الاستـجابة المناعية للمِثقَبيات
Immune Response to Trypanosomes
تقوم المِثقَبيات بتنشيط كل من الخلايا التائية المساعدة
المعتمدة على والغير معتمدة على الخلايا البائية (أي نوعى المناعة الخلوية
والخلطية) وذلك نتيجة الاستحثاث بجزيئات الجليكوبروتين الممثل لسطح الطفيلي والذي
يعتريه دائماً التغيير في تركيبه (Variant
molecules of surface glycoprotein) وتكون النتيجة إنتاج المضدات لهذا المستضد
(VSG) وبذلك يتم التخلص من الطفيلي الموجود
بالدم.على الناحية الأخرى تنشط الخلايا الليمفاوية المساعدة (TH)
بالتعرض لهذا المستضد(VSG) بعد إتحاده بمتراكب التوافق النسيجي الأكبر (Major
histocomptability complex II) على سطح الخلايا المعرفة للمستضدات (Antigen
presenting cells) والتي تكون إما الخلايا البلعمية الكبيرة
أو الخلايا الشجرية(Dendritic cells) وبذلك تنشط إفرازات الاستجابة المناعية الخلوية
(TH1). هذه الاستجابة تنشط إنتاج الانترفيرون
جاما والذي بدوره يقوم بتنشيط الخلايا البلعمية الكبيرة لكي تنتج كثير من المواد
المضادة للمِثقَبيات مثل الشوارد الحرة للأوكسجين والنتروجين (N,
O, free radicals) والعامل الميت للأورام (TNF-α)
وسلسلة من المواد وتكون النتيجة أن يقضى على التريبانوسوما خارج الأنسجة الوعائية
وعلى ذلك تتوقف المقاومة لهذا الطفيلي بقدرة العائل على استحثاث كل من الاستجابة
الخلوية والخلطية للمستضد SVG ويكون القابلية
للعدوى في حالة عدم وجود أو ضعف أي من الاستجابتين(TH1,
TH2).
يعزى إلى المِثقَبيات وخصوصاً النوع الأفريقي القدرة على عمل
تغيير في مستضداته المكونة لسطحه أو غلافه (Surface
coat) حيث أنها جيناتها تحتوى على أكثر من 1000
جين يقوم بتكوين هذا السطح وتستطيع المِثقَبيات تغيير هذا الغلاف باستمرار بحيث أن
جينات تعمل في مرحلة لا تعمل في مرحلة أخرى يحدث ما يسمى بعملية الفتح والقفل (Switching)
وبذلك يتغير تركيب الغلاف ويهرب الطفيلي من مناعة العائل والطفيلي الذي يحتوى
غلافه الشكل القديم تستطيع المناعة القضاء والتخلص منه على عكس الجديد التي لا
تستطيع المناعة القضاء عليه (بمعنى بسيط يستطيع هذا الطفيلي تغيير جلده للهروب من
الاستجابة المناعية) وهذا الأسلوب هو أسلوب ناجح للمراوغة المناعية.
إن وجود الحامض النووي (DNA)
لهذا الطفيلي في دم العائل و في الأنسجة
الأخرى له دور في استحثاث إنتاج السيتوكينات وإنتاج الأوكسجين والنتروجين الذي
يحتوى إلكترونات مفردة وبذلك من الممكن أن يعكس دوراً مهماً في الوقاية المبكرة ضد
الطفيلي.
3 ـ جنس اللِّيشْمانِيَّا Genus:
Leishmania
ينتمي جنس الليشمانيا إلى شعبة اللحميات المسوطة(Phylum:
Sarcomastigophora)
تحت شعبة السوطيات (Subphylum: Mastigophora)
مثل المِثقَبيات. يحتوى جنس الليشمانيا على ثلاث أنواع تصيب الإنسان هي اللِّيشْمانِيَّا
المَدارِيَّة (Leishmania tropica) وهى التي تسبب مرض الليشمانيا الجلدية (حبة
بغداد) والليشمانيا البرازيلينسيسة (Leishmania braziliensis) والتي تسبب مرض
الليشمانيا المخاطي الجلدي (داء الليشمانيا الأمريكية) و ليشمانيا دونوفانى (Leishmania
donovani) والتي تسبب داء الليشمانيا الحَشَوى
(الكَلازار) (Kala-azar) .
(أ) اللِّيشْمانِيَّا المَدارِيَّة Leishmania
tropica
تستوطن اللِّيشْمانِيَّا المَدارِيَّة
أسيا الصغرى وأواسط وجنوب وغرب أسيا ودول البحر الأبيض المتوسط وجنوب ووسط أمريكا
ومنطقة البحر الميت ودول شمال أفريقيا والهند.
تعيش اللِّيشْمانِيَّا المَدارِيَّة متطفلة فى الجلد وفي خلايا الجهاز الشبكي(Reticulo-endothelial
cells)
كالخلايا البلعمية الكبيرة (Macrophages)
والتي تكثر تحت الجلد.
تمر دورة الحياة في عائلين أحدهما فقاري وهو الإنسان والآخر
لافقاري وهى ذبابة الرمل من جنس Phlebotomus.
ويوجد الطفيلي في شكلين أثناء دورة الحياة الأول الشكل الليشماني (Leishmanial
form) وهى أجسام بيضاوية أو دائرية (2ـ5
ميكروميتر) تحتوى على نواة كبيرة واضحة وجسم حركي وجسم قاعدي وخيط محوري قصير
(سوط) و الشكل الأخر هو الشكل الليبتومونال (Leptomonal
form) وهو مغزلي الشكل ومزود بنواه في وسط الجسم
ويقع الجسم الحركي والجسم القاعدي أمام النواة في مقدمة الجسم ويمتد السوط إلى
الخارج ولا يوجد غشاء متموج .
تتم إصابة الإنسان بطريقتين إحداهما عندما تلدغ ذبابة الرمل
الإنسان والثانية عندما يتصل جلد الإنسان اتصالاً مباشراً بجلد إنسان أخر مصاب.
تصاب ذبابة الرمل عندما تتغذى على دم إنسان مصاب فتسحب الدم المصاب بالطفيلي في
الطور الليشماني الذي يدخل مع الدم إلى المعي المتوسط للذبابة. يتكاثر الطور
الليشماني ويتحول إلى الطور الليبتومونال عند نهاية اليوم الثاني للإصابة. يستمر
الطفيلي في التكاثر وعند اليوم السابع يهاجر الطور الليبتومونال إلى الأمام من
خلال المريء إلى البلعوم ثم إلى التجويف الفمى وعند ذلك يصبح الطور الليبتومونال
(الطور المعدي ) جاهزا الإصابة. عندما تلدغ الذبابة جلد الإنسان فإنها تحقن في
مكان اللدغ (عبارة عن جرح صغير بالجلد) الأطوار المعدية التي ما تلبث أن تهاجم
وتغزو خلايا الجهاز الشبكي الموجودة بالجلد وتتحول إلى الطور الليشماني. يمكن
للخلايا البلعمية الكبيرة أن تدمر الطفيلي ولكن قد ينجح الطفيلي في التكاثر حتى
تنفجر الخلايا البلعمية وتظهر قرح صغيرة في موقع الإصابة.
ينحصر المرض في الأنسجة الجلدية وأحياناً الأغشية المخاطية
وتتضخم الأدمة في المناطق المصابة حيث يلاحظ إرتشاح خلوي لطبقات الجلد يعقبها تحلل
لبعض الأنسجة وتكوين عقد تتقرح فيما بعد. تظهر الإصابات عادة في المناطق المكشوفة
من الجسم كالوجه والخدود والأنف والشفاه والذقن والرقبة والذراعين. ويطلق على
القرحة أسماء محلية فتسمى حبة بغداد أو حلب أو البثرة الشرقية (Oriental
sore) وتظهر على شكل حبه تتقرح ثم تشفي
بالعلاج تاركة ندبة منخفضة.
يتم التشخيص بأخذ مواد من الحافة القوية للقرحة وفحصها
مجهرياً للتأكد من وجود الطفيلي (الطور الليشماني والطور الليبتومونال). الوقاية
تشمل معالجة الأشخاص المصابين و السيطرة على ذباب الرمل و السيطرة على بعض
الحيوانات الخازنة للطفيلي كالكلاب.
