زار


فن زار في جمهورية مصر العربية  فن شعبي مهدد بالانقراض

ينظر إلى زار في جمهورية مصر العربية باعتباره أداة لطرد الأرواح الشريرة وتخليص النفس البشرية من الشياطين وهو واحد من أنواع الدجل والشعوذة، لكنه تطور إلى شكل موسيقي تراثي، وهناك باحثون يعتبرونه واحد من أشكال الدواء الذي يُلهم الانسجام والسلام مع النفس.


إيقاع المصالحة مع النفس

العاصمة المصرية القاهرة - في ممر ضيق في حي عابدين في قلب القاهرة عاصمة مصر الخديويّة، تقيم فرقة “أسياد زار ” حفلا تقليديا داخل مسرح ضئيل وسط المنازل القديمة، بالدفوف والآلات الموسيقية التقليدية، لتعيد إلى الذاكرة المصرية في الأسبوع الأول من شهرياً، فن زار الذي بدأ يختفي بشكل متدرج من الثقافة الشعبية المصرية.

وتحاول بعض الفرق الشعبية والمراكز الثقافية إحياء ذلك التراث الذي خرج من طقوسه لطرد الجن والأشرار ليكون فنا تقليديا يقدم للجماهير في جمهورية مصر العربية، بل في دول عدة من العالم للتعريف به كتراث يعبر عن الهوية المصرية.

وارتبط زار قديما في جمهورية مصر العربية بالدجل والشعوذة، ثم عاجلا ما تطور إلى شكل فني حولته بعض الفرق الفنية إلى موسيقى شعبية يعزفها السيدات والرجال بالدفوف والطبول.

وتنتشر إحتفاليات زار ، وإن كانت ضئيلة هذه اللحظة، في القرى والمناطق الشعبية في القاهرة عاصمة مصر وتحديدا في الدرب الأحمر، درب التبانة، السيدة زينب، والغورية، وتوجد مراكز ثقافية تعنى بذلك الفن وتحاول إحياءه عن طريق ترتيب الإحتفاليات التي يحضرها الشبان المصري والسياح.

زار هو مجموعة عادات تطهيرية وعلاجية لطرد الأرواح الشريرة التي يعتقد أنها تسكن جسم الإنسان، بواسطة رقصات هستيرية بالإيقاع والأداء الحركي والأغاني.

وتتجسد في جو زار فنون تأدية غير مشابهة ترافقها إيقاعات خاصة وعلامات ورموز تتحرر فيها النفس البشرية من قيود الدهر والمكان، أو تنتقل من وضعية إلى وضعية أخرى، ومن هنا أتت المهنة العلاجية النفسية لذلك الجو.

في ثورة 25 كانون الثاني، أقام مصريون دقة زار في مجال التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، لإخراج مبارك من سلطة الحكم
ولا يتشابه الباحثون بشأن التأصيل التاريخي واللغوي لكلمة زار ؛ فبعضهم يشاهد أنها كلمة عربية مشتقة من الزيارة، أي من كون أن الجن يزور الآدميين وتعمل جلسات زار على طرده وإخراجه.

وآخرون يقولون إن زار كلمة مستعارة من اللغة الأمهرية، وإن  زار انتقل من إثيوبيا إلى دولة السودان ومنها إلى جمهورية مصر العربية، حيث أنّ زارالمصريّ اختلط بالسودانيّ مع توافد الهجرة السودانيّة إلى جمهورية مصر العربية أثناء مرحلة حكم محمّد علي في عام 1820.

ودخلت آلتا الطنبورة والرانجو السودانيّتان في موسيقى زار ، لتتعدّد أشكاله بين زار المصريّ الذي تستخدم فيه الدفوف والطبول، زار السودانيّ الذي تستخدم فيه ماكينة الطنبورة التقليديّة، وزار أبوالغيط، وهو الأشبه بالتواشيح والأغاني الصوفيّة.

وبصرف النظر عن الصورة السلبية التي شاركت في رسمها الأفلام السينمائية والدراما التلفزيونية في جمهورية مصر العربية للزار، لكن فرقا عدة كفرقة مزاهر وفرقة “أسياد زار ” تسعى إخراج فن زار من الظل أو السر إلى العلن، بل تسعى حمايته من الانقراض عن طريق معيشة الإحتفاليات في جمهورية مصر العربية وفي مناطق أوروبا.

Post a Comment

Previous Post Next Post