تسيير الموارد البشرية
تسيير الموارد البشرية
اهداف تسيير الموارد البشرية
دروس تسيير الموارد البشرية
تسيير الموارد البشرية الجزائر
تسيير الموارد البشرية في الجزائر
بحث حول تسيير الموارد البشرية
تسيير الموارد البشرية
تسيير الموارد البشرية grh

     الأمن الثقافي: وهو موضوع معاصر جدا في مصطلحاتنا الفكرية وهو يتعلق بفهمنا لهويتنا القومية وبمدى ثقتنا بمنظومتنا الثقافية القومية والوطنية وقدرتها على مواجهة التحديات التي يفرضها الانفتاح العالمي في مختلف الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وليس الهدف من الأمن الثقافي ثقافية مجردة ، أو مجرد الاختلاف والتميز عن الآخر ، بل الهدف هو التحليل إسهام الثقافة في تحقيق التقدم الاجتماعي الاقتصادي والسياسي ، الذي وحدة يرشح الهوية ويضمن الأمن الثقافي نفسه.
   فالثقافة بمختلف منا شطها وأدواتها وآفاقها، قادرة إذا توفرت البيئة الاجتماعية المناسبة على مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الفضاء العربي في الحقبة الراهنة.
    ويجدر بنا ونحن نتحدث عن الثقافة العربية ، الإشادة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين في تبنيه لحوار الأديان الذي اقترحه في الرياض ، واستضافته الأمم المتحدة في نيويورك ، إذ يبين مدى توسع الأفق لدى العرب والمسلمين في محاورة الأديان الأخرى ذات الثقافات المختلفة حيث قال خادم الحرمين انه على مر التاريخ، أدت الصراعات على القضايا الدينية والثقافية إلى حالة من عدم التسامح "وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة". وأضاف "أن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب. فإما أن يعيشا معا في سلام وصفاء وأما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية". ، وكان الهدف من هذه الدعوة من خادم الحرمين هو تقارب هذه الثقافات إلى أدنى مستوى ، مع تأكيده حفظه الله على ثوابت هذا الدين القويم. 
    وفي هذا الإطار تتأكد مسؤولية أهل الفكر والقلم، في إزالة الحُجب والغيوم التي تحول دون التحديد ودخول الثقافة وخياراتها في المعترك اليومي للمواطن العربي ، وحينما تتحول الثقافة إلى نسق ثقافي - اجتماعي، يمارس دوره، ويبلور مقاصد الناس حينذاك نستطيع القول أن عوامل التفاعل بين الثقافة والمواطن العربي قد توفرت وتحققت على المستوى العملي. ولذلك فإن انتشار الثقافة لا يتحقق خارج إطار الزمان والمكان، ولا بمعزل عن أبناء المجتمع، وإنما لا بد من وجود مثاقفة ومفاعله، حتى تؤتي الثقافة ثمارها على الصعيد العام ، وعليه فإن حضور الثقافة برموزها وآليات عملها، يعد من الأمور الجوهرية التي تساهم في عملية الاستجابة الواعية على التحديات الثقافية التي تواجه العالم العربي والإسلامي.
لهذا فإن مجتمعنا يعلي من شأن الثقافة والعلم، ويجعل تحقيقهما في الواقع الخارجي في سلم أولوياته، ويتحرك باتجاه تجسيد قيم العلم والثقافة في نظام علاقاته الداخلية، فإنه جدير بالتفوق وقيادة المجتمعات وينبغي القول في هذا الصدد، أن بقاء المجتمع العربي في حالة سكونية - راكدة، يوسع من دائرة الخلل في مسيرة المجتمع. لهذا فإن حضور الثقافة في النسيج
المجتمعي، هو الذي يبدد حالة السكون، ويقضي على الرتابة والجمود ويؤسس لفعل تطوري لهذا فإن الثقافة كما يقول "توماس هوبز" في أحد معانيها تعني: عملاً يبذله الإنسان لغاية تطويرية.
