نبدة عن حياة الملك محمد الخامس 
محمد الخامس

محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد ، يرجع نسبه إلى أسرة شريفة نزحت إلى المغرب سنة 664هـ/1266م،
واستقرت في مدينة سجلماسة بإقليم الرشيدية «تفيلالت سابقاً»، وعرفت بالأسرة العلوية
نسبة إلى السيد علي الشريف أحد جدودها المشهود له بالفضل والبركة. ولد محمد الخامس
في مدينة فاس في فترة اتسمت بازدياد الأطماع الاستعمارية واشتداد الفتن الداخلية؛
حيث كانت قوى الشر والطغيان تتربص بالمغرب وتتآمر عليه قبل فرض الحماية الأجنبية
والإعلان عنها سنة 1912م، وتربى في وسط ديني، حيث تلقى العلوم الدينية واللغوية
على أيدي فقهاء وأساتذة كان أكثرهم يعمل بالقصر الملكي. كذلك تلقى مبادئ اللغة
الفرنسية والعلوم العصرية على يد أساتذة تثقفوا ثقافة عصرية.
، بويع ملكاً على المغرب في 18 تشرين الثاني سنة 1927م
بعد وفاة والده السلطان يوسف، والمغرب خاضع لما يعرف بنظام الحماية الفرنسي والإسباني،
ولم يكن للسلطان يومذاك إلا بعض المظاهر الشكلية.
لقد سجل جلالة المغفور له محمد الخامس، قدس الله روحه، أروع الصفحات في سجل البطولة والتضحية والمقاومة الباسلة، فكان بحق البطل الأول، المضحي الأول والمقاوم الأول، وكان إلى ذلك رمزا للسيادة الوطنية وقائدا للحركة الوطنية التي ارتبطت به منذ مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، واندمجت مع جلالته رحمة الله عليه في معركة المطالبة بالاستقلال في يناير 1944، ثم في المعارك السياسية التي شهدها المغرب في مطلع الخمسينيات، حين بلغت الغطرسة الاستعمارية ذروتها، واتضحت معالم الطريق نحو الاستقلال عن طريق الرفض والمقاطعة ثم الجهاد والمقاومة إلى أن نال المغرب استقلاله وعاد جلالته رحمه الله من المنفى مع الأسرة الملكية في 16 نونبر 1955 مبشرا شعبه الوفي المتعلق به بالعهد الوطني الجديد في ظل الحرية والاستقلال.
وكان جلالة المغفور له محمد الخامس قد أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق ل26 فبراير1961) بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار وتحقيق استقلال المملكة.
وكرس الملك الراحل حياته لتحرير البلاد، وتحمل في سبيل ذلك تضحيات جسام في مقدمتها مرارة المنفى الذي أرغم عليه رفقة بقية أفراد العائلة الملكية، مفضلا محنة هذا المنفى ومعاناته على الخنوع لأهواء المستعمر في بسط سيطرته على المملكة.

Post a Comment

أحدث أقدم