موضوع تعبير عن التراث السوري للصف الرابع


موضوع عن التراث السوري للصف الرابع

 تراث سورية 

صون التراث الثقافي غير المادي

إن اتفاقية اليونسكو تشير إلى عدد كبير من تدابير الصون الممكنة، بضمنها عمليات التحديد والتوثيق والبحوث والمحافظة والحماية والترويج والتعزيز والنقل (عن طريق التعليم النظامي وغير النظامي) والإحياء. غير أن كل نوع من هذه التدابير لا يستحق أن يعتبر من تدابير الصون ما لم يكن الغرض منه هو تهيئة الظروف الكفيلة بتمكين الناس من مواصلة ممارسة تراثهم الثقافي غير المادي وتنميته ونقله.

وقد قدمنا في القسم ألف- 1 من هذا التقرير عرضاً موجزاً عن الأنشطة المعنية بالتراث الثقافي غير المادي في سورية، وهي أنشطة يمكن أن يُعتبر معظمها أنشطة للصون بالمعنى الوارد في اتفاقية اليونسكو. وفيما يلي بعض الأمثلة في هذا الصدد:

1-              عروض أداء الموسيقى والغناء والرقص التقليدية التي تقدمها الفرق الفولكلورية، مثل فرقة سهل حوران في درعا، وفرقة الفرات الموسيقية للتراث، وفرقة جرابلس لإحياء التراث؛

2-              تشجيع الصناعات الحرفية التقليدية في يبرود ودمشق، وهو أمر ساعد الحرفيين على إيصال منتجاتهم إلى الأسواق؛

3-              خفض الضرائب على حرفيي الصناعات التقليدية؛

4-              مشاركة الجماعات والمجتمعات المحلية في وضع خرائط ثقافية لمنطقة وادي النضارة (من خلال مشروع "روافد")؛

5-              مبادرات عديدة للتوثيق اتخذت على أساس طوعي إلى حد كبير من جانب أفراد وجماعات في مختلف المحافظات ويمكن الاستناد إليها في عملية الحصر الأولى؛

6-              خطة العمل الوطنية لجمع التراث الثقافي الشعبي الوطني غير المادي وتدوينه وتوثيقه التي شرعت وزارة الثقافة في إعدادها على صعيد كل محافظة؛

7-              الترويج والتوعية فيما يتعلق بقيمة التراث الثقافي غير المادي السوري من خلال مهرجانات عديدة، مثل مهرجان بصرى الدولي للفنون الشعبية في دمشق، ومهرجان الأغنية السورية في حلب، ومهرجان الساحل للفنون التراثية الشعبية.

وتفترض الاتفاقية الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي أن جميع الدول الأطراف سوف تساعد أو تشجع الجماعات والمجتمعات المحلية والمنظمات على إعداد وتنفيذ خطط لصون عناصر محددة من التراث الثقافي غير المادي معرضة للخطر بدرجة أو بأخرى - وتُدرج على هذا الأساس في قائمة حصر خاصة. ويتطلب وضع خطة لصون عنصر تراثي إجراء تحليل للأخطار التي تهدد استدامته ووضع خطة عمل لكيفية التصدي لهذه الأخطار وصون العنصر ضمن إطار المجتمع المحلي المعني وبمشاركته. وعليه، فسيتعين إعداد خطط صون لجميع عناصر التراث التي ستقترح سورية إدراجها في القائمتين الخاصتين باتفاقية اليونسكو.

ويمكن تقديم طلبات إلى اللجنة الدولية الحكومية التي تشرف على تنفيذ الاتفاقية بغية الحصول منها على مساعدة مالية لتنفيذ أنشطة للصون تنسجم مع ما يرد في الاتفاقية. ويجب أن تشتمل هذه الطلبات على خطط تفصيلية للصون وميزانيات تقديرية مفصلة.

ويمكن للأنشطة المعنية بالممارسات وأشكال التعبير الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي والتي لا تندرج في نطاق التعريف الوارد للصون في الاتفاقية، أن تفيد في أغراض أخرى غير الصون. غير أنها لا يمكن أن تحظى بالتمويل والتشجيع ضمن نطاق الإطار الوطني أو الدولي لتنفيذ اتفاقية اليونسكو. كما أنه لا يمكن طلب مساعدة دولية لتنفيذها من الصندوق الخاص بالاتفاقية.