ب ـ لِّيشْمانِيَّا دونوفانى Leishmania
donovani
يتطفل في الإنسان ويسبب مرض الليشمانيا الحَشَوى (Visceral
leishmaniasis). تحدث الإصابة في الطحال والكبد بصورة
رئيسية إلا أن الطفيلي قد يصيب مواقع أخرى كنخاع العظام وخملات الأمعاء يطلق على
المرض الذي يسببه الطفيلي اسم (الكَلازار) (Kala-azar)
(المرض الأسود). الطفيلي واسع الانتشار فهو يوجد في بلاد البحر المتوسط وجنوب
روسيا والصين والهند وبنجلاديش وشرق أفريقيا ووسط وجنوب أمريكا الشمالية والعراق
والجزيرة العربية.
دورة حياة اللِّيشْمانِيَّا دونوفانى تشبه دورة حياة
اللِّيشْمانِيَّا المَدارِيَّة غير أن الطفيلي يعيش داخل خلايا الجهاز الشبكي
الطلائى للأحشاء والتي تشتمل على الطحال والكبد والعقد الليمفاوية للمساريقا
وأيضاً نخاع العظام. يوجد الطور الليشماني في كل أنسجة وسوائل الجسم. تقوم ذبابة
الرمل من جنس phlebotomus بنقل الطفيلي من
إنسان مصاب إلى أخر سليم.
الأعراض المرضية تبدأ بارتفاع في درجة حرارة المصاب (حمى) وقد
تظهر عليه أعراض القشعريرة و إسهال وتقيحات في موضع لدغة الذبابة و تضخم الكبد
والطحال وحدوث فقر الدم (أنيميا) نتيجة لتغير وقلة أعداد كريات الدم.
الاستجابة المناعية لعدوى اللِّيشْمانِيَّا
Immune
Response to Leishmania Infection
يرجع الفضل إلى ويليام ليشمان و تشارلز دونوُفان في اكتشاف أن
الطفيلي Leishmania
donovani (على اسم مكتشفيه) وحيد الخلية في الطحال في
المرضى الذين يعانون من أعراض تشابه
الملاريا و التي عرفت فيما بعد بمرض الليشمانيا الحَشَوى (Visceral
leishmaniasis).
الليشمانيا في الإنسان متواجدة عالمياً و تنتشر في حوالي 12
مليون نسمه مابين ليشمانيا حَشَوية و جلدية. و المقاومة للطفيلي تعتمد على المناعة
الخلوية (TH1) بينما القابلية للعدوى تعتمد على إفرازات
المناعة الخلطية (TH2) حيث تفرز
الخلايا التائية المساعدة في النوع الأول كل من IL-2
و الانترفيرون جاما لكن إفرازات الخلايا
التائية في النوع الثاني تكون IL-4, Il-5, IL-10. حيث ينشط
الانترفيرون جاما الخلايا البلعمية الكبيرة لكي تنتج الأنزيم المسئول عن إنتاج
أكسيد النتريك(iNOS2).حيث يقتل أكسيد
النتريك الأطوار الداخل خلوية بالمقارنة بالمناعة الخلطية فإنها تحد الاستجابة
الخلوية عن طريق IL-4 وIL-10
والتي تثبط الخلايا البلعمية الكبيرة وبذلك تساعد الطفيلي على النمو
والتكاثر.
الجدير بالذكر أن العلاج المناعي متحداً مع العلاج الدوائي يأتي بنتائج أفضل من
العلاج الدوائي لوحده حيث وجد أن العلاج بالإنترفيرون جاما مضافاً إلى العلاج
بالأنتيمون (Antimony) لعلاج الليشمانيا الحَشَوية أفضل بكثير من
العلاج بالأنتيمون لوحده حيث عادة ما يفشل في العلاج.
4 ـ جنس
المُشَعَّرات Genus:
Trichomonas
ينتمي جنس المُشَعَّرات إلى شعبة اللحميات المسوطة(Phylum:
Sarcomastigophora)
تحت شعبة السوطيات(Subphylum: Mastigophora)
مثل المِثقَبيات و الليشمانيا. تتخذ أنواع
هذا الجنس أشكالاً بيضاوية و الجسم مزود بأربعة أسواط تمتد من الطرف الأمامي وسوط
خامس يمتد إلى الخلف على امتداد غشاء يسمى الغشاء المتموج. في بعض الأنواع قد يصل
عدد الأسواط الأمامية إلى خمسة وأحياناً ثلاثة. يوجد قلم محوري (Axostyle)
يمتد طولياً في وسط الجسم وغالبا ما يبرز من النهاية الخلفية للطفيلي. يوجد نواه
واحدة غالباً ما تقع في الطرف الأمامي للطفيلي. لا يوجد بهذا الجنس الطور المتكيس
ويعتقد أن الإصابة تتم عن طريق الطور المغتذى. هناك ثلاثة أنواع من المُشَعَّرات
تصيب الإنسان هي المُشَعَّرة الفَمَويَّة
(T. tenax) والمُشَعَّرة البَشَريَّة أو المعوية (T. hominis)والمُشَعَّرة
المَهبِليَّة (T. vaginalis) ويعتبر
المُشَعَّرة المَهبِليَّة الوحيدة من بين الأنواع الثلاث السابقة الذي يسبب
أعراضاً مرضية للإنسان.
المُشَعَّرة المَهبِليَّة
Trichomonas vaginalis
يعيش هذا الطفيلي في القنوات البولية
التناسلية لكل من الذكر والأنثى فى الإنسان
ففي الذكر يصيب هذا الطفيلي حوض الكلية والحالب والمثانة البولية وغده البروستاتا
والحوصلة المنوية والاحليل أما في الأنثى فيصيب المهبل والرحم وقناة مجــرى البول
والمثانة. الطفيلي واسع الانتشار في العالم وتتراوح نسبه الاصابه في الإناث 20-40%
وفي الذكور 4-15%. يتكاثر الطفيلي
لاجنسياً بالانشطار الثنائي ولا يوجد دليل
على تكون الطور المتكيس. تنتقل الاصابه من شخص لأخر عن طريق الجماع عاده
إلا أن احتمال الاصابه عن طريق الملابس الملوثة بالطفيلي قد ثبت أيضاً حيث أنه قد
تم تشخيص حالات ٳصابه في عدد من الرضع والأطفال والإناث غير
المتزوجات. إضافة إلى ذلك يعتقد أن إصابة الرضع قد تحدث أثناء الولادة في حالة ما
إذا كانت الأم مصابة بالطفيلي.
في الأنثى تبدأ الأعراض بظهور التهاب في المهبل وذلك بعد بضعة
أيام من الإصابة يلي ذلك احتقان في جدار المهبل وتحلل الغشاء المبطن له. تظهر
إفرازات مهبلية لا تلبث أن تزداد ويصبح لونها أبيض أو مائلاً للاخضرار ويصاحب ذلك
ألام في النسيج الطلائى المبطن للمهبل. وفي الذكر
من بين الأعراض الشعور بالألم عند التبول و نزول إفرازات صفراء اللون مع
البول و ألام في غدة البروستاتا والاحليل. يعتمد
التشخيص على فحص عينة من البول أو الإفرازات للمرأة والبحث فيها عن الطور
المغتذى و فحص عينة من إفرازات البروستاتا في الذكر والبحث فيها عن الطور المغتذى
. الوقاية تشمل العناية بالنظافة الشخصية والحيطة والحذر عند استخدام دورات المياه
العامة و تناول العلاج الكيماوي فى حاله ثبوت العدوى.
5- جنس الجيارديات Genus :
Giardia
ينتمي جنس الجيارديات إلى شعبة اللحميات المسوطة(Phylum:
Sarcomastigophora)
تحت شعبة السوطيات(Subphylum: Mastigophora)
مثل المِثقَبيات و الليشمانيا و
المُشَعَّرات. يضم هذا الجنس أنواعاً تتطفل في أمعاء الثدييات.
جِيارديَّه لامبِليَّه Giardia
Lamblia
تنتشر الجِيارديَّه لامبِليَّه في مختلف أنحاء العالم حيث يصيب الأطفال بكثرة وتعيش في الأمعاء
الدقيقة للإنسان. يعيش الطور المغتذى (Trophozoite)
ملتصقا بالخلايا الطلائية لبطانة الأمعاء ويتكاثر عادة بالانقسام الثنائي البسيط
حيث تنقسم النواة أولاً ثم يليها الأسواط وقرص الالتصاق ثم أخيراً السيتوبلازم
وبهذه الطريقة يتكون عدد كبير من الطفيلي حتى أنه في بعض الحالات يصل عدد
الطفيليات إلى 14 بليون في التبرز الواحد. يتحرك الطور المغتذى إلى القولون وهنا
يبدأ في تكوين كيس حول نفسه (Cyst) يحتوى الكيس
الناضج على أربعة أنويه وأربعة أجسام وسطية وميزابان بطنيان بالإضافة إلى الحوصلة
التي تحيط به. تخرج الأكياس الناضجة مع الغائط وتتم العدوى عندما يبتلع شخص آخر
هذه الأكياس مع الطعام وماء الشرب الملوثين. تفقس هذه الأكياس في أمعاء المصاب
ويخرج من كل كيس فردان من الطور المغتذى لتبدأ حياتها من جديد.