    لهذا لا يمكن أن تنمو الثقافة بعيداً عن عمليات الحراك الاجتماعي والحضاري وإنما دائماً الأرض الخصبة لنمو الثقافة ونضجها هو التدافع الاجتماعي والحضاري، في هذه الأجواء تكشف الثقافة عن مكنوناتها وتعبِّر عن ثرواتها وإمكاناتها. لهذا فإن الثقافة تشكل المضمون العقلي والنفسي، الذي يدفع الإنسان نحو العمل والتشبث بأسباب التقدم وعوامل الحضارة. وأن تقلص مستوى الحركة الذاتية وعمليات الدفاع الطبيعية التي توفرها الثقافة، هو الذي يؤسس الأرضية المناسبة لهامشية المجتمع وعدم قدرته على بناء حاضره وصياغة مستقبله وفق إرادته واختياراته الكبرى وبهذا يخرج المجتمع من الدورة الحقيقية للحياة، ويصبح ميت الأحياء.
    إننا نرى أن حضور الثقافة، بكل ما يعني مفهوم الحضور من معنى وآليات وآفاق، هو المهاد الضروري لمجابهة تحديات المستقبل الثقافية و الانعتاق من قيود الجمود والتخلف والانطلاق في آفاق نوعية إلى الأمام. فتحديات المستقبل التي تواجهنا من جميع الجهات وفي كل الحقول والمجالات، هي بحاجة إلى مشروع ثقافي جديد، يأخذ على عاتقه تجميع وحشد الطاقات والكفاءات العربية والإسلامية، وتفعيل الإمكانات الذاتية على المستويات كافة، وذلك من أجل توفير القدرة الفعلية على مواجهة هذه التحديات، وصياغة الواقع العربي على ضوء متطلبات المستقبل وحاجات الغد. والحضور الثقافي النوعي في الفضاء العربي، هو أحد الروافد الهامة التي تساهم في تأسيس القدرة العربية لاستيعاب التحديات القادمة لنا من العصر ومكاسبه العديدة. كما أنه يخرجنا من حالة الدوران في حلقة مفرغة على المستوى الداخلي، ويجعلنا في قلب العصر، ونمتلك إمكانية التفاعل الخلاق مع كل شئونه وقضاياه.
   وجماع القول: إننا لو أحسنا التعامل مع الثقافة كفعالية مجتمعية، تمتلك المؤهلات لتحشد الطاقات وتحريك الإمكانات. فإن هذا التعامل الحسن والحضاري سيقربنا من تطلعاتنا المستقبلية، ويوفر في مجالنا كل أسباب وعوامل القبض على كل مشروعات التنمية والتطوير والتقدم.

التحديات الاقتصادية
    التعريف بعلم الاقتصاد:(6) ذلك العلم الذي يبحث للنشاط الإنساني عند التعامل مع المشكلة الاقتصادية ، التي تعني أن الموارد محدودة ونادرة نسبياً تجاه الحاجات المتعددة ألانهائية ، ومن ثم يدرس أي الاستخدام الأمثل للحصول على أقصى إشباع ممكن لحاجات الأفراد في المجتمع.
    ثم لنتعمق أكثر ونتعرف على النظام الاقتصادي: عبارة عن مجموعة من القواعد والمؤسسات والمنظمات التي يختارها المجتمع كأسلوب ووسيلة لعلاج المشكلة الاقتصادية ويضع المجتمع الإطار القانوني لتنظيم وتحديد أشكال هذه المؤسسات وفقاً لعاداته وتقاليده وقيمه الأخلاقية والدينية.  