جيم- 1- د: المشاركة في تنفيذ اتفاقية اليونسكو على الصعيد الدولي
مجالات التراث الثقافي غير المادي هذه تجد تعابيرها في مختلف أنحاء سورية، فإن هناك فروقاً إقليمية بينها ترتبط بالعناصر ذاتها وبمدى قدرتها على البقاء كتراث حي في أيامنا هذه. فثمة جزء كبير من التراث الثقافي غير المادي في سورية مهدد بالخطر من جراء الضغوط الناجمة عن عمليات التوسع الحضري والتحديث. ففي دير الزور مثلاً، تعرضت المدينة لموجات متعاقبة من الوافدين الجدد الذين قدموا إليها من المناطق الريفية المحيطة بها نتيجةً لحالات الجفاف الشديد التي حدثت في أواخر الخمسينيات والتسعينيات من القرن العشرين، مما أدى إلى انقطاعهم عن ممارسة الكثير من التقاليد الزراعية. وفي حمص، باتت صناعة الفخاريات ومهنة النحاسين من الصناعات والمهن الحرفية القليلة التي لا تزال حية وقادرة على البقاء. وفي محافظة درعا، تشتمل عناصر التراث الحي التي تعتبر مهددة بالخطر على دور القضاة التقليديين في النزاعات المتعلقة بمسائل الأرض والثأر، وعلى الأغاني الحورانية القديمة.

وإن كثيراً من عناصر التراث الثقافي غير المادي في سورية تنحدر من تقاليد تمارَس على نطاق واسع في الشرق الأوسط و/أو في العالم العربي.

ألف- 1: القدرات المؤسسية لصون التراث الثقافي غير المادي

ألف- 1- أ: الهيئات العاملة في مجال الصون

ثمة عدة هيئات أنشئت خصيصاً لتعنى بصون التراث الثقافي غير المادي في سورية.

وتقدم بعض هذه الهيئات، مثل فرقة الفرات الموسيقية للتراث، وفرقة أمية للفنون الشعبية، وفرقة منبج للفنون الشعبية، وفرقة جرابلس لإحياء التراث، عروضاً للموسيقى والأغاني والرقصات التقليدية. وتوجد في درعا فرق شعبية عديدة مرتبطة بمراكز ثقافية محلية تقدم عروضاً للفنون الشعبية وتُعلم وزارة الثقافة عن عروض الأداء الفني هذه، ومن هذه الفرق الفنية ما يلي:

1-      فرقة سهل حوران (التابعة للمركز الثقافي العربي في درعا)؛

2-      فرقة طفس للفنون الشعبية (التابعة للمركز الثقافي العربي في طفس)؛

3-      فرقة حرَك (التابعة للمركز الثقافي العربي في حرَك)؛

4-      فرقة تأصيل (التابعة للمركز الثقافي العربي في تأصيل).

ويواصل مغنون مثل محمد حلاق وإبراهيم صقر (الذي يغني باللهجة العربية للمنطقة الشمالية الشرقية) وأديب رحال أداء أغان تقليدية في اللاذقية. وتقدم أن فرقة شبيبة حزب البعث في اللاذقية عروضاً للرقص الشعبي في المناسبات والاحتفالات العامة.

وتمثل حلب ودمشق مركزين رئيسيين للموسيقى العربية التقليدية والكلاسيكية، ومن الأمثلة على ذلك الموشحات والقدود والمقامات التي تُستخدم فيها أنواع الفنون الشعرية والموسيقية الدينية أو الدنيوية. وقد زار عديد من كبار رموز الموسيقى العربية، كالسيد درويش ومحمد عبد الوهاب، سورية ليتعلموا من تراثها الثقافي. ولا تزال الموسيقى العربية المعروفة بموسيقى الطرب تمثل فناً شعبياً رائجاً في حلب ودمشق، ويحظى فنانون من أمثال صبري مدلل وصباح فخري ونور مهنا بمكانة مرموقة في المنطقة.

وثمة أعضاء في منظمات تعمل في مجال التوثيق يؤدون أحياناً بعض الفعاليات الفنية التي تشكل عناصر من التراث الثقافي غير المادي: فيغني أعضاء في جمعية العاديات، مثلاً، أغان تقليدية.