الأعراض المرضية تشمل إسهالاً مصحوباً بدم و آلاماً ومغصاً
بالأمعاء و فقداناً للوزن. ومن الممكن أن تشمل الإصابة ظهور الصفراء وذلك لأن
الطفيلي يلتصق بالغشاء المخاطي المبطن للأمعاء بواسطة ممصات خاصة و بذلك يعوق عمل
العصارة المعوية و الهضم وكذلك الامتصاص و خصوصاً امتصاص الدهون و الفيتامينات.
يعتمد التشخيص على فحص عينة من الغائط ومشاهدة الطور المغتذى والمتحوصل .الوقاية
تشتمل على الاعتناء بالصحة العامة خصوصاً نظافة الطعام والماء ومكافحة الذباب و
غسل الخضروات جيداً وكذلك غسل الأيدي عند تناول الطعام.
الاستجابة المناعية للجيارديات
Immune Response to Giardia
إن العدوى بالجِيارديَّه في كثير من الناس لا تؤثر فيهم على
العكس من بعض المرضى الذين يعانون من أعراض العدوى لسنوات طوال بالرغم من وجود
مضدات دوارة (Circulating
antibodies)في السيرم أو مضدات مفرزة (Secretory)
في الطبقة المخاطية بالإضافة إلى وجود
المناعة الخلوية ويعتمد ذلك على الخصائص البيولوجية حيث أن العوامل الغير مناعية
تلعب دور مهم في العدوى أو مدتها. فمثال على ذلك
فإن لبن الإنسان الطبيعي يقتل الطور المغتذى (Trophozoite)
بدون الاعتماد على المضدات المفرزة (IgA)
حيث أن العامل الذي يقضى على الجِيارديَّه في اللبن هو الأملاح الصفراوية المرتبطة
(Conjugated) والأحماض الدهنية الحرة والغير مشبعة ولقد
وجدت الدراسات أن بإمكان الطور المغتذى أن يحمى نفسه من التأثير القاتل لها عن طريق
تغطية نفسه بالمخاط في الأمعاء و أن الجِيارديَّه من الممكن أن تقتل أيضاً عن طريق
نواتج عملية تحلل الدهون في الإثنى عشر.
إن الدفنسنين (Defensins)
واﻠ(Indolicidin)
الذي يُنتج من كرات الدم البيضاء المتعادلة (Neutrophils)
له تأثير مضاد لنمو الجِيارديَّه وهذا يوضح أهمية الآليات الغير معتمدة على
المناعة (Non-immune response) في المقاومة والحد من تكاثر الطفيلي في
الأمعاء. على الناحية الأخرى فان المناعة الطبيعية (Innate
immunity) من الممكن أن تحمى الطفيلي من التدمير
ومثال على ذلك المخاط الذي عرف عنه أنه يحمى الطور المغتذى من القتل بواسطة نواتج
تحلل الدهون في السائل الموجود بالأمعاء.
أثبتت الدراسات أن كل من الاستجابة المناعية الخلوية والخلطية
قد تم التعرف عليهما ودراستهما في العدوى بالجِيارديَّه وبالرغم من ذلك فان
المعروف عن الآليات التي تشترك في الاستجابة المناعية تعتبر قليلة جداً وذلك لأن
معظم هذه المعارف تعتمد أساساً على نماذج التجارب على الفئران إضافة إلى هذا فان
الوجهة المناعية للعلاقة ما بين الطفيلي والعائل قد استمدت من الدراسات في خارج
الجسم (in vitro)
في مزارع الأنسجة للخلايا الليمفاوية وليس الطور المغتذى نفسه فزراعة الطور المغتذى تحت ظروف غير مناسبة جعل الطفيلي أكثر هشاشة وحساسية
للمقاومة المناعية ولذلك فمعظم هذه الدراسات يصاحبها الكثير من المشكلات.
يعتمد التأثير المميت لمصل الإنسان على الطور المغتذى
للجِيارديَّه على وجود (Intact classical pathway of
complement) فلقد اتضح أن مصل الإنسان المحتوى على
مضدات للجِيارديَّه يقتل أكثر من 98%من الطفيليات في خارج الجسم (in
vitro). ولقد أوضحت هذه التجارب أن التأثير القاتل
لمصل الإنسان قد تم إيقاف مفعوله عندما عُومِل بإضافة اﻠEDTA
أو وضعها في درجة حرارة 56 درجه مئوية لمدة نصف ساعة وهذه المعاملة من
المعروف أنها تُوقف عمل المتمم أو المكمل. هذه النتائج تم إثباتها في دراسة أخرى
عندما تم معاملة الطور المغتذى بالمضدات
من نوع IgM ووجد أنها تحللها ولقد عرف أن تنشيط الشكل
الكلاسيكي للمتممClassical pathway of complement أنتج عملية التحلل هذه. و بما أن الطور
المغتذى للجِيارديَّه يعيش في تجويف
الأمعاء فان هذه الآليات المذكورة سابقاً لا تلعب دوراً كبيرأ في مقاومة الطفيلي من
حيث العدد في الأمعاء وبالرغم من ذلك فان تحلل الطور المغتذى باستخدام مضدات معينة في وجود المتمم يلعب
دوراً في التحكم فى غزو أو مراوغة الطور المغتذى وهروبه إلى الأنسجة. وتلعب
المناعة الخلطية دوراً هاماً في المرضى المصابين بالجِيارديَّه ومثال على ذلك فان
الاستجابة المناعية للجِيارديَّه تحتوى على عدد قليل من الخلايا المنتجة ﻠﻠIgA وعدد كبير للخلايا المنتجة IgM.
إن أهمية النسيج الليمفاوي المصاحب للطبقة المخاطية(Mucosal
associated lymphoid tissue)
تتضح بالعدد الكبير من خلايا البلازما التي تنتج المضادات IgA
وبالرغم من ذلك فان المناعة الخلوية تلعب دوراً هاماً في المناطق المخاطية (Mucosal
sites) فالخلايا الليمفاوية توجد في أعداد كبيرة
في طبقة الرقيقة Lamina Propria وفي الطبقات
الطلائية (Epithelial layers) ومعظم هذه الخلايا من نوع الخلايا التائية
بأشكال مختلفة (Phenotypes). وحيث أن
المستضدات للجِيارديَّه هي من النوع المعتمد على الخلايا التائية فلقد درست دور
المناعة الخلوية في الجِيارديَّه ولصعوبة التقنيات للحصول على الطور المغتذى في الطبقة المخاطية في الأمعاء فلقد تم العمل
في هذه الدراسات باستخدام الخلايا
الليمفاوية الدوارة في الدم فلقد وجدت أن هناك استجابة خلوية متخصصة في
الجِيارديَّه عندما وجدت أن الخلايا الليمفاوية تزيد من تكاثرها (Replication)
عندما تم استحثاث كرات الدم البيضاء الطرفية (Peripheral
white blood cells) من الإنسان باستخدام أنتيجينات
الجِيارديَّه فلقد وجد أن تحضين (Incubation)
خلايا الجِيارديَّه مع الخلايا وحيدة النواة
(Mononuclear cells) مع إضافة 20% سيرم مناعي (Immune
serum) قد زاد من ابتلاع (Ingestion)
الطفيلي ثماني مرات زيادة وان دل ذلك على شيء فانه يدل على أن عملية تسهيل البلعمة
(Opsonization) توجد في الإصابة بالجِيارديَّه. حيث أن قتل
الطور المغتذى يتأثر بقدرة الخلايا
الملتهمة (Phagocytes)
على الأكسدة المضادة للميكروبات (Oxidative
microbcidal activity). ولقد تم الكشف عن أن الفئران القابلة
للعدوى بالجِيارديَّه (G. muris) تفرزIgG1
مقابل IgG2a
في الفئران المقاومة للعدوى وعلى
الناحية الأخرى أن الأولى غير قادرة على إفراز الانترفيرون جاما (IFN-gamma)
من خلايا العقد الليمفاوية المساريقية (Mesenteric
Lymph nodes) بينما أن الفئران المقاومة تنتجه. ومن
المعروف أن الانترفيرون جاما يلعب دوراً ليس فقط في تكاثر الخلايا البائية ولكن
أيضاً في تعاقب خروج المضدات من نوع لأخر (Antibody
switching).
