قصة الدرفيل المنقذ
بقلم واين جروفر
الدُّلْفِين أو الدُّخَس أو الدرفيل 
ً عن الكنز . ّ فالجو بدا
ّ نذهب للغطس بحثا
كنت أنا وأيمن اليوم على وشك ألا
منذرا غم بزوغ الشمس بين السحب . ولأيمن معرفة بالأجواء ً بسوء الأحوال ر
الساحلية أكثر من أي شخص آخر ، ولم يعجبه ما رأى عندما اتجه بالقارب إلى
داخل البحر.
المياه في كل الاتجاهات بحثا درفيل صديق كنت قد أنقذت ً تفحصت عن
حياته بنزع صنارة صيد سمك من ذيله عندما كان صغيرا، وأطلقت عليه اسم
بوبو، ّ وظل رفيقي تحت الماء منذ ذلك الحين.
كان بوبو يسبح بجانبي عندما اكتشفت أول مرة حطام سفينة إسبانية قديمة
 .ً
على بعد حوالي خمسة كيلومترات من الشاطئ، وعلى عمق واحد وعشر ين مترا
كان بوبو يراقب أيضا ّ كل حركاتي عندما وجدت أو ُ ل عْملة ذهبية؛ وكنت أصدرت
صوت فر ح ومرح أضاف إليه بوبو أصوات قرقع ة. ولكن ما وجدنا حتى الآن
سوى القليل من العملات الذهبية. لكنها كانت حقيقة مغامرة.
قال أيمن وهو ميعن النظر في قوس مقدمة القارب الصاعد الهابط :
" سينزل مطر غزير وتعصف اريح قوية أيضا ." كنت أتساءل إذا كان صديقي
الدرفيل سيأتي في يوم عاصف كهذا ، لكنني لم أر ّ أي زعنفة في البحر الهائج ،
وشعرت بأول وخزة قلق.
"ها قد وصلنا، الق المرساة هنا!"، صاح أيمن. ارتديت بذلة ّ الغوص وثبت
أنبوب الغطس على ظهري، وبه هواء يكفي لخمس وأربعين دقيقة، ثم ارتميت في
الماء. تماديت في الغوص حتى رأيت قاع المحيط . كانت قد مرت ثلاثون دقيقة
تقريبا ولم أشاهد سوى الصخور. افتقدت نظرات بوبو الفضولية إلي. وفي اللحظة
التي أشار فيها مؤشر أنبوب الهواء إلى وقت الصعود إلى السطح شاهدت وميض 
- 2 -
معدن. فكانت ّعدة حلقات من سلسلة ذهبية! جذبت السلسلة بكل رفق، وبدأت تظهر
ً خارج الرمال، جزء بعد جزء حتى صار طولها أكثر من نصف متر ، ً
رويدا رويدا
ثم علقت.
كا ن خزان الهواء قد بدأ ينفذ ، ولا بد من الصعود إلى ا لسطح ... الآن!
ّها كانت عالقة بشكل كبير.
حاولت مرة أخرى أن أنتزع السلسلة من الرمال ولكن
عندما وصلت إلى السطح، كان أيمن ّ يلوح بذراعيه في الهواء ثائرا قبل أن
أتمكن من إخباره عما وجدت. قال "لا بد أن نرفع المرساة . هناك تحذير بأعاصير
شديدة، فلنتحرك!"
ً ! هناك سلسلة من الذهب مرصعة
"انتظر ي ا أيمن ، لقد وجدت ذهبا
بالمجوهرات ولا يقل وزنها عن كيلوجرام ولكنها عالقة . أريد أن أعود إلى قاع
المحيط لآتي بها، إنها تساوي ثروة!"
"هيهات !" قال أيمن ، "ستكون أمواج الإعصار أعلى من أربعة أمتار
ونصف. لا يهم الذهب الآن، عليك أن تصعد إلى القارب و يجب علينا أن نبتعد من
ً ّ مكفهرا والبرق وصوت الرعد يخترقان الأمواج.
هنا". وكان الجو فعلا
ً قلت له: "إنك على حق يا أيمن، ولكن ماذا عن كنزنا؟". "
ً جديدا
سآخذ أنبوبا
من الهواء وأنزل إلى القاع لأحرر السلسلة."