وتوجد هيئات أخرى تساعد في التشجيع على الاستمرار في مزاولة المهن الحرفية التقليدية. فقد اضطلعت جمعية أصدقاء يبرود الموجودة في محافظة ريف دمشق، بتشجيع مهن حرفية تقليدية عن طريق مساعدة الحرفيين على إيصال منتجاتهم إلى الأسواق. وقام اتحاد الحرفيين في دمشق بنفس الدور عن طريق إقامة حي لمهنيي الحرف التقليدية وإنشاء منظمة تدريبية.

وتهدف جمعية إحياء التراث الشعبي في دمشق إلى إحياء التراث الشعبي في سورية وصونه وتوثيقه، ولاسيما فيما يخص الرياضات التقليدية لاستخدام السيف والترس، وفنون الغناء والخط.

وكثيراً ما تقتضي ممارسة أشكال التعبير عن التراث الثقافي غير المادي استخدام مواد محددة، كالآلات الموسيقية والأزياء وغير ذلك من المصنوعات، وهذا ما جعل اتفاقية اليونسكو تدرج الإشارة إلى القِطَع والآلات والمصنوعات ذات الصلة بالتراث الثقافي غير المادي في نص تعريفها لهذا التراث. وتعنى متاحف متنوعة ومؤسسات أخرى، مثل دار التراث والأزياء في الرقة، والمركز الثقافي العربي في بلدة عين البيضا، ومركز جرابلس الثقافي، وقصر العظم في دمشق، بجمع قِطَع ومصنوعات حرفية. وتعرض المجموعة الموجودة في قصر العظم شواهد موثقة من التراث الشعبي السوري تتعلق بالأزياء والمجوهرات الشعبية ومراسيم الضيافة، كما توفر صوراً عن الحياة اليومية للناس، وما إلى ذلك.

ألف- 1- ب: مؤسسات التدريب

توجد في سورية حالياً عدة مؤسسات تدريبية متخصصة في مجال الصون، وهي مؤسسات تعنى في المقام الأول بالبحوث.

فيعنى معهد التراث العلمي العربي بدراسة التراث وتدريس الأساليب العلمية لدراسة التراث. وقد عُقدت "ندوة علمية عن الاتفاقية الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي: مضمونها وأهدافها وآليات تنفيذها"، وذلك في معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب، في الفترة من 1إلى 3 تشرين الأول/أكتوبر 2005.

وتولت مؤسسات أخرى متنوعة استضافة مؤتمرات؛ فقام المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، باستضافة ندوة عن "الفنون والحرف: التنوع الثقافي والتنمية المحلية"، عُقدت في دمشق في الفترة من 5 إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر 2008. وعقدت مديرية التراث الشعبي التابعة لوزارة الثقافة ندوة في السويداء  بعنوان "توثيق التراث الشعبي - المفارقات والآفاق"، وذلك في يومي 10 و11 أيار/مايو 2009.

وأنشئ معهد تعليم اللغة الآرامية، في معلولا في عام 2007، وهو معهد تابع لجامعة دمشق التي تكفل تمويله. وتقدم الدروس على أساس فترات تمتد لشهرين وذلك بمعدل خمسة أيام في الأسبوع. فاللغة الآرامية تحتاج فعلاً إلى الصون إذ إن عدد الناطقين بها قليل جداً (ويعيشون في معلولا وجبدين وصرخا، على مسافة 50 كيلومتراً في شمال دمشق).

ويعنى المعهد التقاني للفنون التطبيقية بتدريس فن الخط العربي ويشمل في ذلك خطوط الثلث والنسخ والتعليق والخط الكوفي.

وتقدم إدارة الموسيقى العربية، التابعة لوزارة الثقافة، دروساً في الجوانب النظرية والعملية للموسيقى العربية. وفيما يلي المواد العملية التي تشملها هذه الدروس:

1-      العود والبزق؛

2-      القانون؛

3-      الناي

4-      الغناء العربي.

فيتعلم الطلبة خلال  السنوات الخمس للدراسة أساليب عزف أشكال موسيقية هامة، مثل الموشحات والقصيد والدور والطقطوقة.