إن عملية طرد الجِيارديَّه في الفئران يعتمد أساساً على ظهور
المضادات IgA,
IgG في الإفرازات المعوية حيث أن هذه المضادات
تتحد مع الطور المغتذى في الأمعاء وعلى
هذا تزيد من أعداد الخلايا المتعادلة الموجودة ولقد وجد أن عملية التهام الطور
المغتذى بواسطة الخلايا البلعمية الكبيرة
تزيد بتواجد السيرم المناعي (Immune serum)
أو اللبن المناعي (Immune mouse milk)
ولقد وجد أن وجود IgM,
IgG
يقومان بتنشيط الشكل الكلاسيكي لتنشيط المتمم وبذلك يزيد التأثير التحليلي
(Lytic)
للمتمم على خلايا الجِيارديَّه. وهذه الدراسات أوضحت أن المضادات
للجِيارديَّه في وجود مصدر للمتمم (من الخارج) كان قادراً على تحليل الطور
المغتذى ولكن للأسف فان بروتينات المتمم
لا توجد في الأمعاء إلا من خلال عدد بسيط من الخلايا البلعمية الكبيرة التي توجد
قرب تجويف الأمعاء في خلايا تسمى (M Cells) والتي تتواجد في الغشاء المخاطي للأمعاء.
وأخيراً فان الدور التي تلعبه الخلايا التائية والبائية في
هذه العدوى جاءت من خلال معرفة السيتوكينات في مزارع الخلايا بعد استحثاث الخلايا
التائية ولقد وجد أن السيتوكينات (IFN-gamma,
IL-4, IL-5) لم
يتم اكتشاف أي مستويات لهم وعلى هذا فان ذلك يعكس أهمية اﻠ IgA
في مقاومة هذه العدوى وتدل على أن المستضدات للجِيارديَّه تعتبر غير محفزة للجهاز المناعي (Poor
immunogens)
حيث أنها غير قادرة على استحثاث الخلايا الليمفاوية وإفراز الليمفوكينات.
وأيضاً على الناحية الأخرى فان هذه المستضدات في الفئران غير قادرة على إكثار الخلايا
الليمفاوية. وعلى هذا فان الاستجابة الخلوية(TH1)
تعتبر غائبة في العدوى الأولية (Primary
infection).
6- جنس المُقَوَّسات Genus
:Toxoplasma
ينتمي جنس المُقَوَّسات إلى شعبة أبيومبليكسا (Phylum:
Apicomplexa)
مثلها في ذلك المُتصَوَّرة و تتميز أفراد هذه الشعبة بأنه ليس لها عضيات
للحركة وتعيش معيشة طفيلية.
المُقَوَّسة القُنْدِيَّة Toxoplasma
gondii
هذا الطفيلي منتشر عالمياً حيث يصيب أكثر
من 500 مليون شخص في العالم مسبباً داء المقوسات (Toxoplasmosis) و هو مرضٌ طفيليٌ سببه المُقََوَّسَة القُنْدِيَّة (Toxoplasma
gondii) وهو طفيليٌ داخل خلوي إجباري(Intracellular) بمعنی أنه لا يستطيع التكاثر وغزو الأنسجة
المصابة إلا بعد الدخول لوسطها الخلوي وهو غالباً ما يغزو في البدء خلايا الجملة البطانية الشبكية وينتشر بواسطتها إلی
باقي الأنسجة وبشكلٍ خاص الجملة العصبية و العين والأنسجة العضلية المخططة. إنه قادرٌ علی التطفل علی خلايا كل الكائنات
ذات الدم الحار و في الخلايا المصابة
يتواجد الطفيلي ضمن تكوناتٍ فجوية (Vacuoles)
ربما تساهم في حمايته.
تبدأ دوره الحياة بالشكل
البويضي الكييسي (Oocyste) حيث يكون له شكلٌ بيضاوي يحتوي في داخله على كيسين
بوغيين (Sporocyste) في كل واحدٍ منهما يتواجد أربعة كائناتٍ
طفيليةٍ متبوغة (Sporozoite) لها الشكل
المعتاد الهلالي للطفيلي. هذا الشكل
البويضي الكييسي يتكون في أمعاء
القطط )التي تعتبر المضيف الأساسي
للطفيلي) إذ بعد العدوى يغزو الطفيلي
الجهاز الهضمي لهذه الحيوانات ويتكاثر في خلايا بطانة أمعاءها الدقيقة في البدء يكون تكاثراً لاجنسياً ثم يتحول
لتكاثرٍ جنسيٍ تكون محصلته تُشكل البويضات الكيسية (Oocyste)
التي تُطرح مع البراز وبتماسها مع الوسط الخارجي لمدة ٢٤ إلی ٤٨ ساعة )بحرارة 22
درجة مئوية (تُكمل نضجها وتبوغها فتكتسب قدرةً كبيرةً علی مقاومة العوامل الطبيعية
لدرجة أنها تحتفظ بفوعتها الإمراضية لفترةٍ طويلةٍ تصل حتى السنة في التربة الرطبة
وهي التي تساهم في نشر المرض للحيوانات ذوات الدم الحار وللإنسان. بعد العدوى عن طريق الجهاز الهضمي يتحرر
الطفيلي ويأخذ الشكل الحر السريع التكاثر (Tachyzoite)
الذي يستعمر أنسجة المضيف الوسيط أو العارض
ويمكن الكشف عنه في الدم وعدد ٍمن الأنسجة في أثناء الطور الحاد للإصابة
المبدئية للمرض ويدوم الحال كذلك طالما أن المضيف لم يكتسب المناعة ضد العدوى أو
إذا تفعَّل عنده العدوى من جديدٍ بسبب عوز مناعيٍ مكتسب. يتواجد الشكل البطيء أو الشكل الكيسي (Bradyzoite) في الآفات الكيسية المنتشرة في الأنسجة وبشكلٍ
خاص في الدماغ والعضلات المخططة. إنها
التجمعات الطفيلية الهاجعة التي تعقب الإصابة الحادة والتي تبقى في الأنسجة بشكلٍ
نهائي وغير عرضيِِ عند الشخص ذو المناعة الطبيعية حيث يتشكل نوعٌ من التوازن
والتعايش المناعي يجعل أنسجة المضيف تتحمل وجودها دون أن تستطيع التخلص منها إلى
أن يطرأ ضعفٌٌ مناعيٌ فتتفعل ويبدأ طورٌ حادٌ جديدٌ للمرض. هذه الكيسات Cysts
لها قطرٌ يتراوح ما بين الـ)50 إلى الـ 100 ميكرون ( محاطةٌ بغشاءٍ شديد المقاومة
وهي تأخذ الشكل الكروي في الأنسجة الدماغية والشكل البيضاوي في الأنسجة
العضلية إنها تحتوي على عددٍ كبيرٍ من
الطفيلي بشكله القوسي الهلالي المعروف. المعالجات الدوائية المستعملة في معالجة
داء المقوسات لا تستطيع بلوغ الطفيلي المتكيس البطيء التكاثر لتقتله وعادةً هذه
الأدوية لا تؤثر إلا على الشكل الحر السريع التكاثر للطفيلي (Tachyzoite)
. في اللحوم الحاملة للتكيسات يمكن قتل الطفيلي وذلك بتعريضها لحرارة أعلى من 65
درجة مئوية لمدة عشر دقائق أو بتجميدها لحرارة دون العشرين درجة مئوية. هذا الشكل
الطفيلي يقاوم لعدة أيامٍ في درجة الحرارة +4 مئوية.
