الغـــــــــراب
الاسم واللقب والكنية
الغراب طائر أسود وسمي بذلك لسواده , وهو جنس طير من الجواثم يطلق على
أنواع كثيرة , ويجع أَغْرِبة وأَغْرُبٌ وغِرْبانٌ وغُرُبٌ وغرابين وقد جمعها ابن
مالك في قوله : بالغـرب أجمع غـراباً ثم أغـربة وأغـرب غـرابين وغـربان (1)
وسمي غراباً لاغترابه وغربته والغريب (2) , ويكنى الغراب بأبي حاتم
وأبو جحادف وأبو الجراح وأبو حذر وأبو زيدان وأبو زاجر وأبو الشؤم وأبو غيثان وأبو
القعقاع وأبو المرقال , ويقال له ابن الأبرص وابن يريح وابن داية (3)
الأنـــــواع والأصناف
أصنافه الغداف والزاغ والأكحل وغراب الزرع والأورق والأعصم وغراب
الليل والأبقع أو غراب البين والقيق والعقعق وغراب الزيتون وغراب الأسماك وغراب
البيت وغراب الأدغال والغراب الجيفي والغراب المقلنس والغراب الأسحم (4) , وأنواعه
أكثر من مائة نوع (5)
الصـــــــــــــفات
يطلق لفظ الغراب على مجموعة من الطيور الكبيرة السوداء وينتمي الغراب
إلى رتبة الغربان , وصوته نعيق (6) , والغراب من لئام الطير وليس من كرامها ولا من
أحرارها (7) , وهو أيضاً من أخبث الطيور (8) , وشديد الحذر , لكنه قبيح الشمائل
رديء المشية ليس من بهائم الطير المحمودة رديء الصوت (9) 0
غذائه وفوائده ومضاره
تأكل الغربان أنواعاً كثيرة من الطعام بما في ذلك القمح والحشرات
والمحار والبيض وصغار الطيور والجيف وفضلات الذبائح ويختلف غذاء الغربان باختلاف
أوقات السنة ونوعية الغذاء المتوافر كما تأكل الحشرات الضارة (10)
1-
ويكره الفلاح الغراب لأكله الحبوب بعد إنتاجها ، ولكن في المقابل
تفيده بأكلها الحشرات الضارة (1)
مــــوطنها وتــكاثرها
تعيش الغربان في جميع أنحاء العالم ماعدا القارة القطبية الجنوبية
ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية , وتبنى أعشاشها على الأشجار أو على مرتفع من الأرض
أو في الصخور العالية بالقرب من شواطئ البحار وتضع الأنثى من أربع إلى ست بيضات
ذات لون باهت بين أزرق مائل إلى الخضرة ولها بقع ونقط غير منتظمة بنية ورمادية
اللون(2),وحضن البيض مهمة الأنثى أما الذكر فيأتي بالطعام (3)
قصـــــــة الغراب في القرآن
شهد الغراب حادثة قابيل وهابيل بمفرده ولذا يشيب كل شيء على الأرض إلا
ريش الغراب ،وهي أول حادثة قتل في تاريخ البشرية سببها الحقد فقتل قابيل أخاه
هابيل ولكنه احتار ماذا يفعل بالجثة , فبعث الله غرابين فاقتتلا حتى قتل أحدهما الآخر
ثم حفر فدفنه فتعلم قابيل منهما ذلك حتى أصبحت سنة بعد ذلك (4)
حــــــكم قتـــــله
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله الفواسق الخمس هي الفأرة
والعقرب والغراب والحدأة والكلب العقور , هذه هي الخمس التي قال فيها النبي r ( خمس فواسق
يقتلن في الحل والحرم 000 ) (5) ، فيسن للإنسان أن يقتل هذه الفواسق الخمس وهو
مُحْرِمْ أو مُحِلْ داخل أميال الحرم أو خارج أميال الحرم لما فيها من الأذى
والضرر في بعض الأحيان (6) , وقال النووي : اتفق العلماء على جواز قتلهن في الحل
والحرم و الإحرام (7) , وقال ابن حجر : قال ابن المنذر : أباح كل من يحفظ عنه
العلم قتل الغراب في الإحرام إلا ما جاء عن عطاء ولكنه لم يتابع على هذا (8)
حـــــكم أكلـــــه
والراجح هو قول الجمهور الذي يحرم بعض أنواع الغربان وهو الأسود
الكبير أو الغداف الكبير لأنه يأكل الجيف ويلحق به الغداف الكبير لأنه يأكل الجيف
أيضاً , أما النوعان الآخران وهما العقعق وغراب الزرع , فالعقعق يحل في القول
الراجح لأنه يأكل الحب غالباً ولا يأكل الجيف إلا قليلاً , أما غراب الزرع فيحل
مطلقاً لأنه لا يأكل إلا الحب والزرع (1)
حكم بيعه
قال ابن قدامه : ولا يجوز بيع ما لا منفعة فيه وما لا يؤكل ولا يصاد
به من الطير كالغراب الأبقع وغراب البين وبيضها فكل هذا لا يجوز بيعه لأنه لا نفع
فيه (2)
عدد ورود الاسم في القرآن
ورد مرتان :
قال تعالى ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ
لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ
أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ ) ( المائدة 31 )
إرسال تعليق