ِ ريح تزأر والأمطار القوية تلط م ّ وبدأ القارب يشد حبال المرساة بعنف . ال
وجهينا بشدة . " ً حسنا،" قال أيمن ، "يمكن أن تصمد الحبال خمس دقائق أخرى
وليس أكثر من ذلك."
قفزت داخل المياه واتجهت مباشرة إلى القاع. وها هي السلسلة ترقد وكأنها
ً حتى بدا لي ّ كأن
حية ذهبية ملتفة حول نفسها في قاع البحر. حفرت وحفرت عميقا
ليس للسلسلة نهاية. كنت أصارع الزمن، إذ كان ّ علي ّ أن أحر ر السلسلة وأن أعود 
- 3 -
إلى السطح. نظرت إلى ساعتي. ّمرت أربع دقائق، ويمكن أن تكون الأمواج العاتية
القارب بعيدا. ً قد دفعت ب
ً في تلك اللحظة،
إن ّ ميدالية مرصعة بالياقوت ّ لمست أصابعي شيئا . ها ً مختلفا
في نهاية السلسلة التي بلغ طولها حوالي المتر ، وكانت الألماس المرصعة تفصل
ً وأنا ألفها
بين كل خمس حلقات، وكان جمالها يأخذ الألباب . أخذ قلبي يدق فرحا
ّ أن الوقت لم
حول ذراعي اليسرى، وربما كنت عندئذ بالقرب من باقي الكنز إلا
يسعفني. لا ّبد من الصعود إلى السطح.
ما أن وصلت إلى السطح حتى أخذت الأمواج ت دفعني يمنة ويسرة، وكان
وحيدا تتلاطم فيه الرياح. كانت سحب ً القارب قد اختفى ! فصرت تائها في بحر
العاصفة سوداء، وانقلب النهار إلى ليل حالك. انتابتني قشعريرة في كل جسدي . لم
ّ أتمكن ّ لشدة الأمطار من تحديد اتجاه الشاطئ.
طافيا ، وأجاهد كي أتنفس بين كل ً بقيت أكافح لساعات كي أبقى على السطح
ً و كنت أشعر
ً منهكا
موج ة تصفعني على وجهي والموجة الأخرى . كنت وحيدا
بالبرد الشديد، وانتابني شعور ك ّ أنه كان آخر يوم في حياتي ، ولماذا؟ بسبب مرساة
ذهبية تسحبني إلى القاع.
كان قد أصابني ّ الت ّ عب حتى أصبحت عاجزا عن الحركة، ّ وتملكني ألم شديد.
مددت يدي اليمنى لألمس السلسلة الثقيلة التي ما زالت ملفوفة حول ذراعي
اليسرى، وفككت السلسلة وتركتها تنساب بين أصابعي لتغوص ببطء في الماء إلى
قاع البحر حيث كانت ترقد منذ ثلاث مائة عام.
صرخت في الظلام : "النجدة ! النجدة !". " ْفل ْ يساعد ني أحد ، أرجوكم ."
وظللت أصرخ وأنا أعلم أنه لم يكن هناك أحد يسمعني.
وفجأة، بدأ موج البحر حولي يثور ويصحبه دوي كبير تبعه أعذب صوت
سمعته في حياتي. كان الصوت همهمة درفيل، فهمست "هل هذا أنت يا بوبو؟ " 
- 4 -
كنت منهكا لدرجة أنني لم أستطع تحريك ّ ذراعي، ولكن استطعت ّ أن أتعلق بكلتا ً
ّ يدي بزعنفته التي على ظهره. وبدأ بوبو يزقزق ويسبح ببطء ويسحبني معه عبر
الماء ساعة بعد ساعة.
ُ ّصد هق، ومع ذلك فقد
طفقت أفكر ... من سيصدق هذا؟ أنا نفسي لا أكاد أ
حدث. اقتربنا من الشاطئ وبدأت أسمع الأمواج وهي تنكسر عليه . أوصلني بوبو
إلى الشاطئ حيث أنزلت َّ ساقي ولمست قدماي الأرض وأصبحت في أمان.