تتم العدوى من خلال القطط و هي المضيف النهائي للطفيلي وهي
التي تنشر الطفيلي في البيئة. الدراسات الطفيلية تبين أن ٦٠٪ من القطط مصابةٌ أو
أنها قد أصيبت بفترةٍ ما من حياتها بهذه العدوى والإصابات أكثر انتشارا لدی القطط
الحرة التي تعتمد علی الصيد في تغذيتها. العدوى عند هذه الحيوانات تتم عن طريق
استهلاكها لُّلحوم الحاملة للكيسات النسيجية المقوسية القندية. القط المصاب يمكنه
أن يطرح الملايين من الكيسات البويضية oocyste
يومياً عن طريق للبراز خلال فترةٍ قد تدوم لعدة أشهرٍ وغالباً دون أعراضٍ سريريه
توحي بإصابته بداء المقوسات. الإنسان بالنسبة للحلقة الطفيلية يعتبر كمضيفٍ
عارض (Accidental)
ينتقل له المرض كما ينتقل للمضيف الوسيط إما بالشكل البويضي الكيسي (Oocyst)
نتيجة التماس المباشر بالقطط المصابة
ببرازها أو بالأغذية والأدوات الملوثة بالتربة الحاملة للطفيلي كما ينتقل الإنتان للإنسان عن طريق الشكل
البطيء المتكيس النسيجي (Bradyzoite) نتيجة أكله
لِّلحوم النيئة أو المطبوخة بشكلٍ غير كافٍ والحاملة للتكيسات الطفيلية وكذلك عند
زرع الأعضاء المأخوذة من شخصٍ قد تعرض للإنتان سابقاً )خاصةً القلب( ولكنه قد يصاب بالعدوى بالشكل الحر السريع
التكاثر (Tachyzoite)الذي
يوجد في الدم والأنسجة في الطور الحاد الأولى للعدوى وذلك بعد نقل الدم عقب الحوادث الطارئة المخبرية
و بشكلٍ خاص العدوى داخل الرحم
للجنين. السبب الأول للعدوى هو استهلاك
لحوم الخراف، البقر، الخنازير والطيور الدواجن غير كاملة الطهي وبالدرجة الثانية
يأتي إهمال الاحتياطات الوقائية الصحية المتعلقة بغسل اليدين وأدوات الطهي.
خطر العدوى الجنينية بداء المقوسات في الطور الحاد للعدوى عند
الحامل يمكن أن تنتقل العدوى إلى الجنين بعبور الطفيلي بشكله الحر السريع التكاثر
(Tachyzoite)
للمشيمة. و الإصابة يمكن أن تكون
إما إصابةٌٌ إنتانية أولية (Primary
infection) وإما تفعيلُُ جديدٌ لإصابة قديمة بعد
التعرض لقصورٍ مناعيٍ مكتسب ) مثل الايدز
أو معالجةٌ مثبطةٌ للمناعة (.
تمر العدوى غالباً بلا أعراض و في حالات نادرة تظهر أعراض
المرض خاصة تورم أو تضخم قي العقد الليمفاوية مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة لمدة
طويلة. و في العدوى عند الحوامل من الممكن
أن تؤدى إلى الإجهاض أو يولد الأطفال بالتهاب في المخ أو تضخم في الرأس وتجمع الماء
فيه (Hydrocephalus) وعند اكتساب الأطفال للعدوى وولادتهم فإنها
من الممكن أن تؤدى إلى التهاب العقد الليمفاوية والتي تتميز بفقر الدم وحمى خفيفة
وأحيانا انخفاض في الضغط وآلام في العضلات مع تغير في وظائف الكبد و التهاب في الرئة والعضلات
القلبية والتهاب في المخ وصداع ونقصان في الوزن وضعف عضلي وأحياناً التهاب في
شبكية العين (Ocular toxoplasmosis).
الاستجابة المناعية للمُقَوَّسة القُنْدِيَّة
Immune Response to Toxoplasma
gondii
يعيش الطفيلي بداخل الخلايا (Intracellular)
(الأطوار الجنسية تعيش داخل الخلايا الطلائية للأمعاء في القطط ) و يختلف الطور
الجنسي عن الأطوار اللاجنسية في كون أن الأول له خصوصية للعائل والنسيج بينما
الأخيرة تفتقدها. في العائل الوسيط بعد العدوى للخلايا الطلائية يتحول الطور
البويضي إلى طور أخر وهو(Tachyzoites) والذي يتميز
بقدرته على التكاثر السريع. بعد مليء الخلايا التي يوجد بها هذا الطور تتكسر جدران
الخلايا ويخرج هذا الطور إلى خارج الخلايا وهذه الأطوار الحرة يمكنها إصابة أي
خلايا ذات نواة وتتميز بالتكاثر السريع خارج الخلايا مما يمكنها من عدوى أنسجة
العائل. في حالة عدم قدرة الجهاز المناعي القضاء على الطور سريع التكاثر فان هذا
الطور يتميز بضراوته الشديدة (Highly virulent)
مما يسبب في انتشار المُقََوَّسَة القُنْدِيَّة
والتي من الممكن أن تكون مميتة(Fatal)
. ولهذا فقد أكدت الدراسات أن الحيوانات التي تعانى نقصاً في الخلايا التائية فان
العدوى فيها تتميز بضراوتها الشديدة ولذلك فان الاستجابة المناعية المعتمدة على
الخلايا التائية تكون الخطوة المهمة والضرورية المتحكمة في بقاء العائل الوسيط
والطفيلي أيضاً.
في حالة نشاط المناعة فان الطور سريع
التكاثر (Tachyzoite) يتم القضاء عليه من أنسجة العائل أما الطور
الأخر الأقل تكاثراً (Bradyzoite) فانه يبقى بدون
ظهور أي مضاعفات. يعيش الطور الأقل تكاثراً في حويصلات يمكن فصلها والحصول عليها
من جهاز العائل المناعي محاطة بجدار مكونة الأساسي نواتج خلايا العائل و الطور
الأقل تكاثراً يمثل أيضاً طوراً معدياً لكثير من الثدييات والطيور.
تمثل الاستجابة المناعية القوية والمستمرة أهمية خاصة في عدم
تنشيط الطور الأقل تكاثراً وذلك حتى تمنع تحولها إلى الطور سريع التكاثر ومع هذا
فالتحول يظهر وخصوصاً في المرضى ضعيفي المناعة (Immunocompromised)
حيث يظهر الطور سريع التكاثر بأعداد كبيرة في الجهاز العصبي المركزي وخصوصاً في
المخ وهذه الحقيقة تظهر جلية عندما يتسبب فى التهاب الدماغ (Encephalitis).
تسبب العدوى بالمُقََوَّسَة القُنْدِيَّة
في كثير من الوفيات في مرضى نقص المناعة المكتسبة(الايدز). تم وضع نظريتين
تفسر التحكم في تكاثر هذا الطفيلي أثناء العدوى المزمنة به:
الأولى تقول أن الاستجابة المناعية من الممكن أن تقوم بتحويل
الطور سريع التكاثر إلى الطور الأقل تكاثراً. أكدت الدراسات الحديثة أن أكسيد
النتريك (NO)
والذي يفرز بواسطة الخلايا البلعمية الكبيرة أن له دوراً هاماً في كمون هذا
الطفيلي. والنظرية الثانية تقول أن الاستجابة المناعية تتحكم في تكاثر الطور
السريع ولكنها لا تؤثر في الطور الكامن.
أظهرت الدراسات ما يثبت أن استخدام المضدات المعادلة (Neutralizing
Antibodies) للسيتوكينات IFN-gamma و TNF-alpha تؤدى إلى زيادة الأعداد للأطوار السريعة و
زيادة عدد الحويصلات أو المتكيسات و ذلك يوضح أهميه هذه السيتوكينات في التحكم في
هذه العدوى.
أهميه
الخلايا التائية و دورها في المناعة و المقاومة للمُقَوَّسة القُنْدِيَّة
Importance of T. Cell-Mediated
Immunity in Resistance to
Toxoplasma
gondii
تتميز المُقَوَّسة القُنْدِيَّة بالاستجابة المناعية القوية في العوائل من خلال
المناعة الخلوية والتي تلعب الخلايا التائية دوراً هاماً فيها والتي تمكن العوائل
من التحكم في الطور السريع وتكاثره وعلى ذلك فإن العدوى عاده ما تكون غير مصاحبه
بأعراض في العوائل ذوى المناعة الطبيعية (Immunocomptent)
و في حاله ظهور أعراض فإنها تكون بسيطة و
خفيفة مثل الحمى البسيطة Fever و التعب العام و
الإرهاق Fatigue وأحياناً التهاب في العقد الليمفاوية Lymphoadenopathy
وجد أن المضدات IgA
كعنصر أساسي مسئول عن المناعة في الطبقة الطلائية في القناة الهضمية Mucosal
Immunity أنها تلعب دوراً أساسياً و هاماً في
مقاومة تكرار العدوى Reinfection
ولذلك فإنتاج هذه المضدات و استحثاث إنتاجها يكون ضرورياً في تطوير اللقاحات (Vaccine)
ضد هذا الطفيلي.
و لقد أوضحت
المعارف الحديثة من خلال الأبحاث أهمية الخلايا التائية فالفئران التي لايوجد بها
غده صنوبريه (Athymic nude mice)
والتي تفتقد لوجود الخلايا التائية
الفعالة (Functional) قابله للعدوى
بهذا الطفيلي سواء كان ممرضاً (ذو ضراوة) أو غير ممرض (ليس ذو ضراوة) (Virulent
or avirulent) . و اتضح أن نقل الخلايا التائية و خصوصاً CD8+ من فئران مصابه إلى أخرى غير مصابه فإنها تحمى
الأخيرة من العدوى بالنوع ذو الضراوة (Virulent).