مفهوم اقتصاد المعرفة:
    ففي حين كانت الأرض، والعمالة، ورأس المال هي العوامل الثلاثة الأساسية للاقتصاد العالمي وتنمو بمعدل 10 ٪ سنويا. وجدير بالذكر أن 50 ٪ من نمو الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي هو نتيجة مباشرة لاستخدام وإنتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد استخدم مصطلح اقتصاد المعرفة و مجتمع المعرفةknowledge society and knowledge economy في الفصل الثاني عشر من كتاب The Age of Discontinuity لـ Peter F. Drucker . وكثيرا ما تستخدم مصطلحات متعددة للتأكيد على جوانب مختلفة لاقتصاد المعرفة منها مجتمع المعلومات والاقتصاد ، والاقتصاد الرقمي ، وشبكة الاقتصاد الجديد أو اقتصاد المعرفة وثورة المعلومات للإنتاج في الاقتصاد القديم، أصبحت الأصول المهمة في الاقتصاد الجديد هي المعرفة الفنية، والإبداع،والذكاء، والمعلومات . وصار للذكاء المتجسد في برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا عبر نطاق واسع من المنتجات أهمية تفوق أهمية رأس المال، أو المواد، أو العمالة. وتقدر الأمم المتحدة أن اقتصاديات المعرفة تستأثر الآن 7 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
    وبناء على ما تقدم فان اقتصاد المعرفة في الأساس يقصد به أن تكون المعرفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي . واقتصاديات المعرفة تعتمد على توافر تكنولوجيات
المعلومات والاتصال واستخدام الابتكار و الرقمنه .وعلى العكس من الاقتصاد المبني على الإنتاج، حيث تلعب المعرفة دورا أقل، وحيث يكون النمو مدفوعا بعوامل الإنتاج التقليدية، فإن الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشري، هي أكثر الأصول قيمة في الاقتصاد الجديد، المبني على المعرفة.وفي الاقتصاد المبني على المعرفة ترتفع المساهمة النسبية للصناعات المبنية على المعرفة أو تمكينها، وتتمثل في الغالب في الصناعات ذات التكنولوجيا المتوسطة والرفيعة، مثل الخدمات المالية وخدمات الأعمال.
التجارة الالكترونية:
   هي عملية بيع أو شراء السلع والخدمات من خلال الشبكات الحاسوبية المفتوحة كالانترنت.
البورصة الإلكترونية:
    بورصة اليوم والمستقبل لا تعرف السمسار التقليدي فكل شيء يتم بضغطة زر بيع وشراء واستبدال واسهم بالملايين تنتقل ملكيتها في لحظات معدودة.
    عندما نتحدث عن اقتصاد عربي فإننا نقصد وجود كيان اقتصادي مترابط نسبياً، بحيث تتأثر الأوضاع فيه بما يجرى في بقية أجزاء هذا الكيان. فالحديث عن اقتصاد عربي يعبر عن نوع العلاقات العضوية بين مختلف أجزاء هذا الكيان، ويظهر ذلك في زيادة حجم المعاملات البينية للسلع والخدمات بالمقارنة مع المعاملات مع العالم الخارجي، وفى السهولة النسبية لانتقالات عناصر الإنتاج، وفى التأثر المتبادل لتغيرات الأسعار أو السياسات الاقتصادية. وفى ضوء هذا التعريف المبسط، فانه يصعب القول إننا بصدد "اقتصاد عربي".(7)
قد يكون من السهل الحديث عن "العالم العربي" ككيان ثقافي، ولكن الحديث عن "اقتصاد عربي" هو من قبيل المجاز أو التمني. فالاقتصاديات العربية مجزأة، وهى قليلة الترابط  الاقتصادي فيما بينها، حيث ترتبط كل دولة في المنطقة بالعالم الخارجي بأكثر مما ترتبط بالمنطقة. وحتى في الأحوال التي تزيد فيها العلاقات الاقتصادية البينية، فإنها كثيراً ما ترتبط بأوضاع عارضة أو غير مستقرة. فالواقع العربي، قد يمثل حقيقة تاريخية، أو جغرافيه، أو لغوية، أو حضارية أو غير ذلك، ولكن  بالقطع لا يرقى إلى مستوى "الحقيقة الاقتصادية"، وإن كان ذلك لا يمنع – بالطبع – من إمكانية تحوله إلى مثل هذه الحقيقة إذا توفرت الظروف المناسبة .