وتوجد منظمات أخرى تقدم دروساً تدريبية، إلا أنها لا تعتبر بالدرجة الأولى مؤسسات تدريبية. فتقدم جمعية إحياء التراث الشعبي في دمشق، مثلاً، دروساً (معترفاً بها تماماً) في العزف على أدوات موسيقية تقليدية متنوعة. ويقدم علي يوسف خَلَف دروساً في الغناء التقليدي في بلدة الضُمير. وثمة مشروعات في مجال التوثيق ترمي إلى تنمية القدرات في إطار المجتمعات المحلية من أجل أن تضطلع هذه المجتمعات بتوثيق واستخدام مواردها التراثية. ويهدف مشروع "حافلة الشباب الثقافية" إلى تمكين الشباب في تدمر والسويداء من الانتفاع بتراثهم الثقافي الخاص بهم، ويزودهم من خلال هذه العملية بمعلومات عن التاريخ الشفهي وبالتدريب في مجال التصوير الفوتوغرافي. وسيعمل مشروع "روافد" على تنمية قدرات المجتمعات المحلية في مجال إعداد خرائط ثقافية وتنفيذ عمليات للتخطيط الاجتماعي الاقتصادي الذي يراعي البعد الثقافي.

ألف- 1- جـ: مؤسسات التوثيق

سيرد في القسم ألف-2، أدناه، عرض عن الهيئات الرسمية العاملة في هذا المجال، ولكننا نكتفي بالإشارة هنا إلى أن وزارة الثقافة قد أنشأت في كل محافظة لجنة للتراث مكلفة بتوثيق التراث غير المادي وما يرتبط به من مواد ومن منتجات التراث المادي وذلك في إطار مشروع يدعى "جمع وتدوين التراث الشعبي العام". وترفع هذه اللجان تقارير إلى لجنة استعراض مركزية تعمل في إطار برنامج التراث الثقافي غير المادي في سياق مشروع التراث الحي لمنطقة البحر المتوسط. وقد أنشئت مراكز ثقافية في إطار مديريات الثقافة في مدن عديدة، بضمنها تدمر وجرابلس ومنبج.

وتقوم معظم المنظمات التي تضطلع بأنشطة تتعلق بالتراث الثقافي غير المادي في سورية بأنشطة لتوثيق هذا التراث، وتشجعها في ذلك وزارة الثقافة، التي تنشر كتبا عن التراث السوري. ويجري قسم كبير من عمليات التوثيق هذه على أيدي خبراء محليين يعرضون نتاج عملهم بعدئذ على مديرية الثقافة التابعة لوزارة الثقافة والعاملة في منطقتهم. وقد شاركت فِرَق مثل جمعية إحياء التراث الشعبي، وجمعية أصدقاء دمشق، في توثيق التراث الثقافي غير المادي في هذه المحافظة. وتعمل جمعية جمع التراث الثقافي غير المادي، في محافظة حمص، بالتعاون مع جمعية الآثار، على توثيق الأغاني وأنواع الدبكات في منطقة السلمية. وثمة منظمات وأفراد يساعدون في توثيق التراث الثقافي غير المادي في حلب، ويساعدهم في ذلك مركز منبج ومركز جرابلس. وتعمل جمعية أصدقاء يبرود على توثيق التراث الثقافي غير المادي في محافظة ريف دمشق. أما في محافظة درعا، فتعمل جماعة من الباحثين يعرفون باسم جمعية الفولكلور في حوران، على توثيق التراث الثقافي غير المادي. واضطلع باحثون أفراد في محافظات أخرى بدراسات توثيقية، وترد في الببليوغرافيا المرفقة بهذا التقرير إشارات إلى بعض هذه الأعمال.

وثمة هيئات تضطلع بأعمال في مجال التوثيق كجزء من بحوثها الأكاديمية، ومن هذه الهيئات جمعية العاديات (جمعية الآثار) في حلب، ومعهد التراث العلمي العربي التابع لجامعة حلب، وجمعية الآثار، التي تعمل على نحو نشيط في شتى أنحاء البلد، والهيئة العامة للاستشعار عن بُعد، ومركز تريم للعمارة والتراث.

وتوجد في معظم المحافظات فروع لجمعية العاديات، التي تهتم بإحياء التراث الثقافي غير المادي والحفاظ عليه وصونه، بالإضافة إلى اهتمامها بأجراء دراسات تاريخية.