السيتوكينات و
أهمهم على الإطلاق الجاما إنترفيرون (IFN-γ)
والعامل المميت للأورام (TNF-α) واللذان يعملان
على تنشيط الخلايا البلعمية الكبيرة (Macrophage)
يكونان ضروريان جداً في التحكم في تكاثر الطور السريع في كل من العدوى الحادة
والمزمنة. على العكس من IL-10, IL-12 واللذان يلعبان
دوراً مهماً في المراحل الأولى من العدوى و يكونان غير ضروريان في المراحل المزمنة
حيث أن IL-12
يقوم باستحثاث المناعة الخلوية لهذه العدوى فإن IL-10 يقوم بتنظيم تخليق كل من IFN-γ و IL-12 وعلى ذلك فإنه يكون ضرورياً في منع الإستجابه
المناعية الخلوية القوية التي عاده ما تسبب إلتهاباً و تدميراً لخلايا و أنسجه
العائل.
7ـ جنس المُتصَوَّرات أو الرَّغَويّات Genus:
Plasmodium
هناك أربعة أنواع من جنس
المُتصَوَّرات تصيب الإنسان وتسبب له مرض الملاريا(البُرَداء) وهذه الأنواع
هي المُتصَوَّرة النَّشيطة (Plasmodium vivax)
والمُتصَوَّرة المِنَجليَّة (P. falciparum)
والمُتصَوَّرة الملارية (الوَباليَّة) (P. malaria)
والمُتصَوَّرة البيضاوية (الأوفَالية) (P. ovale).
ويعتبر المُتصَوَّرة المِنَجليَّة أشد الأنواع خطراً بالنسبة للإنسان حيث تسبب له
مرضاً يعرف بالملاريا الخبيثة (Malignant malaria).
تمر دورة حياة
المُتصَوَّرة في عائلين أحدهما
فقاري وهو الإنسان والآخر لافقاري وهو أنثى بعوضة الأنوفيلس (الأجَميّة) (Anopheles).
في الإنسان يعيش الطفيلي ويتكاثر لاجنسياً في خلايا الكبد وخلابا كرات الدم
الحمراء أما في أنثى بعوضة الأنوفيلس(الأجَميّة) فإن الطفيلي يعيش في جدار القناة
الهضمية وفي الأنسجة الأخرى للجسم ويتكاثر تكاثراً جنسياً لذلك تعرف دورة حياة
طفيلي المُتصَوَّرة في الإنسان بالدورة اللاتزاوجية (اللاجنسية) أما في البعوضة
فتعرف بالدورة التزاوجية (الجنسية) و يُعرف هذا بظاهرة تبادل الأجيال (Alternation
of generations) .
دورة الحياة اللاتزاوجية في الإنسان تنقسم إلى مرحلتين أولاًـ
الدورة اللاتزاوجية في الكبد(Asexual cycle in the liver)
. تبدأ هذه الدورة عندما تلدغ أنثى بعوضة الأنوفيلس(الأجَميّة) المصابة إنساناً
سليماً فإنها تحقن فيه العديد من الحيوانات البوغية التي تمر مباشرة إلى تيار
الدم. والحيوان البوغى(Sporozoite) كائن مغزلي
الشكل يحتوى على كتلة واحدة أو إثنتين من الكروماتين. تدور الحيوانات البوغية مع
تيار الدم حيث تصل إلى الكبد وتهاجم خلاياه. وفي داخل الخلية الكبدية يستدير
الحيوان وينمو ويكبر في الحجم مغتدياً على محتويات الخلية الكبدية ويتحول إلى
الشيزونت(المنقسم) الابتدائي (Schizont)
التي تنقسم نواته عدة انقسامات مكونة عدداً كبيراً من الأنوية ويعرف هذا الطور
بالشيزونت الكبدي (الطور المنقسم) (Hepatic
Schizont). تحاط كل نواه بجزء من السيتوبلازم مكونة
العديد من الميروزيتات(الأُقسومات) (Merozoites)
ثم تنفجر الخلية الكبدية فتنطلق هذه الميروزيتات (الأُقسومات) وتهاجم خلايا كبدية
أخرى وتتكاثر داخلها تكاثراً لاجنسياً مكونة الشيزونت الذي يتكون داخله أعداداً
ضخمة من الميروزيتات (الأُقسومات). وبعد انتهاء هذه الدورة الثانية داخل خلايا
الكبد تغادر الميروزيتات (الأُقسومات) خلايا الكبد إلى الدورة الدموية. وتستمر
الدورة اللاجنسية في الكبد من 8ـ9 أيام وفي هذه الفترة لا يظهر على الإنسان المصاب
أية أعراض مرضية.
ثانياًـ الدورة
اللاتزاوجية في كرات الدم الحمراء تبدأ هذه الدورة عندما تهاجم الميروزيتات
(الأُقسومات) خلايا كرات الدم الحمراء حيث تتحول داخلها إلى الطور المغتذى الذي
يتغذى وينمو أولا إلى الطور الحلقي (Ring form)
الذي ينمو بعد ذلك إلى الطور الأميبي (Amoebic
form). يتغذى الطور الأميبي على الهيموجلوبين
ويتبقى من هضم الهيموجلوبين بقايا معتمة تسمى حبيبات الهيموزوين (Haemozoin
granules) يتحول بعد ذلك الطور الأميبي إلى الشيزونت(
الطور المنقسم) الذي تنقسم نواته عدة مرات مكونة العديد من الأنوية حيث تحاط كل
نواة بكمية من السيتوبلازم وتتكون الميروزيتات (الأُقسومات). تنفجر كرة الدم
الحمراء فيخرج منها إلى بلازما الدم أعدادا ضخمة من الميروزيتات (الأُقسومات) بالإضافة إلى مادة الهيموزين السامة. تهاجم
الميروزيتات (الأُقسومات) المنطلقة كرات دم أخرى وتتكرر الدورة. تستغرق هذه الدورة
48 ساعة في حالة المُتصَوَّرة النَّشيطة (Plasmodium
vivax) و 72 ساعة في المُتصَوَّرة الملارية
(الوَباليَّة) (P. malaria). بعد أن تتكرر
دورة حياة المُتصَوَّرة عدة مرات في الدم فان بعض الميروزيتات
(الأُقسومات) بدلاً من أن تنمو داخل كرات
الدم الحمراء إلى الشيزونت( الطور المنقسم)
تتحول إلى أجسام مستديرة تعرف بالخلايا المشيجية التي تتميز إلى نوعين
:خلايا مشيجية كبيرة (Macrogametocytes)
وخلايا مشيجية صغيرة (Microgametocytes). تبقى هذه الخلايا المشيجية داخل كرات الدم
الحمراء لا يطرأ عليها أي تغيير إلى أن تنتقل إلى أنثى بعوضة الأنوفيلس(الأجَميّة)
عندما تلدغ أنساناً مصاباً وإن لم يحدث ذلك فإنها تتحلل وتموت بعد فترة.
دورة الحياة الجنسية
للمُتصَوَّرة في أنثى بعوضة
الأنوفيلس(الأجَميّة) (Sexual cycle in female Anopheles) تبدأ عندما تمتص أنثى بعوضة
الأنوفيلس(الأجَميّة) دم إنسان مصاب
بالملاريا فان الأطوار المختلفة للمُتصَوَّرات تمر مع الدم إلى القناة الهضمية
للبعوضة حيث تقوم إفرازات القناة الهضمية بهضم كل الأطوار ما عدا الخلايا المشيجية
التي تتحرر من كرات الدم الحمراء وتنمو إلى أمشاج أنثوية وأمشاج ذكرية. تنقسم نواة
الخلية المشيجية الذكرية ثلاث مرات متتالية مكونة ثماني أنوية تتجه نحو الحافة
وتخرج في مقابل كل نواه زائدة سيتوبلازمية تهاجر إليها النواة. ثم تنفصل هذه
الزوائد مكونة الأمشاج الذكرية gamete)♂ ( أما الخلايا
المشيجية الأنثوية فتتحول إلى مشيجاً أنثوياً gamete)
♀(. يتحد المشيج المذكر مع المشيج المؤنث ليكونا اللاقحة (الزيجوت) (Zygote)
الذي يستطيل مكوناً الأوكينيت (البيضة الملقحة المتحركة) (Ookinete).