    ونحن بدورنا مسلمين عرب فإنه يشرفنا أن تعرف على النظام الاقتصادي الإسلامي:(8) وهو مجموع الأصول الاقتصادية العامة ، التي نستخرجها من القران الكريم والسنة المطهرة ، والبناء الاقتصادي الذي نقيمه على أساس تلك الأصول بحسب كل بيئة وكل عنصر ، وقد يعرف بحسب غايته وهدفه ومن ذلك بان "العلم الذي يوجه النشاط الاقتصادي وينظمه وفقاً لأصول الإسلام ومبادئه.
خصائص النظام الاقتصادي الإسلامي:
أولاً: النظام الاقتصادي الإسلامي جزء من نظام الإسلام.

ثانياً: التوازن في رعاية المصلحة الاقتصادية للفرد والجماعة.
ثالثاً: التوازن بين الجانب المادي والروحي.
رابعاً: الاقتصاد الإسلامي أخلاقي.
أهداف النظام الاقتصادي الإسلامي:
أولاً: تحقيق حد الكفاية المعيشية.
ثانياً: الاستثمار"التوظيف" الأمثل لكل الموارد الاقتصادية.
ثالثاً: تخفيف التفاوت الكبير في توزيع الثروة والدخل.
رابعاُ: تحقيق القوة المادية والدفاعية للأمة الإسلامية.
الحرية الاقتصادية المقيدة في النظام الإسلامي:
أولاً: تطبيق أحكام الإسلام في الحلال والحرام.
ثانياً: الالتزام بعدد من الواجبات الشرعية الاقتصادية.
ثالثاً: إذا تعارضت المصلحة الخاصة مع العامة ، تقدم المصلحة العامة.
مفهوم المشكلة الاقتصادية:(6)
    تنشا المشكلة الاقتصادية بسبب الندرة النسبية في الموارد الاقتصادية وتعدد وكثرة وتنوع وتجدد حاجات أفراد المجتمع المراد إشباعها والتي أوجدت بدورها للإنسان منذ القدم.
المشكلة الاقتصادية على مستوى الفرد: تعني أن الدخل محدود والحاجات كثيرة ، ومن ثم هناك عملية اختيار ووضع أولويات وتضحية ببديل آخر ، فعندما يختار احد البدائل يضحي ببديل آخر.
المشكلة الاقتصادية على مستوى المجتمع: وهي تعني أيضاً أن الموارد محدودة والحاجات كثيرة ، ومن ثم لابد من الاختيار ووضع الأولويات ، ومن ثم التضحية فالموارد محدودة في المجتمع (في وقت معين) بالمقارنة بحاجات ورغبات أفراد المجتمع المتعددة والمتنوعة والمتكررة عبر الزمن ، ولذلك على الاقتصاد القومي أو المجتمع أن يختار ويضع الأولويات.
     مفهوم التنمية الاقتصادية:(9)
    لقد اهتم الكتاب الاقتصاديون بدراسة التنمية والنمو اهتماماتهم بدراسة التخلف ، وظهر فرع جديد مستقل من فروع النظرية الاقتصادية ، أطلق عليه اقتصاديات النمو ، واقتصاديات التنمية ، ويركز هذا الفرع على دراسة أسباب التخلف وسبل الخروج منه ، بإتباع استراتيجيات وسياسات معينة لتحقيق التنمية الاقتصادية.
    ونحن في مجتمعاتنا العربية لازلنا ونحن على مشارف العام 2010 نعتبر من الدول النامية والنائمة والمتخلفة اقتصادياً ، ولازلنا في دولنا العربية نستورد أضاعف ما نصدره إلى الخارج ، بل إن بعض الدول العربية لا تصدر أصلاً فنحن بأمس الحاجة إلى مشروع التنمية الاقتصادية العربية فهو مشروع جبار لو تكاتفت جميع الدول العربية في تنفيذه.
أهم أهداف التخطيط للتنمية الاقتصادية في الدول العربية :
أولاً: تهدف الدول المختلفة إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي.