ويشارك مركز تريم للعمارة والتراث في دمشق في مشروع "ذاكرة العالم العربي"، الرامي إلى توثيق التراث الثقافي العربي في 22 بلداً وإتاحة إمكانية الاطلاع عليه عن طريق الإنترنت. وقد ساعد مركز تريم هذا في استضافة اجتماع للجنة توجيهية لهذا المشروع في عام 2008؛ وعُقد في الوقت ذاته مؤتمر إقليمي عن "التوثيق الألكتروني للتراث العربي".

واضطلعت الهيئة العامة للاستشعار عن بُعد بجمع بيانات عن التراث الثقافي غير المادي وذلك كجزء من عملها في إعداد أطلس الساحل السوري عن طريق الساتل. فقد استخدم التصوير الفوفوغرافي عن طريق السواتل، مع الاستعانة ببرامج حاسوبية (نظم المعلومات الجغرافية، ونظام تحديد إحداثيات الموقع الجغرافي GPS)، بغية رسم خرائط عامة وتفصيلية للمنطقة مع إدراج بيانات وصفية تاريخية عن المواقع المعنية. ويسهم هذا المشروع في تنشيط السياحة الثقافية.

وتعمل الأمانة السورية للتنمية (مشروع "روافد") أيضاً على توثيق التراث الثقافي غير المادي كجزء من مشروع لإعداد خريطة ثقافية لمنطقة وادي النضارة. والأمانة السورية للتنمية هي منظمة غير حكومية ترأسها صاحبة السعادة السيدة أسماء الأسد، وتهدف إلى تعزيز قدرات السوريين في جميع مناحي الحياة من أجل أن يضطلعوا بدور نشيط في بناء مجتمعهم وتقرير معالمه. ويتسم مشروع "روافد" الثقافي الخاص بالأمانة السورية للتنمية بالتركيز على مجالين يشتملان على عناصر تتعلق بالتراث الثقافي غير المادي، وهما الاستثمار في مجال الثقافة من أجل تنمية المجتمع المحلي، والربط بين الناس وثقافتهم.

ويجري القيام حالياً بشكل رائد بتنفيذ مشروع "روافد" المعني بتنمية المجتمع المحلي في منطقة وادي النضارة في سورية، وهو مشروع يرمي إلى التشجيع على استخدام مختلف الموجودات الثقافية في التخطيط للتنمية الاجتماعية الاقتصادية في سورية. ويشتمل المشروع على ثلاثة مكونات هي: البحوث التشاركية، وتنمية المجتمع المحلي، والترويج. وقد بدأ العمل في الجزء الخاص بالبحوث في آب/أغسطس 2009، ومن المفترض أن يتم إنجاز هذا الجزء في نيسان/أبريل 2010، وأن يتجسد ذلك في إنتاج مجموعة من الموارد، بضمنها خريطة ثقافية للمنطقة، ومنهجية للعمل عن الكيفية التي تم بها إجراء البحوث، وفي خطة عن الكيفية التي يمكن بها الاستفادة من المعارف النظرية المكتسبة بغية استخدامها على الصعيد التطبيقي في إطار المجتمعات المحلية. وتشتمل المنهجيات المستخدمة على تشكيل أفرقة تركيز وتنفيذ عمليات حصر وإجراء مقابلات شبه منظمة واستخدام معلومات حكومية وبحوث متخصصة، مع التركيز في كل ذلك على إشراك المجتمعات المحلية وتنفيذ أنشطة لبناء القدرات. وستبدأ المرحلة الثانية من هذا البرنامج في ربيع عام 2010، وهي مرحلة ستركز على تنمية المجتمع المحلي.

وستعلن نتائج البحوث في المؤتمر العلمي الذي سيعقد عن الثقافة والتنمية، في حزيران/يونيو 2010، كما سيجري إعداد مجموعة مواد عن إعداد الخرائط الثقافية، وذلك بالاستناد إلى تقييم دراسة الحالة التي أجريت في وادي النضارة. وسوف تساعد الخريطة الثقافية في توجيه عمليات التخطيط للتنمية الاجتماعية الاقتصادية في هذه المجالات.

Post a Comment

Previous Post Next Post