أي
الفئران تصل إلى حد كبير من القدرة على مقاومة كميات كبيرة من اليرقات ويعتقد أن
هذه المقاومة ترتبط بالزيادة العالية لمستويات IgE, IgG1,
IgM .
تنتشر الخلايا الحمضية وتزداد في عددها كاستجابة ليرقات
الديدان الخطافية في الأنسجة ويتضح هذا من الزيادة العالية للخلايا الحمضية في الدم
الطرفي (Peripheral Blood) ولقد وجد أن الخلايا تزداد زيادة أكبر عند وصول ونمو الديدان في
المعي وهذا من المحتمل أن يعكس الزيادة في كمية المستضدات التي تفرزها كل من
اليرقة المغتذية (L4) والطور اليافع وبالرغم من كل هذا فان غياب زيادة الخلايا الحمضية
الدوارة في الدم لا يزيد القابلية بالعدوى في الديدان المفلطحة.
الاستجابة المناعية الخلطية للديدان الخطافية البالغة
Humoral Immune Response to Adult
Hook Worms
مثل معظم الديدان المفلطحة فان العدوى بالديدان الخطافية تتميز
بالاستجابة المناعية والتي تتميز بزيادة المضدات (IgE,
IgG4, IgG1) والتي تكون
تحت سيطرة المناعة الخلطية TH2 من خلال إفراز Il-4 وهذا تم معرفته من خلال التقنيات المختلفة باستخدام المستضدات
المختلفة للطفيلي (Somatic Excretory/ Secretory). فالمضدات الدوارة (IgG4, IgG1) تزداد مستوياتها في العدوى بالديدان
المفلطحة وأيضاً في الديدان الخطافية ولقد وجد أن الزيادة في معدل ارتفاع IgG4 من الممكن أن يستعمل كدلالة للعدوى في
بعض أنواع العدوى بهذه الطفيليات. وليس من المعروف الدور الأساسي ﻠﻠ IgG4 ولكنه من المعتقد أنه ينظم الاستجابة
المناعية بتقليلها عن طريق تثبيط آليات عمل IgE مثلاً بوقف تنشيط الخلايا الصارية (Blocking
of Mast cell activation) وإضافة على هذا يعتقد أن
اتحاد IgG4 مع المستضدات يكون أقل في درجة الإيذاء( أقل ضرراً) من اتحاد
المستضدات مع IgE.
إن الأطوار البالغة للديدان الخطافية يمكنها استحثاث إنتاج
المضدات IgM, IgG, IgE ولكن لا يزيد إنتاج
المضدات IgA ومستويات الزيادة في هذه المضدات تعود إلى طبيعتها بعد العلاج
ويفسر الزيادة في IgA على أن هذه الديدان لها القدرة على إفراز إنزيمات هاضمة
للبروتين والتي يمكنها من تكسير اﻟIgA .
المناعة الخلوية للديدان البالغة Cellular
Immune Response
تزداد الخلايا الحمضية في العدوى بهذه الديدان ومستويات هذه
الزيادة تعكس مستوى كثافة العدوى (Worm burden) حيث تكون الاستجابة المناعية لهذه
الطفيليات هي من النوع الثاني المعتمد على المضدات IgE وزيادة في الخلايا الحمضية. من المعلوم
أن الخلايا الحمضية تنتقل من النخاع
العظمى إلى أماكن نشاطها وهو المعي في حالة الديدان الخطافية وزيادة الخلايا
الحمضية في حالة العدوى بالديدان الخطافية إلى أماكن إغتذاء الطفيلي يتأثر بعوامل
عدة منها مرحلة وكثافة العدوى بالإضافة إلى العوامل التي ترتبط بالعائل في حالة
العدوى الكثيفة فان كل طبقات المعي من الطبقة الطلائية إلى طبقة الserosa
من الممكن أن تتأثر بشدة بزيادة الخلايا الحمضية وزيادة الالتهاب في هذه
الأنسجة.
الحماية المناعية ضد الطفيليات الخطافية
Immune Protection against Hook
Worms
هناك من الدراسات التي وجدت علاقة ما بين زيادة IgE ويتلوه نقص في خصوبة وعدد الطفيليات
إلا أن هذه النتائج ليست مؤكدة والعدوى بهذه الديدان يعتقد أنها تقل بزيادة السن
كما هو الحال في الديدان المفلطحة.
إرسال تعليق