ثانياً: يهدف التخطيط إلى إقامة قاعدة صناعية كافية وصالحة لتكون نقطة انطلاق التنمية الاقتصادية العربية.
ثالثاً: يهدف التخطيط إلى علاج أو إزالة معوقات التنمية الاقتصادية العربية ومحدداتها.
رابعاً: يهدف التخطيط الاقتصادي إلى تكوين الفائض الاقتصادي ، واستقطاب هذا الفائض من مختلف قطاعات الاقتصاد القومي.
خامساً: يستهدف التخطيط الاقتصادي في الدول المختلفة تحقيق قدر كافي من التشغيل ، لتأمين فرص عمل لاستيعاب القوة البشرية المعطلة.
سادساً: يستهدف التخطيط إلى رفع مستوى استغلال الموارد الاقتصادية الطبيعية والبشرية ، إلى المستوى الأمثل.
سابعاً:كما يهدف التخطيط الاقتصادي إلى تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والتخلص من التبعية الاقتصادية والسياسية للخارج. 
التحديات التكنولوجية
إن من أكثر الألفاظ استخداما في يومنا هذا حتى من قبل المواطن العادي لفظ _التكنولوجية_ ويبدو بقدر ما يزداد شيوع استخدام اللفظ يزداد الغموض واللبس اللذان تكتنفانه ، فقد اكتسب لفظ التكنولوجيا الكثير من المطاطية ، وأصبح يعني أشياء مختلفة ، بل في أحيان كثيرة متناقضة حسب مستخدم اللفظ المذكور ، كما اكتسب لفظ _تكنولوجية_ قوة وسحرية متزايدة.(10)
    كلمة التكنولوجيا(11): مصطلح مركب إغريقي الأصل حوته جميع دوائر المعارف في اللغات كافة ويتألف من كلمتين Techno وهي مجموع الحرف والفنون الإنسانية (مهارة الحرفة)، وlogos  وهو المنطق الذي يثير الجدل (الحديث عن مهارة الحرفة)، وقد استعملت لأول مرة في انكلترا في القرن السابع عشر وكانت تعني دراسة الفنون النافعة ، إن الشيء الحديث في الموضوع هو اللفظ ذاته أما ظاهرة التكنولوجيا فهي قديمة قدم الإنسان وهناك اتفاق على المفهوم العام لهذه الكلمة بالرغم من اختلاف النصوص التعريفية لها
    إن الأمة الإسلامية مطالبة بإنتاج التكنولوجيا وتطوير ذاتها حتى تتحقق لها الريادة على الأمم، ولكن إلى ذلك الحين لابد أن يكون هناك رشد ووعي لكيفية اختيار التكنولوجيا المناسبة.
الإسلام والتكنولوجيا الحديثة:
    لم ولن يقف الإسلام يوماً في وجه التكنولوجيا والحديثة والتطور التقني الرهيب الذي نشهده يوماً بعد يوم، بل يشجع الإسلام على أن نستخدم هذه الوسائل في الاستخدام الصحيح والأمثل في ما يفيد الإنسانية، وأن نكون من روادها ومصنعيها
التكنولوجيا الحيوية؟
    التكنولوجيا الحيوية هي التطبيق المعلوماتي الصناعي للتكنولوجيات التي يتم تطويرها أو استخدامها في العلوم البيولوجية. وخاصة تلك التي تتصل بالهندسة الوراثية. ويتفق الخبراء على أن العالم على حافة ثورة في هذا المجال. وتتمتع التطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية بقدرات هائلة على إفادة الإنسانية. على سبيل المثال، من خلال إنتاج لقاحات لأمراض لم يكن لها علاج من قبل، وزيادة إنتاج الغذاء، والوقاية من أمراض وتشوهات وراثية عديدة. وتحمل ثورة التكنولوجيا الحيوية إلى جانب فوائدها إمكانات هائلة لإساءة الاستخدام.