تتحرك البيضة الملقحة المتحركة ويغزو جدار المعدة وينمو بداخله مكونا الكيس البيضى
(Oocyste) الذي تنقسم فيه النواة العديد من المرات
يلي ذلك السيتوبلازم ليتكون في النهاية كيسا بيضياً تاماً (Mature
oocyste) محتوياً على الحيوانات البوغية. ينفجر جدار الكيس البيضى
التام وتخرج منه الحيوانات البوغية (Sporozoites)
التي تهاجر إلى الغدد اللعابية ويستقر فيها إلى أن تلدغ البعوضة إنساناً سليماً
فتنتقل هذه الحيوانات البوغية إلى دم الإنسان وتصل إلى الكبد وتبدأ الدورة من
جديد. وبذلك يمكن القول بأن دورة حياة
المُتصَوَّرة بها ظاهرة تعاقب
الأجيال (Alternation of generation) حيث يتكاثر
الطفيلي لاجنسياً في العائل الفقاري وجنسيا في العائل اللافقاري .
الأعراض والتأثيرات المرضية تشمل قشعريرة شديدة بالجسم مصحوبة
بارتفاع شديد في درجة الحرارة وصداع حاد. يشعر المريض أحيانا بالميل للقيء ويحدث
له بعض الدوار. تستمر الأعراض السابقة لفترة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة
كاملة ثم تنتهي إلى ساعة ثم تنتهي بتصبب العرق للمريض وشعوره بالراحة. ثم تعاود
هذه الأعراض بعد 48-72 ساعة تبعاً لنوع الطفيلي. يصاب المريض بفقر الدم نتيجة
لتحطم كميات كبيرة من كرات الدم الحمراء.
يظهر على المصاب أعراضاً لليرقان (الصفراء) وذلك لعدم استطاعة الجسم التخلص
من الكميات الكبيرة لنواتج تحطم كريات الدم الحمراء. تنتقل مادة الهيموزوين السامة التي يفرزها
الطفيلي إلى الكبد والطحال والدماغ حيث تسبب فيها التهابات حادة . الوقاية والعلاج
يشملان القضاء على البعوض الناقل للطفيلي ومعالجة المصابين حتى لا يكونوا مصدر
للعدوى وتتم المعالجة الكيميائية باستخدام بعض المواد منها الكينين Quinine
.
الاستجابة المناعية للملاريا
Immunity to Malaria
تعتبر الملاريا من أشهر الأمراض الطفيلية انتشاراً في العالم.
تصيب ما يزيد عن 250 مليون نسمة في العالم مسببة وفاة ما يزيد عن 2 مليون شخص
سنوياً. أكثر الأنواع خطورة والتي تُعدى الإنسان هي المُتصَوَّرة المِنَجليَّة Plasmodium
falciparum
وتكون الأعراض المرتبطة بالمرض هي الفترة التي يتكاثر فيها الأطوار
لاجنسياً في كرات الدم الحمراء (Red blood
cells)
وعلى ذلك تكون العدوى في الأطفال هي الأكثر خطورة وبالرغم من ذلك فإن قلة
قليلة هي التي تعانى من هذه المضاعفات و في الأشخاص الذين يأخذون العدوى لأول مرة
(Non-immune) فإن الإصابة عادة ما تكون مصحوبة بمضاعفات
خطيرة ومهددة للحياة (Life-threatening)
وربما يرجع ظهور هذه الأعراض في البعض ولا يظهر في البعض الأخر إلى عوامل وراثية
ومناعية واجتماعية ومن الممكن أن تكون جغرافية أيضاً.
تلعب المناعة الطبيعية (الفطرية) (Innate
immunity)
دوراً هاماً في التخلص من الطفيلي في العائل المصاب ومعظم هذا التخلص يتم
من خلال الطحال في الظروف الطبيعية وبالرغم من ذلك فلقد وجد أن الكبد هو المكان
البديل للتخلص من هذا الطفيلي. وتلعب الخلايا البلعمية الكبرى (Macrophages)
دوراً أكبر من الخلايا المتعادلة (Neutrophils)
في التهام وابتلاع كرات الدم المصابة بالطفيلي ويتخصص نوع معين من الخلايا
البلعمية الكبيرة (خلايا بلعمية كبيرة في اللب الأحمر Red
pulb) في الطحال تكون هي المسئولة عن التخلص من
الطفيلي. تلعب نوع المناعة إذا ما كانت خلوية أو خلطيه دوراً هاماً في الإصابة
ووجد أن كلاهما هام وضروري ولكن فإن درجة الإفرازات الناتجة عن كلاهما تحتاج إلى
التغيير من وقت لأخر أثناء الإصابة. فمثلاً في بعض الفئران التي تأخذ بعض أنواع العدوى من المُتصَوَّرة
فإن تنشيط المناعة الخلطية TH2
ينتج عنها القابلية للعدوى. و في بعض الأنواع وجد أن أثناء التحول (Shift)
من TH1 إلى TH2
أثناء زيادة أعداد الطفيلي في الدم فإن ذلك يصاحبه زيادة في القدرة على التخلص من
الطفيلي. وعلى الناحية الأخرى فإن دور الخلايا التائية من نوع CD8
ضد الطور اللاجنسى في الدم فإنه يكون محدود جداً وبالرغم من ذلك فإنها تلعب دوراً
في المعركة ضد هذا الطفيلي من خلال إفراز السيتوكينات مثل الانترفيرون جاما(IFN-γ) الذي
له دور أساسي وفعال للمقاومة للعدوى. وعلاوة على هذا فلقد أكدت الدراسات أن
تثبيط إفراز هذا السيتوكاين يؤدى إلى زيادة في أعداد الطفيلي (Parasitemia)
ويؤدى إلى موت العائل وهو الفأر.
إن إفراز السيتوكاين IL-12
له دور هام في العدوى بالملاريا مما يجعل الفأر قابلاً أو مقاوماً للعدوى بل
بالإضافة إلى ذلك فإن له دور في إحداث المضاعفات المرضية نفسها (Pathology).
إن IL-12 يرتبط بإفراز γ
IFN- وبذلك يزيد من الاستجابة الخلوية TH1
بحيث تكون مبكرة ومستمرة (Sustained) أثبتت الأبحاث
أن الفئران التي لا تنتج الانترفيرون جاما والمهندسة وراثياً(Knockout) بحيث لا يكون الجين (المورث) المسئول عن إنتاج
الانترفيرون غير فعال وجد أنها تحوى أعداد كبيرة من هذا الطفيلي و يموت من الفئران
الكثير ووجد في أمصال هذه الفئران أنها لا تحتوى على مستويات كبيرة من اﻠ IL-12
و TNF-α وأكسيد النتريك NO
وهذا يظهر أهمية IL-12 في مقاومة هذا
الطفيلي وعلاوة على هذا فلقد وجد أن IL-12
ضروري لإنتاج المضدات من نوع IgG
وبهذا
يتضح أنه يتدخل في الاستجابة الخلطية أيضاً.
هناك من الأدلة الكثير التي توضح أن اﻠ IL-18
يقوم بتنشيط الاستجابة الخلوية TH1 معتمداً في ذلك
على IL-12 ولكنه في الوقت ذاته في غياب IL-12
فإنه قادر على تنشيط TH2. يلعب IL-18
دوراً هاماً في أثناء المراحل الأولى من الإصابة وذلك بتنشيط إفرازINF-γ
ولقد وجد أن الفئران التي لا تنتجIL-18 (Knockout) أنها قابلة
للعدوى أكثر من الفئران العادية واستخدام المضدات ﻠﻠ IL-18
يزيد من حد العدوى.
وعلى نفس الأساس لأهمية الانترفيرون جاما فإن العامل المميت
للأورام من النوع ألفا يلعب دور ضروري أيضاً مثله حيث أن في الإنسان وجد أن
المستويات المرتفعة لهذا العامل مرتبط بالشفاء السريع والتطور المرضى (Prognosis)
الجيد للعدوى في العائل.
إن التحول من الاستجابة المناعة الخلوية إلى الخلطية TH1
إلى TH2 يتم من خلال إفراز IL-10
وإنتاج أو إفراز IL-10 في المرحلة
المبكرة للمرض يكون مرتبطاً بالقابلية للعدوى وهذا السيتوكاين له تأثير فعال ضد
الالتهاب الذي تسببه زيادة تأثير اﻠ TH1.