ِدين له ً عل
ُ
ظل بوبو طافيا ى الماء بجانبي وهو يتمتم بأغنيته السعيدة. إنني أ
ُتها بغباء للخطر من أجل سلسلة ذهبية، ثم استدار بوبو وسبح في ّ بحياتي التي عر ْض
شكرا يا بوبو ، ً اتجاه البحر العميق، واختفى عن ناظر ي. فصحت بصوت عال : "
شكرا لإنقاذك حياتي." ً
- 5 -
أسئلة : إنقاذ الدرفيل المنقذ
1- ما ه ي الفكرة الرئيسية للفقرة الأولى ؟
أ - ّ تبين كيف كان باستطاعة أيمن تسيير القارب.
ب - ّ تبين احتمال حدوث متاعب في المستقبل.
ج - ّ تبي ّ ن أن الجو كان يتحسن.
د - ّ تبين أن الغطاس كان يعلم بوجود الكنز.
2- كيف بدأت الصداقة بين الغواص راوي القصة وبين بوبو الدرفيل ؟
أ - انتزع الغواص صنارة صيد من ذيل بوبو.
ب - ساعد بوبو الغواص في البحث عن الكنز.
ج - كان الغواص يعطي بوبو الطعام كل يوم.
د - حرر بوبو الغواص من شبكة صيد تحت الماء.
3- حدد الجزء الخاص بالقصة والموجود بجانب صورة سحابة المطر:
ما سبب شعور الغطاس (بأول وخزة قلق؟
أ - كان القارب يبعد حوالي خمسة كيلومترات من الشاطئ.
ب - كان أيمن يمعن النظر في قوس مقدمة القارب.
ج - لم يكن هناك أي أثر لبوبو.
د - لم يعد هناك ما يكفي من الهواء في خزان الهواء.
4- ما الذي شاهده الغواص عندما بدأت كمية الهواء تنفذ ؟
أ - سفينة غارقة
ب - عملة ذهبية
ِدئٌ
ج - َ مدفع ص
د - سلسلة ذهبية
- 6 -
5- حدد الجزء الخاص بالقصة والموجود بجانب صورة المرساة: لماذا أراد أيمن
أن "نبتعد من هنا" ؟
أ - اقتراب عاصفة هوجاء.
ب - أراد أن يبحث عن بوبو.
ج - كانت السلسة ثقيلة.
د - كان الهواء يكفي لمدة 45 دقيقة فقط.
6- هل تعتقد أنه كان على الغواص أن يغوص مرة أخرى؟
ضع دائرة حول إجابتك.
 نعم
 لا
 اذكر سببين من القصة توضح لماذا تعتقد ذلك.
 -1
 ............................................................................................
 ............................................................................................
 -2
 ............................................................................................
 ............................................................................................
7 -كان هناك تحذير في القصة من احتمال اختفاء القارب عند ما يصعد
الغواص إلى السطح ثانية.
اذكر بطريقتين كيف عرفت هذه المعلومة من القصة.
 -1
 ............................................................................................
 ............................................................................................
 -2
 ............................................................................................
 ............................................................................................
- 7 -
8- ماذا أدرك الغواص عندما نعت السلسلة بأنها "مرساة ذهبية" ؟
 -1
 ............................................................................................
 ............................................................................................
............................................................................................
............................................................................................
9 كيف وصل الغواص إلى الشاطئ- في خاتمة القصة؟
أ - سبح إلى الشاطئ.
ب - سحبه بوبو إلى الشاطئ.
ج - أخذه أيمن في القارب.
د - دفعت به الأمواج إلى الشاطئ.
10- ما أهمية أيمن في القصة ؟
صديقا . ً أ - كان لبوبو
ب - كان يعرف مكان الكنز.
ج - كان يحب الغوص.
د - نبه بحدوث الخطر.
11- ما الدرسان الهامان اللذان تعلمهما الغواص في هذه القصة؟
 استخدم أحداث القصة لتوضيح إجابتك.
............................................................................................
 ............................................................................................
 ............................................................................................
 ............................................................................................
 ............................................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- 8 -
توقف – نهاية هذا الجزء من الكتيب
الرجاء التوقف عن العمل 

Post a Comment

Previous Post Next Post