التكنولوجيا وترابط المجتمع    
    وعلى الرغم من وجود سلبيات للتكنولوجيا وغزوها لعالمنا بقوة ؛ إلا أن هناك بعض المميزات لهذه التكنولوجيا التي ذكرها العلماء في أبحاثهم حول سلبيتها وإيجابيتها.
وقد خرج لنا العلماء بدراسة أجريت أخيراً تؤكد في محتواها “أن وسائل الاتصال الحديثة تقرب بين أفراد الأسرة وذلك من خلال تحويلهم إلى شبكة اجتماعية مترابطة في خلاف للرأي السائد بشأن التأثيرات السلبية للإنترنت والهواتف المحمولة على الروابط الأسرية”.
اثر التكنولوجيا على الاقتصاد:
    أصبح قطاع تكنولوجيا المعلومات عنصراً أساسيا في نمو الاقتصاد العالمي والعربي أيضاً , كما ساعدت على الاتصالات بين الحكومات بجانب إستخدامتها في العديدة من الجوانب الاقتصادية وجوانب العمل التجاري المختلفة .
    والتكنولوجيا ليست إذن آلات أو تجهيزات تنتج وتستهلك كباقي وسائل الإنتاج، ولا هي سلعة تتمتع بدور عادي في تكوين رأس المال والرفع من مستوى القدرة الإنتاجية. التكنولوجيا هي أولا وقبل كل شيء عقلية إنتاج وعلاقات إنتاج بحكم السلوكيات والمفاهيم التي تحكم نظام الإنتاج. وهي فضلا عن ذلك جزء من نظام اجتماعي وأخلاقي، وبالتالي من مجموعة قيم كالقيم السائدة في المجتمع التي تتأثر بها وتؤثر فيها وتتفاعل معها.
    العلم و التكنولوجيا يمثلان محور عجلة التقدم في عالمنا اليوم، والجديد في التكنولوجيا هو اللفظ ذاته فكلمة تكنولوجيا تمثل لفظا ثابتا ومعنى متحركا عبر مراحل التطور الحضاري، وبغض النظر عن التعريف الصحيح للتكنولوجيا لا احد يختلف حول التغيرات الكبيرة التي خلقتها التطورات التكنولوجيا السريعة والمتواصلة خلال هذا القرن.(12)
وحتى يتحقق للدول المتخلفة حرية اختيار أكثر أنواع التكنولوجيا ملائمة لها يجب أن تحقق بعض الشروط:
1ـ وجود المعلومات الضرورية والكافية عن البدائل التكنولوجية المختلفة.
2ـ معرفة التعديلات التي أُدخلت عليها ومدى نجاحها في التطبيق العملي.
3ـ الأماكن التي نجحت فيها وأسباب ذلك النجاح أو الفشل.
4ـ مدى ملائمة هذه التكنولوجيا مع ظروف البيئة المحلية وطبيعة التعديلات المطلوبة لتحقيق هذه الملائمة.
5ـ المعلومات الخاصة بالحجم الأدنى للمشروع ومشكلات.
إلى غير ذلك من المعلومات التي تمكنها من دخول سوق التكنولوجيا وهي على معرفة كاملة بالسلعة التي يمكن شراؤها.
ولعل أهم ما يعاب على التكنولوجيا:
يقول المتخصص في علم النفس د.خضر البارون: إذا نظرنا إلى ابتعاد المثقف العربي عن القراءة والكتاب نجد هناك عدة عوامل منها، زيادة التكنولوجيا والتقدم العلمي والعولمة وكلها أمور جعلت القراءة بعيدة، فالعولمة تستطيع أن تحضرها بضغطة زر، والإنترنت يوفر قدرا كبيرا من المعلومات حول الموضوع الواحد. في السابق كانت الركيزة هي الاتصال بين الإنسان والآخر وتغير الحال هذا الزمان بالجلوس مع البلاي ستيشن والفيديو والقنوات الفضائية وغيرها من الوسائل الحديثة.
    كل هذه العوامل أخذت الإنسان من القراءة وجعلته أسير التكنولوجيا، وكلما تقدّمت ثورة الاتصالات وزاد التبحّر في أوجه العلوم المختلفة والمتنوعة قل الارتباط بالكتاب والنفور من القراءة وحب المعرفة .