كما أن للسيتوكينات دوراً في الحماية والوقاية من الملاريا فإنها تلعب دوراً هاماً
في إحداث مضاعفات الملاريا ومثال على ذلك الملاريا المخية (Cerebral
Malaria) والأنيميا (Severe
Malarial anemia) ففي الملاريا المخية {تتميز بغيبوبة في
المرضى المصابين بالملاريا ونقص في السكر وحموضة أيضية (Metabolic
acidosis)} وجد أن السيتوكينات IL-12
, TNF-α , IFN-γ لهم دوراً في هذه المضاعفات على العكس من IL-10,
IL-4 , IL-5 فليس لهم دوراً واضحاً. على الجانب الأخر
فلقد وجد في الأنيميا المصاحبة للملاريا أن السيتوكينات الانترفيرون جاما والعامل
الميت للأورام- ألفا و IL-1β ليس لهم دور في
تثبيط إنتاج كرات الدم وأن ال IL-12 له دور هام حيث
تقل الأنيميا بزيادته.
شعبة الديدان الشَّريطيَّة (المفلطحة) Phylum:
Platyhelminthes
من الطوائف الهامة التي تنتمي إلى شعبة الديدان الشَّريطيَّة
( المُسَطَّحة أو المفلطحة) طائفتان (Two
Classes) الأولى هي طائفة ثنائية العائل (ثنائية
المنشأ) (Digenea) ومعظم أفراد هذه الطائفة يتطفل تطفلاً
داخلياً حيث أن معظمها يعيش في القناة الهضمية وملحقاتها وبعضها يعيش في الدورة
الدموية ويتميز جسم الطفيلي ثنائي العائل بوجود عدد كبير من الأشواك تبرز من سطحه
كما يوجد بالجسم ممصان الأول ممص فمي (Oral sucker)
وممص بطني (Ventral sucker) أما دورة الحياة فهي معقدة وتشمل بالإضافة
إلى العائل النهائي (Definitive) عائل وسيط واحد
على الأقل (Intermediate host) وعادة ما يكون أحد القواقع. تمر دورة
الحياة في الديدان ثنائية العائل بخمس مراحل يرقية هي الميراسيديوم المهدب (Ciliated
miracidium) والكيس البوغى (Sporocyste)
و الريدية (Redia) والمُذَنَّبة (السركاريا) (Cercaria)و
أخيراً خليفة المُذَنَّبة (الميتاسركاريا) (Metacercaria).
و الطائفة الثانية هي
طائفة الشريطيات (Cestoidea) وأفراد هذه
الطائفة تعيش متطفلة في أمعاء الحيوانات الفقارية حيث تلتصق بجدارها بواسطة
الممصات أو الأشواك الموجودة بالرأس (Scolex).
الجسم يتكون من العديد من القطع (Segments)
يطلق عليها الأسلات (Proglottids) و الجهاز الهضمي
غير موجود وتتم التغذية عن طريق سطح الجسم. غالباً ما يكون لها أكثر من عائل واحد
أثناء دورة الحياة.
الوُرَيقات الكبدية
Liver Flukes
1ـ الشُّرَيْطيَّة العملاقة
Fasciola gigantica
و
الشُّرَيْطيَّة الكبدية Fasciola hepatica
تنتمي الشُّرَيْطيَّة
إلى طائفة ثنائية العائل (Digenea) و تنتشر في
أفريقيا وآسيا وهاواي. تعيش فى القنوات الصفراوية في الماشية والغنم والماعز
والإنسان. دورة الحياة تبدأ عندما تضع الدودة البيض الذي ينتقل عبر القناة
الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة ومنها إلى الأمعاء الغليظة حيث يخرج مع الغائط.
وبويضة الشُّرَيْطيَّة بيضاوية الشكل مزودة بقشرة ولها غطاء (Operculum)
وتحتوى على خلايا المح ولكن سرعان ما تنمو البويضة الملقحة داخلها ويتكون
الميراسيديوم (Miracidium). عند ذلك يضغط
الميراسيديوم على الغطاء مستخدماً حركه الأهداب ويخرج من البيض إلى الماء. و
الميراسيديوم مزود بأهداب تغطــى جسمــه ويوجد عند طرفه الأمامي حلمه ثاقبة يفتح
عليها الغدة الفمية والغدة الثاقبة. يحتوى الميراسيديوم على بقعتان عينتان (Eye
spots) بالطرف الأمامي كما يوجد زوج من الخلايا اللهيبية التي تفتح
إلى الخارج عن طريق أنابيب إخراجية في نهايتها ثقبان إخراجيان. يحتوى الميراسيديوم أيضا على خلايا
جرثومية (منبتة) (Germ cells). يعيش
الميراسيديوم في الماء فترة قصيرة لا تتجاوز 48 ساعة يسبح خلالها بنشاط باحثاً عن
نوع معين من القواقع يستخدمه كعائل وسيط وغالباً ما يكون القوقع من جنس ليمنيا(Lymnaea)
. يخترق الميراسيديوم نسيج القوقع باستخدام الحلمة الثاقبة والغدد الفمية والثاقبة
. يفقد الميراسيديوم أهدابه بمجرد دخوله القوقع ويتحول إلى طور آخر يسمى الكيس
البوغى (Sporocyste)
الذي يهاجر إلى الغدة الهضمية للقوقع وهناك تتكاثر الخلايا الجرثومية مكونة
الريديا (Rediae)
داخل الكيس البوغى. ينفجر الكيس البوغى وتخرج الريديا منه وكل ريديا تتميز
بوجود فتحة فم تؤدى إلى تجويف المعدة. وكذلك يوجد على سطح الجسم في المنطقة
الأمامية للريديا ثقب يسمى ثقب التوالد (Birth pore).
تنشط الخلايا الجرثومية داخل الريديا لتكون الطور التالي والذي يسمى
بالسركاريا(المُذَنَّبة) (Cercaria). عندما يكتمل
نمو المُذَنَّبة تخرج من الريديا إلى تجويف الجسم في القوقع عن طريق ثقب التوالد
وللمُذَنَّبة جسم قرصي الشكل ولها ذيل بسيط طويل غير مشقوق ويبرز على سطح جسمها العديد
من الأشواك الواضحة كما أن لها فم عند الطرف الأمامي يحيط به ممص فمي و يؤدى الفم
إلى بلعوم الذي يفرع إلى فرعين للأمعاء. للمُذَنَّبة أيضاً ممص بطني ويترتب على
جانبي الجسم الخلايا(الغدد) المولدة للكيس وكذلك يوجد ثقب إخراجي. تترك
المُذَنَّبة جسم العائل الوسيط إلى الماء الخارجي وتسبح فيه فتره ثم تتكيس فوق
أوراق النباتات المائية مكونه الميتاسركاريا (Metacercaria)
(خليفة المُذَنَّبة) و هي محاطة بغلاف
كيتينى تفرزه الخلايا المولدة للكيس وبه ممص بطني والآخر فمي وكذلك الأمعاء.
تعتبر خليفة المُذَنَّبة الطور المعدي في حاله الدودة الكبدية
حيث تحدث العدوى عندما يأكل الحيوان أو الإنسان
خضروات عليها خليفة المُذَنَّبة. في أمعاء العائل النهائي يذوب الكيس
المحاط بها بفعل تأثير الإنزيمات الهاضمة وتنطلق خليفة المُذَنَّبة كديدان صغيره تخترق
جدار الأمعاء إلى التجويف البريتونى ومنه تصل إلى الكبد حيث تعيش في القنوات
الصفراوية وتنمو إلى الديدان البالغة. ويظهر في دوره حياه الشُّرَيْطيَّة ظاهره
تعاقب الأجيال حيث تشتمل على أربعه أطوار لاجنسية الميراسيديوم و الكيس البوغى و
الريديا و المُذَنَّبة يعقبها جيل جنسي هو الطور اليافع.
التأثيرات
المرضية أثناء هجره الديدان الصغيرة من الأمعاء إلى الكبد يحدث نزيف للأعضاء
الداخلية وخصوصاً جدار الأمعاء وكذلك أنسجه الكبد. يتسبب وجود الديدان وبيضها فى
الكبد إلى حدوث تليف لأنسجه الكبد. يؤدى وجود الديدان بأعداد كبيره إلى انسداد
القنوات الصفراوية ويتسبب ذلك في حدوث اليرقان (الصفراء) وبعض الاضطرابات الهضمية.
حيث أن طرق
العدوى تتمركز فى إبتلاع الميتاسركاريا (خليفة المُذَنَّبة) المتحوصلة مع الخضروات
التي تؤكل بدون غسيل مثل الفجل و الجرجير و الخص إلى أخره فلذلك طرق الوقاية تتمثل
فى غسل النباتات غسلاً جيداً قبل أكلها و معالجة الحيوانات المصابة لتقليل نسبة
البويضات وانتشار العدوى و التحكم فى انتشار القواقع بالطرق البيولوجية
والكيميائية.
إرسال تعليق