وفي الحقيقة ما وصل إليه حال المواطن العربي من انعدام ثقافة يمثل خطرا محدقا على المجتمع العربي بصفة عامة، ففي الكتاب فيض لا ينضب من المعلومات ويمكن الاستعانة بالانترنت في إعداد البحوث والرسالات العلمية التثقيفية السريعة لطلاب الجامعات والدراسات العليا ولكن يظل الكتاب الصديق الصدوق للإنسان ولا غنى عنه، فهو الذي يحمي المعتقدات والأفكار من أي مد خارجي يريد الإطاحة بثوابتنا.
التكنولوجيا والبطالة:
وأضاف “كما أن ضعف المستوى التكنولوجي وضعف نموه يسبب ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد وضعف النمو الاقتصادي, مما يؤدي إلى هجرة العقول وزيادة في المديونية وهذا كله يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي مما يؤدي إلى عدم القدرة على التنمية الاجتماعية والإنسانية, و يرافق ذلك حدوث الكثير من الاضطرابات والمشاكل”.
    وحيث تلعب نقل التكنولوجيا بين الدول النامية دورًا هامًا في تدعيم استقلالية تكنولوجيا الدول واعتمادها على ذاتها، وتدعيم قواها في التفاوض ومن ثم تنمية التكنولوجيا المناسبة لهذه الدول.
    إن الهدف الأساسي لنقل التكنولوجيا ومعيار نجاحها يتمثل في تحقيق وضع أفضل في المستقبل يمكن الدولة المستوردة للتكنولوجيا من الاستغناء تدريجيًا عن الاستيراد وتحقيق الاعتماد على الذات ، ويعني هذا التحول من النقل الأفقي للتكنولوجيا إلى النقل الرأسي لها.



المراجع
(1)     د.مصطفى كمال طلبة،د.نجيب صعب،البيئة العربية تحديات المستقبل،المنتدى العربي للبيئة والتنمية،المنامة،2008م.
(2)     الرفاعي ، د. سلطان : التلوث البيئي (أسباب،أخطار،حلول) ، دار أسامه للنشر والتوزيع ، عمان ، 2009م ، (ص30).
(3)     محفوظ ، محمد : الحضور و المثاقفة(المثقف العربي وتحديات العولمة) ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، 2000م،(ص19،106).
(4)     Encyclopedia International , New York , Grolier 1968 , Vol . 5 , p . p . 358 – 360
(5)     حسن،ا.د.سمير إبراهيم،الثقافة والمجتمع،دار الفكر،دمشق، 2007م،(ص451).
(6)     ا.د.عبد الحميد ، عبد اللطيف ، النظرية الاقتصادية (تحليل جزئي وكلي للمبادئ)، الدار الجامعية ، القاهرة ، 2000م.(ص18،29،55).
(7)human development report,undp,2002
(8) د.المرزوقي،عمر بن فيحان وآخرون، النظام الاقتصادي في الإسلام ، مكتبة الرشد ناشرون ، 2007م ، الرياض ، ط3 ،( ص13،68،61،115).
(9) د.خصاونه ، صالح ، مبادئ الاقتصاد2 ، الشركة العربية المتحدة للتسويق و التوريدات بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة ، 2009 ، القاهرة ، (ص338،374).
(10) د.كرم ، انطونيوس كرم ، العرب أمام تحديات التكنولوجيا ، عالم المعرفة ، 1978م ، الكويت ، (ص11).
(11) برتران جيل، ترجمة هيثم اللمع، موسوعة تاريخ التكنولوجيا، المؤسسة الجامعة للدراسات والنشر والتوزيع، 1996.
(12) د.علي ، فداء صفاء محمد ، الندوة العالمية الثامنة لتاريخ العلوم عند العرب "الجوانب المجهولة في تاريخ العلوم العربية".

Post a Comment

أحدث أقدم